أرهقتي رجولتي

سلطة

يمسح دموعها وانحني ليقبل جبينها بهدوء : والأن كلي طعامك

أمر ببساطة بينما يمسح علي ظهرها بخفة وأخرج هاتفه من جيب بنطاله وطلب أحد الأرقام وأبتعد عنها وهو يتحدث بأحد صفقاته كان أيضاً يلقي الأوامر كعادته ببرود وحدة مخيفة ، ابتلعت ريقها وهي تبتسم بسخرية بين دموعها هل هو الأن سَخرها بين يديه ؟ يعلم جيداً كيف يُخضعها مثلها مثل نساءه يجب أن تَخضع

رفعت رأسها لأعلي وهي تمسح دموعها بسرعة ، ثم جلست علي مقعدها وهي مازالت تحاول مسح اثار البكاء عن وجهها وأخذت تحدق بظهره بسكون وهو يتحدث في الهاتف ، هزت رأسها وأمسكت كأس الماء وأخذت تشرب منه ، دقائق مرت حتي أنتهي من هاتفه لكنه لم يلتفت لها بل وضع يده في جيب بنطاله و ظل واقفاً بمكانه كأنها ليست موجودة من الأساس ، أبعدت وجهها بعيدا عنه وأخذت تحدق في الفراغ بهدوء ، لقد عاد القناص .

في الصباح فتحت عيناها ببطء شديد كان الصمت والهدوء التام يَعم الغرفة الشبه مظلمة مع الستائر المتطايرة بفعل الهواء البارد الذي يتخلل الجدران بقوة

أغمضت عيناها مرة أخري وتململت في الفراش بألم وهي تُحكم الملاءة الحريرية حول جسدها العاري بخفة ونهضت جالسة علي السرير ، كانت تحاول السيطرة علي الألم جسدها يؤلمها بشده الكدمات حول رقبتها ، كتفها وذراعها حاولت النهوض من علي السرير ولكنها تأوهت بصوت عالي من ظهرها كأنه مقسوم وكأن هناك من شَرخه ، شعرها المبعثر شفتاها المتورمة ذلك الجرح بجانب شفتاها لا يجعلها تستطيع فتح فمها

رفعت رأسها لأعلي وهي تستند علي الوسادة ببطء ونظرت بجانبها كان نائم بصمت وهدوء ، أمس بالفعل كما توقعت فقد سيطرته وانتهي بها الأمر تقضي ليلة سوداء مع القناص الذي ينام بهذه القوة وكأن شئ لم يحدث

اقتربت منه وأخذت تنظر لوجهه بلا ملامح ،يبدو هادئ لا تري هذه الملامح الساكنة سوي عندما يكون نائم أو ثمل ،الصمت الذي يحيط به يجعلك تقسم بكون هذا الرجل ليس نائم فهذه الهالة التي ظهرت حوله فجأة جعلتها تشعر بالرهبة لقد استيقظ

تحدثت بشرود وهي مازالت تنظر له : لماذا لا تنام بجانب النساء؟

خرج صوته بهدوء شديد و هو مازال مغمض عيناه : لا أثق في امرأة

صمتت قليلاً قبل أن تردف : أنا امرأة وأنت نائم بجانبي

فتح عيناه ونظر لها : اغلقي هذا الأمر

رمشت بهدوء ثم همست : أنا أستطيع قتلك وأنت نائم

ظل يحدق بوجهها قليلاً بذلك الصمت ولا يوجد ملامح علي وجهه ثم تحدث : أتعلمي

رفعت حاجبيها بإهتمام : ماذا؟

أردف وهو ينظر لعيناها بهدوء شديد : أقبل أن تقتليني