ألقت بجسدهِ الهلك في أقرب أريكةٍ جاورتها لثقلِ جسده الذي كان متكئًا على خاصتها ، شهقت بذعرٍ حين أبصرت يداهُ الملطخةِ بالدّماء ، ثم إلى خاصرته المجروحةِ ، حينها استنتجت أن شيئًا ما اخترق جسده منذُ لحظات ، الدماء لا تتوقف عن النزيف ، أغمضت عينيها لتُسلب أيّة قوةٍ في ساقيها لتسقط أمام هذا المنظر المُروّع.
و حينما أدركت أن جلوسها بهذا الشكل بلا فائدةٍ تُذكر ، التفتت يمينًا و شمالاً تبحثُ عن أيةِ وسيلة تواصل مع الإسعاف بيدين لا تكادُ تسكن.
أمسك برسغها ليوقِف حركتها المفرِطة فيقول
مطمإنًا و مغمض العينين يُصارع الألم :
" أنا بخير ، إياكِ و أن تتصلي بالإسعاف .."" ستفقِد الكثر من الدّماء إن بقيتَ على هذهِ الحالة أيها المجنون!"
أجابت باكيّة." لستُ أحتضر . هدأيّ من روعك أستطيع علاج...نفسي بنفسي .. "
" يا إلهي ما عساي أن أفعل لك الآن!"
استقامت بسرعةٍ و أزاحت يداهُ عن مكان الجرح حينما تذكّرت ما تعلّمتهُ سابقًا ، وضعت كلتها يديها على الجرح لتضغّط بشدّةٍ على موضعهِ.
سمعتهُ يأِن بألمٍ لكنها واصلت فعل ذلِك لمدّةٍ حتى توقف جرحه عن النزيف ، أحضرت شاشًا لتلّفهُ حول خصرهُ كاملاً بعد عدّةِ صعوباتٍ واجهتها.
جلست منهكةً بعدها تنظُر إلى يديها المليئةِ بالدّماء تارةً و إلى النائمِ تارةً.
" هذا فظيع ، لو أنني لم أدخل معهدًا للإسعافات الأوليّة لجتاحهُ فقرُ الدم "" لكن لما رفض الإتصال بالإسعاف ؟"
اردفت.****
فتحت عينيها منزعجةٍ من صوتِ طرقاتِ الباب المتتاليّة ، القت نظرةً على ساعةِ الحائط لتجدَ أن السادسةُ صباحًا.
أكتشفت حينها أنها غفت على الطاولةِ بينما كانت تُراقبهُ ، لم تقدِر على النومِ لساعاتٍ بسببه ، التفتت إليهِ لتجدهُ نائمًا بسكونٍ بوجهٍ أصفرٍ شاحب.تنهّدت بعمقٍ لتزحف إلى جهته ، حملقت بوجههِ لفترةٍ :
" يالَ شبههِ الكبير بتايهيونغ ، تُرى أهكذا يبدو حينما ينام ؟"" أجيبي على الطارق ، ليسَ هَنالك وقتٌ لتتأملي وجهي الجميل "
تحدّث بصوتٍ هادئٍ بغتة.فأجابت عاقدةَ الحاجبين :
" أنت و شقيقك تتشاركان عادةَ التباهي ذاتها ، حتى و أنت بهذهِ الحالة؟؟"
توقّفت لتسير ناحيةَ الباب تتسائل عن هويّة الطارق ، فمن سيزورها في الصباحِ الباكر؟
فتحت الباب ببطئٍ فأبصرت شابان أحدهُما أطول من الآخر يرتديانِ الأسود فقط ، كان الأظول يقف في المقدّمة بقبعةٍ سوداء.
أنت تقرأ
تناقُــض
Fiksi Penggemar- و قد يختِلف لونُ السماءِ نهارًا عن لونها ليلاً ، كِلاهُما لهُ ما يُميزهُ ، فالنهارُ يتباهَ بشمسه الساطِعةِ ، و اللّيل يحتفل بكونِ القمرَ مُنيرًا لسماءهِ القاتمة ، و لرُبما القمرَ لن يظهَر نوره دون شمسٍ .. أي أنهمُا واحدٌ لا يكتِمل أخرٌ بدونه ، و ع...