زوجان من الأعين إلتقت بنظائِرهما.

668 63 41
                                    

عادت إلى شقّتها ، مشغولةَ الخاطر ، بأعينٍ احتواها الحزن ، بجسدٍ منهكٍ استندت على البابِ بعد دخولِها لتدفعهُ بظهرِها فتُغلقه.
ظلّت ساكنة ، تحّدق في للفراغ ، حتى انزلقت ببطئٍ نحو الأرض ، فتجلس مقرفصة تحتضنُ ساقيها و تدفن رأسها عند رِكبها بهدوءٍ.
ذرفت بضع دمعاتٍ ساخنة بللت بشرتها لتُتمتم :

" و ما .. شأني أنا .. بذلك كُلّه؟"

***

إستيقظت على صوتِ منبّهها المزعج لتعبِس بمجرّد أن حركت رأسها قليلاً.
امسكت برقبتِها متألّمة فاتّضح أنها غفت ليلةَ الأمس على الأريكة بطريقةٍ خاطئة.
تأوّهت بينما تحاوِل اعادةَ رقبتِها إلى الوضع الصحيح.
استقامت لتصنَع قهوتها على أمل أن تستعيد نشاطها ، فكّرت لوهلةٍ كم كوب قهوةٍ شربت هذا الأسبوع؟ لقد أدمنتها بالفعل..
و لو عدّت الساعات التي نامتها طوال الأسبوعِ الفائت لما تجاوزت الستة و عشرون ساعة!
تنهّدت بثقلٍ و اتجهت نحوَ المطبخِ بينما تواصِل فرك رقبتها بألم.

لكنها لم تلبث حتّى جفلت إلى الخلف بفزعٍ مصاحبٍ لصراخٍ في هذا الصباح الباكر.

من كان يتوقّع رؤيةَ جون جونغكوك في السّاعة الخامسةِ فجرًا بزيّه المدرسيّ يتربّع فوق مائدةِ الطعام و يأكل جاجاميون .. نعم جاجاميون منذُ الصباح ..

لم تحرّك ساكنة و بقيّت تنظر إليه بصدمةٍ.
أسئلةٌ عديدة راوتها و من أهمها .. كيف دخل إلى الشّقةِ بحق؟

" قهوتكِ المعتادة جاهزة ، أضيفي سكرًا بقدر ما تشائين "
قال بأريحية متجاهلاً ردّة فعلها المصدومة بينما يرمي علبةَ الجاجاميون في سلّة المهملات ، قفز من على المائدة ليغسل كلاً من يديه و فمهِ ، و بعد أن انتهى لوّح بيديهِ بقصد تجفيفها .. ثم التقط منيدلاً ورقيًا ليجفف بهِ فمه .. و أخيرًا خطى باتجاه ميرا التي لا تزال متسمّرتًا في مكانِها.

" هل أنت حقًا جون جونغكوك أم أصبحت الأشباح بالنسبةِ اليّ مرئية ؟"
تمتمت بذلك.

فأطلق هو ضحكةً خفيفة ، ليسترسل بعدها :
" أخبرني بأن اكتم ذلك .. لكنني سأخبرك .. "

" من ؟! "

" تايهيونغ طلبَ منّي مرافقتكِ اليوم ، و الغد .. و بعده .. و بعد بعدهِ و بعد بعد بـ....."

" أصمت! لماذا؟! "

هزّ أكتافهُ جاهلاً عن السبب الذي دعاهُ لمرافقتي كل صباحٍ إلى المدرسةِ.

" لا بد أنه وعدك بشراءِ لعبة فيديو لعينة أو إحدى المانجا الإباحية التي تدمنها أو عرض عليك مبلغًا ماليًا ليس بزهيد يُرشيك به! "

تناقُــضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن