احترت كثيرا حين بدأت أفكر فى الكتابة عن الإخوان من أين أبدأ من ثلاثة وثمانين عاما مضت من عمر هذه الجماعة..الجمعية..التجمع- سمها كما شئت - أم أن البداية الملحة يجب أن تكون من اللحظة الراهنة الضاغطة والحرجة التى يتصدر فيها الإخوان المشهد كل المشهد، يحتلون المقدمة ويتصدرون النتيجة..ففى المقدمة يتصدر الإخوان مشهد ثورة 25 يناير كلسان ناطق عنها ولها بعد أن مارسوا الاستيلاء الكامل عليها كعادتهم الأليفة والموروثة فى ادعاء بطولات لم يغمسوا يدا فيها على مدار تسعة عقود مضت أما فى النتيجة فيتصدر الإخوان الواجهة أيضا كأول وأكبر المستفيدين من نتائج ثورة قام بها الشرفاء ليس إلا طلبا للحرية، ولكن هذه الثورة فى المهد والنمو لم يكن لها رأس فانتحل الإخوان سريعا رأسهم ووجههم ليزرعوه عنوة على بدن ليس بدنهم، فاسترق الإخوان نتائج الثورة كقوة مزعومة تستعد لتولى مقاليد الأمور، فقد نشأت الجماعة ونمت فى كل أطوارها على عهود ومواثيق الآباء الأوائل فى مكتب الإرشاد الذين علموهم كيف يفوزوا بالجولة فتعلموا جيدا أن الدين هو الحزب الأهم وأن المتاجرة به فى العمل السياسى هى تجارة لن تبور.
وجه الإخوان على بدن الثورة
يجب أن يعلم الإخوان أن الطريق إلى ميدان التحرير لم يكن مبنيا على صفحة "كلنا خالد سعيد" أو غيرها فقط من الصفحات التى دشنت على الشبكة الاجتماعية، بل الحقيقة أنه طريق شاق ووعر بدأ منذ قرابة العقد فمن معارضة مشروع التوريث إلى نشوء حركة "كفاية" التى كانت تزأر وحدها فى الشارع مرورا بـ "شباب 6 أبريل" و"حركة 9 مارس"، والكثير من الشرفاء والمعارضين الذين كونوا هذا الزخم المتراكم عبر سنوات حين نزلوا إلى الشارع، حين أن كان النظام فى سطوته وجبروته ثم كانت الثمرة فى انتفاضة "25 يناير" التى تبلورت بعدها بدماء الشباب الطاهرة إلى ثورة مكتملة المعالم فى "28 يناير".
ولنا أن نسأل على مر العقد الفائت: أين كان الإخوان المسلمون من كل هذا الزخم الذى كان الوقود والمكون الحقيقى لـ"ثورة 25 يناير"..فقد كان الإخوان خانسين خاضعين إذا شاركوا على استحياء وإذا امتنعوا وهو الغالب الأعم قالوا إن مكتب الإرشاد يعرف مصلحة الجماعة ولم يكن الجميع يعلم حينها أن الإخوان يمارسون اللعبة القديمة فى بيع وشراء العملية الوطنية برمتها من عقد صفقات تحتية مع النظام المخلوع، كان الإخوان على مر هذه السنين يقبلون نعال النظام المنصهر ويجتمعون به بليل ليخرجوا نهارا معلنين عن وطنية مواقف مفصلة على مقاسات أحذية النظام السابق، وقد أكد هذه الصفقات شاطرهم الشاطر خيرت فى لقاءات تليفزيونية معلنا فى انسيابية أن هذه الصفقات التحتية كانت معلومة ومعروفة بين النظام والإخوان وكأنها من طبائع الأمور، وذلك بالطبع قبل فضيحة الاستقالة المسببة للقيادى الإخوانى "هيثم أبو خليل".
أنت تقرأ
الإسلام الآخر _ إسلام حر
Historical Fictionإسلام حر _ يعني إسلام بعيد عن أي شئ علق به إلا نص الدين _ إسلام بحيري