سأكون نجمكِ الضيئ.

823 64 75
                                    

الفصل 23

" هل شاءَ القدرُ أن يجعل هذهِ الليلة تعيسةً لكلينا ؟"

أعاد نظرهُ الى السماءِ , الى حيثُ تقبع ملذاتهُ.

" آه.. "

نطق بذلِك ليندفِع البخارُ من ثغرهِ كنايةً على شدةِ برودةِ هذه الليلةِ الحالكة.

نطق كما لو أن تلك الآهات تكفي لتحكي عن اي ألمٍ خالجه الآن.

استقام فجاءة , حينما كانت منشغلةً في البكاءِ مخفضةً رأسها.

اتجه صوبها بهدوءٍ و بحركاتٍ مترنحة..

امتدت يداهُ نحوها..

غلّف وجهها بكفّيه الباردتان ليسأل بهدوءٍ مصاحبًا لبعض القلق :

" لما تبكين ؟"

لم تجبهُ , بل زادت من نبرةِ بكائها علوًّا.

" أخبريني "

همس مصرّا , و مقتربًا من وجها أكثر فأكثر.

" فشلتُ .. في اختبارِ قبول الجامعة .."

لحظاتٌ هي ..

حتى غمرها بين أحضانهِ ..

دفع برأسها برفقٍ ليلامس صدرهُ بينما علاماتُ الصدمةِ لم تفارق محياها.

و لكن لدفئِه ولدفئ أنفاسهِ التي تضرب خصلاتِ شعرها بلطفٍ تأثيرًا خطيرًا على نبضات قلبها.

تأثيرًا منعها من مقاومةِ هذا العِناق.

رأت فيهِ أمانًا كبيرًا..

" لا تبكي أرجوك , هذا ما يزيدُ الأمر سوءً ..

فلتكف الدموعُ عن اغراقِنا .."

" تيهيونق .. "

تمتمت تستغرب بكائهُ معها..

" أتصدقين!

لقد طلبَ مني مسامحتهُ ..

لكنني و كالأبله أجبته بأنني لستُ قادرًا على مسامحتهِ..

و لكني قصدتُ رؤيتهُ لمُناقشتهِ بهدوءٍ

كنتُ أريد إخباره بأنني لا زلتُ اعتبره والدي ..

بأنني لا زلتُ احب مجالستهُ

بأنني لا زلتُ احب حكاياه..

بأنني أشتاقهُ!

تناقُــضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن