~ علياء ولكن...~

21.1K 1.5K 145
                                    

(علياء)

يمكنني ان اسيطر على كل شيء في حياتي ماعدا ارتجافة جسدي الان فأنه شيء لايمكنني حتى التحكم به قليلاً...انا متلهفة لرؤيته..مشتاقة لخوض حديث معه...اود الركض اليه وارتمي بين احضانه واخبره بما عانيته في غيابه ومازلت اعانيه.. لأخبره اني فقدت نفسي القديمة ماان رحل عني..لأشكو اليه نيران ماضيّ التي بدأت تحرق عالمي...ولكني لم استطع...ببساطة ليس من حقي ان افعل هذا..وليس من حقه ان ينال شيء كهذا مني..فأنا لم اسامحه بعد لأنه تخلى عني ورحل وكأني شيء تافه في حياته لم يعره اي اهتمام...

ماان ابتعدنا عن المنزل قليلاً حتى امسكني فؤاد من معصي ليوقفني..فتوقفت..ولكني لم اجرؤ على النظر في عينيه..لاسيما مع تلك الدموع التي بالكاد ابقيها داخل مقلتاي..امسكني من ذقني ليجعل ابصارنا تلتقي وماان حصل هذا حتى وجدت الجدية تكسو ملامحه وتلك الابتسامة المرحة اختفت عن وجهه وهو يقول:

ـ أهذا هو ياعلياء؟!..أهو يوسف ذاته؟!..

فجأة احسست بقطرة مياه حارقة تنزل على خدي لتحول ملامح فؤاد الى الاشفاق وقال بنبرة يملأها القلق..فأنا اعرف كم يخاف علي:

ـ اياكِ ان تقولي لي انكِ لاتزالين تكنين له المشاعر؟!!..

عند هذه النقطة لم اتحمل واجهشت ببكاء اقوى وانا اخبئ وجهي خلف كفاي فأبعد يدي عن وجهي وهو يقول بنبرة عطوفة ولكن آمرة:

ـ لاتكوني متهورة ياعلياء...ان عرف عادل بالامر فسيعاقبكِ بشدة وسيبعد يوسف باقسى الطرق عنكِ..وانتي تعرفين جيداً الطرق التي يتبعها عادل..

فهززت رأسي بعنف وانا اشير :

ـ(لا ارجوك...انا سأبعده..اعدك اني سأحاول)

مسح دموعي برفق وهو يقول:

ـ عليكِ ان تحاولي بقوة اكثر ياصغيرتي...فهذا الامر لن يتقبل اي اخطاء ومشاعر...لقد وعدتنا انكِ لن تعودي لتكني له المشاعر..

عدت للبكاء مجدداً بقوة اكبر هذه المرة وبدأ صوت نحيبي يعلو وانا اشير:

ـ(وانا ظننت هذا ايضاً..)

ثم ضربت قلبي بقوة وانا اكمل اشارتي:

ـ(ولكن لا يبدو اني كذلك يافؤاد...لااظن انه يمكنني نسيانه بسهولة..)

فأمسك فؤاد يدي التي عدت لأضرب بها على قلبي وسحبني اليه ليعانقني بقوة ويمسح على رأسي ويهمس لي:

ـ شششش...اهدئي صغيرتي..كل شيء سيكون بخير...سنحل الامر...

مرت علينا عشر دقائق وانا لاازال بين احضانه اذرف الدموع التي لااملك السيطرة عليها...ابتعد عني قليلاً واحدى يديه لاتزال تحوطني والاخرى رفع بها وجهي اليه وهو يقول بأبتسامة:

ـ مارأيك ان نذهب الان للتدريب فبالتأكيد ركوب الخيل سينسيك ألمك هذا..

تبسمت له من بين دموعي وانا اومئ له موافقة..فأنا بالفعل احب ركوب الخيل بشدة وهي تنسيني كل احزاني والآمي..ولكن فجأة دوى صوت يوسف الغاضب هاتفاً بأسمي ليزلزل المكان من حولنا ويقترب منا بعيون تتطاير منها نيران وليس شرارات فقط..متى خرج بحق السماء؟؟ ولماذا؟!..ابتعد فؤاد عني متحفزاً ومتهيئاً للقادم وكأنه كان متوقع ماسيحصل من منظر يوسف هذا..وبالفعل..ماان ابتعد حتى وقع فوق الارض بدفعة قوية من يوسف فوق صدره مبعداً اياه عني...شهقت بفزع وانا اكتم صوتي المكتوم من الاساس بيدي..رأيت فؤاد يقوم من مكانه عاصراً قبضته بقوة وملامح وجهه منقبضة.. نعم انا اخاف على فؤاد..ولكني اخاف على يوسف اكثر..خشيت ان يتورط معه بشجار عنيف قد لااملك القدرة على فضه فوقفت بينهما ودفعت فؤاد برفق من صدره اترجاه ان يهدأ ولكن قبل ان تلتقي ابصارنا وجدت شيئاً ما يقبض على معصمي بقوة ويسحبني بعنف..وبالطبع هذا كان يوسف..سحبني بيد جاعلاً اياي خلف ظهره ولوح بأصبع اليد الاخرى امام وجه فؤاد مهدداً وهو يكز على اسنانه بغيظ:

عذابي الصامت (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن