ch : 11

816 64 15
                                    

فُتح بابُ شقتهِ ليصدُر صوت صريرٍ خفيفٍ يتبعهُ صوتُ خطواتِه الغير متزنة نحوَ الجامعة في هذا الصباح ، كانت هالةٌ سوادء تعومُ حوله ، و قد ازداد وجهه شحوبًا بعض الشيء ، خرَج من شقتهِ على استعجالٍ و على الرغمِ من أنهُ كان مستيقظًا طوال الليل و لم يتأخر بسبب النوم.
كانت أفكارهُ مبعثرة ، ناتجةٌ عن فرطِ تفكيرهِ بالأمورِ التي تحدُث معهُ مؤخرًا.
لم يضع بالحُسبان يومًا أن والدهُ قد يباغته بدعوةٍ مجهولةَ السبب.
و رسائلُ أخيهِ المبهمةِ ضاعفت الأمر سوئًا و تعقيدًا.
توصّل إلى استنتاجٍ واحد بعد تفكيرٍ سلب منهُ راحةٙ عينيهِ طوال ليلةِ أمسٍ قد يرشدهُ إلى طرف الخيط.
كان الغالِب على الأمرِ أن توأمهُ قد بعثٙ برسالةٍ إليهِ ليحذّرهُ من وجودِ منظّمةٍ ما أو شيئٍ من هذا القبيل تسعى خلفهُ لسبب مجهول.
أطلق تنهيدةً طويلة تحكي فقدانهُ لسيطرةِ على همومهِ و هاقد عاد لتفكيرِ حول ما يخصّ توأمه لدرجةِ أنه لم ينتبه للتي اصطدم بها توًّا.

" أسِف .. "
تمتم بقلةِ حيلة ، و اكتفى بتوقّفهِ أمام المصعد منتظرًا وصولهُ.
بجانِب التي فغرت فاهها بدهشةٍ عن الموقِف الذي مرّ بسلاسةٍ دون احداثِ أيةِ فوضى كما هيَ العادة.
حتّى أن الاعتذار بهذهِ السهولةِ لم يكن من عوائد كيم تايهيونغ المتسلّط كما تراهُ هيَ.

« هل هوَ مريض؟ لما يبدو كشبحٍ يتجوّل في المنطقة.. »

فُتح باب المصعد فدخلَ كليهِما دون أيّةِ كلمةٍ تُذكر.
تعجبت هيَ عن سبب هدوئهِ و شرود ذهنهِ في هذا الصباح ، حتّى أنّه لم يلحظ هويتها بعد!.

نظّفت حنجرتها بعد أن أشبعت مقلتيها بالتحديقِ به مطوّلاً لتقول :
" الأخبارُ تشير إلا أن الجوَّ هذا اليوم سيكونُ ممطرًا .. آراك خاليَ اليدين ، هل ستكونُ بخيرٍ بلا مظلّة؟ "

استعادَ رشدهُ أخيرًا ، و التفت إلى صاحبةِ السؤال ليجفِل قائلاً :" منذُ متى و أنتِ هُنا؟ "

" منذُ اللحظةِ التي ضربت بها كتِفَك بكتفي ، هل تمزحُ معي؟"

زفَر بعد أن مسّد جمجمتهُ ليتحدّث بعدها ببرودٍ : " انتقي ألفاظك قبل أن تتحدّثي معي ، ثم إنهُ لا شأن لكِ بصحتي .. اهتمي بشؤونكِ الخاصّة "
قال ذلِك و انصرف عن المصعَد فورَ أن فُتح ، كشرت هيَ بوجهها و تبعتهُ إلى بوابةِ الخروج تشتمهُ على تصرفاتهِ الوقحة.
ثوانٍ هيَ حتى اصطدمت بظهرهِ حينَ توقف بغتةً عن المشي و حملَق بالسّماءِ فوقه.
عقدت حاجبيهَ و شاطرتهُ النظر.
لترى السماء مبددةَ الغيومِ و هاقد بدأت قطراتُ المطرِ بالتساقط واحدةً تلو الأخرى بغزارةٍ.
فتحت هي مظلّتها و على محياها ابتسامةُ النصرِ محاولتًا بها اثارةَ غضب من يقفُ بمحاذاتِها ، و تخطتهُ بسيرها نحوَ الخارِج.

تناقُــضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن