الفصل الثامن عشر "انين الذكريات "

92 5 0
                                    

الفصل الثامن عشر "انين الذكريات "

"و ما عسى رجل مثلك يعلم عن الاحزان فصمتا... لا تثني علي نفسك "
اردف في عزم، و قد زم شفتيه غاضبا...

"الا تخاف جبروتي ...ام انك لن تستسلم حتي تفيض روحك... فحسبك "
عيناه اشتعلت بها النظرات.. يحمل في يده عصا الحكم يرطمها بالارضية في انفعال...

اطرق ابولو راسه في حيرة.. ما الذي وجب عمله الان.. كيف يبعد بطش والده عن محبوبته... ما العمل..

"ما بالك احاطك الخرس مجددا...الست تجد الكلمات التالية... ام انك تكفر بي يا بني ...كفرك محض يا ولدي "

لم ينبس بنت شفة مجددا، ليس لانه لا يجد الكلمات فعلا، بل يقيس مدي خطورتها تخرج من فمه...

هو لا يريد ان يعطي والده لعبة يلتهي بها... هو يحب الالعاب جدا، و بهذا يكون قد اعطاه سببا للتلاعب بسينثيا كما يشاء..

غادر الغرفة تاركا والده وراءه... ليتوجه لغرفته و محبوبته ..

ما ان دلف الغرفة ليجدها منكبة علي ركبتيها تحضنها في الم ...حتي دموع عيناها الحارة ما توقفت عن النواح معها... شهقاتها و انينها كذلك لم تنجح في حبسها في جوفها ...اطلقت كل شيء... مكنون صدرها كاملاً،بكت احزانها و تألمت لجراحها الداخلية... وجدها في حالتها التي ترثي لها الحجارة...

لم يستطع التحرك... قدماه التصقت باللارضية... دموع انسابت منه هو الاخر و لاول مرة يبكي اله في التاريخ جمعاء ...

انه اله الشمس... اله الرومنسية و الشعر، و هاهي الشمس تبكي سيدها جمرات بركانية، راح يحضنها في قوة تكاد تهرس عظامها تحت ذراعاه.. هي تبكي و هو يبكي.. تحاول الافلات من حصاره و عبثا تحاول ...

الارض سممت و الطبيعة انقلبت ... قفرت الارض وقريبا سيقفر و اياها الزمان ...

اله الشمس، نور العالم يبكي، تلتهمه الظلمات... خراب يعم الارض ... اهتزت مملكة السماء لبكائه ... و اهتز معها عرش زيوس ...

انتفض مذعورا لما يحصل، تشوشت افكاره و احمرت اوداجه، علم ان ابنه المفضل و اله الشمس المبجل يبكي لبشرية ..لتزايد حقده لسينثيا اضعافا...

*العودة الي سينثيا و ابولو *
افلتها بعد صراع داخلي بينه و نفسه... تحدق فيه بعينان غائرتان... ياكل الحزن من روحها و ما بلغ الشبع... تمتد انامله تمسح بلورات دموعها في رقة، لتبعد وجهها عنه في برود كاسح... انزل ذراعه في بطئ مؤلم...

انها تكرهه، خسر كل ما حفل به يوما برحيلها من بين ذراعيه... هو فقد نفسه من بعدها الان... لم يعد يتذكر اسمه حتي...

"ما الذنب الاثيم الذي لا يغتفر التي ارتكبته يداي في غفلة مني "
نطق في فتور الموتي ،تؤلمه انفاسه... و كانه تعب من التنفس...

"حري عليك سؤال نفسك قبلي"

لم تكلف نفسها عناء النظر في عينيه الجميلتين... فقط كالجثة انقطع عنه حبل الحياة و تبخر الهواء من رئتيه... وقف يكابر للمشي منكبا علي نفسه...

بعد ان غادر الغرفة و هو يعرج في المشي كالكسير...
مر اليوم كئيبا مظلما علي الجميع، سكان الارض و السما اجمعين...

تجده اخته جالسا يتوسد العشبو الحصى مجلسا له ... تحاوطه بضع زجاجات من خمر امام قدميه ...

حالته مريعة ، يستعصي حلها ، تجمدت بقايا دموعه فوق وجنتيه كالذهب، تلمع اكثر من النجوم في كبد الفضاء من حوله...

استلقت بجانبه ارتميس عله يدرك وجودها قربه، تعمدت اصدار اصوات عدة في امل ان ينتبه لها دون جدوى.. انقطعت عنه الحياة فجاءة..

"اتشرب الخمر لتغرق احزانك ام لتغرق وعيك"
نطقت الكبرى في صوت يكاد يصل اذناه، ربعت يداها تحت راسها تتوسده بدل شعرها الاسود الحريري ...

لم يجبها ،فاستأنفت القول
" سينقشع الليل و يحل محله النهار يا اخي الحبيب.. انهض ،قف علي قدماك و استرجعها، استرجع سينثيا "
نطقت في رقة مشجعة

يتبع

أسطورة سينثيا ( صراع الآلهة ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن