ما الذي يجري ؟

902 17 0
                                    


حاولت تاليا فك قيودها , لكن من دون جدوى . كانت كالتي تنادي من دون سامع , تغضب من غير دافع , تبكي من دون داعي .

و تعبها الأكبر يكمن بفقدان ذاكرتها , فهي لا تعلم أين هي!. أو من هي ! . أو لما هي معصوبة العينان ! .

" انسي الحرية . لأنه ليس لكِ منها نصيب . و إلى ذاكرتكِ قولي لها وداعاً لأنها لن تعود ."

في وسط ظلامها , تلقى عقلها هذه الرسالة . في شريط ذكريات باللونين الأبيض و الأسود . مما أدى إلى صداع حاد أبى أن ينفك عنها .

صرخت تاليا بقهر : " من أنا ؟ . أليس من حقي أن أعرف ! . أشعر و كأنني ضائعة . ما كل هذه الأصوات ! . ألا يوجد هنا من يسقي فضول عقلي ! . "

" عزيزتي الصغيرة نيرمين . عليكِ أن تكوني مطيعة , و أن تنفذي كل الأوامر . حتى تكون السلامة حليفة لكِ . " قالها صوتٌ أجش , ثم فك ربطة عينيها .

ظهرت عيني تاليا الزمردية , التي أغلقتهما أكثر من مرة حتى اعتادت على الضوء . بعدها قالت : " من أنت ؟ . و من هي نيرمين ؟ . "

أجابها بضحكة مستفزة : " إن مظهركِ مثير للشفقة . أنا كوابيسكِ ماهر . و أنتِ هي نيرمين . "

أكمل بعد برهة : ". غداً يوم المحكمة عليكِ أن تقولي بالتمام و الكمال ما أقوله لكِ . هل هذا واضح ؟ . "

تاليا : " لن أقول أيّ شيء حتى تشرح لي موضعي من الإعراب ! . "

ماهر : " لا عزيزتي . أنتِ فقط تنفذي الأوامر . الأسئلة ليست من اختصاصكِ . عليكِ أن تقولي إن كل القضايا التي رفعتها كانت كذباً و افتراء . و تتخلي عن كل حقوقكِ . "

تاليا : " مع إني لم أفهم أو أتذكر شيء , لكني سأقول لك أنا لم و لن أفعل الذي أخبرتني به . و لو على جثتي ! . "

ماهر : " حتى في ظل فقدانكِ لذاكرتكِ ما زلتي عنيدة ! . أحب هذه الصفة بكِ . هذا يجعل الأمر ممتعاً . نيرمين إن جميع الأشخاص المقيدين في هذه الغرفة هم زملائكِ , عند عنادكِ سوف يفقدون حياتهم ! . " ختم كلامه بضحكة خبيثة .

تاليا : " أنت شرير . " ماهر : " ليست معلومة جديدة . الآن اخلدي للنوم غداً يومٌ حافل . "

ألتفتت تاليا يميناً و يساراً , ثم قالت : " ما الذي يثبت إن هؤلاء هم زملائي ؟ . "

سحب ماهر أحد الأشخاص و فك قيد فمه . قال الرجل بسرعة : " سيدتي أنا زميلكِ السابق , أرجوكِ لا تجعليه يقتلني أنا أمتلك أطفالاً بحاجةٍ إلي . "

تاليا : " هذا ليس دليلاً , ما أدراني لربما يكذب ! . " ضحك ماهر بخبث و أردف : " هل تريديني أن أقتله أمام ناظريكِ حتى تصدقي ؟ . " قالت تاليا بسرعة : " كلا ! . ".....

حروف مبعثرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن