’
السلام عليكُم و رحمة الله وبركاتهْ.
عساكُم بخير يارب و السعادة ترفرفْ بقلُوبكمْ ()"
سعيدة جدًا بكم وبكل عين تقرأنِي من خلف الشاشَة ممتنة لها وممتنة لوقتْ سمَحْ بِه قارئِي مهما بلغ عُمره أو جنسيته أو كان من يكُون .. ممنونَة جدًا لهذا اللطفْ الكبيرْ الـ تغرقونِي بِه في كل لحظة.
مُتابعتكُم شرف لي وشرف كبير .. أحمد الله وأشكُره على هؤلاء المتابعينْ .. والله ولو تابعنِي شخصُ واحد لـ قُلت : يابختِي .. كيف بـ كل هذه المتابعة الفاتِنة لقلبي وجدًا.
الله لايحرمنِي منكم و اعرفُوا أنكم تحلُون بـ جزء كبير من قلبي ()
شُكرًا كبيرة لهذا الدعمْ و من خلف الكواليس شُكرا على هذا الكم من التقييماتْ.
رواية : لمحتُ في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية , بقلم : طيش !
الجزء ( 43 )
لمْ أَزَلْ أمشي
وقد ضاقَتْ بِعَيْـنَيَّ المسالِكْ .
الدُّجـى داجٍ
وَوَجْـهُ الفَجْـرِ حالِكْ !
والمَهالِكْ
تَتَبـدّى لي بأبوابِ المَمالِكْ :
" أنتَ هالِكْ
أنتَ هالِكْ " .
غيرَ أنّي لم أَزَلْ أمشي
وجُرحـي ضِحكَـةٌ تبكـي،
ودمعـي
مِـنْ بُكاءِ الجُـرْحِ ضاحِـكْ !
*أحمد مطر.
عبدالعزيز وقف أمامها : على وين ؟
رتيل بهدُوء : ماهو شغلك
عبدالعزيز ولا يرى سوَى عينيْها الداكِنة : وأنا سألتك ومضطرة تجاوبين ؟
رتيل : لأ ماني مضطرة و لو سمحت أبعد عن طريقي !!
عبدالعزيز رفع حاجبه : السالفة عناد ؟
رتيل : عفوًا ؟ أعاندك ؟ ليه مين أنت ؟
بصوتٍ عالٍ غاضب وحاد أخترق مسامعهم : عـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــز
رتِيل دبَّ الخوفُ بها مثل ما يُرعب الفيضان الأسماك الصغيرة ، أبتعدت للخلف قليلاً وهي تخافُ أن يفهم والدها الأمرُ خطأ ، أو رُبما يفهم الخطأ بحدِ ذاته.
عبدالعزيز بإبتسامة باردة : مساء الخير
عبدالرحمن بنظراتٍ عاتبة غاضبة ، وقف أمامهم : خير ؟ وش عندك هنا ؟
عبدالعزيز و عيناه تُرِسل تهديدٌ مُبطن ، بصوتٍ هادىء : كنت أدوِّر عليك ، بروح احجز لباريس كم يوم .. بشوف زوجتي
عبدالرحمن وملامِحه تستكين بالبرُود أو رُبما الغضب الغير مفهُوم ،
رتِيل ودَّت لو أنها تُفرغ كل أسلحة والِدها في رأسه الآن ، يستلذُ بالتعذيب حتى أمام والدها لم يخجل ، أم أن والدي من الأساس يعرف لِمَ يخجل ؟ ليتك يا عزيز تفهم عظمة الحُب قبل أن ينهار هذا المُلك في قلبي ، ليتك.
عبدالعزيز بإبتسامة صافية : زوجتي أثير ...
عبدالرحمن بهدُوء : رتيل أدخلي داخل
رتيل أستجابت لأمره دُون أن تناقشه ، دخلت بخطوات بطيئة حادة غاضبة مقهورة ، " زوجتي أثير ! الله يآخذك ويآخذ أثير وراك و يحرقكم إن شاء الله " ... جلست على الأريكَة الوثيرة ، فتحت هاتفها وأقدامها لا تهدأ من الوكز على أرضيَة الرُخام.
لا تعرف مع من تتحدَّث وتُفرغ غضبها ، و لا تعرفُ لِمَ أصابعها تدخلُ على تطبيق " تويتر " ، دخلت صفحة أثير المحفوظة عندها و بملامِحٍ باردة تقرأ تغريداتها " اليوم أحلى يوم في حياتي ، الحمدلله "
تمتمت : أحلى يوم طبعًا راح يجيك عسى الطيارة تـ .. لم تُكمل وهي تستغفر .. " كلب ! "
، - " هذِي رسمة قديمة يمكن قبل سنتين كنا في زيارة لمتحف بيكاسو و عزوز تحركت أحاسيسه ورسمها *صُورة مُرفقة تحوي رسمَة لجماهيرٍ غير واضِحة ملامِحهُم على مُدرجاتٍ ذهبيـة و أمامهُم مضمارْ للخيُول " ،
بحنق : يازين من يهفِّك فيها يالسامجة ...
أغلقت التطبيق و غضبها أزداد ، لِمَ أبحث عنها ؟ " في حريقة هي وياه " ، حدَّثت نفسها بهبَل الغيرة " وش قلنا يا رتيل ؟ مالك دخل فيه خليه يولِّي هو و هالأثير اللي ميت فيها .. شينة معفنة وهو أعفن منها بعد "
عبدالرحمن بغضب : وش تبي توصله ؟
عبدالعزيز بإستغباء : ولا شيء ، أنا صدق بتزوَّج .. يعني للأسف على بنتك
عبدالرحمن بلع ريقه و الحدة ترسمُ ملامِحه : تبي تعاندني ؟
عبدالعزيز بهدُوء : ماأعاندك ! بس أبي أعيش حياتي و بنتك ماراح تعطيني هالحياة
عبدالرحمن : ومين أثير إن شاء الله ؟
عبدالعزيز بإبتسامة باردة : زوجتي اللي بتعطيني هالحياة
عبدالرحمن بحدة لم يتزن بها : طيب .. أنت تبي تخسرنا و صدقني إن خسرتنا ماراح نوقف وياك بأيْ شكل من الأشكال ! وأنا إلى الآن أقابل إساءاتك بالإحسان لكن راح يجي يوم و بتلقى هالإحسان منتهي وماراح أقدر أقابلك الا بإساءاتك يا عز
عبدالعزيز : إذا خسارتي لكم بتكون في كسب نفسي فأنا أرحِّب بهالخسارة
عبدالرحمن بغضب كبير : رتيل خط أحمر .. قسم بالعلي العظيم لو أشوفك مقرب لها مرة ثانية لا يصير لك شي يخليك تندم على حياتك كلها !! و أتق ياعبدالعزيز شر الحليم إذا غضب . . . ودخَل للداخل.
عبدالعزيز عادَ لبيته و بغضب جنُوني شدَّ على قبضةِ يده ليضربها على الجدار و يجرحُ نفسِه ، تألم من الضربة ، جلس لم يعد يعرف بِمَ يُفكر أو كيف ؟
أول ما أتَى كان الكُل سعيد و لكن أنا ؟ الآن الكل مُضطرب حزين ! و أنا مازلت أيضًا بحُزني ، لم أستطع كسب نفسي بعد سنة كاملة و لم أخسرها أيضًا ! مازلت مُعلَّق ! يالله يا رحمن أكان يجب أن تضُمني الرياض الآن وهي لا تملكُ وشاحًا تُدفىء بها أطرافي ؟ الرياض عقيمة لن تُنجب لي فرحًا ولن أستطِع أن أخلق لي فرحًا سرمديًا ، بينهُم أنا أعيشُ الرماديـة.
،
في أجواءٍ مجنُونَة مُحرمَة ، وقف على عتبةِ الحجرُ القاسِي ، مسَك سلاحِه و بضحكة تُشبه والِده : يا حزين
حمَد بإبتسامة : أنا وش أقولك ؟ فيفتي فيفتي مايصير كذا
فارس بملامِحٍ مُشفقة : هم مايقدرون يتخلون عنِّي
حمَد : قولهم من أبوك وعلى ضمانتي ينحاشون
فارس بوقفةٍ مُضطربة : أنا ولد سيادة المحترم رائد الجوهي و شُكرًا
حمد بضحكةِ تُشاركه الجنون ، يُقلد صوتٌ أنثوي ناعم : يا حرام أنت ولد بابا رائد !! ما يسير حبيبي كذا
فارس : ههههههههههههههههههههههههههههههههههه وش أسوي يا حياتي !!
رن الهاتِف و إسمُ " رائد " يُرعب الشاشة ، حمد : أششششششششششش هذا أبوك
فارس : قوله مانيب فاضي عندي حفلة اليوم
حمَد بتحشيشْ فعلي : لحظة شمِّني أخاف يكشفنا من الريحة
فارس ويقرب منه : لألأ ماهي واضحة الريحة
حمد يرد بصوتٍ متزن : ألو
رائد : ساعة على ماترد حضرتك .. عطني فارس بسرعة
حمد : فارس بالحمام من ساعة جايه إمساك يا حياتي
رائد : يا مال القرف أنت وياه
فارس أرتمى على الأرضِ الخضراء و ضحكته تصخب به أطرافُ القصر
رائد بغضب و حنق : سكران !!!!
حمد : هااا .. لأ .. إيه أقصد لأ .. لآ ماهو فارس هذا الكلب الثاني
رائد يُغلقه في وجهه و أعصابه تتلف ،
حمد : ههههههههههههههههههههههههههههه أبوك يا حبيبي عرف .. هيَّا الدونيا مش حتضحك لنا أبدن
فارس و السلاح على صدرِه و مازال مُستلقي على الأرض : قوله أنا ميت لين يسافر
حمَد ويرتمي بجانبه : أنا ميت معاك
فارس وينظُر للسماء الصافيـة ويُشير بتعبِ بذراعِه المُهتزة : هذيك عبير .. شفتها هنااااك مررة بعيدة .. مقدر أوصلها
حمَد وعيناه مُغمضة : خذ لك صاروخ وروح لها
فارس بضيق حقيقي : مغرورة ماتتنازل وتنزل ليْ
حمَد : أفآآ وراه عاد مغرورة ؟ أذكرها وش حليلها ذيك عبير اللي جتنا صح
فارس يجلس : لأ يا خبل .. هذيك .. همممم وش إسمها .. هذيك أمي ... إيه أمي .. وش إسم أمي صح ؟
حمد : موضي
فارس : إيه هذي موضي اللي جتنا بس حرام تكسر الخاطر
حمد وملامِح الحزن يُمثلها بسُكِر : الحريم عوار قلب هم اللي يجيبونه لنفسهم .. صدقني
فارس : لأ هالحين أبوي تطلق منها صح
حمد : يعني أبوك مطلقة
فارس وبلسانٍ أصبح ثقيل مع كثرة الشُرب : إيه لأن أمي هي اللي طلقته .. حسافة عاد كنت أبي أبوي يقهرها وهو اللي يطلقها
دقائِق طويلة تمُر بأحاديثِ السُكر الغائِبة عن العقل ، بأحاديثِ الحرام و الرائِحة التي تفُوح منها في أواخِر رمضان ، يالله أيُّ قلبِ يستطِع أن يعصِي الله بهذه الجُرأة ؟ و الله الذِي قد يعفُو عن العاصين إلا من جهر بمعصيته لا يشمله عفوًا ، أيُوجد أقسى من أن تكُون خارِج عفو الله ؟
شدُّه من ياقةِ قميصه المُبللة ببعض ما سقط من زُجاجة الخمر ، أوقفه وجسدِه لا يتزن على الأرض ، عيناه تدُور وتُثبت في عينيْ والِده الغاضبة ، لكمَه بشدّه على عينه ليرفعه مرةً أخرى وبصرخة أرعبت جميع الحرس : مو قلت تبطِّل شرب !!!!
فارس بضحكة : أوووه رائد الجوهي منوِّرنا
والده صفعه على خدِه ليسقط على الأرض ، توجه لحمد : وأنت معاه بعد !!! مين اللي يوفِّر لكم الشرب قسم بالعلي العظيم دفنك اليوم على إيدي لو مانطقت !
فارس بعبط طفُولي : هذا يا بابا هو اللي قالي أشرب
حمد : نصاب لا تصدقه هو اللي خلاني أشرب أصلاً
رائِد بغضب : تكلم مين اللي يوفِّر لكم الشرب
حمد هز كتفيْه بعدم معرفة : هذا اللي جابه لي .. *أشار بأصبعه لفارس*
فارس : كذاب لا تصدقه هو يغار مني عشان كذا يحب يورطني دايم
رائد ويسحبه من ذراعه ليدخلا إلى قصرِهم المنزوي بعيدًا عن أحياء الرياض المعروفة ، دخل الحمام و فتح صنبُور المياه الدافِئة ، أغرق وجه فارِس به :أصححى جبت لي الضغط والمرض
فارس بصُداعٍ يُفتفت خلايا رأسه : خلاااص ... خلااااااااااااااااااااااص
رائِد وبغضب ضرب رأسه بالصنبُور المعدنِي لينجرح جبين فارس وينزفُ بدماءِه ، تركه وهو يُغسِل كفيْه : قووم حسابك أنت وحمد ماأنتهى ، بشوف مين اللي يوصلكم هالخمر
،
قبل ساعاتْ ضيِّقـة ، في عصرِ حائِل السعيد و كبارُ السِن يتبادِلُون الإبتسامات سيرًا على الطريق و السلامْ يحيـا بكفوفهم التي ترتفع كُلما مرَّ أحد بجانبهم.
ركَن سيارتِه أمام البيتْ المتوسِط الحجم ذو اللون الأبيض و الذِي أصبح يُقارب " البيج " بسبب عوامِل الجو و الغبار.
يُوسف رأى خال مُهرة الكبير ، نزل وسلَّم عليه و قبَّل رأسه إحترامًا للشيب الذِي يتخلخلُ شعرُ لحيتِه
الخال : وش علومك ؟
يُوسف بإبتسامة : بخير الحمدلله
مُهرة قبَّلت جبين خالها الذي تهابه : شلونك خالي ؟
الخال : ماعليّ خلاف .. و دخلُوا ، مُهرة توجهت للبابِ الجانبي الخاص بالبيت أما يُوسف و خالِها توجهُوا للمجلس.
يُوسف و شعر بالخجل من أنه لا يعرف حتى أسمائهم ، سلَّم على جميع من هُم في المجلس وجميعهم يجهلهم.
الخال : زارتنا البركة والله
يُوسف : الله يبارك بعُمرك
الخالُ الآخر والذِي يبدُو أربعيني بالعُمر يتخلله بعضُ الشيب : عشاك اليوم عندي بعد التراويح .. قل تم
يُوسف : جعل يكثر خيرك بس والله مستعجل
الخال : آفآآ تجينا و مانعشيك !!
يُوسف بحرج كبير بلع ريقه : ماعاش من يردِّكم لكن الجايات أكثر
الخال الثلاثيني ورُبما عشريني : لازم توعدنا بزيارة
يُوسف بإبتسامة : إن شاء الله على هالخشم
في جهةٍ أخرى ، بعد أحاديثهم الحميمية الدافِئة صعدُوا للأعلى
أم مهرة : حرمة عيد ماتعطي خير أبعدي عنها
مُهرة ضحكت لتُردف : يمه تكفين مانبغى نحش فيهم خليهم بحالهم
أم مهرة : بيجلس كم يوم ؟
مُهرة و تحاول أن تُمهِّد الموضوع : يوسف بيرجع اليوم !
أم مهرة : مسرع جايين من الرياض عشان يوم !
مُهرة بتوتر : لآ ، يعني بيخليني هنا
أم مُهرة بحدة : وراه إن شاء الله ؟
مُهرة بربكة : يعني فترة بس و
أم مهرة : تبي تتركين بيت رجلتس ؟؟
مُهرة تنهَّدت : يمه بس فترة وبعدها خلاص يعني برتاح عندك .. وعندي لك خبر حلو
أم مهرة جلست بضيق : مايجي من وجهتس أخبار حلوة
مُهرة تجلس على ركبتيْها أمامها : أنا حامل
أم مُهرة : وشهوووووووو !!
مُهرة أبتسمت بتمثيل الفرحة وهي الغاضبة على هذا الحمل : إيه والله
أم مُهرة بفرحة عميقة : جعله مبارك .. بس هسمعي حريم خوالتس لا يدرون ترى عينهم قوية وشينة
مهرة : هههههههههههههههه أبشري
أم مهرة : أقري أذكارتس ترى الناس ماتعطي خير
مُهرة تنهَّدت ، ودَّت أن تقول " من زين حظي "
،
صباحٌ آخر ، يُشابه الأمس ، أيامُ رمضان تركض و يكاد تفلتُ خيوطها منَّا إلا من مسك زمامُ الطاعة و ركع.
سجَد على الأرض و لسانهُ يُردد " الحمدلله حمدًا كثيرًا مُباركًا فيه " ، يا شعُور السعادة المُنصَّب على قلبي اليوم ! يا راحة الكون التي زُرعت في قلبي هذا الصباح ، يا جمال الدُنيـا التي أراها الآن ، يا كرمُ الله الذِي لا يُعد ولا يُحصى .. سُبحانه الكريم المُعطي ، أُحبك يالله لأنني لا أعرفُ غيركُ مُعينٌ و مُعطِي ورازق ،
دخل عليها ليُقبِّل جبينها و يغرقُ في تقبيل ملامِحها المُتعبة هامِسًا : الحمدلله على سلامتك يا أم عبدالله
أبتسمتْ و عيناها شاحِبة صفراء وببحة مُتعبة : الله يسلمك
منصُور و فرحَة عميقة ترقصُ في قلبه لدرجة لا يعرف كيف يُعبر عنها إلا بركعتينْ أرسَل بهما أحاديثٍ و دُعاء مُبتسمًا إلى الله.
نجلاءَ لم تكُن أقل منه فرحَة ، هي الأخرى لا تعرفُ ماذا تفعل ، و عيناهُما تُقيمان أعراسًا لا تنضبّ ، غرقت محاجِر نجلاء بدمُوع اللهفة و الفرَح و بللت التعبُ بها بضحكةِ عينها المُدمِعة.
دخلت الممرضة و معها " عبدالله " الصغيرُ المُكتسِي ببياضٍ مُحمَّر.
كاد قلبه يخرج من الشوق له و الفرحة ، مسكه برهبة بين ذراعيْه و هو يؤذن في أذنه اليُمنى " الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر ، أشهد أن لا إله الا الله اشهد أن لا إله الا الله ، أشهد أن محمد رسول الله أشهد أنّ مُحمد رسول الله ، حي على الصلاة حي على الصلاة ، حي على الفلاح حي على الفلاح ، الله أكبر الله أكبر ، لا إله الا الله "
قبَّل أنفه الصغير و خدِه الأحمر و جبينه الرقيق " اللهم أجعله من الصالحين الأتقياء "
مدَّت نجلاء ذراعِها ليضعه بجانِبها ، قبَّلتهُ كثيرًا وهي تشمُ رائِحة الطُهر فيه : اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
منصُور بإبتسامة تتسع لفرحته الكبيرة ، ألتفت للباب الذِي يُطرق بخفُوتْ ، كانت والدة نجلاء ، قبَّل رأسِها وكفَّها
أم نجلاء : مبرووك الله يجعله من الصالحين
منصور : امين الله يبارك فيك
نجلاء بضحكة مجنُونة : يممه تعالي شوفيه
منصور : عمي برا ؟
أم نجلاء : إيه
منصور خرج و سار قليلاً حتى أنتبه لعمِه ، قبَّل رأسه
أبو نجلاء : مبرووك يا ولدي عساه يكون شفيع لكم
منصور : الله يبارك بعُمرك
أبو نجلاء : أذنت فيه ؟
منصور : إيه تو جابوه
أبو نجلاء : عطيته تمرة ؟
منصور بعدم فهم : تمره !!
أبو نجلاء : إيه من السنة وأنا أبوك
منصور بإبتسامة : الحين أروح أجيب له
أبو نجلاء بإبتسامة مُتسعة فرحةً بملامح منصور الضاحكة : و أنا بروح أشوف الغالي
،
مرَّت الأيام ، وصلنـأ إلى :
اليومُ الأخير لرمضان ، الوداع المُرتجفْ للثلاثين اليومْ ، أُتِّم رمضان تمامًا كـالرمشة ، رُبما أحدُنا تمسك بأهدابِها طاعةً و رُبما أحدُنا سقط دُون أن يفعل شيئًا إلا أنَّ الندم سيحفُر بقلبِ كُل من أعرض عن ذِكر الله و الله الغنيُّ عنَّـا.
الساعَـة الثامِنة ليلاً ،
عبدالمحسن : الحمدلله ، طيب وينها ؟ أبي أكلمها
سلطان سار بخطواتِه للغُرفة التي أمامها ، دخل و رآها على سجادتِها ، بصوتٍ خافت : تصلي ، بس تخلص أخليها تكلمك
عبدالمحسن : طيب .. بحفظ الرحمن .. وأغلقه.
سلطان ادخل هاتفه في جيبه و جلسْ بجانبها ، ألتفتت عليه و بخوفٍ تراجعت قليلاً ،
بهدُوء ينظر لباطِن كفيْها المُحترقة ، سحَب كفوفها ليحُاصرهم بكفوفِه ، سقطت دمُوع الجوهرة المهزومة.
سلطان : أتصل أبوك ، تبين تكلمينه ؟
الجُوهرة هزت رأسها بالإيجاب دون أن تنطِق حرفًا و يديْها مازالت مُقيدة بكفوفِ سلطان.
سلطان بهدُوء : قلت له بتجلسين عندي فترة ... وبرضاك طبعًا
الجُوهرة بهدُوء عيناها تلتقِي بعينيْه ، و أحاديثٌ من نوعٍ آخر تُجرى بينهُما ، بلعت ريقها لتهمس : طيب
أخرج هاتفه ليتصل عليه ويمدُّه إليها ، مسكت الجُوهرة وسرعان ماسقط منها عندما شعرت وكأنَّ ملحًا يُمرر على حرقِها ،
سلطان عقد حاجبيْه و رفعه إليها
الجوهرة مسكته بين أصبعيْها و دمُوعها تغرق في محاجرها ، من ينقذُ الدمُوع من الغرق ؟
ببحة : ألو
عبدالمحسن بصمتٍ طال يحزنُ به على إبنته ، أردف : شلونك يا روحي ؟ عساك بخير ؟
الجُوهرة بهدُوء وهي تنظرُ لسلطان : الحمدلله أنت شلونك ؟
عبدالمحسن : الحمدلله بخير ، مرتاحة ؟ .. أصدقيني القول
الجوهرة بلعت ريقها : الحمدلله ، بس مثل ما قالك فترة ... تعمَّدت قولها حتى تسدُّ كل محاولات سلطان التي رُبما ستأتي قريبًا.
عبدالمحسن : بيجي عرس ريان بعد كم يوم و بتحضرينه وممكن ترجعين معنا
الجوهرة بصوتٍ تحاول أن تتزن به : إن شاء الله
عبدالمحسن : تآمرين على شي
الجوهرة بصوتٍ خانها باكيًا : سلامتك
عبدالمحسن بهمسةٍ دافئة : الله يسلمك ، أنتبهي لنفسك
الجوهرة : بحفظ الرحمن .. مدت الهاتف لسلطان.
سلطان و يخشى جدًا من نفسه عليها ، لا بُد من أحدٍ يحميها ولا أحدٌ سيفعل هذه المهمة دُون أن يشعر إلا عمته : بنرجع البيت اليوم
الجوهرة و صمتُها يستنطِق حُزنًا ، حطَّم كل شيء و أحرقه و كيف تعُود الحياة بعد أن أحرقتها ؟ لا شيء يشفِي أوجاعي منك يا سلطان و لا شيء يُلملم حُزني منك يا تُركي ، لا أحَد من الأوطان التي أردتُ أن أنتمي إليها رحَّبت بيْ ؟
سلطان : جهزي نفسك نص ساعة بالكثير وبنرجع .. خرَج تارِكها
و عُتمة الظروف جعلتها تُخفض رأسها لتبكِي بإنهيار و تُفرغ كل طاقاتِها السلبية الباكيـة ، حُزنها المتراكم و الغيمُ الذي لا ينجلي بسوادِه كل هذه الأشياء تجعلها تختنق في بُكائِها ، أتجهت للحمام لتغسل دمُوعها ببرودة المياه ، تجاهلت حرقِ كفوفها الذِي يزداد ألمًا كُل يومْ ،
لم يكتفِي تُركي بـ 7 سنوات أتى سلطان يتوِّجُ العذاب بحرقِه ، يالله يا أبناءِ آدم كيف تغتالون الأنثى دُون أن يتحشرج بكم حُزنًا أو ضيقًا.
ملامِحها باهِتة شاحِبة ولا الحياةُ تسكن في مُحيَّاها ، رفعت شعرها الطويل بترتِيب و أرتدت عباءِتها.
دخَل سلطان ليجلس قريبًا من السرير : تعالي
الجوهرة بخطواتٍ موسيقية خائفة وقفت أمامه ، أخذ الكفْ اليُمنى و وضع عليه مرهم ليلَّفها بـ شاشْ وفعل بالأخرى مثل الأولى.
سلطان وقف أمامها و لا شيءٌ يفصلهما سوَى مرور هواءٍ هزيلٍ مُختنق في حضرةِ حُزنِ الجوهرة.
سلطان بهمس : أنتظرك برا .. خرج ليتحدَّث مع الرجُل ذو سمَارٍ شرقي : خل عيونك عليه
: تآمر آمر
سمع صُراخه المُنادي " الجوووووووووووووووووووووووووهـــــــــــــــــــــ ــرة "
سلطان تنهَّد بغضب كبير لو أتى إليه سيدفنه فعليًا ، تقدَّمت له الجوهرة وسمعت صرخاته لترتجف ، ألتفت عليها سلطان وبسُخرية غاضب : تبين تودعينه ؟
الجُوهرة بقهر أتى صوتُها حادًا : لا ، لأنه محد فيكم يهمني
سلطان عقد حاجبيْه : محد فيكم ؟ أنا تقارنيني فيه ؟
الجوهرة بلعت ريقها بخوف لتعُود عدة خطوات بسيطة ،
سلطان بصوتٍ مُهدد : طيب يابنت عبدالمحسن ..
،
على فراشِه منذُ ساعتيْن ، لآ يُريد أن يُفكِر بشيء ولا يتحدَّث مع أحد ، دفن وجهه في الوسادة و تفكيره مُشتت بين أشياءٍ كثيرة ، غدًا العيد كيف يشهدُ حضُوره دُونهم ؟ يالكآبة العيد و يالحُزنِ الأرضِ التي لا تحويهم و ياجفافِ زهرُ الحياةِ دُون ماءِ عينهم ، يا سوادِ السماء الزرقاء المزحومَة بغيمِ حزني ! لا أنا أنا ولا الحياة هي الحياة ! من يستنطِقُ بي فرحًا يا أُمي إن غبتِ ؟ من يُقوِّسُ بي ضحكةِ إن رحلت يا أبِي ؟ أُقسمُ بربِ خلقنِي أنني حاولت أن أصبر ولم أستطع ، أصعبُ شيء أواجهه ولا أجِد به مخرجًا هو الفُقد و كيف أصبرُ عنه يالله ؟ و أنا الذِي لم أجِد طريقة أُصبِّر بها قلبي عن جوعه و شغفه بعينِ الهديلْ و بضحكةِ الغادة !
يالله مرر على قلبِي كِسرةُ صبرٍ تُسدِد هذا الثُقب المنزوي في قلبِي والهائِجُ بحُبهم ،
تمتم : اللهم أرحمهم وأغفر لهم برحمتك التي وسعت كل شيء ، يارب أعفُ عنهم وأغفر لهم بأضعافِ وأضعاف إشتياقِي لهُم وحاجتِي لرؤيتهم ، يالله أرزقني رؤيتهم في الجنان يا كريم يا رزَّاق.
تنهَّد واقِفًا ، سمع أصواتٌ مُتداخلة كثيرة في القُرب من نافِذته ، يعلمُ أنَّ بوسعود خرج ليجيءُ بـ زوجته ، يا شماتتي ببناتِه ! أيضًا لا يهُم بالنهاية والدتهُم متوفية منذُ زمن بعيد.
وقف مُبعِدًا الفراش عن جسدِه ، أدخل كفوفه في جيبِ بنطال بيجامتِه الكاروهات ، خرج لينظُر للقصرِ الهادىء تمامًا في مثل هذا الوقت أو رُبما كل الأوقات.
أقترب من حمام السباحة و لا أثر لأحد ، سقطت أنظاره على غُرفة التخزين ، تنهَّد من ذاك الفجر البائِس ، عاد ليصطدِم بها وواضِح أنها غير مُنتبهة لها ، مُنحنية تمسح شيئًا على بيجامتها المُتسخة الآن ، تنهَّدت بضيق من وقوعها قبل قليل على الطين المُبلل ، رفعت عينها وتجمَّدت في مكانها وشتمت في داخلها " ساندي " التي أخبرتها أنَّ عبدالعزيز نائِم وأضواء بيته مُطفئة.
الباب خلف عبدالعزيز إذن لابُد أن تمر من جانبه ،
عبدالعزيز و انظاره صامِتة هادِئة تتأملُها حتى شعرها غرق في تفاصيله وهو ملموم للأعلى ومموَّجُ بشكل يُغري العين.
رتيل بلعت ريقها وهي تسيرُ بجانب الجدار ، و هدُوئه يُثير في داخلها الشك لم تعتادهُ هادِئًا في الفترة الأخيرة.
عبدالعزيز وكأنه شعَر بأفكارِها و وقف أمامها ، رتيل أبتعدت للخلف بخطواتٍ قليلة لترفع عينها : وش تبي ؟
لاينطقُ شيئًا وعيناه في عينيْها ، غارقة. ستعرفين يا رتيل يومًا أنَّ عيناك كانت قصيدة مُؤجلة لم تجد بيْ أيٌّ من قوافيها.
رتيل بغضب : أبعد عن طريقي
عبدالعزيز بضحكة مُستفزة : ماهو لايق عليك تعصبين
رتيل عقدت حاجبيْها : والله ؟؟ وأنت ماهو لايق عليك تكون رجَّال
عبدالعزيز ببرود ينظر إليْها ولإستفزازها ، لو كان الأمرُ بيدِه لفجَّرها بوجهها حتى تعلم كيف تكون الرجولة.
رتيل وأراد أن تدفعه لولا أنَّ عبدالعزيز لوَى الذراع الممتدة له خلف ظهرها وهمس في أُذنها بحرارةِ أنفاسه : لا تحاولين تمثلين القوَّة !! .. وترك ذراعها مُتجِهًا لبيته.
رتيل مسكت ذراعها بألم وبصرخة وصلت له : الله يحرقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـك أنت وياها
عبدالعزيز أبتسم وهو يسير وضحكة تقوِّس شفتاه.
،
أغلقْ أنوارِ شقتِه التي باتت لا تزهُر في غيابِ قلبه الذِي أندفن مع غادة ، تنهَّد بضيق وهو يسحبُ حقيبتِه وبجيبه جوازِه الأخضَر ، غدًا العيد و من علَّق على حياتِها أعيادٍ لا تنتهِي رحلت ، من كانت ضِحكتُها عيدْ و عيناها عيدٌ آخر ، من كُنت أُشارِكها الأعياد غابتْ و الآن أعجزُ ان أفرح بعيدٍ واحِد و انا الذِي أعتدتُ العيد منذُ عرفتِك.
في ليلةٍ صاخبة - دُوفيل - على الشاطىء ، هذه ليلةِ ثانِي أيامُ العيد.
عبدالعزيز خرَج من المياه الدافئِة عاريْ الصدِر و الضحكة ترتسمُ على مبسمه : خربت جوِّكم
ناصِر الجالِس بجانِب غادة : ماهو شي جديد عليك
عبدالعزيز بعبط : بابا قالي لا تتركهم بروحهم
ناصر: ياغثِّك ، طيب المويا باردة ؟
عبدالعزيز أستلقى على التُراب المخملي : لأ برودتها حلوة
غادة ترمي عليه المنشفة : غط نفسك لايدخلك برد
عبدالعزيز وزحف حتى وضع رأسه في حُضنِ غادة وبخبث : ألعبي بشعري
ناصر : ههههههههههههههههههههههه بزر
غادة بإبتسامة : تدري قبل شوي هديل تكلمني وتسب فيك تقول كل عيد لازم أنثبر وأنتم تفرفرون
عبدالعزيز : وش أسوي في هالحمار اللي جمبك !!
ناصر : أنا ساكت من اليوم إحتراما لإختك بس بقوم عليك بعد شوي أخليك تعض التراب
عبدالعزيز : أقول أنبسطوا بس هذا آخر عيد لكم يتحكم فيه أبويْ .. العيد الجاي إن شاء الله بتآخذ مُرتك وتنحاش
غادة بخجل شتت أنظارها ، والإبتسامة تُزيِّن ثغرها الخجُول ، هذا اليومُ المُنتظر منذُ سنين.
ناصِر بضحكة واسِعة : شعور حلو أنه أحد يستأذن مني تجيني وتقولي بروح بيت أهلي وأقولها لأ .. أخلي أبوك يجرب الـ لأ مني
عبدالعزيز : أكسر راسك والله إن حاولت
فُتِح المصعد مُتجِهًا لسيارة الأُجرة المُنتظِرة تحت ، صُدِم بأمرأةٍ رفع لها حقيبة اليد التي سقطت : آسف
أمل و عيناها تتأمل ناصِر بنظراتٍ طويلة ، ناصِر بقيَ واقِفًا بريبة من نظراتِها
أمل بعربيـة : عفوًا
ناصِر أكتفى بإبتسامة ودخل السيارة متوجِهًا للمطار.
أمل وذراعِها الملتوي يؤلمها إثر جلُوسها على المقعد مربوطة عدةِ أيام تحت التحقيق الأسود من قبل سعد ، لم يخرج سعد بحقٍ ولا باطِل ، أعرفُ جيدًا كيف أحفظُ الأسرار كما أعرفُ كيف أعيشُ في مُنتصف المعركة.
ألتفتت على سيارة الأجرة البيضاء ، هذا " ناصر " أنا مُتأكِدة من ذلك ، سبق و رأيت صورتِه ، يبدُو لي أنه مازال يأتي إلى باريس ولم ينتقل بشكِل كُلي للرياض ، لا يهُم واضِح أنه مُغادر من حقيبته .. من الجيد أنَّ غادة ليست في باريس.
في عُتمة السيارة فتح أزارير قميصه ، يشعُر بضيقٍ بلا سبب أو رُبما باريس هي السبب ، غثيان يُداهمه و نظراتِ تلك المرأة العربية مُستفزة لمعدتِه الفارغة ، أثارت الشك في قلبه و رحلت. من الممكن أنها سبق ورأتني أو رُبما تعرفني لذلك توقفت ، " أستغفرك ياربي من كل ذنب " ، تنهَّد و قلبه يضيقُ به أكثر.
،
دفنتْ ملامِحها الباهِتة في الوسادة ، تبكِي بإنهيار قلبٍ بات لا يتحمَّلُ الإنتظار ، غدًا العيد و لا أهلٌ تتسع فرحتهُم ليْ ، تشعُر بضيقٍ تام من أنَّ لا أحدًا بجانبها سوى ولِيد الذِي لن يكُن زوجًا تُقبِّله ولا أخًا تُعانقه ، ماذا يفعلون الآن ؟ رُبما يُجهزون ملابِسهم الجديدة للغد و رُبما لأ.
ضربت رأسها كثيرًا على الفِراش تُريد أن تتذكَّر ولكن بيأس تضربُ غير مُصدِقة ، أنينها يرتفع " لِمَ كُل هذا يحصُل بيْ "
بحُزن عميق : آآآآآآآآه .. ساعدني يالله
فقط يالله أُريد أعرفُ كيف كان عيدي السابق ؟ كيف كانت فرحته ؟ أنا لا أنسى ضحكاتِهم ولكن أنسى ملامِحهم ! أنساهُم يالله ولا أُريد ! والله لا أُريد أن أنسى من أُحب.
،
سَار بغضب لا يعرفُ ماذا يفعل الآن ، أرسَل رسالة لمقرن " أمل ماتعرف مكان غادة و وليد ، بحاول أدوِّر في المناطق القريبة "
مرَّت سيارةُ الأجرة بالقُرب من الرصيف و تناثَر ماءُ الطريق عليه ، سعد بحنق : الله يآخذك
ناصِر ألتفت للنافِذة الخلفية من سيارةِ الأجرة مُتفاجِئًا : هذا سعد !! ...
ماذا يفعل في باريس ؟ أذكُره جيدًا في بدايةِ حضُوري لباريس كان لا يُفارق والِد عبدالعزيز و من ثُم ألتزم بعمله في الرياض ، مالذِي جاء بِه إلى هُنا ؟
،
تسيرُ حول البيت و رائِحة البخُور والعُود تنبعثُ من كفِّها الحاملة للمبخرة ،
العنود بإمتعاض : يمه خنقتينا !! كل هذا لوشو ؟
حصة بإبتسامة : سلطان يقول بتجي الجوهرة اليوم
العنود بسخرية : ماشاء الله وكل هذا بس عشانها بتشرِّف بيتها مفروض هي اللي تقوم فينا الحين
حصة : أقول أبلعي لسانك اللي وش طوله
العنُود تنهَّدت و أخذت مُجلة تتصفحها ،
حصة : أسمعيني زين بس تجي ماعاد أشوفك طالعة بهالمصخرة قدام سلطان ، تلبسين طرحتك ولبس زي العالم والخلق
العنود بدلع : هذا لبسي وهذا أنا ماراح أتغيَّر عشان خاطر أحد
حصة عضت شفتِها السُفليا : يا شين هالدلع بس !!
فُتِح الباب مُتقدِمًا سلطان على الجوهرة ، حصة ببهجة كبيرة : يا هلا والله تو مانوَّر البيت ،
الجوهرة بهدُوء سلَّمت على حصَة و التي عرفتها من صوتِها أنها العمة التي تحدثت معها سابِقًا ، تقدمت العنود لها وكان سلامًا بارِدًا جدًا.
سلطان همس في أذنِ حصة : شوفي لك حل مع بنتك
تنهَّد جالِسًا وهو يملىء فنجانه بالقهوة مُتجاهلاً تماما مايحدثُ خلفه بين الجوهرة و عمتِه.
العنود توجهت لغُرفتها بعد أن رمقت الجوهرة بنظراتٍ لم تعرفُ تفسيرًا لها.
حصة : وش فيك واقفة ؟ تعالي أجلسي خلني أعرف أخبارك
الجوهرة حمدَت ربها كثيرًا أنَّ ملامِحها لا تحوِي أيّ أثرًا للجروح وهي تدسُ كفَّاها بطرفِ أكمامها ، بإبتسامة شاحبة جاهدت أن تخرُج لها ولا تعرفُ بأيْ كلمةٍ تُردف
سلطان ألتفت : خليها تصعد ترتاح شوي
حصة : إيه أكيد أخذي راحتك حبيبتي
الجوهرة وبخطواتٍ سريعة صعدَت للأعلى ،
حصة جلست بجانب سلطان : وش فيها ؟ وجهها أصفر مررة
سلطان بغير إهتمام : تلقينها مانامت
حصة : مالت عليك إيه والله مالت
سلطان رفع عينه غاضبًا ،
حصة : يخي تحرَّك مافيك قلب يحس !! .. روح ألحقها شف وش فيها وش منَّه تعبانه ؟
سلطان بحدة : تنام وترتاح
حصة تنهَّدت : الحكي معك ضايع ، بكرا العيد حاول تكون لطيف شوي
سلطان رُغما عنه ضحك ليُردف : طيب بصير " قلد صوتها " لطيف
حصة أبتسمت : لا عاد جد سلطان ، خلك وش زينك وأهتم فيها ، ماشاء الله هالزين مفروض مايضيق
سلطان تنهَّد : طيب
حصة بضحكة : بس والله عرفت تختار !! هذا وهي تعبانة كذا كيف عاد وهي كاشخة .. الله لايضرها
سلطان : هههههههههههههههههههههههههه يارب دخيلك ، بتجلسين تمدحينها لين بكرا عارف أسلوبك
حصة : إلا والله أني صادقة ، ماشاء الله تبارك الرحمن ربي يحرسها من عيون خلقه .. أحلفك بالله ماهي أزين من شفت بحياتك ؟
سلطان بتضييع : أنتِ أزين من شفت والله
حصة : يا شينك لا قمت تضيع السالفة ، المهم سلطان أنا حجزت لك في مطعم ***** طاولة بكرا لك أنت والجوهرة ، المكان مررة راقي وهادي وبيعجبك أنا واثقة
سلطان : لأ مقدر بكرا مشغول
حصة : حتى في العيد مشغول !! عليّ هالحركات !!
سلطان بضحكة وقف : روحي أنتِ وبنتك
،
رفعت شعرها الأسوَد على شكلِ " ذيل حصان " ، أخذت نفسًا عميقًا ونزلت للأسفَل ،
وقفت في مُنتصف الدرج وهي تسمعُ الصوتُ الأنثوي الغازِي لبيتِهم ، تجمَّدت في مكانها وهي تنظرُ إليها بريبة و كُره.
عبدالرحمن : عبيير
عبير نزلت بهدُوء وهي تعلم من هي ولكن بحقد أردفت : مين هذي ؟
عبدالرحمن عقد حاجبيه وبحدة : إسمها ضي
عبير ، أنظارها تتفحصها من أسفَل للأعلى و بكُرهٍ يكاد يُنطق بينهم.
رتيل بحرج من أنظار عبير : بقول للشغالة تسوي لنا قهوة ... وأتجهت للمطبخ.
عبير سلَّمت عليها ببرود إستجابة لعينِ والِدها الغاضبة ،
عبدالرحمن جلس وبجانبه ضي : شلونك ؟
عبير بصوت خرج حادٌ : بخير
ضي أكتفت بإبتسامة وهي تشعُر بأنَّ عبير ممتلئة بحقدٍ عليها عكس رتيل التي رحبَّت بها.
عبدالرحمن : بروح أشوف عز ... وخرج.
توتَّرت الأنظار بين عبير و ضي لتتقدَّم إليهم رتيل ، : ماقلتي لنا وش أخبارك ؟
ضي : بخير الحمدلله ، أنتِ بشريني عنك ؟ قالي عبدالرحمن أنك كنتِ تعبانة اليومين اللي فاتت
رتيل بإبتسامة : لآ الحين أحسن الحمدلله ، خلصتي دراسة ولا ؟
ضي : لآ مخلصة من زمان بس كنت آخذ دورات خبرة وكذا
رتيل : وش تخصصك ؟
ضي : إدارة أعمال
رتيل : حلو زي تخصص عبير
عبير وتنهيدتها كانت تصرُفًا غير لائِق أبدًا لضي و لو كان حاضِرًا عبدالرحمن لرمقَها بنظراتٍ كرهت بها حياتها ، أردفت : عن إذنكم .. وصعدتْ.
رتيل : معليش بس عبير متضايقة هاليومين
ضي أبتسمت : لآ عادِي ،
رتيل : أبوي وين راح ؟
ضي : قال بيشوف عبدالعزيز
رتيل وتغيرت ملامِحها لحدةٍ و غضب.
ضي ضحكت : وش فيك كذا تغير وجهك
رتيل بإبتسامة : ماأطيقه أبدًا
ضي وألتزمت الصمت و أتاها شعُور الرحمة لرتيل التي لاتعرف بأمرِ زواجها هذا ، " ماتطيقه " كيف لو تعرف بأنها زوجته ؟
دخلت عبير غُرفتها وأغلقت الباب بغضب ، إذن أتى بها ؟ يُريد أن يفرضها علينا بحياتِنا !!
من المُستحيل أن أحترم انثى لم تحترم عُمر أبِي وتزوجته والأكيد أنَّ زواجها طمعًا به ، ماذا تُريد من رجُل في مقامِ والدها ؟
لا تُريد سوى " المادَّة " ، فئة حقيرة تُجبرني على شتمِها.
أستلقت على السرير وأخذت هاتِفها ، لا توَّد أن تضعف ولكن تشتهي ان تقرأ له رسالةً ، كل رسائِله حذفتها حتى لا تشتاق إليه ولكن رُغم ذلك هي تشتاق ، يالله أغنني بحلالك عن حرامك.
،
يُقرب أنفه لرقبتِه القصيرة ليُقبلها ورائِحة الجمال تنبعثُ مِنه : فديته والله حبيب عمه
منصُور بإبتسامة : عقبالك
يُوسف ضحك ليُردف : آمين .. متى تطلع ؟
منصور : مدري عنهم كل يوم طالعين لنا بشي جديد بس بكرا الصبح بطلعها تجلس عند أهلها
يُوسف : ماتشوف شر ، متى نويت التمايم ؟
منصور : إن شاء الله الخميس الجايْ .. شفت أهل زوجتك ؟
يُوسف : أسكت قسم بالله وجهي تقلب عندهم ألوان ولا واحد أعرف إسمه وكل شوي أغلط فيهم بعد
منصور أبتسم : كثار ؟
يُوسف : شفت يمكن 4 وواحد صغير بس عيالهم البزارين نشبه يخي نظام اللي يحشرونك بأسئلتهم
منصور : ههههههههههههههه أمدى تشوفهم كلهم
يوسف : أجل تحسبني جلست مقابل الجدران كل شوي داخل عليّ واحد وبزارينه ، بس والله والنعم فيهم كلهم ماقصروا
،
تنهَّد بعد صمتهم الذي طال و تأمُلات عبدالرحمن في ملامِحه ، يُدرك وجعه في ليلةٍ كهذه ولا حلٌ لديْه و عبدالعزيز يبنِي حواجزٌ كثيرة بينهُما.
عبدالرحمن : حجزت لباريس ؟
عبدالعزيز : إيه بعد يومين ،
عبدالرحمن : وكم بتجلس ؟
عبدالعزيز : مالقيت حجز عودة قريب في الخطوط السعودية .. حجزت على الإماراتية ترانزيت بعدها بأربع أيام
عبدالرحمن بسُخرية : قليل مرة على زوجتك
عبدالعزيز بضحكة أتت لكي يُنفِّس عن غضبه : إلا الشغل أنا أحترمه كثير
عبدالرحمن أبتسم : آآه منك يا عبدالعزيز
عبدالعزيز : سلامتك من الآآه ،
عبدالرحمن : تضايقنا كثير بس مالنا قدرة نضايقك
عبدالعزيز : بسم الله على قلوبكم اللي دايم تفرحني
عبدالرحمن : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه خذ راحتك وتطنَّز على كيفك
عبدالعزيز أبتسم : أنا ماأنكر أبد مكانتك في قلبي بس تضايقني دايم
عبدالرحمن بإبتسامة دافئة : مشكلتك يا عز منت راضي تفهمنا ، أحلف لك بالله أني أخاف عليك حتى من ظلك و كل شي نسويه عشان مصلحتك
عبدالعزيز : فاهمك لو ماني فاهمك مارجعت لكم
عبدالرحمن : كويِّس ، المهم بشِّرني عنك ؟ وش مسوي ؟
عبدالعزيز : بخير الحمدلله ، ماعندي شي أسويه غير مقابل الجدران
عبدالرحمن : وينه ناصر صار لي فترة ماأشوفه ؟
عبدالعزيز : راح باريس
عبدالرحمن بهدُوء : وش عنده ؟
عبدالعزيز : يقول كذا بيغيِّر جو ، اليوم طيارته راح يوصل الفجر
عبدالرحمن : يوصل بالسلامة
،
في سهرةٍ ليلية مُعتادة قبل العيد ، بناتُ عائِلتهم مُجتمعين التي تكُّن لبعضهم كُرهًا و تكُن لبعضهم الآخر حُبًا.
زوجةِ خالها الشابـة : ماقلتي لنا مُهرة عن زواجك ؟ يعني كذا بالخش والدس تتزوجين !
مُهرة ببرود : كان توه متوفي فهد الله يرحمه
غالية : ماشاء الله يتوفى الأخو من هنا وتعرس الأخت من هناك
مُهرة ومازالت بارِدة : طيب ؟ وش المطلوب مني ؟
غالية : المطلوب أنك مفروض تنتظرين قبر أخوك يجف بعدها لاحقة على الزواج ولا شفتي ولد عبدالله جايك وعلى طول لصقتي فيه
مُهرة بهدُوء : لصقت فيه ؟ وليه ألصق ناقصني شي لا سمح الله ؟
زوجةِ خالها الأخرى : ماهو ناقصك شي ياملي بس ولو ، من الأصول أنك تنتظرين
مُهرة ودَّت لو أنَ والدتها موجودة لتُسكتهم كالعادة ، أردفت : والله عاد هذي حياتي ومحد تدخل في حياتك عشان تتدخلين فيني
غالية : إحنا ننتقد الموضوع بس ، أجل أنا عمتي وضحى *أم مهرة* أسألها عنك وتصدمني تقول تزوجت طيب على الأقل قولي لنا نبارك لك
مُهرة تنهَّدت بضيق : موضوع وصار بسرعة ،
وضحى الشابَة إبنة خالِها تنظرُ إليها وإلى شحوب ملامحها : حامل ؟
مُهرة صُعقت من وقاحة أسئلتهم التي من جلست ولم تهدأ أحاديثهم عنها وعن يُوسف ، ملامِحها تجمَّدت.
والدة وضحى : هههههههه واضح انها حامل ولا بعد ماتبين تقولين ! مو أنتِ ماشاء الله بكرا تتطلقين وتتزوجين غيره ولا نعرف بعد
مُهرة وقفت : فال الله ولا فالك ..
زوجةِ خالها الأكبر : هههههههههههههههههههه وش فيك عصبتي ؟ الله يرزقك الذرية الصالحة ويخلي لك زوجك بس أم وضحى فرضت أنك تتطلقين
سحبت ذراعها بلُطفٍ عنيف لتُجلسها : أجلسي توَّها السهرة بأوَّلها
مُهرة : مو أنتم ماشاء الله من جلسنا وشغالين أسئلة فيني !!
دخَلت صبيةٌ عشرينية تُبغضها مُهرة بشدة تكُن إبنةِ خالتها : ماعاد نشوفك يا مُهرة ؟
مُهرة : أنشغلت بزوجي *حدَّت من كلمتها الأخيرة حتى تُغيضهم*
،
في أطرافِ الليل ، ضحكت لأولِ مرَّة بعد سلسلة الأحداث الدرامية التي حلَّت على حياتها
حصَّة : جد أحكي ، الزوج الرابع عاد ذا مشكلته مشكلة كان عُمري تقريبا 24 وأنا ماني متعودة أبد على نظام الطبخ والقلق ذا كله ، مقدرت أصبر وتطلقت منه
الجوهرة بصدمة : هذا زوجك الخامس !!
حصة : لآ خليهم أنا مقسمتهم اللي فصخنا الخطوبة واللي كنَّا مملكين هذا كان زوجي الرابع رسميًا
الجوهرة ضحكت لتُردف : ماشاء الله
حصة تُكمل ماضِيها الشيِّق : جاني بعدها شايب يجيب الهم قلت نجرب حظنا كان عمره بالأربعين ، من قالي أنا ملول وأطلق هربت منه وفصخنا الخطوبة وش لي بالهم أجل يقولي أنا ملول !!
الجوهرة أبتسمت : اللي بالأربعين ماهُم شياب مررة
حصة : ذاك كان الشيب مغرق وجهه ، المهم جاء زوجي اللي جبت منه العنود
الجوهرة وتحمست كأنها تحاول ركل حُزنِها بأحاديثِ العمة حصَة : إيه
حصة : ضربني عاد يوم ضربني مقدرت أصبر وطلقني منه حبيبي سلطان
الجوهرة : طلبتي الطلاق من أول مرة ؟ يعني ممكن بلحظة غضب ويعتذر لك بعدها ، يعني بينكم بنت وحرام
حصة : لآ عاد اللي يضربك مرة قادر يضربك مرتين وسلطان مارضى بعد
الجوهرة بهدُوء : مارضى !!
حصة :إيه طبعًا ماعندنا حريم ينضربون !! هذا اللي ناقص رجَّال يمد إيده على حرمة
الجوهرة ألتزمت الصمتْ بضيق و لم تُعلق ، لآ يرضى على عمته ولا على أحدٍ و لكن يرضى عليّ حتى الحرق ، ما قسوة قلبك يا سلطان.
دخل على ذكرِه راميًا مفاتيحه على الطاولة : السلام عليكم
: وعليكم السَلام
سلطان :سهرانين ؟
حصة : أحكي لها عن زواجاتي
سلطان بسخرية : من زين الماضي يوم تحكينه !
حصة بضحكة : وليه ماأحكيه بالعكس أتشرف فيه
سلطان جلس بجانب عمته ،
حصَّة : أقولها عن أبو العنود وأنك طلقتني منه بس عشان ضربني
سلطان أخذ فنجان القهوة الذِي مُدَّ من الجوهرة ،
خرجت العنُود من غُرفتها بالبيجاما الحريريـة ذات اللون السُكرِي ،
الجوهرة صُعقت وهي تنظُر إليْها ، كيف تخرُج هكذا وبهذا المنظر أمام سلطان ؟
أنحرجت حصة من نظراتِ الجوهرة بينما سلطان أنظاره كانت على فنجانه ولم يهتم أبدًا بالكائن الحي المُدعى " العنود ".
حصة أتجهت للعنود وبهمس : مجنونة أنتِ ، أدخلي داخل أشوف
العنُود بصوتٍ مسموع مُتغنج : كنت أبغى أشرب مويآآآه
حصة بحدة تهمس : العنود
سلطان تنهَّد ليلتفت إليْها : حصـــــــــة
حصة بصوتٍ خافت : الحين بيقوِّم الدنيا عليك .. ادخلي داخل
العنود تأفأفت بصوتٍ عالٍ حتى تأفأفها كان " دلعًا " .. و دخلت لغُرفتِها.
حصَة بحرج كبير جلست ، سلطان همس بإذنها ضاحِكًا " حاولي بالمرة تقولين لها عن ماضِي بنتك عشان تستفيد "
حصة بصوتٍ يصِل للجوهرة : تتطنَّز حضرتك !!
الجوهرة وقفت : تصبحون على خير .. ومرَّت من جانب سلطان وتعثَّرت بساقِ الطاولة ، كادت أن تسقط لولا يدِ سلطان التي مسكتها من عندِ خصرها.
الجوهرة بربكة سارت بخطواتِها السريعة للأعلى.
حصة بصوتٍ خافت : وش فيها إيدها محروقة ؟
سلطان : كان سألتيها ؟
حصة : تقولي من آلة الكوي
سلطان : طيب ليه تسأليني أجل
حصة تنهدت : ياربي منك .. طيب روح ألحق مرتك
سلطان : مو جايني النوم بسهر معك
حصة تقف وتأخذ صحُون " الحَبّ " : وأنا ماراح أسهر ، تصبح على خير
سلطان تنهَّد و أتجه للأعلى ، فتح باب جناحِهم بهدُوء وعينه تسقِط عليها وهي تُغطي وجهها بالفراش.
سلطان : الجوهرة
بلعت ريقها و الربكة تُصيب أهدابها ليُردف : قومي بقولك شيء
الجوهرة ألتفتت عليه و الرجفَة تُحيط أطرافها ، بصوتٍ مخنوق : آآ .. آآ وشو !
سلطان جلس على طرف السرير مُقابلها ، بصوتٍ أكثرُ إختناق وضيقًا : . .
،
دخلت مع ضي بعد ماكانوا بالحديقة الخلفيـة وبإبتسامة أردفت : وهذا الله يسلمك مكتب أبوي اللي يعتبر خط أحمر في البيت كله
ضي أبتسمت : عاد إلا الخطوط الحمراء وأبوك عصبي بعد
رتيل : أما عصبي !! بالسنة مرة يعصب
ضي بعفوية : كل يوم آكل تهزيئة منه
من خلفهم : أفآآآ
ألتفتوا عليه لتُردف رتيل : هههههههههههههههههههههه كنا نحش فيك
عبدالرحمن : أجل أنا كل يوم اهزأك !!
ضي أبتسمت : حلالك ،
عبدالرحمن : أجل أنا بآخذ المهمة من رتول وبوريك الدور الثاني .. و توجهُوا للاعلى هو وضي.
رتيل أتجهت للباب الخلفي المُطِل على حمام السباحة لترتدِي حذائها " الفلات " بعد أن تركته على عتبةِ الباب ، توقفت قليلاً و هي تسمعُ صوته.
عبدالعزيز وهاتفه على إذنه : 4 أيام تكفي أنا اصلاً قايلها مشغول هالفترة بس يتم زواجنا وبرجع وبعدها أضبط اموري وأجيبك .... لأ .... " تنهَّد " عاد الله أكبر اللي الفرحة مقطعتني بدون هالأشياء ... وأنا قلت بجيبها أعذبها .. ههههههههههههه إيه وش بيتغيَّر يعني ؟ .... طيب كلهم يتغيرون وأنا أقدر أغيَّرها ... لا يدري ... قبل كم يوم شافني مع بنته وتكلم ... لأ للحين ماتدري ... أكتشفت أصلاً أنه زواجي من رتيل غلط في غلط والله ندمان قد شعر راسي !!
.
أنتهى + تعوَّدُوا على طول هالبارتات لين الله يكرمنا بالعطلة :d
لاتحرمونِي من صدق دعواتكمْ و جنَّة حضوركمْ.
و لا ننسى أخواننا المسلمين المُستضعفين في كُل مكان أن يرحمهم ربُّ العباد و يرفعُ عنهم ظُلمهم و أن يُبشِرنـا بنصرهُم ، اللهم لا تسلِّط علينا عدوِك وعدونـا و أحفظ بلادِنا وبلاد المُسلمين.
+ و أيضًا لا ننسى عظمة الإستغفار.
*بحفظ الرحمن.
أنت تقرأ
لمحت في شفتيها طيف مقبرتي .. تروي الحكايات ان الثغر معصية
Romanceلمحت في شفتيها طيف مقبرتي .. تروي الحكايات ان الثغر معصية ( للكاتبه : طيش )