~ عودة ~

21.2K 1.5K 196
                                    

(يوسف)

قدت سيارتي بأقصى سرعة ممكنة وبأكثر طريقة متهورة قد تتخيلوها.. في العادة لست من مشجعين السرعة ولا افضلها.. ولكن عندما يتصل بك جدك ويخبرك انه عليك القدوم للمزرعة من اجل احضار الملفات له عندها ستنقلب كل الموازين وتكسر كل القوانين التي اعتدت عليها!...
اذهب الى المزرعة!!!.. أأنا في حلم ام في واقع؟!..بعد سبع سنوات من الفراق هل ستمطر سماء حظي ببعض الامل؟!!..هل حقاً سأراها؟!..هل حقاً سأقابل عليائي؟!!

ياترى هل تغيرت؟ وكيف اصبحت؟ وهل ازداد شعرها طولًا؟ وهل اصبحت كبيرة بمافيه الكفاية لأصرخ بأعلى صوتي ومن دون تردد "انا احبكِ علياء"....وكيف ستستقبلني؟!..بالتأكيد ستبدأ بالبكاء فوراً فأنا اعرف ان دموع عزيزتي ضعيفة وسريعة النزول...ولكنها بالتأكيد ستبدأ بأسقاط وابل من الملامة والعتب لأني تركتها.. ولكن لا بأس ..انا استحق ما سأسمعه منها لأني تركتها..سأعتذر لها...وسأخبرها كم عذبتني هذه السبع سنوات وانا بعيد عنها...سأخبرها اني لا ازال احبها وقلبي لم يخن ذكراها ولم يعشق سواها...هي.. وهي فقط!...

انها تقريباً الساعة الرابعة بعد الظهر الان...دخلت بسيارتي من البوابة الخارجية الضخمة وانا اشعر بتيارات كهربائية تسري في جسدي وتكتم انفاسي لتقبض قلبي بشدة وتجعله ينبض بجنون يكاد يدفعني خارج السيارة ويركض لرؤيتها!..لأول مرة في حياتي اتوتر بهذا الشكل وجسدي يرتجف.. يا اللهي ما الذي يحصل لي؟!!.. ماهذا الضعف الذي يجتاحني؟!... تباً..علي ان اكون اقوى قليلًا..فأن كنت انا متوتراً بهذا الشكل فكيف ستكون هي؟!!..

اطفأت سيارتي ونزلت منها وابصاري تتجول من دون ارادي مني حولي....كم اشتقت لهذا المنزل وافتقدته!!...المسبح.. الزهور.. الحشائش..الاشجار..كل شيء كما هو وكأني غادرت المزرعة في الامس....ولكن الان ليس وقت الحديقة...فما بداخل المنزل اهم!..صعدت الدرجات بسرعة لأصل للباب الداخلي واطرقه بضع طرقات..ولو لم اكن سأبدو كالمجنون وافضح عشقي امام الجميع لكنت طرقته بشكل متواصل الى ان يفتحوه لي من شدة سعادتي ولهفتي!

واخيراً استدار المقبض وازدادت ضربات قلبي اكثر ووجدت الابتسامة من دون ارادة مني طريقها نحو شفتاي...فجأة برز وجه بشوش لسيدة اعرفها جيداً..كانت عمتي سمية!...لاانكر انها تغيرت بعض الشيء..ازدادت الشعيرات الفضية في فروة رأسها ورغم جمالها واناقتها ألا ان الزمن استطاع ان يضع قليلًا من بصمته فوق وجهها...ولكنها لاتزال تحتفظ بالملامح اللطيفة التي لا اشعر بالملل ابداً وانا احدق بها...اول ما رأتني اعتلت ابتسامة عريضة وجهها وهتفت بلهفة:

- يوسف!!..

ثم ارتمت علي وعانقتني بشدة فبادلتها العناق وانا اضحك واقول:

- ما كل هذا الجمال يا فتاة ألا تكبرين ابداً؟!!...يا لك من محظوظ يا كمال!!..

ابتعدت عني وهي تضحك مع بعض الدمعات الضعيفة التي تجمعت بمقلتيها وكوبت وجهي بكفيها وهي تقول:

عذابي الصامت (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن