الفصل السابع "نداءات مجهولة"

143 6 0
                                    


كانت مارسيا تتألم لفكرة فراق سينثيا، مهمتها شارفت علي الانتهاء، هي ارادت ان تقضي اخر اسبوع معها علي الاقل، قبل ان تبلغ سن الرشد، ارادت ان تجعلها تستمتع في اخر اسبوع لها في الحياة الطبيعية ،فلا احد يدري ما يخططه ابولو بعد ذلك..

هي ستعود لمكانها الاصلي، كاحدي حوريات ارتميس العذراوات، هذا كان قدرها علي اية حال..

اعدت اطباق سينثيا المفضلة جمعاء، آخذة بعين الاعتبار ضرورة اعداد الحلوي..

انها سينثيا عاشقة الحلوي المجنونة، هي اشغلت نفسها بالطبخ حتي لا تفكر في فراقها عزيزتها...

لقد كانت و كانها ابنتها من صلبها، هي اعتنت بها بصدق، اكثر من كونها مهمة او امرا من اله، احبت كونها تعيش مع ابنة في منزل دافئ، احبت حياة البشر، الحياة الطبيعية، بحلوها و مرارتها
..
لكن كل شيء له صلاحية انتهاء، و هذا ما حصدته مهمتها...

جلست مارسيا علي رأس الطاولة المستديرة بينما جلست سينثيا في مؤخرتها ،مقابلة بذلك كرسي خالتها،و ذلك بعد ان ساعدتها في حمل الصحون طبعا ،هي طيبة و مطيعة... لطالما كانت كذلك....

جلست تحدق في الطعام الشهي امامها في حين سال لعابها على حلوى المربي الشهية...طبقها المفضل...

كانت تأكل بروية، تستشعر المذاق الحلو في كل قضمة تمضغها، مغمضة عينيها كانها في الجنة، الى ان بادرت بسؤالها خالتها فجأة !!

"خالتي، ما معنى سينثيا و ما مدلوله؟"

هي نفسها لم تعرف من اين سقط هذا السؤال للسانها في غفلة، لكنها وجدت نفسها مسحوبة لمعرفة الجواب بشدة ..

اجابتها مارسيا مبتسمة ابتسامتها المريحة" اسمك يا عزيزتي لقب يطلق علي *اجمل النساء* و بذلك فتعتبر حاملته اجمل النساء في الدنيا ،و هو اسم اعتاد الناس في اطلاقه على الالهة و يعتبر الاسم من بين الاسماء الكثيرة للالهة فينوس "

قالت جملتها بينما تحدق في السقف، مستمرة بالابتسام، كانما تتذكر حدثا ما !

"اصدقا ما تقولين؟ الهي انه جميل للغاية، لكن من انتقى لي هذا الاسم الساحر ..."قالت سنثيا جملتها متحمسة

*اسميتك سينثيا...لتغار منك نساء الدنيا*

صوت اجاب سينثيا ليجعلها تنتفض مقشعرة البدن..من للتو حدثها !!

قالت خالتها وقد لاحظت حركاتها المريبة لتسالها قلقة "ما بالك يا عزيزتي، ما الخطب؟ "

بقيت سينثيا عل حالها تحدق بالسقف ثوان معدودة ، شعور ما يخبرها ان الصوت قادم من الاعلى ، او بالاحرى من السماء ...

استدركت موقفها الغريب، حركت راسها متصنعة اللامبالاة للجانبين، و كانها تركل الهلوسة خارحا، لتنظر لخالتها القلقة و تطبع ابتسامة مزيفة علي شفاهها القرمزية..

"لا تعيري انتباها لذلك ،مجرد هلوسات لا اكثر .."

ابتسمت خالتها كرد

ليكملوا اكلهم في صمت

بعد الافطار ساعدت سينثيا خالتها في تنظيف الاطباق و ترتيب المنزل، لينتقلوا بعدها الي الحديقة يكنسنها، يقطعن العشب الضار ،و يسقين الازهار ...

"خالتي؟ "

استدارت الخالة تلبية لنداء سينثيا، لتنهمر المياه بغزارة علي وجهها ، لتسقط سينثيا علي الارض ضاحكة بهستيرية علي شكلها المضحك، انها مبتلة بالكامل...

"هاهاهاه ايتها المشاغبة "تردف مارسيا بينما تعصر جديلها السوداء الطويلة من المياه الباردة

بينما كانت سينثيا تضحك ممسكة بطنها، اغتنمت مارسيا الفرصة للظفر بانبوب الماء موجهة اياه لوجه سينثيا مباشرة، حسنا الان هن متعادلتان، استمرتا بالضحك و الرشق بالمياه الي ان ابتلتا بما فيه  الكفاية ،لتستلقيا علي العشب مرهقتان ...

كانتا صامتتين، كل منهما يحدق بالسماء ،كل يفكر بالقادم ،و كيف سيغدو ...

" انت في الجمال اية ...و في الانوثة الف حكاية "

صوت مجهول تسلل سمع سينثيا لتنتفض مجددا، الامر اصبح مريبا...

من اين و اللعنة ياتي هذا الصوت، وجهت نظرها للسماء باحثة عن مصدر الصوت، هي مؤمنة انه قادم من هناك، شيء يخبرها انه آت من هناك، ايعقل انه مجرد حدس!! ام انه اكثر من ذلك!!

سالتها خالتها مستغربة "ما الخطب، صغيرتي؟ "

" لا.. لا شيء مطلقا. ،يبدو انني اعاني بعض الارق ، ساصعد الي غرفتي اولا لاستحم، انتي ارتاحي واستحمي حتي لا تلتقطي البرد ..صحتك لا تحتمل... " افرجت عن كلماتها متلعثمة، لتغادر لغرفتها مسرعة...
"حاضر يا عزيزتي، حري بكي انت كذلك الاهتمام بصحتك فلا تهمليها ايضا .."قالت خالتها رافعة صوتها لتسمعها الصُغرى و هي تمشي ساهمة ..

صعدت سينثيا بخطوات بطيئة، السلم الملتوي بينما فكرها قد حلق بين السحب...

شيء ما يحصل، او بالاحري سيحصل، دائما ما كان لذلك الصوت في سمعها نغم عذب، و كانه صوت الجنة، احبت البحة الخفيفة بصوته، بدت جذابة تذوب في السمع، لكن من اين لهذا الصوت لياتيها غفلة دون ان تدري...

حاستها السادسة تخبرها ان حدثا كبيرا سيحدث ليلة بلوغها 18 ،و هي لا تعلم لما كلما فكرت بذلك ربطت الصوت المجهول بحدسها ،ما علاقته بما قد يحصل ليلتها، لطالما كان حدس سينثيا قويا للغاية، يكاد لا يخطئ ....

ادلفت الي الحجرة ترمي بثقل جسدها الممشوق سريرها المريح.... تناثر شعرها الي الوراء فوق الوسادة بنيما رمت بذراعيها تبسطهما لكلا الجانبين، تحدق بالسقف، تفكر و تفكر هي فقط تتوصل لنفس النتيجة كل مرة، تعتقد ان كل ذلك لا يتعدي الهلوسات اثر التعب و الارهاق ....

يتبع...

أسطورة سينثيا ( صراع الآلهة ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن