اللقاء بعد الفراق

93.1K 3.1K 1.3K
                                    

هدوء غريب يعم المنزل منذ حادث حنين التى استكانت بغرفتها لا ترغب بوجود احد معها مدعيه النوم و قد كان و احترم الجميع رغبتها , سلمى مندمجه فى تجهيز ما جعلته خطوتها التاليه و قاتله ام مقتوله ستفعله حتى ان اضطرت للمحاربه للوصول لهدف حياتها بالعمل و النجاح و بناء مكانه خاصه بها تميزها بقوتها و رجاحه عقلها و حبها لمجال دراستها و رغم علمها ان والدها سيعترض بالاضافه بالطبع لسياده النقيب و لكنها لن تتوقف عن المحاوله حتى يستجيب كلاهما , شذى تحاول بقدر استطاعتها مجاراه دراستها معتمده كليا على جنه فى تنظيم يومها بل و حياتها تقريبا , عاصم سار فى طريق حقيقه تلك - التى تُقلقه بالتفكير فى سبب غموضها هذا - بكل ما يملك من نفوذ و يبدو انه نجح اخيرا .

خرجت جنه من غرفه شذى بعدما خلدت للنوم و قبل ان تدلف لغرفتها وجدت ام على تصعد الدرج ركضا ممسكه بالهاتف بيدها و الذى ارتفع صوت رنينه و بمجرد ان رأتها ام على اتجهت اليها هاتفه بأنفاس متقطعه : الكابتن عاصم نسى تليفونه تحت دخليه له يا جنه الله يكرمك على ما اشوف القهوه على النار هتفور .

انكمش وجهها ضيقا و لكنها بدلا من الاستماع اليها تمتمت و هى تتحرك باتجاه الدرج : دخليه له و انا هنزل اشوف القهوه .

و قبل ان تسمع رد ركضت تهبط الدرج بسرعه كأنها تهرب , هى لن تسمح بأى فرصه كانت تجمعها به .

لا تُطيق اسمه و لا رؤيته و لا فكره الحديث معه حتى , حُفرت مكانته داخلها و التى اخذت طابع كوثر و لكن بأسوء فى صوره ذكوريه كرهتها , غروره , قسوته , غضبه و صوته الخشن و الذى دائما ما يرتفع بالصراخ ضيقا و كأنه يحارب كل عفاريت الكون يوميا .

سكبت القهوه بالفنجان لتجد ام على تدلف للمطبخ و هى تلهث لتجلس على المقعد و هى تضع يدها على صدرها بضعف فتركت جنه الفنجان من يدها مقتربه منها و قبل ان تسألها عما بها همست ام على بضعف اثر ارهاق جسدها بالصعود و الهبوط فى سنها هذا : الله يحميكِ يا بنتي تطلعيها له انا مش هقدر اطلع السلم تانى .

شملت نظراتها شفقه زادت من كرهها و بغضها له فما الذى سيحدث ان ادرك انها سيده عجوز لا تقوى على الركض خلفه كلما اراد حتى و ان كانت الخادمه ببيته و لكن من اين لمغرور كهذا بفهمٍ .

و بتردد كبير حملت الفنجان صاعده لغرفه المكتب كما اخبرتها ام على و مع كل خطوه تتذكر موقف معه , اول يوم صرخ بها اثناء رحيله رغم انه لم يراها , غضبه و حدته و صوته الذى ارتفع حتى كادت تفقد وعيها من شده خوفها يوم رأها بمكتبه , تمزيقه لرساله والدتها و التى تحاول بشتى الطرق اعادتها و لكنها حتى الان تعجز , كسره لاطار صورتها و التى تلطخت بوحل العشب و عندما حاولت ازالته خدشت الصوره فباتت غير واضحه , صراخه الوقح يوم خروجها معهم و جرأته الغير مبرره بنظرها .

حلم سندريلاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن