الفصل الثاني عشر "صباح جديد "

119 7 0
                                    

الفصل الثاني عشر "صباح جديد "

صحوتي اليوم لم تكن كعادتها مبكرة نشيطة..

ما ازال استشعر الخوف من شيء انا لست دارية و لا عالمة به..

جافاني النوم امس و انا افجر راسي , من سيل الافكار التي اضاءت ذهني في وقت لم يجب..

لم ترحمني جفناي سوي فجرا، لتحتضنا بعضهما في ارق مريع شهدته شمس الغسق تقتحم عتمة الليل ،

هي تنبع لصباح جديد...

اطرافي تؤلمني قليلاً، و كانما اكلت بهم ضربا مبرحا امس، عيناي مفتوحة بالكاد ،لشدة النور الذي اجتاح شرفتي دون اذن مني...

استجمعت طاقتي التي بالكاد امتلكها ،لافتح بقدماي طريقا نحو الحمام ، استغرقت قدماي بالحوض يليها جسدي في محاولة بائسة من ذراعي لبلوغ صنبور المياه المرتفع ..

ما ان نجحت بذلك ليسترسل سيل المياه الدافئة وقودا لجسدي ...

< الراوي >

كانت محقة، يبدو ان جسدها اعاد شمله و التأمت اطرافها في الماء، راحة لها ...

اغلقت جفناها مستمتعة بدغدغة المياه اعلي كتفاها
و كان سربا من النمل يشق طريقه فوقهما...

ما ان نالت كفايتها من المياه، حتي بدات تنظف اطرافها بالصابون ذو الرائحة الزكية،  ما ان بلغت يداها خصرها حتي استشعرت ملمسا خشن، جسدها نقي و بشرتها شديدة النعومة، فمن اين لهذا الملمس ليحط بجسدها في جهل منها..

تسابقت عيناها تبحثان عن ضالتهما في عجل ، يبدو الجرح عميقا، و كانما نتج عن مخالب وحش او حيوان بري ،عجبا لما لا يؤلمها مع انه يبدو حديثا و كانما لم يمر عليه الكثير...

سحبت جسدها من الرطوبة لتغمسه في منشفتها البيضاء، مستمرة بتجفيف شعرها باخري اصغر حجما، خرجت من حمامها الساخن، لتلسعها بضع لفحات من الهواء البارد، متسببة لها بقشعريرة خفيفة..

ارتدت ثوبها الأبيض في بطئ شديد بينما تفكر بصوت خافت في ما يا يحصل في حياتها..

الامر لا يستدعي كماً من الذكاء.. لتخمن ان للصوت صلة لا تتجزء منه ، جرحها المجهول، الكاهنة و النبوءة،  الاحداث الغريبة التي تواجهها ليست سوي رسالة وجب عليها فك شفراتها في حكمة، لكنها ليست صبورة كفاية ،لردع رغبتها في سؤاله حول هذا العجب العجاب..

 ما لبثت ان امسكت القلادة التي توسطت جيدها تستقر حول عظم التروقة ، هي ستقود سبيلها الى النجاة، هذا ما زعمته الكاهنة التي تفتخر بإلاهها طوال الوقت..

احكمت قبضتها حول القلادة، رافعة راسها لتخترق نظراتها اسقف المنزل، ناطقة بصوت واثق..

"ما تكون و ما انت، تعتقدني جاهلة.. ام انك تحسبني كذلك، تتركني احصي عدد خيباتي الواحدة تلو الاخرى، تائهة حائرة احارب لاخرج من قفص حديدي غامض... وضح لي ما انت فاعله، امسك بيدي للنور، كن كما خيلت لي، شهما نبيل، و كفاك الاعيب.. "

لم يتاخر في الجواب، رادعا مناجاتها الصارخة نحوه ...

"سينثيا، ما قصدك بالتلاعب... و اي خيبات انت عنها تتحدثين "

هل هو غبي ام يجيد التغابن، لابأس عليك ،اريه ما انت ترمين اليه

"اقصد يا سيد ام وجب علي القول يا اله الشمس، ما سبب الجرح الذي زين جسدي الطاهر و ما قصة تلك الكاهنة النبوءة و ما عملها بمنزلي، ما سر شعرك و مغازلتك، و الاهم من كل هذا، من انا؟  من اكون ؟ ام بالاحري ما اكون ؟"

استرسلت كلامي لاختمه بتنهيدة راحة، انا اخيرا اطلقت مكنون صدري كاملا..

فاجأني بقهقهة عذبة، اتراه يستهزأ بي ام يستعرض تكبره...

نطق بعد بضع ثواني موضحا بصوت تشذو له المسامع

"انت يا سينثيا انسان و ما تكونين غير ذلك يا عزيزتي، جرحك ذاك ناجم عن مهاجمة مرسول احد الالهة لك و صدقيني يا عزيزتي لست ادري بعد من يكون، و لو علمت لما ابقيته يتنفس للان، و قد ارسلت تلك الكاهنة للمساعدة، لانقاذك من براثن الموت الذي احاطك في خطر يشتعل له الانذار الصامت اشتعالا "

لذت كلمات غاصت في روحي رونقا لا يقل عن سحره رونق.... ذابت اسئلتي و اطاحت بدفاعاتي، انه اله بمعني ما تعنيه الكلمة من معانيها الصامتة ...

"و لما ارسلت كاهنتك وسيطا لك، لم لم تقدم بنفسك "
لم يكن سؤالها ناجما عن فضول و انما شوق، رغبة او حاجة ربما، تخيلته هو من ينقذها، احبت القصص و الاساطير و تمنت خوضها علي واقعها و هاهي تعيش احداها

"قصة طويلة يا صغيرتي ، انا محرم من النزول الي الارض "
نطق حزينا، متوجا بالهم و التعاسة.. ربما

"و لما انت كذلك، الست الها، و تفعل ما تشاء "

اردفت كطفلة صغيرة حلوة ،اليست تعلم انه عديم السلطة امام زعيم الالهة ،او وجب علي القول والده....

"قريبا يا حلوتي، قريبا عاجلا، لم يبقي الكثير للانتظار "
اوحت نبرته علي التوعد الشديد، فلمن تراه يكن ضغينته، لوالده ام لنفسه ...

"لكنني لست صبورة صدقني، فكما تعلم انا و الموت في كف واحدة و الخطر بي وشيك، ام تنتظر مني المثول لتعاليمك بينما لست واثقة متي او اين اكون في عداد الموتى او الاحياء "

اردفت بجدية... هي خائفة، لا تستطيع النكران، و لكنها مشتاقة له اكثر من خوفها حول حياتها.. ان كان لم يملأها عبق انفاسه و لا نعيم صوته...

"لن اسمح لاي من البشر و لا الالهة بلمس و لا شعرة منك فلا تجزعي... "

"اه نسيت لابد و انك ستبعث لي بمنقذ جديد، اما حسبك تغير عبدك بعدد دقات قلبك"

يتبع

أسطورة سينثيا ( صراع الآلهة ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن