وعد ♡

81.9K 2.9K 778
                                    

اتاني هَواها قبل أن أعرف الهَوى
ولم أَدر ما يشكي المحبُّ من الضَنا
دَهاني ولم يطرق فؤاديَ طارقٌ
فصادفَ قلباً خالياً فتمكّنا .

" الطويراني "

نهض عن فراشه , يشعر بارهاق شديد , لم تعرف اجفانه النوم ليلا , كيف ينام و هو يشعر بتأنيب ضميره لعجزه عن حمايه زوجته و ان كان لا ذنب له , دلف للمرحاض اغتسل سريعا ثم وقف ينظر لوجهه فى المرآه التى غطاها بخار الماء , يحدثها او ربما يحدث نفسه .

من هذا !
أ كل هذا لاجل فتاه كُتب اسمها علي اسمه !
أ كل هذا لاجل فتاه هو متيقن انها لا تحبه بل تتخيله مجرد مخيف , متملك و مغرور !
أ كل هذا لاجل فتاه يعتقد انها تتمني كل يوم اكثر من سابقه الابتعاد عنه !

رفع يده ماسحا الزجاج امامه من بخار الماء الذي جعل صورته مهزوزه و عاد يحدث نفسه .

ما ذنبه ان كانت تلك الفتاه سكنت قلبه ؟
ما خطأه فى انه شعر بل و تأكد انها جزء منه ؟
ما تهمته فى رغبته بها و ما حيلته فى عدم قدرته على جفائها ؟
ما ذنبه فى ان يعرف لاول مره معنى ان يحب بل هو عاشق لكل تفاصيلها ؟
ماذا يفعل بنفسه , روحه , جسده و قلبه بعدما اتفق جميعهم انه خلق و رجولته لاجلها ؟

اعاد شعره المبلل للخلف زافرا
لو كان يعرف ان هذا هو الحب فوالله ما كان احب يوما و كأن الامر بيده ليمنعه ,
اذا لمتى ؟؟
لمتى ستظل اقرب من يكون لقلبه و ابعد من يكون عنه !
لمتى سيظل يحارب مشاعره لاجله و لاجلها !

اغلق عينه محركا راسه يمينا و يسارا باستهجان و سخريه .
أهناك داعٍ للسخريه اكثر من ان ابن الحصرى يقف الان امام مرآته ينعى نفسه و يواسيها !
اهناك داعٍ للتعجب اكثر من انها اضعف من يكون لكنها اقدر , اقوى و اصعب ما واجهه يوما !
أهناك داعٍ للدهشه اكثر من انه اتخذ اعقد الفتيات ملكه له و مليكه لقلبه !
هه .... يا لا سخريه القدر !

و استسلم ابن الحصرى , فهى منذ ان دخلت حياته لا يعرف طعم السكون , هدوء النفس او راحه البال .
هى تفننت فى جعله يقلق , يغضب , يحنو و يقسو فى الوقت ذاته .
متمكنه حقا بل و .... متملكه .
امتلكت اصعب و اكثر ما يملك تعقيدا , تجاهله هو كثيرا لكى لا يتعقد معه و لكنها امتلكته بجدراه لتغرق فيه و تُغرقه معها .
امتلكته بتقدير امتياز مع مرتبه الشرف ......... قلبه ...........

انتهى من ارتداء ملابسه , و اتجه مباشره لغرفتها ليطمئن , دلف بهدوء ليجدها تتوسط الفراش و الغطاء ينحسر على جسدها مظهرا قدمها من اسفله , ابتسامه بسيطه زينت ملامحه و هو يقترب منها جاذبا مقعد صغير ليجلس امام الفراش يتأملها .

خصلات مشعثه قليلا , اهدابها الطويله التى تعانق عينها بنعومه , وجنتها الحمراء دلاله على دفئها تتحداه بثبات ان يصمد امامها , شفتاها التى شحب لونها قليلا تناشده لمنحها رونقها , و تلك الشامات الصغيره التى تمتد من وجنتها على طول عنقها تخبره انها مخبأ جيد لانفاسه , يد اسفل وجنتها و اليد الاخرى تعانق خصرها .

حلم سندريلاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن