هناك ثقافه واحده
هى ثقافه القوة ..
حين اكون قويا
يحترم الناس ثقافتى
و حين اكون ضعيفا ، اسقط انا
و تسقط ثقافتى معى .." نزار قبانى "
نظرت اليه بدهشه و عدم استيعاب لما يقوله و لكنها تجاهلت كل شئ و هتفت رغم تألمها من قبضه يده على ذقنها : انا مش فاهمه حاجه يا عاصم و بعدين ... غشت عينها الدموع و همست بصدق وجع قلبها : كنت فين امبارح قلقتني جامد عليك ؟!
قربها اليه اكثر ضاغطا جسدها بقوه , فتفرق الجميع من حولهم تاركين اياهم بمفردهم , مُعتقله بين يديه و هى تتلوى ألما من قبضته و تمتم بسخريه و خشونه : قلقتِ عليا !! جديده دى يا حرمى المصون .
نظرت لعينه التى لم تعد تعج بمشاعره بل انطفئت تماما , كم ترغم بالاحتماء بحصونه السوداء و لكن كيف تحتمى بحصونه و هى مهدمه !!
تماسكت قليلا لتتحدث و لكن قلبها لم يفعل : انا ...
قاطعها ملتقطا كلمتها : انتِ بتتخنقى في وجودى ,
اتسعت عينها بصدمه وعُقد لسانها تماما ونظرت لعينه بتشتت فأكمل هو : جوازنا طوق ملفوف علي رقبتك ,
ابتعلت ريقها بصعوبه و اخرجت صوتها بالكاد : ان...
قاطعها مجددا يمنع حديثها كأنه لا يرغب بسماع صوتها : انتِ بتكرهيني .... قالها بنبره ارعدت اطرافها , فحدقت بعينه لتجدها مركزه علي اللاشئ فاغمضت عينها بألم ثم فتحتها و اقتربت منه لتضع يدها على صدره موضع قلبه وهمست و انفاسها تصطدم بعنقه : عاصم .. ارجوك انا..
رفع يده ممسكا يدها مثبتا اياها علي قلبه اكثر لتُفاجئ هى بهدوء دقاته على غير المعتاد كلما كانت بقربه , رفعت نظرها اليه فاردف بتذكر و هو يخبرها انه ابدا و ابدا لن ينسى كلماتها و لن تدمل ما تركت من ندوب به : انتِ تعبتِ و لو فضلتِ جنبى هتحسى انك بتموتِ ,
رفع رأسه للخلف و اتسعت ابتسامته بشكل جعلها لا تفعل شئ سوى التحديق به مرتعبه مما قد يفعل , ضغط يدها علي صدره اكتر حتى ظهرت عروق يده و هنا اشتعلت نبضات قلبه مجددا و معها اضطرب جسدها كله عندما مال للامام قليلا يخاطبها كأنه يراها بل و تحرقها نظراته ايضا : شايفه ان بعدك عنى هيريحك , هتعيشى مبسوطه , جوازنا هو اللى مقيدك و مانع سعادتك ؟!!
اخفض يدها عن صدره معتصرا كفها بقسوه : انا بقى بكل سرور هحرمك راحتك , همحى سعادتك , هعرفك يعنى ايه قيود بجد , قبل يوم واحد بس كنتِ مراتى , حرم النقيب عاصم الحصرى لكن من النهارده انتِ ولا حاجه , لا له و لا لغيره ....
رفع يده ممسكا كتفها مقربا اياها منه فشهقت بعنف متألمه فشعر هو بأنفاسها تصطدم بوجهه فاتسعت ابتسامته و خاصه مع انتفاضه جسدها الذى يدرى جيدا انه خوفا منه و استمر بسرد ما ينوى عليه معها : هتفضلى هنا , جنبى , تعيشى تنفذى اوامرى و بس ... هتعيشى بدون هويه كأنك ولا حاجه , لا مراتى و لا لغيرى , لا انتِ عايشه و لا حتى ميته , لا هسيبك تبقى في سما و لا هرميكِ للارض ..
أنت تقرأ
حلم سندريلا
Romance" لعلي في لحظه اظن اني امتلكت كل شئ ... وفي التاليه اجدني لكل شئ فاقداً ولعلي في لحظه اظن اني فقدت كل شئ ... وفي التاليه اجدني لكل شئ مالكاً فهذه هي الحياه "