~عليائي انا~

23.7K 1.4K 370
                                    

(علياء)

لم تصلني رسالة اخرى من عادل...ولم ارى بعدها فؤاد..في الحقيقة حاولت.. ولكنه رفض التحدث الي..جعلني انهي اعتذاري ثم وببساطة ادار وجهه ورحل!!... نعم هو محق..ونعم انا مخطئة..ولكن أليس من المفترض ان يسامحني؟!..فحسب مايقال كل شيء مسموح بالحب..وهو يعلم مدى عشقي..بل جنوني بيوسف..وتمنيت لو انه يتفهمني....ألسنا صديقان وعلينا ذلك؟..اعني مسامحة بعضنا الاخر؟!.. آاااه اللعنة!!..رأسي يكاد ينفجر..انه عبارة عن ضوضاء لايمكنني اسكاتها..يا ليت افكاري كانت خرساء مثلي كي لاتسبب لي هذا القدر من الصداع...احاول نسيان يوسف فأجد عادل ينزل للمحاربة بدلاً منه يعرض لي اسوأ المخاوف وماالذي عساه سيفعله بيوسف...اعزل عادل عن المسرح فيعتلي فؤاد المنصة بدلاً عنه وافكر بشجارنا حول يوسف وغضبه مني....انهم حلقة واحدة يربطهم الشخص ذاته...يوسف!!.. كلما فكرت بأحد وجدت نهاية تفكيري تنتهي بيوسف!..

يوم ممل اخر يمر علي لااجد ماافعله.. ليس لي اصدقاء سوى فؤاد وفؤاد يخاصمني منذ اسبوع...لم تولد لدي رغبة في الفترة الاخيرة من اجل ركوب الخيل..اشياء كثيرة جعلتني افقد الرغبة في فعل اي شيء والاستمتاع..ومضى علي اسبوع وانا احتجز نفسي في المنزل واغلب الاوقات اقضيها في غرفتي ولكن اليوم قررت النزول نحو الصالة لأشارك الخالة سمية جلوسها...اظنكم انتبهتم للتو فقط انها تكون في الحقيقة خالتي وليست عمتي!!..ولكني افضل منادتها بأسم العمة..لااعلم لماذا ولكني احب مناداتها هكذا فحسب..ربما لأن يوسف يفعل هذا!!...اه يااللهي..هاهو الموضوع يعود ليدور حول يوسف مرة اخرى!!.

على اية حال..كانت تجلس على الكرسي وتقوم بتطريز منديل حريري...جلست على الاريكة وحدقت بيديها كيف تصنع المنديل وانا اشعر بماء حارق يتجمع داخل عيناي وتعاسة فظيعة تسيطر علي...المرة الاولى والاخيرة التي طرزت فيها كان ذلك المنديل الذي اهديته ليوسف...لم تطرز يداي لسواه..ولم اهدي احداً شيئاً ما سواه...  وكأنه الشخص الوحيد في عالمي!!..

استلقيت فوق الاريكة وعمتي تمنحني ابتسامة حنونة...هذه المرأة بالفعل لاتمل ابداً من التحديق بوجهي..يا إلهي كم احبها!!.. احياناً اتساءل..لو كانت امي لاتزال حية هل كنت سأحبها اكثر من العمة سمية الان؟!.. لا اعلم ماهو ذلك الشعور المميز الذي يربط الابنة بأمها والذي دائماً يضربون به الامثال..ولكني متأكدة انه لن يختلف كثيراً عن شعوري اتجاه عمتي..وكأني ولدت وحبها مخلوق في قلبي من دون ارادة مني!!..

تبسمت لها ثم ادرت ابصاري نحو التلفاز لأشاهد مايعرض دون ان اهتم حقاً به بل ولم اسحب جهاز التحكم لأغير القناة...كان فيلماً ما..او ربما هو تقرير...عيناي تنظر نحوهم ولكني لااعرف ماذا ارى بالضبط.. كنت في عالم اخر تماماً...دقائق حتى بدأ صوتهم يبتعد شيئاً فشيئاً...تارة تنسدل جفناي وتارة اعود لفتحهما بقوة..بدأ الضعف يدب في جميع انحاء جسدي ورأسي يتثاقل ليسحبني رويداً نحو عالم الاحلام وافقد اتصالي بالعالم من حولي تماماً لأغط بنوم عميق كالطفلة البلهاء التي اينما جلست نامت!!..

عذابي الصامت (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن