بين خيال المرء و ادراكه ، مسافه لا يدركها سوى حنينه .
" جبران خليل جبران "
جلست جنه بحديقه المنزل , هواء يداعب وجهها , عيناها ترفرف بعذوبيه , يدها تحتضن الورقه كأنها تحتضنهما هما و قلبها يُغرد حزنا و يغنى اشتياقا لان تكون حقا بين ذراعيهما ..
سطرت والدتها اكثر الكلمات حبا و اقواها شعورا تصف حبها لوالدها بل و تواسيه فراقها و يا ليتها تعرف انه لحق بها .... تمر عينها على الكلمات بنهم , تشعر بكل حرف , يستقر بقلبها كل احساس و تشاركها دموعها فى سعادتها و رساله والدتها تصف و بوضوح كم عشقها لوالدها .
حتى قطع الرؤيه عليها جسد صغير فرفعت عينها مُزيله دموعها لترى شذى .. تلك الشقيه التى فكرت بعقل الاعداء حتى تتخلص منها , جلست الصغيره و تبع ذلك جلسه اعتذار , بكاء و توضيح بسيط عن سبب الكره ؟ مربيه جديده , تعلق شديد , طاعه تامه و بالنهايه زواج و رحيل , لتبقى الصغيره بمفردها ثم سرعان ما تعوضها والدتها بأخرى و تمر بنفس التجربه من جديد و لكن اشد قسوه , تعلق اكبر , و طاعه وصلت لحد الاستسلام و احيانا الخنوع و هى تأمر دون مساعده ثم اكتشاف صادم بأن غايه المربيه السرقه .. و كم كانت ذكيه جدا فى استغلال الصغيره , و من هنا عقده كبُرت و اصرت بعدها على عدم التعلق بأحد خوفا من الخساره و ابدا لن تسمح باستغلال اخر ..
و من جنه حضن يحتويها و كلمات تواسى و اصرار على بدأ صفحه جديده و نسيان الماضى على ان يكون درسا جيدا لحسن التعامل فى المستقبل .
اعتدلت جنه ناهضه بحماس و هى تضع الرساله بجيب عبائتها و لكن لم تشعر و هى تسقط منها ارضا بدلا من ان تحتضنها حنايا جيب عبائتها هاتفه بمرح و هى تمد يدها لشذى : ايه رأيك نتمرد !!
عقدت شذى حاجبيها ثم مدت يدها لتتعلق بيد جنه و هى تتسائل بتعجب : نتمرد ! ازاى ؟
حكت اسفل ذقنها تُفكر ثم ضيقت عينها قليلا تُجيبها : انتِ حاليا ممنوعه من الخروج , التليفون مسحوب منك , مفيش نادى و كمان مفيش تليفزيون و لا كمبيوتر ..... صح !
و جاءت الاجابه برأس منحنيه فمدت جنه يدها لذقن الصغيره ترفعه و لكن شذى لم تفعل فانحنت جنه على ركبتيها ناظره لعينها بعبث افقدته منذ ان كانت بعمر شذى تقريبا هامسه بنبره خبيثه : مفيش خروج و مفيش تليفون بس فى تليفزيون ... ممكن نتفرج عليه ..
ثم راقصت حاجبيها متمتمه بخبث : ايه رأيك ... !!
و حاولت الصغيره الاعتراض خوفا من غضب الاخ الاكبر : بس عاصم ..
و بدون ان تمنحها فرصه لتُكمل او تمنح نفسها فرصه للتفكير اضافت مسرعه : مش هيعرف .. و سلمى هتساعدنا ... ها !
أنت تقرأ
حلم سندريلا
Romance" لعلي في لحظه اظن اني امتلكت كل شئ ... وفي التاليه اجدني لكل شئ فاقداً ولعلي في لحظه اظن اني فقدت كل شئ ... وفي التاليه اجدني لكل شئ مالكاً فهذه هي الحياه "