أرهقتي رجولتي

إرهاق

دخلت الحمام وخلعت الفستان بالأرض ، ودخلت كابينة الأستحمام وضبطت حرارة الماء لينزل من كل مكان بسقف الكابينة

وبدأت بفرك جسدها بقوة تحت الماء الساخن ، ورغماً عنها انهمرت دموعها بغزارة وجلست علي أرضيه الكابينة واستندت علي الحائط الزجاجي وضمت قدماها لصدرها واحتضنتهم بقوة وارتفع صوت شهقاتها بينما بدأ جسدها بإرتجاف ظلت هكذا لفترة طويلة.

ثم مسحت دموعها ونهضت بسرعة وأخذت تفرك جسدها بعنف وقوة واخذت غسول الجسم بيدين مرتعشة وأفرغته كله علي يديها وأخذت تفرك جسدها به وهي تشهق بقوة ثم جلست علي الأرضية وهي ترتجف بقوة وأخذت تبكي بقهر .

بعد وقت طويل خرجت من كابينة الأستحمام واتجهت للغرفة ، ارتدت كنزة صوفية واسعة وبنطال ضيق وربطت شعرها علي شكل كعكة فوضوية ، وجلست علي الأرض أمام المدفأة وضمت قدماها لصدرها .

لم تشعر بنفسها إلا ودموعها تسقط علي وجهها بصمت ، ظلت تحدق بالنيران بهدوء .

حتي نهضت واتجهت ناحية المرآة نظرت لنفسها بآسي وضعت يدها علي وجهها وأخذت تتحسسه وتحدثت نفسها بقهر : ألم أقل لكِ تعايشي ، ألم أقل لكِ أن الطريقة الوحيدة لإتقاء شره هي طاعته ،
لماذا إذن أنتِ هكذا .

وأصبحت تنظر بصدمة وحزن : لأنكِ أطعتيه لكنه لا يريد ابعاد شره ، هل ستظلي تفكري بالأخرين ، كاميليا أنتِ من يفكر بكِ من انطقي من هيا انطقي من يفكر بكِ من ؟

صرخت بقوة وهي تقذف زجاجة العطر في المرأة : لا أحد لا أحد

ووقعت علي الأرض وهي تتمتم : وستظلي هكذا .

ثم نظرت لأعلي : أمي هل أذيت أحد وأنا صغيرة ليبتعد عني الجميع ، أمي أنا لماذا يكرهني الجميع .

ثم ابتسمت بألم وهي تنزل رأسها لأسفل : نسيت أنتِ أيضاً تكرهيني.

وضمت قدميها الي صدرها وتكورت حول نفسها وتمتمت : لماذا يكرهني الجميع ويبتعدوا عني والله أنا لم أكره أحد بحياتي سوي نفسي .

ونظرت لأعلي بسرعة : ه-هل من يكره ن-نفسه يكرهه الأخرين يا الهي لو هكذا سأحب نفسي أقسم سأفعل .

ثم رمشت بصدمة : ولكني لا أستطيع

انزلت رأسها للأسفل مرة أخري : إذن ماذا سأفعل هل سأظل وحيدة
مسحت دموعها بسرعة من علي وجهها : حسناً كيف أحب نفسي أحد يخبرني كيف أحب نفسي لقد سآمت الوحدة أريد أن أحب نفسي لتحبني الناس ، لقد سآمت كوني المرأة الكئيبة ، لقد سآمت كوني المرأة الحزينة التي يخشي أن يحكي لها أحد الناس أخبارهم السعيدة حتي لا أحسدهم علي فرحهم .

ووضعت يدها علي وجهها وأخذت تبكي بحرقة : سآمت كوني المرأة البائسة يا ماما .

ثم أبعدت يدها من علي وجهها ببطء وهي تتمتم : هل يمكن أن أكون في أسعد أيامي وأن القادم أسوأ .