لولا البدايه ما كانت النهايه

147K 3.8K 2.4K
                                    

قل للرياح تأتى كيفما شاءت , فما عادت سُفننا تشتهى شيئا ...

استيقظت صباحا لتفتح عينها ببطء فاجتاحها شعور بالالم غزا جسدها بأكمله فأغلقت عينها مجددا لتفتحها علي صوته الهادئ : صباح الخير ..

رجفه غريبه سرت بجسدها و هي تتذكر الليله السابقه كحلم بعيد , تتذكر بعض هذيانها و حركاتها الغاضبه علي الزجاج المتكسر ارضا , و اخيرا سقوطها بين يديه لتتوسله ألا يرحل ...

ضغطت عينها بقوه اكبر و هي تحاول منع غصه حلقها التي اصابتها دافعه اياها برغبه في البكاء و لكن يده التي لامست خصلاتها تبعدها عن وجهها جعلتها تشهق بحده و هي تشعر بلمساته الدافئه تُشعل نيران احساسها القاتل بالخيانه ...

ففتحت عيناها لتُفاجئ بوجهه القريب بشكل خطر علي نفسها و قلبها فعادت بجسدها للخلف و هي ترمقه بحذر و عيناه تطوفان وجهها بابتسامه هادئه لم تفهمها , و لكنها ما لبثت ان حمحمت بخجل و هي تعتدل ناهضه عن الفراش وقفت بخجل فاق ضيقها تعدل من وضع ثيابها و تلملم خصلاتها المشعثه بشكل عشوائي اصاب قلبه في مقتل ,

فأخذ نفسا عميقا لينظر اليها بعمق لاول مره , يغمرها بنظراته العاشقه بدلا من تلك الحانيه , ليبتسم بوله بدلا من ابتسامته المتحفظه , ثم ينهض واقفا امامها و هي ينقل بصره بهدوء من اعلي رأسها لاخمص قدمها فدفعها ذلك لتبتلع ريقها بارتباك و هو يعود بعينه اليها ليهمس اخيرا مخلصا اياها من اعتقال نظراته الغريبه : رجلك عامله ايه دلوقت...؟!

قالها و هو يشير علي قدمها التي لا تدري متي ضمدتها و لا تشعر بألمها من فرط توترها بل تشعر بتنميل ثقيل شمل أطرافها جعلها بالكاد تستطيع الوقوف , لتجمدها كلماته التاليه التي قالها بنبره مباشره دون تمهيد او تمهل : فاكره كلامك بالليل يا حنين ..!؟

اغلقت عينها و هي تحاول التوازن لتستند علي الدولاب خلفها بأصابعها الواهنه و هي تتذكر كلماته لحياه و كلماتها هي له فهمت بالتحدث عندما عاود هو سؤالها بنفس الاصرار غير عائبا بارتباكها الذي اقسم الا يعيره انتباه حتي تُضع النقاط علي حروفها الصحيحه ..

فكفي عبثا بقلبه و قلبها , كفي وجعا لروحه و روحها , كفي هروبا منه و استسلاما منها , يريد شيئا فليجاهد من اجله ,
كانت نهال دائما ما تقول له " ليست المطالب بالتمني و لكن تُأخذ الدنيا غلابا "
و هكذا هو مطلبه , حبه بل عشقه سيأخذه غلابا , اعتاد هو علي اليسير .. أُمر تُجاب , فقط يؤشر علي ما يريد ... يُحضر اليه ,

و الان هو سيحارب ليفوز بقلبها و عقلها معا ,
اقنع قلبه و نفسه - او هكذا اعتقد - و بقي قلبها ,
فإما اقنعه و إما اعتقه ... اما هذا و اما ذاك لا وسيط بينهما !!! ...

حلم سندريلاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن