كم تشبه هى طفله فلسطينيه , طُردت من بيتها , حُرمت من اهلها , جُردت من طفولتها , عُملت بقسوه .
و هنا فى بيت الطفوله تعود اليها روحها .
هنا جميع ذكرياتها تحيى و ستحيى هى بها .
هنا تنسى الظلم , الخوف , الوجع فقط تفرح متذكره كل لحظه كانت لها فى احضان هذا المنزل .
الورد الصغير الذى ذبل و جف , ارجوحتها القديمه التى غطاها التراب و صدأ حديدها , الشجيرات التى ماتت و انحنت , الاوراق المتساقطه و الفروع المتكسره .
و رغم موت المكان من حولها تشعر هى فيه بالحياه .
هنا لا كذب , لا نفاق , لا خداع و الاهم لا حزن او خوف او حتى تفكير .
هنا تربت جنه الصغيره و هنا فقط ستعيش .
درات بعينها فى المكان من حولها , اخذ المنزل منها عناء يوما كاملا لتنظيفه و لكنها للعجب لم تتعب .
كل شئ الان كما كان سابقا , ولكن هى لم تعد للاسف .
نظرت للنوافذ المفتوحه على مصراعيها لتتذكر حديث والدها عن حب والدتها لهذا , اعادت رص كتب والدها و وضعت صورهم فى اماكن متفرقه , اخذت من غرفه والديها غرفه لها لتشعر بأنها معهم و هم معها .
تحركت باتجاه الارجوحه الصغيره لتنفضها قليلا قبل ان تجلس عليها رغم انها تخشى سقوطها , رفعت قدمها عن الارض تحركها و ضحكتها تزين وجهها برضا .
دائما ما كان يخبرها والدها ان كل يوم بالحياه يحمل لها درسا جديدا , تجربه افضل و ربما وجع اكبر .
كان محق فما مر عليها من ايام , اسابيع , اشهر و سنين منحها ما تعجز مدارس العالم بأجمعه عن منحها اياه .
لم تمنحها علوم فقط و لكنها منحتها حياه بأسوء و اقسى و اكبر تجاربها .
كم من مره تالمت و لكنها ترى فى تألمها قوه ,
كم من مره خافت و لكن وجدت فى خوفها شجاعه ,
كم من مره خضعت و لكن عاشت فى خضوعها ألف تمرد ،
و الان هى استغلت قوتها لتجمع كل شجاعتها لتتمرد ,
و بالفعل تمردت و ابتعدت , ابتعدت عنهم جميعا , عن عائلتها و زوجها المغرور و اخيها , عن حياه الغني والثراء والقوه , عن الكره والحقد والمؤامرات , ابتعدت عن كل شئ .ربما تتألم و ربما تعانى و لكنها هذا افضل لها و لهم , ربما خرجت من المنزل لانها غضبت , و ربما لانها جُرحت , و ربما لانها لم تختار و اجُبرت و لكن الاسوء من هذا كله انها بعد ان عرفت انهم عائلتها , يحبونها , تعلقت بهم و تعلقوا بها , تريدهم و يريدونها , خافت , فزعت و هواجس فقدها لمن سبق حبها لهم تسيطر على تفكيرها , قلبها و عقلها .
أنت تقرأ
حلم سندريلا
Romance" لعلي في لحظه اظن اني امتلكت كل شئ ... وفي التاليه اجدني لكل شئ فاقداً ولعلي في لحظه اظن اني فقدت كل شئ ... وفي التاليه اجدني لكل شئ مالكاً فهذه هي الحياه "