الفصل العاشر"كاهنة المعبد بيثياΠυθία"

153 5 0
                                    

الفصل العاشر "كاهنة المعبد *بثيا *" Πυθία

تدور احداث فصلنا هذا في احد اهم معابد الجزيرة...
معبد مزخرف علي جدرانه العتيقة برسومات و اشكال غريبة ، قبته الزجاجية الملونة توحي علي عراقتها و طرازها القديم، لا تخلو زواياه من التماثيل المصورة علي شكل رجل لا تغطيه سوى قطعة قماش وحيدة، يجمل في يده قوس و اسهم ذهبية....

توحي ملامحه المنحوتة علي جماله و كماله، و دقة صانعه..

يتوسط المعبد صورة كبيرة مرسومة باتقان بها زوج سعيد و اطفال تلعب من حولهم بينما الحوريات تعزف الحانها بآلاتها الذهبية...

كان المعبد مكانا سيده الصمت و السكينة، مكانا مناسبا للاختلاء بالنفس و الصلاة...

تقف سيدة جميلة بمنتصفه ،تغطي راسها بغطاء ازرق سماوي و رداء طويل... توضح سن اليأس في ملامحها التي احتوت تجاعيد قليلة و بشرة شاحبة، بدت جميلة رغم كبر سنها...

وقفت امام التمثال متاملة، مغمضة العينين، باسطة اليدين، تتحرك شفاهها بكلمات صامتة، تؤدي شعائرها الدينية بخشوع ،تتضرع الي الهها و تؤدي عبادتها باخلاص...

توقفت عن الصلاة بعد هنيهة، تفتح عيناها بحدق، ملامحها جدية،تحدق في التمثال امامها متمعنة،لتنحني بعد ذلك و تقول بصوت لين "سمعا و طاعة يا الهي "

"في منزل سينثيا "

تجلي سينثيا الصحون بينما تدندن الحانها بعذوبة، تنتقل بين جوانب الطاولة ، تحرك اردافها للجانبين راقصة علي ايقاع الموسيقي التي صنعتها للتو ...

لتنهي بذلك مهمة التنظيف و تصعد للعلية...

كانت تسمع صوتا قادما من هناك، تجاهلته مبدية عدم الاكتراث، رغم انها كانت ترتعد خوفا في اعماقها..

صعدت بطبيعية ترمي خوفها ليكتوي بنيران الفضول، اجتاحت براثين فضولها العلية ،اجفلتها ستارة الظلام المسدلة علي الغرفة الضيقة، تلتها رائحة عفنة اخترقت حواسها مشكلة ملامح متقززة تغطي صفحة وجهها الفاتن...

اغلقت باصابعها مسالك تنفسها، فاتحة فمها للتنفس بديلا عن انفها، كانت عيناها مفتوحتان علي مصرعهما في الظلام المطبق...

خطت اولى خطواتها داخل العتمة المخيفة دافعة بخوفها الي مؤخرة عقلها الباطن تاركة فضولها الانتحاري يقودها الي مصدر الصوت المريب...

لم تكد تمر لحظات، لتحرك قدمها اليسري موازية بها قدمها اليمين، ليغلق الباب من تلقاء نفسه، مما جعل اللعنة داخلها تظهر جلية علي جسدها المقشعر و صوتها المتزعزع...

احست بهمسات تحيطها من كل الجوانب، همسات تضمر الشر، كانت هالة كئيبة مشحونة بالغضب و المكر تداهمان محيطها...

سمعت صوت مبحوحا حادا يصتدم بجدار اذنها يصاحبه نفس حارق، فتحت فمها لتصرخ لكن صوتها كان قد اختفي...

ماذا يحدث، قدماها كانتا تحملانها بصعوبة،حدقتاها كانتا متسعتان و وجهها مصبوغ بالاصفر، انها خائفة الي حد الرعب

نطق صاحب الصوت المبحوح ملامسا حوضها بيدين متيبستان، تستطيع الشعور بعظامه الحادة بارزة تحادي جسدها الرقيق، ليغرس اظفاره ببشرتها النقية قائلا

"انتي هي سينثيا اذا... ارى الان لما ابولو يريدك لنفسه مبعدكي عنا جميعا... لكنني لا الومه حقيقة، انتي مثيرة ايتها البشرية القذرة، البشر لا يستحقون ان يكونو افضل منا حسنا و لا جمالا و انتي يا عزيزتي حظك العاثر انعم عليك بجمال خارق سيكلفك حياتك المباركة، و اني لاآسف لقتلك و انتي تفتنين الجن قبل الانس لروعة طلتك الحلوة ...لاحاول ان اكون رجلا لبقا و اسمع منك كلماتك الاخيرة قبل ان اجهز عليك، سارعي فلست امتلك اليوم بطوله... "

"طرق ...طرق"

الراوي :

تطرق الكاهنة بثيا بوابة منزل سينثيا، تبدو مسرعة تحدثُ نفسها كل جزء من ثانية، تعاود الطرق لتلمح في النافذة الصغيرة اعلي المنزل جسدا ممشوقا لفتاة فاقت الجمال جمالا لكن يبدو انه ليس الوقت المناسب لوصفها جمالها المادي...

لم تكن لتستطيع ان تري الفتاة لولا بصيص نور تسلل من الشمس ينير ظلمة تلك الغرفة المشؤومة، علمت دون شك انها سينثيا،انه يساعدها من السماء، هو من دفع باشعته نحو نافذة العلية ليساعدها لكشف ما يحصل...

انه اختبار لها وجب ان تجتازه بنجاح، تبدو الفتاة فاتحة ثغرتها برهبة و الدموع باءت تنهمر من وجهها الجميل كالمطر الغدير..

عندها فقط فهمت مقصد الاهها، ادركت يقينا لم دعاها الي هذا المكان، سبب وجودها كان انقاذ هذه الفتاة الجميلة...لانقاذ سينثيا...

فتحت الباب الذي كان قفله مفتوحا دون تكبدها عناءا، لتصعد مسرعة ترمي بخطاها العشوائية درج المنزل المتقن...

لتبلغ مقصدها اخيرا ،فتحت الباب فور ملامسته ليدها الحرة تاركة جسدها العتيق يقتحم عتمة الغرفة ...

ما فتئت القت بيداها امامها تتحسس في الظلام، عيناها مفتوحتان علي مصرعهما علها تبصر شيءا يقودها لمرادها،
...
بثقت بضع خطوط باهتة من نور في المكان، رغم عسر الرؤية نجحت في رؤية الفتاة...

كانت تقف امامها متجمدة فاغرة فمها و كانما تحنطت هناك من دهر الدهور...

كانت دموعها فقط من تتسابق في النزول لتبلل وجهها المصفر، اسرعت الكاهنة تتفقدها بعيون متفحصة و ايدي خبيرة، انها ما تزال حية،

لكن الصدمة لم ترد ان تزول عنها بعد، اغمضت لها عيناها زرقاء اللون، وامسكت كفها لتضع بها قلادة تحمل رمز لشمس صغيرة ...

يتبع

أسطورة سينثيا ( صراع الآلهة ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن