مُتنمّر.

1K 87 62
                                    

" لما أنتِ هُنا؟"
كان هذا أول ما نطق بهِ حين أبصرها منتصبةً أمامهُ.

لم تجبهُ و اكتفت بالتحدّيقِ فيهِ مفرقتًا شفتيها ، لما على القدرِ أن يكون بهذهِ القسوة؟.

نقلَ نظرهُ إلى صحنِ الكوكيز حينَ لم يتلقى إجابتًا منها ، ثم أعاد نظرهُ إلى عينيها ليُظهر إبتسامتهُ الجانبية:
" هل أردتي إقامةَ علاقةٍ مع جارِك؟ بهذا؟ "
سأل ساخِرًا و مُشيرًا إلى ما تحتويهِ يديها.

عقدت حاجبِيها و قالت :
" لا شأن لكَ بما أقدِمهُ و ما أصـ..."

" ان كنتِ تقصدينَ صاحِب المنزِل أدناهُ فهوَ أنا ، ايضًا لا أحب اقامةَ العلاقات مع من يفتقِر الى الإحترام "
و تخطاها متقدِمًا.

" لكنني-"
نبست مستديرة لكنهُ و بالفعل دخل و اوصدَ الباب خلفهُ.

حدّقت بالكوكيز خاصتِها و تمتمت :
" كم أنا حمقاء .."

و هربت دمعةٌ من عينها ، زمت شفتيها و حاولت كبحَ ما تبقى مِن دموعٍ لتتجهَ صوبَ شقتِها بخيبةِ أمل.

و فجأتًا أحست بذراعٍ إستوقفتها لتُديرها برفقٍ حتى تواجِه صاحِبها..

و من عساهُ أن يكون؟..

" أنستي؟ هل أنتِ بخير؟"

أبصرتهُ بأعينٍ دامعةٍ و قابلهَا بأعينٍ قلقةٍ لا تكذِبُ في شعُرورِها ، تلكَ العينينِ الزرقاوتينِ رأت فيهما الإخلاصَ و الصدق.

" أنا .. كذلِك "
أجابت لتمسَح أعينها بطرف كمّها.

اخرجَ منديلاً من سترتهِ الرسميّةِ و مدّها إليها ، ابتسمت و التقطتها مِنهُ ، بعدَ مرورِ عدّة لحظاتٍ نبس :
" هل هوَ بسبب السيّد كيم تايهيونغ؟"

عقدت حاجبيها مستفهِمة فأدركَ ذلك و غيّر نمط السؤالِ قائِلاً:
" أعني صاحِب شقتكِ المجاوِرة .."

اتسعت عيناها و قالت في ذهولٍ :
" ما علاقتُك بهِ؟"
لم ترى سِوا اختلافِ الأفعالِ بينهُما ، أيعقل أنهُ أحد اقربائِهِ؟

" حارِسهُ الشخصي ، ديفد جون "
أجابَ مبتسِمًا.

« يبدو كملاكٍ بتصرُفاتهِ و ابتسامتهِ الساحرةِ تلك ..»

فكّرت مُسهبتًا عينيها في وجهِ ذو الملامِح الأجنبية.

" انستي؟"
نطقَ ليُخرجها من شُرودِها.

" حارِسه؟؟! "

" هوَ من عائِلةٍ ثريّة كما الظاهِر ، و أنا عُينتُ كحارِسه الشخصيّ ، ان كان قد ضايقكِ فعذريهِ رجاءً فلا بد أن يُغيّر الزمَن من سلوكِ الإنسان ، جميعُنا نمرُ بضعوطٍ تُنسينا أمورَ الدُنيا.."

تناقُــضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن