الفصل العشرون"هجوم تيفون المباغث"

106 5 11
                                    

الفصل العشرون: هجوم تيفون المباغث

سينثيا pov

خرجنا بعدها للغابة النائمة امام القصر، تلقب بالنائمة نسبة لهدوئها و شكل اشجارها الناعسة، سحرية بكل معاني الكلمة... جلسنا نلعب كالمجانين، نحتضن كالمشتاقين، و نعشق كالبالغين...

اخذتني يده للوراء قليلاً، تساور خصري الضيق، تقبل عنقي في شغف، حركت جيدي للجانب تاركة له مساحة أكبر، رعشة تسري من اخمص قدماي حتي راسي...

سمعت نفسي اطلق تنهيدة راحة تختلط بتاوهات متعة لم تبدا بعد، كيف يكون بارعا في جعلي أشعر بالشلل يحتلني من اخمص قدماي حتي اخر شعرة من راسي...

اضل متيمة تحت وقعه، غير قادرة علي المقاومة ،رائحته الزكية التي صبغت كل ركن و منحني جسدي ،تلك النشوة التي تغمض عيناي لعالم اخر...

تسللت يداه فوق نهداي، تفتح انامله خيوط فستاتي في براعة لافتة ً،انقلب بجسدي علي العشب الاخضر وورود الزنجبيل الصغيرة، ليعتليني جسده المتناسق القوي ،شفتاه لا تفارقان شفتاي، تتناسق و كانها صنعتا خصيصا لتلتحما معا....

قبلات هادئة جداً ،لذة معبرة، تنبعت منه رائحة الجنة، لم تستطع جوارحي التحمل فانسبت عليه بالقبل في كل ركن من وجهه...

نكهة مميزة تمتلكها شفتاه المنتفختان ،كحبوب القهوة و زهور  الكرز مجتمعتان... تتحرك انامله تداعب جسدي في رقة وعذوبة مشاعره...

الراوي :

ملمس جسده علي خاصتها يشعرها بالخضوع، حماية حلوة، جفت منهما الانفاس، يمارسان الحب طوال الليل، فوق العشب، وتحت الاشجار الناعسة بين زهور  البرية ،عشق خالص بين روحين معشوقتان بالجنون ...

عادا للقصر صباحا، متشابكا الايدي، مبشوشا المحيا...
بينما تضمر لهم النفوس شرا تحت الصدور، تكمن خفية ، تسعى النيل منهما جمعا بل ربما فردا فردا..

راحا يذرعان القصر عدوا كالاطفال، سعيدين ...تكاد الغبطة تتآكل افئدتهم، جلسا بعد مدة لاباس بها تعبين... ارتميا علي الكرسي مرهقان، راسهما بين النجوم...و قلوبهما في الارض...

كانا متهورين من فرط السعادة، تتلاطم في دواخل كل منهم خضم من المشاعر التي لا هوادة لها بل و لم يسبق ان جرباها قبلا ...

سيحظيان بوليد عن قريب... سيشبه والده في رومانسيته و فنه و ياخذ الجمال الفتان من والدته.... سيكون هذا الطفل مباركا محبوباً...

كانت كلها اوهاما محض... بدآ في نسج عالم من السعادة المطلقة و بالاحري المستحيلة...

عشية ذاك اليوم... كانت جالسة في الحديقة مع ارتميس.. تتكلمان كالاختان ...تتناقشان في اسماء الاطفال...

كان الجميع متحمسا لمولودهم المنتظر... حتي والدته كاد ان يغشى عليها من فرط الفرح والسرور...
سيمتلئ هذا القصر الكئيب بالاطفال من جديد...

بينما كان هناك من يغلي بسعير نيرانه كالمسعور، واجما، عاقدا حاجبيه في خشونة، منفعلا لامر الجنين...كيف تصل بأبولو الحقارة الي معصية كبري اكثر من هذه... يبدو انه حان وقت وضع حد لما يجري قبل فوات الأوان...

"عند ارتميس و سينثيا "
سينثيا pov

لاحظت سرابا في ثنايا الافق من بعيد، بدا يقترب في سرعة مرعبة و لازلت لا ادري ماهية ذاك الشيء القادم نحوي في سرعة تكاد خيالية اكثر من كونها حقيقة...

كانت ارتميس ما تزال تتحدث  في سعادة  في المولود المقبل علي القصر كما تصفه ... حتي انها لم تلاحظ شرودي الواضح في الفضاء...

لا يمكن ان يكون نيزك صحيح؟ بقيت كل حواسي متصنمة و انا اشاهد ما يحصل كالحجر، كأن قوة خفية تتحكم في جسدي، ترغمني الالتصاق في كرسي دون تحريك شعرة من جسمي...

بدا يتضح اكثر، انه يتضح،  لديه وجه و يدان و جسد مثلنا ،ايعقل ان يكون اله هنا، لا يمكن فوجهه مخيف للغاية يكاد يكون مسخا لا اله...

لمحت قسماته تضم ابتسامة صفراء اللون عريضة... اخافتني و فجرت الاهوال في نفسي... عندها فقدت بصري في لمح البصر، لم تعد حواسي الخمسة تعمل بعد ذلك، لكنني ميزت نبرة ارتميس الخائفة تنادي ابولو و كل من يسكن القصر مذعورة ،ليبدا سمعي بعدها يقل شيئا فشيئا و يكون اخر ما اسمعه هو
" تيفون كان هنا "
End pov

حلت سحابة رعدية ضخمة عل القصر ،الكل خائف مذعور، ماذا حل بسينثيا، ضل ابولو يحركها يمنة و يسرة دون تحريك قيد انملة... كمن يناجي قطعة خشب مهترئة أكل عليها الدهر و شرب...

انها شاحبة المحيا، جامدة الاطراف، كالصقيع تماما، شفتاها الشهيتان تلونتا بالازرق القاتم... حمرة خديها غادرتها كالموتي... عيناها فقدت لون المحيط... و امست كالريشة خفيفة تنزلق من بين يدي ابولو القويتان...

اخذ يدور بها كالمجنون لا يدري ما عليه القيام به... حاول كل من في القصر اسعافها دون فائدة فقد فقدت النبض والتنفس، هي ميتة، قضت نحبها.... لقيت حتفها...

الشياطين و الملائكة من تنجو في عالم الالهة و هي لا تنتمي لهاتين الفصيلتين...
احبها الجميع لروحها السجورة... ثقل أثقل كاهلهم جميعاً... و كان ابولو الذي بنا صرحا علي قلبه يزيده حملا اثقل من حمل الجميع... تمزقت روحه و احترقت رمادا يحجب روحه...

بدا يبكي في حرقة قلب... انه جريح الفؤاد... يتالم كما لم يتالم يوما...قبل شفتاها في محاولة مستميتة ،هي لن تستيقظ ابدا، مجرد التفكير بها يسحبه للاسفل، للظلمات، كيف يستطيع التنفس بعيدا عنها، بدا ينطق في كلمات قصيرة مذبوحة...
ما تكاد تغادر شفتاه حتي تتبخر في في السمع...

يتبع

أسطورة سينثيا ( صراع الآلهة ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن