الاراده و الاصرار هما سلاحا النجاح .
تقف امام باب الغرفه بثبات مصره على التحدث فى الامر مره , اثنان , ثلاثه و ربما مائه حتى تصل لمرادها , طرقات خفيفه على الباب ثم امالت رأسها تنظر لوالدها بابتسامه متمتمه برسميه مازحه يدرك منها عز رغبتها فى امرا ما : ممكن ادخل يا عز باشا ؟
نظره سريعه , ابتسامه بسيطه , اجابه حاسمه اخبرتها بأنه ادرك جيدا لماذا اتت : ادخلى يا سلمى .
لحظات و كان امامه تستعد لمشاداه جديده بينهم و قبل ان تبدأ الحوار اردف هو بلهجه محذره : خير يا سلمى , فى حاجه !!
تراقصت نظراتها من اقصى يمين الغرفه لاقصى يسارها قبل ان تتحدث ببعض التحدى الذى لا تتخلى عنه : بصراحه يا بابا انا عاوزه اتكلم في موضوع الشغل .
استند بمرفقيه على المكتب امامه يطالعها بدقه يبحث عن تردد , قلق , ارتباك او ربما توجس الرفض و لكنه لم يجد سوى اصرار , ثقه و عزيمه قويه للتحدث , التناقش , التحايل و ربما الشجار , فابتسم .
تلك المتمرده التى لم تطلب شيئا من صغرها الا و نالته , لم تتعلم ابدا ان تتنازل عن امرا ارادته , لم تتقن فن تقبل الهزيمه او التخلى عن حلم من احلامها , و ان كان سيكلفها ذلك صبر ليالٍ , و حوار ساعات , و تحايل ربما يصل لاشهر فهى مقتنعه تماما ان العامل المهم ليس الوقت الذى تحصل فيه على ما تريد و لكن الاهم هو حصولها عليه .
و مع ابتسامته ابتسمت هى الاخرى مدركه ان مجرى الحوار هذا المره سيختلف , ليس هناك تذمر , عقده الحاجب المستنكره , النظره الغاضبه و ال " لا " التى ينتهى بها الامر .
فكر هو مره و اثنان و ثلاث و فى كل مناقشه بينهما يقضى ليلته يفكر هل رفضه صحيح و هو الحل حقا ام هى تستحق ان تنال فرصتها ؟
و توصل بالنهايه لنتيجه ان سلمى لا تعرف معنى التقيد , لا ترضى بالمعتاد و دائما ما تعشق الجديد مهما كانت قوته او ربما صعوبته و هو يفهم جيدا ان طفلته قويه , و تملك عزيمه جباره للنجاح فيما ترغب و لذلك قرر اعطاءها الفرصه .
تحدث اخيرا و قد راقه انها احترمت صمته و لم تتحدث ناظرا لعينها بجديه يخالطها حنان ابوى : بصي يا سلمى , لما خالفتِ توقع الكل ايام ثانوى و اخترتِ علم رياضه , انا فكرت كتير و كنت متردد لان رياضه مش سهله .. و بعدين قولت ليه لا ؟! تبقي مهندسه قد الدنيا .. تنجحي و تحققي طموحك , رغم ان والدتك اعترضت و كانت تتمنى تبقي دكتوره بس انا وافقتك لانك لما تتعبى فى حاجه بتحبيها و اخترتيها احسن ما تتعبى فى حاجه مكنتيش عاوزاها و كنت واثق انك هتنجحى .
أنت تقرأ
حلم سندريلا
Romance" لعلي في لحظه اظن اني امتلكت كل شئ ... وفي التاليه اجدني لكل شئ فاقداً ولعلي في لحظه اظن اني فقدت كل شئ ... وفي التاليه اجدني لكل شئ مالكاً فهذه هي الحياه "