أسطورة سينثيا ( صراع الآلهة )

الفصل الاول: عاصفة هوجاء

الفصل الاول "عاصفة هوجاء"

اليونان تشيرين الاول ،سنة540 ق.م

- هي جزيرة تقع علي السفوح الجنوبية الشرقية لجبل پرناسوس، او كما يراها البعض منزلا لربات الفنون التسع، مخدعا للحضارة و ربة للامومة... و يراها النصف الاخر مركزا لعبادة الارض...
دلفي العريقة حيث نجد اقدم المعابد و اقدسها علي الاطلاق.. معبد احد اعظم الالهة التي عرفها التاريخ، الاله ابولو المعظم و سيد الشمس المبجل، منبع الخير و الطهارة و سيد الرجولة الخالدة، اله الشمس و الخير و سيد البشر...
-ليلتها ضربت عاصفة ثلجية عنيفة الجزيرة ....احتشدت اثرها جموع قديرة من السكان بالمعبد، ترتعد اوصالهم خوفا من بطش الههم، ينتظرون القدر و ما سيحمله مصيرهم من عقوبة و شقاء... اعتقاداً منهم انها احد مظاهر غضب اله المنطقة ،او الاله ابولو علي وجه التدقيق...

-هزيم رعد مدوي سكن جوف السماء ما فتأ زئيره يتصاعد طيلة الليل... لكن حتي الرعد لا يستطيع ان يحبط ايمان عائلة ألثناسيا altanasia التي تقف شامخة بين الحشود ...و يقصد باسم هذه العائلة الخلود،كون هذه الاخيرة امتلكت جذورا تمتد لعقود ،و ربما قرون ...

نسل هذه العائلة ، يعتبره سكان الجزيرة الاقوي
آن ذاك ،حيث اصبح اسمهم خالدا مترسخا بالتاريخ
..

يقفون امام التمثال امامهم و يصلون بصمت ....

يلتمسون الرجاء من الههم و يطلبون العفو...

يحسبون ان سبب غضب الاله يرجع لتقصيرهم الديني تجاه عبادتهم و واجباتهم الدينية ..

لكن...من كان يعلم ان السبب لا يمت للتقصير بصلة ، و انما هو نقاش الاله ابولو مع والده الاله زيوس....نقاش محتدم حول فتاة لم تحظى بحقها في الحياة بعد...

لم يكن صراعهم ابدا عن السلطة ،و انما كان صراعهم الاقوى عن فتاة لم ترزق بعد لهذه الدنيا ..

انحصر سبب غضب الاله زيوس عن كيف ان ابنه اصبح واقعا بحب بشرية لم تطأ قدماها ارض الدنيا بعد... بينما انصب غضب الاله ابولو في رفض والده القاطع حول حب بشرية..

قد يجد البعض غرابة تحول غامضة في الامر، و كيف له ان يحب بشرية لم يقابلها او يراها بعد ...

لكن الحلقة المفقودة، تكمن كون لكل اله هبة تتميز عن غيره ،و هبة الاله ابولو كانت رؤية المستقبل و التنبأ باحداثه ...

استمرت تلك العاصفة لسبع ليال طوال دون ادنى انقطاع...لم تذق فيها جفون السكان طعما. للنوم او الراحة... استمر معها القتال الطاحن بين الالهان عسى احدهما يقتنع بفكرة الاخر ..