القماري الغريبة... طارق اللبيب

9

المهم سبت البت في حالها ومشيت .. وقلت يابت يا فاطمة .. انتي مالك ومال الموضوع ده من اساسو؟ .. مادام البت زاتها ما عايزه تساعد روحها .. انا مالي ومالها ياختي؟ .. بعدين انا هسي اشيل منها تلفون امها كيف؟
يلا سيبك منها مخيرة ..
وهي مشت على اتجاه وانا مشيت على اتجاه.. وانتهى اليوم داك ورجعنا الداخلية .. طبعا بالمواصلات .. كنا اساسا فطرنا سندوتشات الصباح في كفتريا الجامعة. لمن جينا الداخلية طلبنا غدا . كان بي فاصوليا تقريبا ..
وكان قرف ومسيخ وغالي .. والسخانة شديدة .. والمروحة لاصلحوها لاغيروها .. وانا بقيت بي قلبي بقول .. معاها حق ليليان والله انا زاتو المفروض اشرد من الحتة دي .. وكل ما يجيني خاطر امشي اسكن مع ناس عمتي . الفي ناصر .. اتذكر نظراتهم ديك .. القابلوني بيها .. أغير راي ..
اما بالنسبة لي لليان .. لسع شايفاها قاعدة في الداخلية .. تتقدل زي ريل الخلا .. وماعارفاها حتمشي لاصحابها ديل ولاغيرت رايها من اساسو.. وانا كاتمة سرها تب .. ماكلمت اي زول .. حتى صاحباتي المعاي في الغرفة ماكلمتهن .. اها مرت كم يوم بنفس الوتيرة وبنفس الملل ..وليليان كل ماعليها بتبعد مني .. وشكلها متعمدة .. طيب السؤال .. ليه لسع ما مشت ليناس جوري؟؟
.. اها يوم جيت قعدت معاها .. قلت ليها شايفاك غيرتي رايك من الموضوع بتاع السكن مع ناس جوري ..
قالت لي ابدا" .. بس اليومين ديل معاهم امهم في الشقة .. لكن هي مسافرة بعد اسبوع .. وبعد داك انا بمشي ليهم ..
انتي يافاطمة اوعى يكون حكيتي لزول ..
قلت ليها لالا ابدا" لسع سرك الصغير جوايا ساكن ..
يعني شكلها مصرة ..
ونحن مع كل يوم من الايام بتظهر حاجة اسوء من التانية في الداخلية ..
ياخي نحن يوم لقينا ضب ميت في الكولر .. وطبعا البسمع الكولر دي يقول موية باردة .. ابدا عبارة عن موية برميل بس ..
وكونو نلقى جندباية في الاكل ده طبيعي ..
بصراحة ياجماعة الداخلية مابتتقعد .. الا لزول صحراوي زينا كدا ..
انا وليلى وعشة ديل مافارقة معانا .. يوم قعدنا نتونس قعدنا نتشاور في الموضوع بتاع الصرف .. والله جاتنا خوفة .. وبقينا نجيب معانا طماطم وعجور من الشارع .. نغسلا ونقطها سلطة ..
لانو الاكل بتاع الكافتيرات الفي الداخلية مع انو سيء غالي شديد ..
وبالنسبة للشاي في واحدات عندهن سخانات بفورن شاهيهن براهن ويشربن ..غايتو حياة مباصرة بس ..
اها يوم الخميس الانا وعدت فيهو ناس عمتي اني اجيهم.. قدر ماحاولت اني امشي .. لقيت نفسي ما مطاوعاني .. والبنات ديل اغلبيتهم مشو لاقرباهم واهلهم .. ونحن بقينا شوية قاعدين ورضيانين بالوضع ..
الاستقبال والحرص وما أدراك ..
طبعا في حرس عند الباب الدخول والمروق كلو بي حساب.. وبي تشديد شديد ..ومابخلو زول من برة الداخلية يسكن مع الطالبات .. طبعا في غرف تحت بتاعات المشرفات.. مرات بقولو في بنات موظفات وشغالات ساكنات معاهن .. بس لسه ماعندنا فكرة .. لكن نحن في غرفنا .. كضاب البقول في بت ماطالبة سكنت معانا ..
لمن تجي داخلة بسألوك من بطاقتك .. والمعاك دي منو .. وبطاقتها وينها ؟
وتحقيق بس منكر ونكير .. ودي حاجة كويسة .. يعني بصراحة في حرص شديد ..
لكين طبعا البت كان دايرة تطممش بتطمش .. زي مابتقول امي وحبويتي البت بحرسها قلبها ..
المروق حدو الساعة ستة .. يعني بعد ستة تاني مابتمرقي كان كسرتي رقبتك
والدخول مرات لغاية 9 ..
يعني البنات بلقن حريتهن في ظرف الاربعة ساعات دي .. وطبعا ماتسمعو كلمة حرية .. بنات الداخلية اكتر بنات بخافن .. وماعندهن اي شجاعة لارتكاب الحماقات .. يعني كونو يمشن تلاتة وللا اربعة يقعدن في حديقة.. ولا في كورنيش يشربن ليهن شاي ويشمن هوا .. ده كل البرنامج .. ودي بس البقدرن عليها ..
وحات الله دي الغالبية كدا .. لكن طبعا" لكل طبعا" قاعدة شواذ ..
طبعا" بمرور الوقت عرفنا انو المجتمع .. والاصحاب بأثرو في بعض ..
يعني حتى في الداخلية.. كل شلة مع بعض بتحسي بانو تصرفاتهم وطبايعهن بتتشابه.. وبتحتلف من الشلل التانية ..
والله بنينا خوة وصداقات.. ما كنا بنحلم بيها .. ولاقينا ناس مابننساهم طول حياتنا ..

مرت الايام وفي يوم من الايام فقدت ليليان .. الليلة اليوم ده كلو ماشايفاها .. فجأة كدا انتبهت انها مافي .. ومشيت للغرفة بتاعتهم ..عشان البنات الساكنة معاهم .. .. طبعا" البنات المعاها ديل كلهم مامن بيئتها .. ومختلفين منها غاية الاختلاف ..
بنات ريفيات درجة قف تأمل .. الواحدى وكت تنضم تقول لك ..
هااا بت هاا تررري كدي .. وناس كرعلي .. وسجم امي .. وناس تكلي على الله يابت امي ..
وهي طبعا" قمة الغنج والدلال .. انا ماشفت تعاملهن معاها .. لكن يتخيلي هن مضايقات منها .. وهي متضايقة منهم ..
وهسي انا مرتبكة شديد .. ياربي البت دي ماتكون مشت لي ناس جوري وطلال ..
قلتلهن : هوي يابنوت .. ليليان وينها ؟؟
الى اللقاء..
.........