الفصل التاسع "محادثات مزيفة "

139 6 0
                                    


بمجرد دخولها لغرفتها رمت نفسها علي سريرها كعادتها تبحلق بزرقاواها السقف ،لم تسمع صوته اليوم، شيء بداخلها اراد سماع صوته بشدة، و جانب منها ارتاح لاعتقاده ان كل ما سمعته لم يكن سوي هلوسات...

صوته عذب يخدر كل من سمعه، قامته الرجولية و بحر عيونه يغرق كل من يلقي عنه بصره..

نامت ليلتها و هي تحلم بعينان زرقاوتان و صوت عذب...
*****
استيقظت سينثيا ككل يوم ، لكن هذه المرة متأخرة، لابد و انها متعبة من البارحة..

جلست لحظات علي سريرها متاملة، هي تشتاق لصوته، لكنها ايقنت، انه سراب لا الا ...استقامة في جلستها وهي تلملم اطراف شعرها الطويل في كعكة مبعثرة، لتتوجه للحمام تغسل عنها الارهاق و التعب...

انزلقت بالحوض تنعم بدفئ المياه، لقد تمنت للحظة ان تسمع كلماته مجددا، لم تخجل من فكرة رؤيته لها عارية، هل هي حقا من يقول هذا، لقد تغيرت، ربما هي ليست معجبة فقط بصوته الشجي، ربما الامر اكثر من ذلك بكثير.... اعتقد!!

اغمضت عينيها محاولة تذكر نبرة صوته او تخيل صورته دون جدوي تذكر... تذمرت بانزعاج مخرجة جسدها الناصع من رطوبة الماء ،لتسمع ذلك الصوت يقول

"و لئن للجمال في طلتك ابداع
و لئن كل ما هو جميل، امامك استثناء"

شيء ما في صوته صاحبه شيء شدها لتسمعه مرارا و تكرارا و كانه من الجنة، هي لم تخف ككل مرة و لم تحاول ستر نفسها مع ادراكها التام انه يراها من مكان ما...مكان ما بين السحب...

ارادت استشعار لمسته تحادي جلدها الناعم، احبت شعور انفاسه ترتطم بجدار اذنها، احبت كلمات العشق تهرب من شفتاه القرمزية،انه فقط...كامل!!
اجابت الصوت رغم علمها انه لن يتفاعل، لكنها ارادت المحاولة، او ربما اكتفت بكونه يستطيع سماعها فقط

اجابت عبارته شعرية باخري قائلة:

"و لبحة صوتك الحان... تذوب في سمعي كالبركان "
لطالما كانت محبة للشعر، عاشقة للقراءة، هي ماتزال انثي، لها جانبها الرومانسي الغامض..

هي كانت متاكدة انه لن يجيبها لكن ما حصل بعدها جعلها ترمي كل توقعاتها ورائها، مستمتعة بصوته مجددا

"..لالحان نيضاتك وقع يطرب الاذان
..و لرحيقك ينبوع يرتوي منه الظمآن
..و لحبك سحر يجري في عروقي كالادمان "

كان جوابه لذيذا ،هكذا وصفته، لقد احبت طريقة خروج الكلمات من بين شفتاه، احبت كيف يتناغم صوته مع عذوبة كلماته،و الاكثر جنونا انها تمنت لو انه الان هنا...لتضمه و تستمتع به لنفسها فقط ...

منذ متي و هي تفكر هكذا!!! هي لا تعلم !
جانبها الاخر بدأ بالظهور...

اجابته بصوتها الرقيق الانوثي موازية نبرته الحلوة قائلة:

"و علي وتري الحساس....انت تلعب، يا عديم الاحساس "

قالت بنبرتها اللعوبة، بدأت تحب كيف انها تدخل معه الايقاع ،بدا الامر رومانسيا جدا، احبت كيف انهما يشتركان في صفات لابأس بها...

سمعت قهقته و هو ينصت لعبارتها المتناسقة، ليصمت لبرهة، ثم يستانف ناطقا بروية

"و جعلتك سجينة بين نبضاتي والانفاس...وحلمت بك حبيبتي وملهمتي وسر كتاباتي الشعرية... "

كانت عبارته ملهمة الي اقصي حد... هو يحبها!!هذا ما استطاعت فهمه ،انه يقولها بصريح العبارة، للحظة اعتقدت نفسها مجنونة تحاكي العدم، استجمعت شتات نفسها، لتخرج من الحمام بثبات...

ارتدت ملابسها و نزلت ككل يوم تتناول الافطار مع مارسيا و تساعدها في الترتيب و الجلي ،لتستأذن بعد ذلك متحججة بالم راسها ،مظهرة بذلك رغبتها الجلية في الراحة، هي فقط ارادت بعض الخصوصية والتي لا تجدها سوي في خلوتها المعتادة...

جلست تفكر في تفسير لما يحدث معها، هل هي حقا مجنونة،ام ان هناك شيء خارق تعدى جميع قوي الطبيعة يحصل معها، هل هي مميزة او مختارة...

ضحكت علي افكارها البليدة ،مادة يداها للاعلي بينما جسدها كان ممددا علي الفراش، بسطت يدها رافعة اياها في خط مستقيم الي السقف،متمتمة بين انفاسها

"هل هناك حقا احد بالاعلي"

اجابها ذلك الصوت الذي بدا حزينا لسبب ما قائلا

"لاطالما كنت هناك.."

ارادت معرفة ما يحزنه او علي الاقل معرفة من هو و ما ماهيته، لكنها تجاهلت فضولها سائلة اياه:

"هل استطيع سؤالك شيئا،فضلا لا تتجاهله، حسنا؟ "

اجابها مطمئنا :

"اسألي لكن لكي الحق في سؤال واحد لا غير .."

علمت حينها انه يجدر بها سؤاله سؤالا منطقيا يفسر لها ما يحدث، لكنها وجدت شفتاها تساله من ذاتها دون ان تشعر :

"ما الذي يجعلك علي قيد الحياة؟ "

ادركت في ذلك الوقت كم هي غبية للغاية، لقد اضاعت فرصة مهمة في تفسير ما يحدث ولعنت نفسها مرارا كونها لا تتحكم في مشاعرها التي تطغي دائما علي شخصيتها ...

اجاب ابولو بعد لحظات قصيرة:

"انفاسك... "

جوابه جمد الدم في شرايينها ،وجعلها تحدق في اللامكان ..

هل هو حقا يعني اقواله..
اجابته لا شعوريا مكملة مقطعه من الشعر

"و عندما تلون حمرة الفجر وجنتاي فاعلم ان قلبي سرق مني مجددا....و ما يكون السارق سوي انت"

اجابها دون تفكير

"وكان ذلك اليوم الذي ولدتي فيه من ايامي المقدسة"

لتجيب هي الاخري

"و عندما ولدت حبيبي...نزلت روحك من السماء باحثة...عن قرينها في الارض عشيقا! "

شيء في نبرتها اضحكه فقال متلاعبا

"و لشفتاك رحيق من ادمان"

لتحمر خجلا
ما الذي قاله للتو!!!

يتبع

أسطورة سينثيا ( صراع الآلهة ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن