حديث «ناقصات عقل ودين».. نظرة أخرى

19 0 0
                                    

◄لو كانت خلقة المرأة مفطورة على النسيان كما يزعم التراثيون لما أفلح وجود المرأة الثانية فى الشهادة لأنها أيضا مفطورة على النسيان

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

◄لو كانت خلقة المرأة مفطورة على النسيان كما يزعم التراثيون لما أفلح وجود المرأة الثانية فى الشهادة لأنها أيضا مفطورة على النسيان

كانت العوامل الاجتماعية والفكرية والبيئية عند الفقهاء والمفسرين الأوائل ذات أثر بالغ فى إلباس تفسيرات كل النصوص الدينية التى اختصت بالمرأة قرآنا أو سنة لباسا يلائمها ويلائم روح السيطرة والتقزيم لدور وكنه المرأة المسلمة, رغم أن هذه النصوص لو نظرنا إليها نظرة متعقلة ومجردة من الهوى لوجدنا تفسيراتها الطبيعية تتوافق مع روح العدالة الإلهية فى الدين كله, فالروح العنصرية كانت طافحة وغالبة على كل أحكام الفقهاء والمفسرين والمحدثين القدامى بما جعلهم يطوعون النصوص للهوى والعرف والعادة، كما أوضحنا فى مقالنا «تاريخ تحقير النساء فى التراث».

وقد كانت تفسيرات الحديث الذى أخرجه البخارى ومسلم عن «نقصان عقل المرأة ودينها» أحد أضلاع مربع قضى به الفقهاء والمفسرون على شخصية المرأة المسلمة, هذا المربع الذى تتكون أضلاعه من هذا الحديث وآية الشهادة فى القرآن وآية القوامة وآيات الإرث, وقد أخرج حديث «نقصان العقل» البخارى ومسلم باختلاف بين ألفاظه, وسنعرض رواية البخارى المشهورة.

فقد أخرج البخارى الحديث فى بابين من كتابه, الأول: باب «الزكاة على الأقارب» والثانى باب «ترك الحائض الصوم»: «حدثنا... عن أبى سعِيد الخدرى قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فى أضحى أو فطر إلى المصلى فمر على النساء فقال يا معشر النساء تصدقن فإنى رأيتكن أكثر أهل النار فقلن وبم يا رسول الله قال تكثرن اللعن وتكفرن العشير ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن قلن وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله قال أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل، قلن بلى، قال فذلك من نقصان عقلها أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم، قلن بلى، قال فذلك من نقصان دينها» (1/507).

هذا هو النص الذى ابتنى عليه التراثيون تأسيسا أن المرأة مخلوق ناقص العقل والدين, وقد حاول الدكتور «أبو شقة» رحمه الله- فى موسوعته «تحرير المرأة فى عصر الرسالة» أن يوضح أن هذا الحديث لا يحتمل إلا أن يكون مزاحا بين النبى وأولئك النساء, ولكن الوهابيين أهالوا على كلام الرجل التراب واتهموه بما يعف القلم عن ذكره. ولكن النص يستحق وقفات متأملة لنستنتج منه المعانى والمرامى الحقيقية بعيدا عن سطوة التفاسير المقدسة التى أسهمت وأسست لفكر نقص العقل والدين عند المرأة.

الإسلام الآخر _ إسلام حرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن