الإسرائيليات.. فى كتب الحديث والتفسير

17 0 0
                                    

قد يصعب كثيرا إحصاء كم التشوهات الكارثية التى ألمت بتراثنا الدينى المدون بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم, وهذه التشوهات القبيحة وعلى الرغم من تعدد طرائقها ومسالكها يتقدمها بلا شك التشوه الإسرائيلى التوراتى، فهو العلامة الأبرز بين جميع الأخطا...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

قد يصعب كثيرا إحصاء كم التشوهات الكارثية التى ألمت بتراثنا الدينى المدون بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم, وهذه التشوهات القبيحة وعلى الرغم من تعدد طرائقها ومسالكها يتقدمها بلا شك التشوه الإسرائيلى التوراتى، فهو العلامة الأبرز بين جميع الأخطاء التاريخية التى ارتكبت بحق تراثنا, فالإسرائيليات هى الضاربة دائما فى الجذور والمستقرة القابعة فى الأعماق, أعماق أهم الكتب التراثية كافة, فاستقرت راكزة فى كتب التفسير القرآنى, وقبعت باطمئنان أيضا فى كتب الحديث كبيرها وصغيرها، صحيحها وسقيمها، فضلا عن كتب التاريخ والسيرة النبوية بالتأكيد, بيد أن المشكلة الكبرى فى الإسرائيليات لا تكمن فى كونها مجرد خرافات كاذبة انتفخت بها جنبات كتب التراث, بل المعضلة أنها وصلت لأن تصبح فى بعض الأحيان من أصول العقائد الإسلامية, ومن هنا أفسدت الفواحش الإسرائيلية ماء الإسلام الرائق بقاذورات خرافية وأسطورية تمتلئ بالكذب على الله وآياته ورسله؛ لذا كان لزاما علينا ابتداء تقديم حصر موجز للطريق نحو «أسرلة» -نسبة إلى الإسرائيليات- تراثنا الدينى عبر أربعة عشر قرنا:

أولا:

الإسرائيليات ابتداء هى كل الروايات الأسطورية والخرافية التى تناقلها المفسرون وأهل الحديث والمؤرخون حول القصص الذى بثه من أسلم من أهل الكتاب من اليهود تغليبا-, حول بدء الخلق وقصص الأمم السابقة وأحوال النبوات وكل الغيبيات الأخروية من أهوال القبور وأشراط الساعة وأهوال القيامة, وكان تسلل هذه الخرافات الكاذبة إلى كتب التفسير والحديث النبوى على سواء تسللا ممنهجا, حيث يزعم أهل الحديث أن المفسرين فقط هم الذين تقاصروا عن تنقيح ما دونوه, ومن ذلك شاع القول إن الإسرائيليات لم تعرف طريقا لكتب الحديث, وهذا كذب, بل استقرت الإسرائيليات مستترة ومكذوبة على النبى فى كتب الحديث كافة، ويكفى لبيان ذلك ما أشرنا إليه فى المقال السابق، حين أشرنا لرد «البخارى» لحديث أخرجه «مسلم» حيث أقر البخارى أن ذلك الحديث من قول «كعب الأحبار» وليس من قول النبى, وهو اعتراف صريح من البخارى بوجود حكايات هذا «الكعب» مستترة فى كتاب مسلم.

ثانيا:

يستتبع البحث الجاد عن ذيل الأفعى الإسرائيلية فى التراث بالضرورة البحث عن رأسها القبيح, فمما لا شك فيه أن النبى صلوات ربى عليه لما توفى ترك رسالته كاملة بيضاء لا شوب فيها ولا كدر, ولكن العرب كما وصفهم «ابن خلدون» قوم أميون يغلب عليهم البداوة ويفتتنون بكل جديد وغريب، فعادوا أدراجهم بعد وفاة النبى يسألون اليهود الذين أسلموا أو تأسلموا -على سواء- أن يَمنوا عليهم من أعاجيب قصصهم التى تشرح ما أجمله وأوجزه القرآن, رغم أن عبقرية القرآن، فضلا عن نصه المعجز، كانت فى استخدامه للإيجاز والشمول والابتعاد عن استغراق التفاصيل, حيث كان مقصد القرآن العظيم هو استلهام العبرة والحكمة وتثبيت فؤاد النبى بما مضى للسالفين عليه وإراءته-التبيين له- سنن الله فى كونه, لذا فإن رأس الأفعى الإسرائيلية أطلت فى تراثنا عن طريق مروجى الإسرائيليات الأُوَل من خلال المحاكاة والتقريب بين لآلئ القصص فى الآيات المنزلة فى القرآن, وبين فواحش الكذب والبهتان فى الروايات الإسرائيلية.

الإسلام الآخر _ إسلام حرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن