بحر الفيروز

86K 2.8K 1K
                                    

و اكثر من ما قد تحبه الحياه هو التعجيز ، تجعلك تشعر انه لا طاقه لديك ليوم جديد ، لا قوه تملكها لمعضله اخرى ، تجعلك تشعر انك تائه و لا سبيل للعوده .

و هذا ما قد منحته الحياه لابن الحصرى من جديد ، كأنها تخبره ... " ان كنت مازالت قويا ، فمازالت جعبتى لم تنفذ بعد " .

دلف عاصم لقسم الشرطه ليجد حامد بانتظاره : عاصم باشا اتفضل ..

تقدم اليه عاصم و صافحه و اتجهوا سويا لغرفته و هناك جلس عاصم و استند بساعده علي المكتب مقتربا من حامد قائلا : مين ؟؟

اعتدل حامد و اضاف بعمليه و هو يعطي عاصم ملف المتهم : " عطوه " واد خريج سجون .. ممسوك في اكتر من قضيه قبل كده ... و معروف انه قاتل مأجور .. بس كان كل مره يخرج ببساطه بدون اي دليل دا ان قدرنا نمسكه اصلا .... معارفه كتير وتقريبا له ضلع في الداخليه .. انا لما عرفت انه هو استغربت اننا وجدنا ادله عليه !!

تصفح عاصم ملفه باهتمام ثم رفع راسه و هتف : عايز اشوفه ..

رفع حامد سماعه الهاتف و هم بطلب العسكري ليجلب له المتهم و لكن عاصم اوقفه و قال بنبره تطلب خدمه : لا انا عايز اشوفه لوحدنا في الزنزانه ..

نظر اليه حامد متوجسا خفيه .. فغضب عاصم الحصري يعرفه الجميع و لكنه بالنهايه نهض و اشار للباب : اتفضل .... و اثناء خروجهم تحدث حامد : هو كمان طلب يشوفك و رافض يعترف تماما ..

نظر اليه عاصم بطرف عينه ثم همس بغضب : غالي و الطلب رخيص .

وصلوا للزنزانه الانفراديه المحتجز بها المتهم و بمجرد ان فتح الباب و دلف عاصم و نظر اليه اقتحمت ذاكرته صوره فارس و هو مسجي علي الارض مضرح بدمائه .. فشدد قبضتيه بغضب و حاول السيطره بقدر الامكان علي غضبه حتي يحين وقته ...

تقدم حامد من المتهم و الذي يبدو كأحد الاطفال الضاله بجسده النحيل و قصر قامته و لكن عيناه حاده بشكل مخيف و لكن اتقف الفريسه مهما كانت قوتها بوجه الاسد !

اوقفه حامد معتقلا ياقه قميصه و دفعه باتجاه عاصم فضحك الفتى و هو يندفع بقوه اثر الدفعه ليتوقف امام عاصم مباشره قائلا بسخريه : يا اهلا يا اهلا بسياده النقيب ..

ثم اقترب منه اكثر و رفع يده نافضا القميص الخاص بعاصم ضاربا كتفه عده مرات و قال محاولا اثاره غضبه : منور يا باشا .. اخبارك ايه .. ان شاء الله بخير !!!

نظر عاصم لطرف قميصه الذي لامسه ذلك الفتي ثم ضغط شفتيه رافعا راسه ناظرا بجواره و ابتسامته الجانبيه تأخذ موضعها ثم عاد ببصره اخيرا للفتي الذي كان علي وجهه ابتسامه بلهاء و لكن وصل لعاصم مغذاها المتحدى و الواثق جيدا ..

حلم سندريلاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن