مرحبا " ..
السلام عليكم ورحمة الله .. معاكم فاطمة محمد .. من الولاية الشمالية ..
انا دايرة احكي ليكم قصتي وعشان فيها حكايات .. قد تغير كتير من المفاهيم . لازم تاخدو منها العظة والعبرة ..
وخلو بالكم في وصياتي البقولا ليكم في اثناء القصة ..
اولا نحن اسرة بسيطة جدا .. مكونة من ولدين وبتين انا البيت الكبيرة ..ونمارق اصغر مني بتلاتة سنوات . وياسر هسي عمرو 16 تقريبا . ومهند اصغر البيت وعسل البيت حبيب قلبي مافايت 9 سنة .. وابونا مغترب في السعودية ليهو 15 سنة .
انا طبعا فاطمة اكبر واحدة . غايتو مابقول ليكم جميلة ولا شينة . ولاحقول ليكم عمري كم مافي بت بتوري عمرها الحقيقي .. براكم من القصة حتعرفو . المهم الان اتخرجت من الجامعة ..
والحمد لله بعد معاناة كبيرة في المرحلة التعليمية الاخيرة وهي الجامعة . وعشان انا بت ريفية .. كانت معاناتي مايعلم بها الا الله ..
الحمد لله.. في امتحاني للشهادة السودانية.. كانت امنيتي اني اقرا الجامعة .وكانت الجامعة بالنسبة لي هوس.. لدرجة اني بحلم بيها في النوم . عشان كدا كنت متحفزة شديد في المذاكرة وجبت نتيجة كويسة . كنت بتمنى الطب أوالهندسة.. لكن ما قدرت عليهم . لكن الحمد لله غايتو دخلت الجامعة .. وماكان عندي فكرة بالتمن المفروض ادفعو عشان احقق امنيتي دي .. واشوف الخرطوم . واخش الجامعة .
واني حاشوف في حياتي حاجات اغرب من الخيال ..
وللاسف كلها واقع ومشاهد.. لكن بالنسبة لي انا كنت في الزمن داك مابتوقع انو ممكن تحصل .. عشان البيئة الانا جاية منها بيئة نضيفة .. امي زمان كانت بتقول الخرتوم كوم الوسخ الملموم .. وانا كنت بقول ليها حرام عليك يمه.. دي عاصمة البلد . ورمز الوطن . بتقول لي الخرتوم الله لايبلابها حبيب ..
الحاجات المرت علي وح أحكيها ليكم تشيب الراس .. وانا عايزة احكي الحاجات دي بكل صراحة وياريت الناس القايمين على الامور ينظرو في حكايتي.. ويلقو الحلول ..لا نو بلدي احسن بلد يستاهل كل خير ويستحق يكون ..انضف بقعة..
ماحكيت ليكم عن ابوي .. ابوي محمد يتساهل الاسم .. الوجاهة والاخلاق وبحبنا محبة .. وباقي لينا اخونا وابونا وصاحبنا .. مع انو مغترب لكن نحن بنحس بيهو معانا في كل لحظة .. لاننا مرتبطين بيهو وطوالي معانا بالتلفون .. وبسأل من اخبارنا .. وما محوجنا لاي حاجة ..هو شغلو هناك كويس وحالنا مستور جدا جدا .. الحمد لله نحن احسن من غيرنا كتير ..
وامي خديجة بت حسين .. مراة كان ختوها في الجرح يبرا .. مابقول كدا عشان هي امي لكن كل الناس بشهدو بي كدا .. ابدا ما حسستنا بانو ابونا مافي باقية لينا في البيت الام والابو .. مديانا حنان الام وصرامة الابو .. ومابتقبل الخمج .. وياما جضمت لينا
وادبتنا ..وانا كرعي كلهن معلمات من (الفطيرية) .. الفطيرية دي قرصة في الورك..
تقرب تشيل اللحمة معاها .. انا كنت بخاف منها موت ..
اها طبعا شالوني الجامعة ..وجامعة معروفة وقبلوني في كلية الاداب . وابوي كان فرحان انو بتو الكبيرة دخلت الجامعة ..
وعمي ضرب لينا من الخرطوم.. وقال خلو فاطمة تجي عشان خلاص قبلوها.. نشوف ليها باقي اجراءاتها .. امي جهزتني تمام التمام ..وشلت كل مسلتزماتي واوراقي الثبوتية..
وسافرت بالباصات مع مرت عمي ..كانت جات البلد لي عزاء ..
ماعمي طوالي يعني عمي ود خالة ابوي كدا ..
وبرضو عندي في الخرطوم ناس عمتي بت عم ابوي وامي.. لكين اساسا كانت رافضة اني اسكن مع ناس في البيت .. واقنعت عمي وابوي كلهم انو انا اريح لي الداخلية وماعايزة اسكن مع زول نهائي .. و عمي اخو ابوي الموجود في الخرطوم ما كان متزوج .. اللهو الموكل علي يكون ولي امري وكدا .
اها انا راكبة البص وماشة على الخرطوم.. ماشه علي حياة جديدة ..ومجتمع جديد .. ومشاكل وملابسات.. وجرايم .. طبعا كان عندي مشاعر غريبة مختلفة في اللحظة دي .. مع اني كنت فرحانة بي اني اخيرا ح احقق امنيتي واقرا الجامعة.. بس الشي البسمع عنو في الخرطوم ..كان مخوفني ..
كنت كل مرة بقرا في الجرايد والاخبار عن الجرايم والقتل والاغتصاب والحاجات الغريبة دي .. لحدي ما جابت لي هلوسه .. بقيت برسل ياسر اخوي السوق الجمبنا في الحلة عشان يجيب لي جريدة الدار واقرا الحوادث والحاجات الغريبة وكل يوم خوفي بزيد من الخرطوم .. وطبعا امي ماقصرت معاي في الوصايا والتحذير قطعت قلبي كلو كلو .. يوميا بالليل بتقعدني وتتكلم معاي .. اوعك تطلعي براك .. اوعك تمشي مع زول مابتعرفيهو .. اوعك تخشي في شارع مضلم بالليل براك .. بالليل لمن تجي تنومي البسي لبس ساتر .. وماتحومي في الداخلية بلبس عريان .. حتى البنات المعاك لازم تكوني محتشمة وبت مربية .. في الجامعة ابعدي من الاولاد .. اولاد الخرطوم كعبين ومجرمين .. ناس الخرطوم مابخافو من الله .. ووووو .. المهم ..
كل ما البص ماشي مقرب على الخرطوم انا خوفي كان ماشي زايد .. انا ماحصل جيت الخرطوم الا زمااااااان كان عمري 4 سنة .. وما بتذكر فيها اي حاجة غير العربات الكتار .. وريحة البنزين المحروق من عوادم العربات ..
وبتذكر انوخط السكة حديد قاطع الزلط .. ولمن الفطر يجي بضرب بوري عااالي عشان العربات مايعبرن قدامو .. دي حاجات بتذكرها خيال خيال ..
اها طبعا كل ما اصل حتة فيها شبكة كويسة بضرب لامي نحن وصلنا الحتة الفلانية ..
تلفوني مليااان رضيد .. ولمن اطول منها تضرب لي براها اها وصلتو وين ..
وعمي برضو ضرب لي من الخرطوم وانا في البص قال لي انا بتلقاك في الموقف ..
وقال لي انا هسي بمشي الجامعة اشوف الحاجات المطلوبة علي بال ما انتي وصلتي ..غايتو التلفونات دي مطمناني شوية ..
المهم بحمد الله وصلت الخرطوم من طريق شريان الشمال .. والجوطة والعربات الماشة وجاية والحافلات المليانة ناس وزحمة البشر وناس ماشين وناس قاعدين وناس بنضمو براهن وحاجات تجيب لفة الراس .. والبص دا بقى ماشي براااحة تقول ما البص القبيل كان طاوي الزلط طوي ..
البص وقف والناس ديل كلهم ينزلو في حاتهم .. وفي شفع شايلين كراتين ببيعو في حاجات .. بسكويت ولبان . وموية صحة . لافين في الموقف . دي اول حاجة استغربت فيها .. الشفع ديل ماعندهم مدرسة الوقت ده ما وقت اجازة .. في النهاية عرفت انو الحوجة والفقر في بلدي .. هي العدو اللدود ضد التعليم ..
يعني الوليدات ديل برضو ضحايا الفقر ..
اتلفت يمين شمال . عمي نصر ماوصل . ضربت تلفونو لقيتو مشغول .. قلت ما مشكلة هسي بجي .. اها زوجة عمي قالت لي خلاص انا بركب امشي انتي انتظري عمك لمن يجي انا مابقدر انتظر .. حاسة بي جسمي يرجف .. وهي طبعا" عندها سكري .. وشكلها تعبت .. قلت ليها خلاص امشي انا بنتظرو ..
انا لامن لقيت روحي براي .. وزوجة عمي ركبت فاتت .. وعمي لسع ماوصل ..
بقيت خايفة وبتلفت زي الطيرة ..
مافاهمة اي حاجة .. وماكنت عارفة انو الحركة دي ممكن تجيب لي المصايب .. اتخيلو انا شايلة اتنين مليون ونص . وموبايل .. وخايفة على حاجاتي وعلى روحي .. وعمي اتاخر ..
يعني في ناس انتهازيين .. اول مايشوفوكي خايفة .. ويحسو انك براك .. يادوب بلقو فرصتهم فيك ..
الى اللقاء ..
أنت تقرأ
القماري الغريبة... طارق اللبيب
Short Storyكل مرة بحكي ليكم القصة براي .. الليلة انا عايز اكون مستمع معاكم .. .. ونخلي بطل القصة يحكي لينا .. وبالاحرى البطله انثى .. القصة دي غير حقيقية . لا احداثها ولا شخصياتها .. وانا اخترت شخصية انتقائية .. لان الشخصيات العوجاء لاتعنيني .. وده منهجي...