في الصباح كانت تاليا تستمع بإنصات لكل حرف يتفوه به باسل , أما باسل فكان يبحر في بحر ذكرياته , و الدموع تجري في بحر عينيه .
ذكريات باسل ( اليوم الذي يفترض أن يعرض به الاختراع . ) ,,,
باسل : " يا فتيات أَلَمْ تنتهوا من اختراعكم لقد تأخرنا ؟ . " نيرمين : " عمي , مازال الوقت مبكراً لا تعجلنا . " باسل متذمراً : " لقد قلتُ لكم مراراً و تكراراً لا تنادوني بعمي , أنا أكبر منكم بسنة واحدة فقط ! . "
تاليا : " عمي , عمي . هل تستطيع أن تختار فريق الأمن المناسب لحماية اختراعنا ؟ . أنا أثق بك جداً . " باسل : " بشرط أن تناديني باسمي فقط . " تاليا : " حسناً . "
تاليا بتوتر : " اشعر إن الاختراع لن ينجح , خصوصاً مع التهديدات الباطلة التي يقولها ماهر بسرقة الاختراع . " نيرمين : " عزيزة قلبي تاليا . أقهري تهديداته الباطلة . كوني شجاعة , لا تضعفي . تذكري إنكِ أنتِ القوية في رداء الضعيفة . لا تجعلي للتوتر سبيلاً إلى ذاتكِ . كوني أنتِ ! ." تاليا : " شكراً لكِ أختي , أنتِ دائماً ما تحفزيني بكلماتكِ المشجعة . "
دخل باسل و هو يسمح دمعة وهمية و يصفق قائلاً : " ما أجملكم من أخوات . ثم كيف تفكرين حتى بتهديداتهم و أنتِ تعلمين أني محاميكِ ؟ . " تاليا بجدية : " هل عدت فقط من أجل أن تخبرنا بهذا ؟! . "
باسل : " تعجبني جديتكِ في كل شيء , لا أنا لم أعود حتى أقول لكم هذا . توجد أخبار شبه سيئة . " نيرمين : " قُلْ هذه الأخبار لي وحدي فقط إن تاليا سلبية . "
باسل بصوت منخفض حتى تسمعه نيرمين فقط : " حتى نضمن سلامة الاختراع من السرقات علينا أن نحصنه بفريق أمني كبير . بهذه الطريقة لن يتوفر فريق أمن لحراستنا . لذلك فقط أنتن و أنا سنذهب من غير حراسة . أشعر إن بهذا مخاطرة , أليس كذلك ؟ . "
نيرمين : " لقد أخفتني . جيد أن تاليا لم تسمعنا , لكانت ضخمت الأمور . لا , لا يوجد أي مخاطر . " باسل و هو يبرز عضلاته : " بالتأكيد لا توجد أي مخاطر , لأنني أنا سأكون حارسكن يا آنساتي . " تاليا : " حارس من ؟ . أليس من المفترض أن تكون برفقة فريق الأمن حتى تشرف على حراسة الاختراع ؟ ."
نيرمين : " يا ألهي كيف سمعتنا ؟ . " ضيقت تاليا عينيها قائلةً : " لا تقلقي لقد سمعت النهاية فقط , و لم أسمع أهانتكِ لي . " نيرمين : " ماذا !؟ . " باسل : " كفى شجاراً . هل أنتم متأكدين أنكم تستطيعون الحفاظ على سلامتكم ؟ . إن سلامتكم أهم من سلامة الاختراع . "
نيرمين بلطف : " لا تقلق , كل الذي علينا فعله هو الخروج من المنزل إلى المعرض . الطريق بسيط و أمن . " باسل باستسلام : " سأحاول إذا انتهيت من المهام التي أوكلتموني بها أن أتي إليكم . " تاليا بحدة : " لا تحاول . "
باسل : " ألقاكم في المعرض , وداعاً . " نيرمين : " لا تقل وداعاً , بل إلى اللقاء . كلها ساعة و نلتقي ببعض . " تاليا : " هيا نيرمين علينا أن نتدرب على الخطاب للمرة الأخيرة . "
بعد ساعة ,,, نيرمين بمرح : " لقد حان وقتنا ! . هيا تاليا أَلَمْ تجهزي بعد ؟ . الآن حقاً تأخرنا . " تاليا : " حادثت باسل و قال لي إن الاختراع وصل بسلام . اسبقيني لسيارتي , لقد نسيت شيءً مهماً . " نيرمين : " لا تتأخري . "
كان الليل هادئاً في ذلك الوقت , خرجت نيرمين تأملت السماء و لم تجد القمر من الحضور . كان هدوءً يصاحبه صوت الرياح .
لأول مرة في حياة نيرمين تكره هذا الصوت , عقدت حاجبيها عندما استنتجت إنه ليس كل الأصوات من نتاج الرياح . شعرت بحركة حولها . توقعت أن تكون تاليا , لكنها في الداخل .
زارت أفكار سوداوية عقلها , هزته لعلها تنساها . أكملت طريقها بحذر متناسيةً الأصوات , لكنها توقفت بصدمة , عندما رأت الواقف لاستقبالها أمام السيارة ......
أنت تقرأ
حروف مبعثرة
Mystery / Thrillerحروف مبعثرة , تنتج كلمات مبهمة , تتصل بجملٍ تكون رسائل لا تكف عن المناداة . يظل السؤال الوحيد هنا : ما الذي يجري ؟ . و هل لهذا معنى ؟ . ما هي نهاية هذه الحروف المبعثرة ! ؟ . * انتبه عزيزي القارئ , عليك إكمالها كلها حتى لا تصاب بصداع الحروف...