فن ختان الإخوان

14 0 0
                                    

بمقارنة بسيطة فقد استغرق نظام مبارك ثلاثين عاما لتتعرى سوأته، ويضج الناس منه ومن ظلمه، ويثوروا عليه، ولم يستغرق «الإخوان» إلا عاما واحدا، بل أقل، ليعرفهم الناس على حقيقتهم، ويروا وجههم «الراسبوتينى»، ويتبينوا الخيط الأبيض من الأسود من كذبهم، وادعا...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

بمقارنة بسيطة فقد استغرق نظام مبارك ثلاثين عاما لتتعرى سوأته، ويضج الناس منه ومن ظلمه، ويثوروا عليه، ولم يستغرق «الإخوان» إلا عاما واحدا، بل أقل، ليعرفهم الناس على حقيقتهم، ويروا وجههم «الراسبوتينى»، ويتبينوا الخيط الأبيض من الأسود من كذبهم، وادعائهم، ومداهنتهم، ومصلحتهم العليا، وخداعهم وعنفهم –اللفظى حتى الآن-، وما زال فى حقيبة الساحر ألوان من البطش والعذاب لن يجليها «الإخوان» إلا لوقتها حين تقوم الساعة بتملكهم رقابنا جميعا. ولأن الإخوان دوما يذكروننا بما قد ننساه، فقد كانت لمحتهم الدعائية لـ«مرسى» – وكعادتهم - تحمل كل ألوان الطيف، ففى محافظة تجد «مرسى» رجل الصناعة، وفى أخرى نجد «مرسى» رجل الزراعة، وفى الثالثة نكتشف أن «مرسى» رجل سياحة محنك، حتى تكاد تجد «مرسى» مختلفا لكل محافظة، ولكن اللقطة الملهمة والفارقة خلال حملتهم لـ«مرسى» كانت فى محافظة «المنيا»، فقد رأى الإخوان بحصافتهم أن الدعاية المثلى لـ«مرسى» فى تلك المحافظة تكمن فى إجراء عملية «الختان»- شبه مجانا- للبنات الصغيرات من أجل اقتلاع هذا التكوين الجلدى الفطرى الذى يمثل خطرا كبيرا على كل التيارات المتأسلمة، يجاوز خطر المغول والصليبيين.

وإذا أمعنا النظر لوجدنا أن «الإخوان» قد ذكرونا شاكرين بأننا بالفعل نحتاج جدا أن نتذكر أسباب وأهداف عملية «الختان»، ولكن على مستوى بلد بأكمله.

فكل التيارات الوهابية بزعامة الإخوان يدّعون دوما أن هذه العملية تجعل من البنت فيما بعد امرأة صالحة، تصاحبها العفة أينما حلت وارتحلت، حيث اقتلاع هذا الجزء منها يقتلع معه «الهياج الجنسى» حال بلوغها.

ولو أخذنا ذات التفسير لذات العملية لوجدناه يكاد ينطبق على الإخوان، وليس غيرهم، انطباقا تاما، ولوجدنا من خلاله أيضا الدواء الشافى لمصر والإخوان معا، ولكن كيف؟

فبعد أيام من سقوط «مبارك» أظهر الإخوان أنفسهم فى البداية- كعادتهم الأليفة فى بداية كل شىء - على أنهم الحملان الودعاء المترفعون عن الدنايا والمغانم، والذين تحلموا عبء الثورة، ثم لم ينغمسوا فى ملذات نصرها، وبدأ «الإخوان» فى رسائل التنويم المغناطيسى، وظهرت شعارات «مشاركة لا مغالبة»، و«الإخوان جزء من نسيج هذا الوطن»، وكان الشعار الأبرز «الإخوان لن ترشح رئيسا»، بل إنهم فصلوا من مكتب الإرشاد من تمرد على ذلك، وفى أوج هذا التنويم كتبنا وقلنا وأكدنا للقوى المدنية والثورية ألا تصدقوا الإخوان، ولكن الذكرى فى مصر لا تنفع العاقلين.

الإسلام الآخر _ إسلام حرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن