البعوض لا يهمه ألمك ما يهمه هو الدم الموجود تحت جلدك
وأنت لا تهمك حاجة البعوض القاتلة لذلك القدر الضئيل من دمك ما يهمك هو حماية نفسك من لدغ البعوض حتى لو لم يسبب لك المرض
حاجاتكما متناقضة
وهذا العالم هو عالم التناقض
وعلى المستوى الفكري مهما حولتما التفاهم أنت والبعوض فلن يفلح أحدكما في إقناع الآخر
أنت مؤمن تؤمن بحماية نفسك من لدغ البعوض حتى لو قتلت كل البعوض
والبعوض مؤمنٌ بحاجته لدمك
هنا لا بد من ترك الجدال والرضوخ للواقع
إذا بقيت مكشوف الجلد فمصيرك القرص واللدغ
وإذا تنازل البعوض عن مهاجمتك متحيناً كل فرصة فمصيره الموت
الجدل بهدف نقل العقيدة بينكما جدل عقيم
لأن الأزمة ليست أزمة عقائد وأديان
هي في الحقيقة أزمة مصالح
يجب أن تفهم المصالح وحدودها وأدواتها وتوازناتها كي تنجح في التغلب على الأضرار والمخاطر
كثير من أزمات الواقع ليست بحاجة لنقاش ديني ولا أخلاقي ولا فلسفي ولا معرفي
تلك الأزمات أزمات مصالح متناقضة
أزمات واقع
ويجب الرضوخ والنزول للتعامل مع الواقع بأدواته ومعطياته
لا بعقائد البعوض ولا بعقائد ذوي الدم الأحمر
فمتى يحصل ذلك؟
أنت تقرأ
في رحاب الوعي
Non-Fictionمحاولات لاستنهاض الوعي لمقارعة الخرافة وإنقاذ العقل من أجل حياة سليمة... تحمل حكم مدعاة وشذرات أخرى...