مرت السنين.. ومضت الايام يوماً بعد يوم ..ازددت فيها قرباً من علياء وازدادت هي قرباً مني.. مع مرور الوقت ومن كثرة اختلاطها بي وبديما اصبحت علياء اكثر لطفاً واجتماعية نوعاً ما.. واصبحت حالات التوتر لا تنتابها ألا نادراً؛ ولكن بالتأكيد امر النوافذ لا يزال عملي الليلي !
بهذه الطفلة شيء مميز يجذبني لمراقبتها دائماً واختيار الاماكن القريبة من مكان لعبها هي وديما كي لا يزعجهما احد؛ فبالطبع منذ بضعة سنين لم يجرأ أحد الاطفال على اذيتها بوجودي.. ربما هذا هو السبب الذي يدفعها للنظر الي بين الحين والاخر لتتأكد اني قريب فتطمئن اكثر. كذلك اصبحنا نخوض الكثير من الاحاديث مع بعضنا لأني علمتها وتعلمت معها لغة الاشارة فاصبح بإمكاني فهم ماذا يدور بأعماق رأس هذه الصغيرة بعض الشيء؛ وكم كنت اشعر بالسعادة عندما تلتجأ الي راكضة وتسحبني من يدي لتأخذني الى احدهم وتبدأ تشير الي بيديها الناعمتين الاشارات التي علمتها لها لتوصل الي الفكرة فأوصلها انا للشخص الاخر؛ كان هذا يشعرني بالتميز عن الاخرين فأنا الوحيد الذي يفهم علياء؛ انا الوحيد الذي تلوذ به علياء لتتحدث؛ لتشعر ان لها وجود؛ لها حديث؛ لها صوت حتى وان كان غير مسموع!
ها قد اصبحت علياء صبية بعمر الزهور. اجمل صبية قد شاهدتها عيناي. بضفائرها الطويلة؛ وبعينيها العميقتين كالبحر وبلونه كذلك؛ بابتسامتها التي تنشط الروح في جسدي.. انا قد وقعت في غرام هذه الصبية؛ هذه الطفلة التي تتعلق بي وتزيدني تعلقاً بها. ولكني لم افصح، لم اجرؤ على اخبارها.. ولكنها فهمت.. مثلما فهمتها انا.. فأصبحت مشاعرنا مفضوحة من دون كلام.
رغم انها في 15 الان ألا انني لازالت اعاملها كما لو كانت علياء الطفلة ذات الخمس سنوات وهي تطيعني كما لوكنت...لا اعرف كما لوكنت ماذا؛ هي فقط تطيعني بطريقة عمياء؛ وعندما كان يغضبها شيء ما او تعاند احدهم كنت احدثها مثل ما احدث الاطفال وارضيها.. وكم كانت عليائي سريعة الرضا بكلامي!
في احدى مرات عودتي من الجامعة شاهدتها تجلس في الصالة؛ بالطبع انا استغرق عدة ثواني اسرقهن من الوقت احدق فيها قبل ان اعلمهم بعودتي ووجودي. هذه المرة طالت الثواني؛ اكتنف الاستغراب ثنايا عقلي وانا احدق في ذلك الاهتمام والتركيز الذي تمنحه للعمة سمية. هي تحدق بشيء بين يدي العمة ثم تعدل شيء بين يديها هي. انظارها تنتقل ما بين اليدين كي تتقن ما تفعله... لحظة!!...هل هي تحاول ان تتعلم التطريز؟؟!.. هل كبرت اميرتي لهذا الحد فأصبحت تهتم بأمور النساء والفتيات؟.. هل بدأوا يعدوها منذ الان لتصبح سيدة منزل ماهرة؟
تأوه بسيط نتيجة دخول الابرة في طرف اصبعها جعلني اكشف وجودي وانا اسرع الخطى اليها واهتف بنبرة جمعت قلق العالم بداخلها:
- أأنتِ بخير؟!
تفاجأت بوجودي واحسست بارتباكها وهي ما بين تحاول اخفاء المكونات من الابر والقماش وما بين ادراكها انه قد فات الاوان على ذلك فأنا قد اكتشفت الامر؛ ولم اعرف حينها لما قد تود اخفاء الامر ولكني احسست بذلك فحسب.
عندما اطمأننت انها بخير وانها سحبت الابرة من يدها جلست على المنضدة التي امام اريكتها وسألتها بفضول ممزوج بابتسامة:
أنت تقرأ
عذابي الصامت (مكتملة)
Romanceسؤال واحد سيطرح نفسه... هل سيكون الحُب كافي لنسامح من نحب رُغمَ تمرد ماضيهُ على حاضرهِ ليُظلم له روحهُ؟!... مرتبة ثانية في مسابقة (#افضل_كاتب _ عربي#) المرحلة الاولى مكتملة