غمّازة.

861 69 44
                                    


****

" أسرع ماللذي تنتظره؟

ازدحام؟ في هذا الوقت؟

لا ، لا تُرسل رجال أبي!! "

فرّقت جفنيها بشيئٍ من الإرهاق ، أبصرت الثريّة المضيئة في سقف الغرفة.
« لما أصبحت استيقظ كلّ مرةٍ في مكانٍ مختلف؟ »

لم تستطع تحريك عضوٍ واحد ، لكنها شعرت بأن السرير الذي يحتويها مريحٌ جدًا و دافئ ، بل أن الغرفة بأكملِها دافئة و هادئة جدًا قبل أن تتعرف على الصّوت الصادر من الغرفة المجاورة.

فتحت عينيها أكثر في محاولةٍ لتذّكر من يكون فيما تنظر إليه من بعيد ، كان خارِج الغرفة لكنها تمكنّت من رؤيتهِ من خلالِ فتحةِ الباب الصغيرة ، يعطيها ظهره ، فيما يحمل الهاتِف بمحاذاة أذنهِ اليسرة.
إستدار فجأة لتجحُظ عينيها دهشتًا ، لكنها ما لبثت حتى أغمضتهُما من جديد في محاولةٍ لتجاهلهِ جرّاء الاحراجِ الذي شعرت بهِ حينها ، هُنا .. في منزِل من كرهت و حقدت ، تستلقي بضعفٍ أمامه! أمام الشخص الخاطئ!.

« كيم تايهيونغ!! »

كان يُحادث أحدهم على الهاتِف ، و كان صوتهُ يقترِب مع اقترابِ خطواتهِ من الغرفة ، إلى أن شعرت بهِ يقف فوق رأسِها ، عندها أقسمت أن قلبها كاد أن يخترق قفصها الصدريِ و قد تشبّع وجهها حمرتًا.
" غريب ، أمن الطبيعي أن يكون وجهَ المريض أحمرًا؟ "
قالها بالإنجليزية للتتسائل هي عن هويّة المتصل الذي يُخاطبه ، لكن في الوقت ذاته كانت تحاوِل بشتّى الطرق عدم جعلهِ يعلمُ بأمرِ استيقاظِها.

أغلق هاتِفه و سكن للحظةٍ لم تستطع معرفةَ ما ينوي لفعلهِ لانها مغمضةَ العينين ، لكنها شعرت بمراقبتهِ لها بالفعل! شعرت بتحركاتٍ خفيفة صدرت منه حينما التمس أطراف شعرِها بأصابعه ، عقدت حاجبيها فيما تتسائل عن سبب تصرّفه بهذا الشكل فجأة.

ثوانٍ حتى شعرت بشيئٍ أشبه بالمنشفة لم تعلم بوجودِها مسبقًا قد انزاح عن جبينها لتنسدِل غرّتها مكانه ، لكنّها رُفعت بواسطة أصابعِِ يده التي ميّزتها لطولِها و برودتها.

لحظةٌ إنقطت بها عن التنفّس ، حينما لامس جبينهُ بجبينَها ، كانت أنفاسهُ التي تختلط رائِحتها مع عطرِه الهادئ تضرب وجهها لشدّة قربه ، فتحت عينيها ببطئٍ لتُحملق في مقلتيهِ الكبيرتان حيثُ تشاطرها النظرات.

أدرك أخيرًا أنها واعيّة فجفل إلى اخر الغرفةِ بذعرٍ قبل أن يصيح قائلاً :
" لما لم تخبريني أنكِ مستيقظة! لقد أفزعتني!"

" و أ..أنت! ما هذا التصرّف المُباغت الذي صدر منكَ توّا! "

" ک..كنتُ أقيس بهِ درجة حرارتك! "

تناقُــضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن