(علياء)مضت ثلاثة ايام على الحفلة استطعت فيها تجاوز ما حصل وتقبله بشكل اعتيادي بخصوص هارون... ولكن هناك شيء لن استطع تقبله بشكل اعتيادي على الاطلاق...نورا !!
ارتميت فوق وسادتي احدق في السقف باقتضاب اتخيل صورتها مرسومة امامي ..استمع لكلماتها المحملة بأخبث انواع السموم...كذاك السم الذي اصاب هارون جعله يموت بأزمة قلبية!!..
ولكن سمها قتل روحي وابقى جسدي حيا.. ابقاه حيا لًأتعذب...لتوجه لي حرقا اًخر يجعلني لا انسى الحرق الذي وضعوه لي فوق يدي قبل سنوات....ولكن هذه المرة حريقها شب بداخل صدري تاركا قًلبي رماد من بعده!!.. اغمضت عيناي بقوة فاعتصر الدمع الذي كان يختبأ بداخلهما وعادت ذكرى يوم الحفلة لتغزو عقلي بكل قسوة..- ومضة -
( - انه برفقة مجموعة كبيرة من رجال الاعمال ولا اظنك تود اخذ علياء الى ثرثرتهم المزعجة.. اتركها برفقتي بينما تنهي حديثك مع جدي..
- لن اتأخر عليائي..
راقبت ابتعاد يوسف عني باتجاه جدي وقلبي منقبض من بقائي بمفردي بعيدا عًنه... اشعر بالوحدة وانا معهم.. انه الوحيد من يطمأني بوجوده معي..
- اشبعي ناظريكِ منه...فانت لن تنالي اكثر من النظر اليه خلسة..
التفت اليها باقتضاب لأجد ابتسامة مستفزة تحتل ثغرها وهي تدير بصرها باتجاه يوسف لتنظر اليه بنظرة اعرفها جيدا.. نظرة وددت لو اني احقنها بتلك الحقنة التي اخبأها في حقيبتي واقتلها!!..زفرت بضيق دون ان ابدي اي ردة فعل اخرى...فهي لن تفهم لغة اشارتي وحتى لو فهمتها فهي ستتعمد التحامق وعدم الفهم كي تستهزأ بخرسي وتشعرني بالعجز!!..اكملت وهي ترمي لي حروفها ببطء وثقة:
- اعرف انك معجبة به... فمن عساه لا يعجب بيوسف؟!.. وسيم ..انيق ..طيب القلب ..المسؤول عن كل الممتلكات والشركات من بعد جدي وعمي.. المسؤول عن الاسرة.. صاحب القرارات الاولى والاخيرة!!..يعتمد عليه جدي في كل شيء...انه الشاب المثالي الذي تتمناه كل فتاة!!..
ثم اقتربت مني لتهمس لي بحقارة:
- ولكن شاب مثالي كهذا ..هل تظنينه سيتزوج ابنة السائق الخرساء؟!...صاحبة الدم الملوث؟!.. هل سيتشرف بأبنة الثوري داخل مجتمعه الراقي؟!..)
- الحاضر-
رفعت يداي وغطيت بهما وجهي بقوة احاول ان انتزع هذه الذكرى من عقلي ولا استطيع ذلك!!...
تلك الكلمات...بطريقة ما هي صحيحة.. ونعم انا كذلك... ولكن ..هل يفكر يوسف بهذه الطريقة ايضاً؟..نعم هو يحبني..انا واثقة من ذلك.. ولكن هل سيختارني حبيبة فقط وعندما يعود الامر للزواج فسيرتبط بغيري؟!.. هل سيتخلى عني؟..ولما قد لايفعل؟..هو قد فعلها مرة..هل سيفعلها مرة اخرى؟... كنت واثقة تمام الثقة مما يجري..كنت واثقة من حبه لي..ولكن الان لم اعد واثقة من شيء..لم اعد اعرف شيء..تزعزع كياني وتشوش عقلي!!..
أنت تقرأ
عذابي الصامت (مكتملة)
Romanceسؤال واحد سيطرح نفسه... هل سيكون الحُب كافي لنسامح من نحب رُغمَ تمرد ماضيهُ على حاضرهِ ليُظلم له روحهُ؟!... مرتبة ثانية في مسابقة (#افضل_كاتب _ عربي#) المرحلة الاولى مكتملة