بدايات

84.1K 2.7K 649
                                    

_ موافقه .

صرحت بها سلمى بعد تفكير طويل , ليكون امر زواجها كأى انثى عاديه .

رأها احدهم , اعجب بها , قرر ان تشاركه حياته , تقدم لطلب يدها , رحبت عائلتها , بمجرد عودتها من المزرعه فاتحتها والدتها فى الامر , منحوها فرصه التفكير كم ما تريد من ايام و لكنها اختصرت الامر عليهم و عليها و وافقت .

استشارت قلبها رفض و اخبرها ان له ساكن اخر و ان لم يكن يناسبه , و عندما استمعت لعقلها اقنعها ان الزواج الان هو الحل الانسب فقالت قرارها رغم عدم معرفتها من المتقدم لها حتى .

اقتحمت حنين و جنه الغرفه بغضب بعدما تركت سلمى الجميع بالاسفل عقب ابداءها الموافقه لتصرخ حنين بها مستنكره : اللى بتعمليه ده غلط , ازاى توافقى على انسان انتِ ماتعرفيهوش !

لتجيبها سلمى بهدوء نسبى يكمن خلفه براكين ثائره مصدرها قلبها : انا موافقتش على حد , انا وافقت على المبدأ , اقابله و اعرفه و ان حصل نصيب ايه المشكله !

و لان حنين مدركه لحقيقه ما تفعله شقيقتها و ان اخفت عن الجميع عاودت مهاجمتها لتمنع سلمى من تمردها و اندفعها و خاصه فى مثل هذا الامر : ادى لنفسك فرصه تفكرى يا سلمى , دا جواز , لازم تكونى مستعده و بلاش قرارك يتبنى على حاجه تانيه و انتِ اكيد فاهمه قصدى كويس , انتِ حتى مسألتيش هو مين او اسمه ايه ؟

ليؤلمها غرورها فتستدير لشقيقتها الصغرى بانفعال و قد اشتعل عرق عنفوانها لتصرخ بلامبالاه بما تقوله : فاهمه يا دكتوره , بس اللى مش فاهماه انتِ عاوزه ايه ! عاوزانى ارفض العريس و افضل احب فارس يعنى ,

اتسعت عين حنين بدهشه من مدى جرأتها بينما اردفت سلمى و قد ضغطت حنين على عقد صمتها فانفرط بعشوائيه اصابت كلتاهما فى مقتل : ردى عاوزانى ارفض و افضل عايشه على امل ان فى يوم ابقى مراته , اتفرج عليكم بتتجوزوا و اتخيل نفسى مكانك , و لا اعيش باحساس انك سرقتيه منى , عاوزانى اعمل ايه ! , اخرب عليكِ و احاول اغرى جوزك مثلا , عاوزانى افكر و ارفض الجواز ليه يا حنين !

و صمت اطبق عليهم لا يُسمع سوى صوت انفاسهم المتسارعه , سلمى كالعاده تندم على اندفعها و لكنها لن تتراجع بخجل , و حنين تحدق بها بصدمه زلزلت كيانها و شعورها فاق شعور بالغيره , شعور أنّ له قلبها .. فيما تتابع جنه الحوار و شهقه خاطفه فارقت شفتيها فور استماعها لحديث سلمى الذى تجاوز كل حدود المسموح لتضيف سلمى بعدها و كأنها لم تبعثر الاجواء منذ لحظات : انا دلوقتى بشتغل , وصلت لسن مناسب , و هتجوز زى اى بنت عاديه مش لازم اعيش قصه حب يعنى ... عاوزه افهم بقى فين المشكله !!

و لم يكن ثلاثتهم فقط المنصدم بل فُتح الباب بعنف لتدلف ليلى بغضب حارق اخبرهم انها استمعت لكل كلمه قيلت لتغلق سلمى عينها و قد زاد خجلها و ان حاولت اخفاءه و قبل ان تجد الفرصه لرفع رأسها لمواجهه نقاش اخر اكثر حده شهقت و يد ليلى تسقط بعنف قاسٍ على وجهها فجحظت عينها بصدمه بينما ركضت حنين من الغرفه بعدما تساقطت دموعها عجزا فيما ارتبكت جنه لحظات قبل ان تنسحب بهدوء هى الاخرى مدركه ان ليلى ستتولى الامر بأفضل ما يكون .

حلم سندريلاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن