الفصل الثالث : "الم دفين"

243 8 0
                                    


كان يعلم ان الم ابنه سيكون عسيرا ، تمني لو انها نزوة عابرة كما الاخريات، حيث ان حياة ابولو لم تخلو من قصص الحب للبشر فهنالك قصة حبه لابنة حاكم طروادة و غيرها....

الا ان هذه تختلف عن جميع ما سبق،من قصص الغرام...

جزء مفقود منه قد وجده راسخا في حبييته الجنين التي لم تحظى باسم بعد، لكنه وهبها اسما خالدا لا تمتلكه اجمل نساء الكون، هي مميزة.. هذا ما ايقنه فور بزوغها في حلمه تتالق حسنا و بهاء، بينما ترنو بصوتها الرناء في صحوة الفجر و سحر السماء بلونها الدامي

هي من جعلته اسيرا لانفاسها هي من زارته في رؤيته تلقى علي مسامعه اناشيدها ....هي وحدها من سرقة قلبه و جعلته وحيدها..

هي فقط قادرة علي نفخ الحياة في روحه ....هي القادرة علي جعل الهواء يتوغل رئتاه ...هي من اردته قتيلا تحت وقع سهامها المسمومة، هي فقط من تملك الترياق لحالته المجنونة ...

يبدو ان تفكير والده خرج عن نطاقه المنطقي و تعدي جميع توقعاته ..

ايقن خير اليقين ان ابولو متيم بها الي ما يفوق الجنون جنونا اعظم....

"ان اردتني ان اتخلي عن قلبي و ادمر روحي و اتبع امرك فوجب عليك تحقيق شرطي اولا " كان ذلك جادا ،لم ترمش عيناه و لا تزحزحت نظراته... كانت عزيمته شديدة

"و ما شرطك يا ابن ليتو" رد زيوس بينما يرفع حاجبا باستفهام  ،و قد خرجت كلماته من بين اسنانه بصرم واضح، معبرا بذلك عن استياءه الواضح من تصرف ابنه ،او ربما هو يعلن عن نفاذ صبره و بلوغ ذروة غضبه...ربما

"ان تحميها"كان جوابه سريعا دونما تفكير

"من" اجاب والده بسؤال ملتوي و كانه يحاول التلاعب باعصابه لاستدراجه و التاكد من توقعاته المكبوتة

"سينثيا... اريدك ان تحمي سينثيا " كان جوابه كالصاعقة على سمع زيوس ...لقد تمكن من جعل زعيم الالهة متصنما بفاه مفتوح، بينما ظل يراقبه ابولو بعيون مترقبة... هل هو مدرك لخطورة ما قاله للتو، ام ان العشق نصب خيامه بسائر عقله ،يحجب عنه التفكير و المنطق ...
و هل بالحب منطق اصلا ؟
****
عودة الي الماضي :flashback

يجلس ابولو في منتصف الطوالة المزخرفة الملكية، امامه والدته ليتو (حورية من التيتان ) و اخته التوأم ارتميس تجلس من الجانب الايسر، تحاوطهم الحوريات تعزفن آلاتهن الموسيقية العذبة... بينما تحلق الطيور الملونة من فوقهم في هدوء مريح..

أسطورة سينثيا ( صراع الآلهة ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن