غيرُ متوقع

1K 78 49
                                    


تنهدَت بعد أن مسحت عرقَ جبينَها بظاهِر يدِها.
أدارت رأسها شمالاً تنظُر بقلةِ حيلة إلى ما تبقى لها مِن نافذةٍ لتُلمّعها.

" لم أكن أظن أن تنظيف زُجاج النوافِذ بتلك الصعوبة ، بحق الله .. أهذا عقابٌ يُعطى لطالبةٍ ضعيفة ؟"
تذمّرت لتسترسِل :
" الخطأُ كلهُ يقع على الورقة! أنا لم افعل شيئًا خاطئًا..لم يكن على المُعلم كيم أن يغضب مني إلى هذهِ الدرجة.."

" أتظنين حقًا أنكِ لم تفعلي شيئًا خاطئًا؟"

لم تشأ الإلتفات إلى صاحِب الصوت و اكتفت بالتنظيفِ بمللٍ و عبوس.

جلسَ مقرفِصًا بمحاذاتِها و أكمل :
" تكرهينَ الإعتراف بأخطائِك دائِمًا ، منذُ طفولتك! "

توقفت و أغمضت عينيها لتقول:
" جونغكوك، لا تتصرف و كأنك تعرفني "

" أنا أفعل! ، كنتُ معكِ منذُ الصّف الأول! نحنُ بالفعل قضينا 6 أعوامٍ بنفسِ الصّف في دايجو و ها قد اجتمعنا من جديدٍ في الثانويّة ، لم يشأ القدر أن يُفرقنا"
ختمَ جملتهُ بصوتٍ دراميّ لتضربهُ بالمنشفة و تسأل:
" مالذي تفعلهُ هنا؟ ألا يُفترضُ بك أن تكون في الفصل الآن؟"

" دعيني أساعدكِ ، لقد هربت من الحصّة ، لا أطيق المعلم كانغ ، في كلِ مرةٍ يجول بناظريهِ حول الفصل كلهُ حتى يحل إحدى مسائلهِ اللعينّة و لا تقفُ عيناهُ إلا عليّ ليقوم بتوبيخي دون حتى أن أحلّها!"

" و إذا أعطاك المجال لتحُلّها ، أستحلها جيدًا؟"

" لا "

" إذًا اصمت و دعني أعمل "

ضحِك فجأةً بعد مدةٍ حين تداعى إلى ذاكرتهِ أمرٌ ما :
" أتذكرين حينَ كُنّا في الصّف الرابع و سرقتي الأقلام الملّمعة من سوهي لأنها أعجبتكِ لكنها أبت أن تعيركِ اياها؟ عندها سألت المعلمة من الفاعِل و ساد الخوف فينّا ظنًا أنهُ يوجد شبحٌ يسرق أقلامنا في المدرسةة ، إلهي هذا مضحك "
ثم أكمل بعد ولهة :" و حينَ كشفتكِ المعلمة قامت بتوبيخكِ و رددتي قائِلة : لا ضررَ في سرقةِ الأقلامِ معلمتي! أنا احتاجها و من حقي سررقتُها "

قالَ مقلّد نبرةُ صوتها الطفوليّة.

" إلهي حينها كرهني الجميع ، حتى أنت "

" صراحةً لم أكرهكِ بل أعجبتُ بكِ ، أنتِ حبي الأول و كان ذلِك ضمن صفحات ماضيَّ الأسود "

ضحكت فضربتهُ بخفةٍ على كتفهِ.

" آه صحيح .. هل حقًا تواعدينَ ذلكَ الطالبَ الجامعيّ؟ ، الذي التقيتي بهِ في دورةِ المياه "

تناقُــضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن