الفصل الثاني و العشرون "من انا "

173 8 2
                                    

- تفتح عينا سينثيا علي نور قوي آلم بصرها، فاسرعت في اغلاقهما من جديد...

جعلت تلمس بيداها مضجعها.... اين هي.... كل ما تذكره استيقاظها في ذاك الركن الموحش من العالم.... بعد مجوف.... لا صوت للحياة فيه و لا طعم.... احست كانما تسر في نفسها شيئا شديد الاهمية....

يحتل الصداع راسها لا ينفك عنها.... شعور مزعج... لدرجة وضع اصابعها السبابة علي منطقة الصداع... تدلكها برفق ... هواء المكان بارد تقريبا...لا يرهق التنفس.... عجبا هواء ذاك الجحيم ثقيل و ساخن....

مهلا... ماذا قالت توا... ان لم تكن ما تزال في ذاك المكان... فاين تراها تكون الان...

فتحت عيناها مذعورة متلهفة... انها في غرفتها مع خالتها التي غفت فوق فخذاها ...في غرفتها تماما...." غرفتها القديمة " ذكرها عقلها الباطن ...لتتذكر ابولو....

سرح ذهنها في حنين يلتهب شوقا و توقا له.... اين هو الان... اتراه يحسبها ميتة... بل قد يحسبها تخلت عنه بكامل ارادتها الحرة ....و هذا الظن اسوء بكثير مما سبقه...لا تريد له الالم... خصوصا الم الغدر و التخلي...

وقفت مصممة... لما لا تجرب هي محادثته كسابق عهدهم.... عهدهم الذهبي سويا... ما لبثت عزيمتها و تصميمها ان تحولا الي اشتياق ملتهب... ترتجف اطرافها مرتعدة... اعتلى الشلل قدماها فما عادت قادرة على الوقوف،  صبغت عينيها الجميلتين في لمعة سحرية، تحلق الفراشات في بطنها جائعة عطشى، يلثمها الهواء في حرارة عجيبة، وتتسارع نبضاتها... وحده الحب يفعل ذلك بالانس مهما اختلف جنسه و دمه ...

ابعدت خالتها قليلا بغية الوقوف و الذهاب الي الحمام...و ما ان انسابت المياه الدافئة علي جسدها حتي غسلت عنه همومه و ارهاقه... وقغت تتامل انعكاسها  في المرآة ... ما الذي يحصل في حياتها يا تري... جعلت تحدق في نفسها مطولا... لتختتم تاملها بتنهيدة غادرتها في يأس... لعل القادم يذكرها بما حصل في حياتها...

ارتدت ملابسها في خفة لتنزل الدرج العلوي بسلاسلة...

خرجت الي الحديقة و هي تحدق في السماء... هي تشتاق الي ذلك المكان كانها عاشت فيه منذ نعومة أظافرها... مدتها هناك لم تستغرق كثيرا... عادت زاحفة الي عالمها الحقيقي سريعا جدا... اقل من ما توقعته حتي...

جلست علي الارجوحة مفكرة... لابد و ان تجد ما هو دال علي ما يحصل....كيف عادت من ذاك المكان... و لما هي ماتزال حية... لما لم يخلص عليها زيوس و اتباعه... ظلت جالسة مدة طويلة و هي تفكر دون الانتباه الي الوقت الذي مرت دقائقه عدوا دون تأن و لا استراحة... لتستوقفها خالتها عن سلسلة افكارها المشؤومة... قائلة..

"ما انت بفاعلة هنا يا حبيبتي... استيقظت في غرفتك فلم اجدك... و قد اغتالني خوفي عليك... انت ما تزالين مريضة يا حبيبتي عودي الي فراشك الدافئ ،هيا "

كانت تتكلم و تتكلم و سينثيا لا تستوعب شيئا مما تقوله ... لكن ما شد انتباهها كونها كانت مريضة... منذ متي و هي مريضة... لما لا تتذكر..

"مريضة... ما علتي يا خالة... فانا لا اذكر اني كنت مريضة ابدا"
اردفت متسائلة... تحوي نظراتها استغرابا عجيبا ...

"بلي يا صغيرتي كنت كذلك... اصابتك حمي شديدة بعد ان لعبنا بالمياه ليلة البارحة و قد خفت ان لا تنخفض حرارتك... لكنها انخفضت و الشكر للالهة "
اجابت خالتها و هي تظهر امتنانها الشديد...

لكن لحظة ماذا يحدث للعالم... لقد عادت بالزمن للوراء بثلاثة ايام... اي قبل بلوغها 18 ...ما المغزي من كل هذه اللعنة...صعدت لغرفتها كما طلبت منها خالتها بإلحاح و قلق شديدين... لتستسلم بعدها لنوم سرق اجفانها سريعا ...

لابد و انها متعبة للغاية بالنسبة لشخص سقط من النعيم الي الجحيم مباشرة ثم عاد الي الارض... و كل ذلك في يوم واحد... الرحمة علي هاته المسكينة..

****
وقفت سينثيا علي قمة جبل الوليمب بينما تصفعها رياحه الباردة من شدة علوه الشاهق ...كيف وصلت الي هنا...و من صعد بها كل  هذه المسافة المرعبة... مستحيل ان تفعل ذلك وحدها و لو لمجرد المحاولة... لتردف بصوت خافت... من انا...

يتبع

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 09, 2017 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

أسطورة سينثيا ( صراع الآلهة ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن