جزءٌ من الماضي.

676 63 53
                                    

فرّقت جفونها بإرهاقٍ لتُبصر العتمةَ فقط ..
كانت تقبعُ في مكانٍ باردٍ جدًا و هادئّ بشكلٍ فظيع ..
مظلمٌ كثيرًا .. لكن نورًا بسيطًا كان مصدرهُ نافذة ضيقة لم تستطع تحديد بُعدها عن مكانها..
أرادت التحرك .. لكن لحظة!!

« م..مالذي يحدُث هُنا! أين أنا؟!»

أول ما فكّرت بهِ .. حينما لاحظت بأنّها و بطريقةٍ ما .. مقيدة!!
حاولت التحرر بشتّى الطرق لكنها لم تستطع.

« اختطاف؟؟ لـ...لما! هل يعقل .. اغتصاب! تنمر! هل سأقتل!! »

أغرقت عيناها بالدّموع لكونها و بشكلٍ مفاجئ وجدت نفسها في هذا المكان البارِد .. لا تعلمُ حتّى إن كان الوقت نهارًا أو ليلا ،ً وحيدةً لا تقوى على فعل أي شيئٍ..

هزّت رأسها تمنعُ دموعها من الإنهمار بأي طريقةٍ كانت.
اهتزّ شيئّ ما في جيبِ معطفها .. لتتذكّر في ما بعد بأنها حشرت هاتفها هُناك.

حاولت اخراجهُ بسرعة عندما أدركت بأنه اتصالٌ من احدهم!
« لا تغلق .. لا تغلق .. لا تغلق!»

تمنّت من كل قلبها أن لا يحدث ذلك ، بات أملها الوحيد!
أخرجته اخيرًا بيديها المقيدتان لتجيب على الإتصال ، كان تيهيونق!!!
أرادت الصُراخ .. مكالمته و اخبره بأنها خائفةٌ جدًا و هي بأمس الحاجة إليها .. لاولى اللاّصق التي يغلق ثغرها .. و اكتفت بثلاثِ نقراتٍ كوسيلةِ تمنّت بأن يفهمها .. هو ذكيٌ في النٌهاية!

صوتُ قفل البابِ يُفتح جعلها تغلق فورًا لتخفيهِ تحتها .. أي جلست عليه..
« اتمنى ان ذلك سيجدي نفعًا .. أنا حتى لا يمكنني التفكير بأي شيئٍ في هذه الحالات ..»

و عندما فتح الباب .. ظهر من خلفهِ رجلٌ بهيئتهِ الضخمة .. بدا مألوفًا!

جحظت عينيها حالما تذكّرته :
« الرجل الذي التقيتهُ أمام الجامعة ذلك اليوم .. سُحقًا! كان عليّ الحذرُ منذ البداية »

أطلق ضحكةً خفيفة عندما علم بأنها استيقظت أخيرًا .. تقدم ناحيتها بخطواتٍ متّزنة ، واضعا يديهِ في جيوبه.

كانت ترمقهُ بحدة .. تحاول اخفاء قلبها الذي ينبضُ بسرعةٍ .. تخفي اطرافها التي باتت ترتجفُ بالفعل.

" سؤالٌ واحدٌ فقط .. أجيبِ عليهِ سريعًا .. لراحتكِ .. و لراحتنا .. "

نزع ذلك اللاصّق بعنفٍ من على شفتيها .. فسبب ذلِك جرح شفتيها.
تأوهت بخفه .. لكنها عادت تنظر إليه بحدّة.

تغيّرت ملامحه .. و أصبح يرمقها بجفاء .. بنظرةٍ باردة.

" أخبريني .. أين يمكن كيم تيجون؟"

تناقُــضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن