اتاني هَواها قبل أن أعرف الهَوى
ولم أَدر ما يشكي المحبُّ من الضَنا
دَهاني ولم يطرق فؤاديَ طارقٌ
فصادفَ قلباً خالياً فتمكّنا ." الطويراني "
نهض عن فراشه , يشعر بارهاق شديد , لم تعرف اجفانه النوم ليلا , كيف ينام و هو يشعر بتأنيب ضميره لعجزه عن حمايه زوجته و ان كان لا ذنب له , دلف للمرحاض اغتسل سريعا ثم وقف ينظر لوجهه فى المرآه التى غطاها بخار الماء , يحدثها او ربما يحدث نفسه .
من هذا !
أ كل هذا لاجل فتاه كُتب اسمها علي اسمه !
أ كل هذا لاجل فتاه هو متيقن انها لا تحبه بل تتخيله مجرد مخيف , متملك و مغرور !
أ كل هذا لاجل فتاه يعتقد انها تتمني كل يوم اكثر من سابقه الابتعاد عنه !رفع يده ماسحا الزجاج امامه من بخار الماء الذي جعل صورته مهزوزه و عاد يحدث نفسه .
ما ذنبه ان كانت تلك الفتاه سكنت قلبه ؟
ما خطأه فى انه شعر بل و تأكد انها جزء منه ؟
ما تهمته فى رغبته بها و ما حيلته فى عدم قدرته على جفائها ؟
ما ذنبه فى ان يعرف لاول مره معنى ان يحب بل هو عاشق لكل تفاصيلها ؟
ماذا يفعل بنفسه , روحه , جسده و قلبه بعدما اتفق جميعهم انه خلق و رجولته لاجلها ؟اعاد شعره المبلل للخلف زافرا
لو كان يعرف ان هذا هو الحب فوالله ما كان احب يوما و كأن الامر بيده ليمنعه ,
اذا لمتى ؟؟
لمتى ستظل اقرب من يكون لقلبه و ابعد من يكون عنه !
لمتى سيظل يحارب مشاعره لاجله و لاجلها !اغلق عينه محركا راسه يمينا و يسارا باستهجان و سخريه .
أهناك داعٍ للسخريه اكثر من ان ابن الحصرى يقف الان امام مرآته ينعى نفسه و يواسيها !
اهناك داعٍ للتعجب اكثر من انها اضعف من يكون لكنها اقدر , اقوى و اصعب ما واجهه يوما !
أهناك داعٍ للدهشه اكثر من انه اتخذ اعقد الفتيات ملكه له و مليكه لقلبه !
هه .... يا لا سخريه القدر !و استسلم ابن الحصرى , فهى منذ ان دخلت حياته لا يعرف طعم السكون , هدوء النفس او راحه البال .
هى تفننت فى جعله يقلق , يغضب , يحنو و يقسو فى الوقت ذاته .
متمكنه حقا بل و .... متملكه .
امتلكت اصعب و اكثر ما يملك تعقيدا , تجاهله هو كثيرا لكى لا يتعقد معه و لكنها امتلكته بجدراه لتغرق فيه و تُغرقه معها .
امتلكته بتقدير امتياز مع مرتبه الشرف ......... قلبه ...........انتهى من ارتداء ملابسه , و اتجه مباشره لغرفتها ليطمئن , دلف بهدوء ليجدها تتوسط الفراش و الغطاء ينحسر على جسدها مظهرا قدمها من اسفله , ابتسامه بسيطه زينت ملامحه و هو يقترب منها جاذبا مقعد صغير ليجلس امام الفراش يتأملها .
خصلات مشعثه قليلا , اهدابها الطويله التى تعانق عينها بنعومه , وجنتها الحمراء دلاله على دفئها تتحداه بثبات ان يصمد امامها , شفتاها التى شحب لونها قليلا تناشده لمنحها رونقها , و تلك الشامات الصغيره التى تمتد من وجنتها على طول عنقها تخبره انها مخبأ جيد لانفاسه , يد اسفل وجنتها و اليد الاخرى تعانق خصرها .
أنت تقرأ
حلم سندريلا
Romance" لعلي في لحظه اظن اني امتلكت كل شئ ... وفي التاليه اجدني لكل شئ فاقداً ولعلي في لحظه اظن اني فقدت كل شئ ... وفي التاليه اجدني لكل شئ مالكاً فهذه هي الحياه "