اشفاق

72.5K 2.5K 725
                                    

هناك ثقافه واحده
هى ثقافه القوة ..
حين اكون قويا
يحترم الناس ثقافتى
و حين اكون ضعيفا ، اسقط انا
و تسقط ثقافتى معى ..

" نزار قبانى "

نظرت اليه بدهشه و عدم استيعاب لما يقوله و لكنها تجاهلت كل شئ و هتفت رغم تألمها من قبضه يده على ذقنها : انا مش فاهمه حاجه يا عاصم و بعدين ... غشت عينها الدموع و همست بصدق وجع قلبها : كنت فين امبارح قلقتني جامد عليك ؟!

قربها اليه اكثر ضاغطا جسدها بقوه , فتفرق الجميع من حولهم تاركين اياهم بمفردهم , مُعتقله بين يديه و هى تتلوى ألما من قبضته و تمتم بسخريه و خشونه : قلقتِ عليا !! جديده دى يا حرمى المصون .

نظرت لعينه التى لم تعد تعج بمشاعره بل انطفئت تماما , كم ترغم بالاحتماء بحصونه السوداء و لكن كيف تحتمى بحصونه و هى مهدمه !!

تماسكت قليلا لتتحدث و لكن قلبها لم يفعل : انا ...

قاطعها ملتقطا كلمتها : انتِ بتتخنقى في وجودى ,

اتسعت عينها بصدمه وعُقد لسانها تماما ونظرت لعينه بتشتت فأكمل هو : جوازنا طوق ملفوف علي رقبتك ,

ابتعلت ريقها بصعوبه و اخرجت صوتها بالكاد : ان...

قاطعها مجددا يمنع حديثها كأنه لا يرغب بسماع صوتها : انتِ بتكرهيني .... قالها بنبره ارعدت اطرافها , فحدقت بعينه لتجدها مركزه علي اللاشئ فاغمضت عينها بألم ثم فتحتها و اقتربت منه لتضع يدها على صدره موضع قلبه وهمست و انفاسها تصطدم بعنقه : عاصم .. ارجوك انا..

رفع يده ممسكا يدها مثبتا اياها علي قلبه اكثر لتُفاجئ هى بهدوء دقاته على غير المعتاد كلما كانت بقربه , رفعت نظرها اليه فاردف بتذكر و هو يخبرها انه ابدا و ابدا لن ينسى كلماتها و لن تدمل ما تركت من ندوب به : انتِ تعبتِ و لو فضلتِ جنبى هتحسى انك بتموتِ ,

رفع رأسه للخلف و اتسعت ابتسامته بشكل جعلها لا تفعل شئ سوى التحديق به مرتعبه مما قد يفعل , ضغط يدها علي صدره اكتر حتى ظهرت عروق يده و هنا اشتعلت نبضات قلبه مجددا و معها اضطرب جسدها كله عندما مال للامام قليلا يخاطبها كأنه يراها بل و تحرقها نظراته ايضا : شايفه ان بعدك عنى هيريحك , هتعيشى مبسوطه , جوازنا هو اللى مقيدك و مانع سعادتك ؟!!

اخفض يدها عن صدره معتصرا كفها بقسوه : انا بقى بكل سرور هحرمك راحتك , همحى سعادتك , هعرفك يعنى ايه قيود بجد , قبل يوم واحد بس كنتِ مراتى , حرم النقيب عاصم الحصرى لكن من النهارده انتِ ولا حاجه , لا له و لا لغيره ....

رفع يده ممسكا كتفها مقربا اياها منه فشهقت بعنف متألمه فشعر هو بأنفاسها تصطدم بوجهه فاتسعت ابتسامته و خاصه مع انتفاضه جسدها الذى يدرى جيدا انه خوفا منه و استمر بسرد ما ينوى عليه معها : هتفضلى هنا , جنبى , تعيشى تنفذى اوامرى و بس ... هتعيشى بدون هويه كأنك ولا حاجه , لا مراتى و لا لغيرى , لا انتِ عايشه و لا حتى ميته , لا هسيبك تبقى في سما و لا هرميكِ للارض ..

حلم سندريلاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن