ندوب لا تُمحى

89.3K 3.2K 712
                                    

بين خيال المرء و ادراكه ، مسافه لا يدركها سوى حنينه .

" جبران خليل جبران "

جلست جنه بحديقه المنزل , هواء يداعب وجهها , عيناها ترفرف بعذوبيه , يدها تحتضن الورقه كأنها تحتضنهما هما و قلبها يُغرد حزنا و يغنى اشتياقا لان تكون حقا بين ذراعيهما ..

سطرت والدتها اكثر الكلمات حبا و اقواها شعورا تصف حبها لوالدها بل و تواسيه فراقها و يا ليتها تعرف انه لحق بها .... تمر عينها على الكلمات بنهم , تشعر بكل حرف , يستقر بقلبها كل احساس و تشاركها دموعها فى سعادتها و رساله والدتها تصف و بوضوح كم عشقها لوالدها .

حتى قطع الرؤيه عليها جسد صغير فرفعت عينها مُزيله دموعها لترى شذى .. تلك الشقيه التى فكرت بعقل الاعداء حتى تتخلص منها , جلست الصغيره و تبع ذلك جلسه اعتذار , بكاء و توضيح بسيط عن سبب الكره ؟  مربيه جديده , تعلق شديد , طاعه تامه و بالنهايه زواج و رحيل ,  لتبقى الصغيره بمفردها ثم سرعان ما تعوضها والدتها بأخرى و تمر بنفس التجربه من جديد و لكن اشد قسوه , تعلق اكبر , و طاعه وصلت لحد الاستسلام و احيانا الخنوع و هى تأمر دون مساعده ثم اكتشاف صادم بأن غايه المربيه السرقه .. و كم كانت ذكيه جدا فى استغلال الصغيره , و من هنا عقده كبُرت و اصرت بعدها على عدم التعلق بأحد خوفا من الخساره و ابدا لن تسمح باستغلال اخر ..

و من جنه حضن يحتويها و كلمات تواسى و اصرار على بدأ صفحه جديده و نسيان الماضى على ان يكون درسا جيدا لحسن التعامل فى المستقبل .

اعتدلت جنه ناهضه بحماس و هى تضع الرساله بجيب عبائتها و لكن لم تشعر و هى تسقط منها ارضا بدلا من ان تحتضنها حنايا جيب عبائتها هاتفه بمرح و هى تمد يدها لشذى : ايه رأيك نتمرد !!

عقدت شذى حاجبيها ثم مدت يدها لتتعلق بيد جنه و هى تتسائل بتعجب : نتمرد ! ازاى ؟

حكت اسفل ذقنها تُفكر ثم ضيقت عينها قليلا تُجيبها : انتِ حاليا ممنوعه من الخروج , التليفون مسحوب منك , مفيش نادى و كمان مفيش تليفزيون و لا كمبيوتر  ..... صح ! 

و جاءت الاجابه برأس منحنيه فمدت جنه يدها لذقن الصغيره ترفعه و لكن شذى لم تفعل فانحنت جنه على ركبتيها ناظره لعينها بعبث افقدته منذ ان كانت بعمر شذى تقريبا هامسه بنبره خبيثه : مفيش خروج و مفيش تليفون بس فى تليفزيون ... ممكن نتفرج عليه ..

ثم راقصت حاجبيها متمتمه بخبث : ايه رأيك ... !!

و حاولت الصغيره الاعتراض خوفا من غضب الاخ الاكبر : بس عاصم ..

و بدون ان تمنحها فرصه لتُكمل او تمنح نفسها فرصه للتفكير اضافت مسرعه : مش هيعرف .. و سلمى هتساعدنا ... ها !

حلم سندريلاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن