Part 35

70.3K 581 328
                                    




السلام عليكُم و رحمة الله وبركاتهْ.
عساكُم بخير يارب و السعادة ترفرفْ بقلُوبكمْ ()"

سعيدة جدًا بكم وبكل عين تقرأنِي من خلف الشاشَة ممتنة لها وممتنة لوقتْ سمَحْ بِه قارئِي مهما بلغ عُمره أو جنسيته أو كان من يكُون .. ممنونَة جدًا لهذا اللطفْ الكبيرْ الـ تغرقونِي بِه في كل لحظة.
مُتابعتكُم شرف لي وشرف كبير .. أحمد الله وأشكُره على هؤلاء المتابعينْ .. والله ولو تابعنِي شخصُ واحد لـ قُلت : يابختِي .. كيف بـ كل هذه المتابعة الفاتِنة لقلبي وجدًا.

الله لايحرمنِي منكم و اعرفُوا أنكم تحلُون بـ جزء كبير من قلبي ()
شُكرًا كبيرة لهذا الدعمْ و من خلف الكواليس شُكرا على هذا الكم من التقييماتْ.


رواية : لمحتُ في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية , بقلم : طيش !
الجزء ( 35 )


قفي! فالليل بعدك من عذابي-

يضج.. و كان يطرب من مراحي

و أنكر حين ما تمضين حلمي

و أهزأ بالمدجج من طماحي

و أعجب كيف يغريني طريقي

و موتي فيه أقرب من نجاحي

قفي! فالكون لولا الحب قبر

و إن لم يسمعوا صوت النواح

قفي! فالحسن لولا الحب قبح

و إن نظموا القصائد في الملاح

قفي! فالمجد لولا الحب وهم

و إن ساروا إليه على الرماح

*غازي القصيبي.


تضحكٌ و الدماءُ على شفتيها و بعينِها رمادُ أسوَد تبكِيه .. بشرتُها داكِنة بعيدة عن بياضها المُعتاد ، واقِفة بالعُتمة و رداءٌ أسود فضفاضُ عليها ، جامعة كفيَّها و تنظُر إليه بإنحناءٍ مكسور ، تشعُر بأنَّ بعضُها بدأ يتبخَّر و لن يرَى من أمامها سوَى العدَم.
أقترب منها ليضغط على صدرِها و كأنهُ يُريدُ قتلها ، هي أختُه كيف يقتلها ؟ كأن عظامُها تلينُ بقبضته , كأنها تسيلُ الآن و يصعبُ جمعها.
فاق من نومِه متعرقًا وَ أنفاسه تتسارع برهبة : اللهم أني أعوذ بك من همزات الشياطين ومن أن يحضرون
نظر للباب الذي يُفتح و نُور الشمس يتسلل مِنه , هو الآخر كالعادة قبل أن يتوجه للعمل يأتيه : عبدالعزيز ؟
عبدالعزيز أخذ منديلاً ومسح وجهه وهو ينزع بلُوزتِه المتبللة , خرج لـ بوسعود
بوسعود : ليه نايم لحد الحين ؟
عبدالعزيز : ما أنتبهت للمنبه
بوسعود وينظُر لعُريِّ صدرِه : أبعد عن المكيف لا يدخلك هوا
عبدالعزيز رجع بخطواته للخلف
بوسعود : لا تتأخر
عبدالعزيز : إن شاء الله
بُوسعود تركه ذاهِبًا للعمل.
هوَ بقي واقِفًا ، مدهُوش من كابُوسِه ، غادة تبكِي الدماء و هو يقتلها بيديْه ، بداية صباح الإثنين كئيبة جدًا ويبدُو أن الضيق بدأ يرتسم بين ملامِحه و سيطُول فعلاً مزاجه السيء هذا اليوم.

,

يركُضْ تحت شمسٍ حارِقة على أرضٍ غير مستويَة ، فِكره متوقف لا شيء يُفكِر به , لاشيء سوَى الوحدة التي يراها أمامه ، لم يجيء في بالِه كم من الوقتِ مضى و هو تحتِ هذه الشمس ، لم يُفكِر بشيء مازال يركُض دُون توقِفْ ، لِبسه العسكرِي تبلل من ياقتِه و وجهه تغسَّل بعرقِه ، ملامِحه في هذه اللحظاتْ تنفُر كل شخصٍ أمامه " هيبةً ".
وقف و صدرِه يهبُط ويرتفع ينظُر لمن حولِه , بعيدًا جدًا بخطواتٍ عديدة بعضُ من يتدربُون بالتسلُق , نظَر لهُم نظراتٍ و هذه النظرات تسللتْ لنظرةٍ أخرى نظرَة للماضيْ.

في ساحةٍ بيضاء تخلُو من كُل شيء عدا الحيطان القصيرة للرميْ.
سلطان العيد : ركِّز معاي
سلطان بدر بتعب : مركِّز
سلطان العيد بحدة : ركِّز
سلطان بدر : مركِّز
سلطان العيد يوصل : لا منت مركِّز
سلطان بدر : مركِّز
سلطان العيد يهز رأسه بالنفي : ماش منت معاي
سلطان بدر : والله معاك
سلطان العيد : مين اللي مركِّز معي
سلطان بدر ببرود : أنا مركز معاك
سلطان العيد : أنت مركز ؟
سلطان بدر : إيه
سلطان العيد : طيب ... مع أني أشك أنك مركز شغَّل مخك وخله ويانا
سلطان بدر صمت لثواني يمتص بها غضبه ثم أردف بهدوء : مركِّز
سلطان العيد أبتسم إبتسامة عريضة :برافو هذا اللي أبيه تحط لإنفعالاتك كنترول
سلطان بدر أبتسم وهو ينظر للجهة الأخرى : مُستفز
سلطان العيد بإبتسامته : مين مستفز ؟
سلطان بدر : أنت
سلطان العيد : مين ؟
سلطان بدر : قلت أنت
سلطان العيد : ماسمعت
سلطان بدر ومسك نفسه من أن يحتَّد بصوته : أنت
سلطان العيد : هههههههههههههههههههههههههههههههههه أيوا بالضبط ماشي بالسليم
سلطان بدر وقف : قول أنه تدريب اليوم أنتهى
سلطان العيد : تدريب أيش ؟
سلطان بدر : والله أعرف أسوي كنترول لإنفعالتي وصعب أحد يستفزني و عارف كيف أضبِط نفسي .. قضينا من هالتدريب !
سلطان العيد : أيّ تدريب
سلطان بدر تنهَّد
سلطان العيد يُقاطعه بحدة : تدريب أيش ؟
سلطان بدر يصطنع البرود : تدريب اليوم
سلطان العيد ويتبدَّل وجهه لإبتسامة مرةً أُخرى : بكرا بتتعلق هناك *أشار له لبُرجٍ عالٍ*
سلطان بدر : أتحمل كل شي إلا تدريباتك النفسية
سلطان العيد بإستفزاز واضِح : تدريبات مين
سلطان بدر سار مُبتعدًا وهو يقول بصوتٍ عالٍ : سقى الله أيام عبدالله اليُوسف *والِد منصور عندما كان يمسك التدريبات قبل أن يترقَّى في عمله ثم يتقاعد*
صخب سلطان العيد بضحكته وهو يسمعه
أفاق من ذِكرى تدريباته و أولُ أيامه و كيفْ وصَل لمنصبٍ كان يُعتبر بالنسبة له مُحال و كيف أنه أعتلى من هُم أكبر منه سنًا ولكن – من هُم أكبر سنًا – رشحُوه و وافقوا عليه .. هذا بحد ذاتِه يُشعره دائِمًا بعظيم نعمة الله عليه.
توجَّه نحوَ دورات المياه ليستحِم و يعُود لمكتبه و يراقب أوضاع اليوم.

,

مدَّت ذراعها بإستقامة بعد أن تعِبت من حشوِ الأوراق البيضاء بالكتابة ، نظرت لأفنان الآتية لها
أفنان تضع بجانبها كُوب قهوة : وهذي القهوة سويناها لأحلى ضيووو
ضي أبتسمت : تسلمين
أفنان : إيوا كذا ورينا إبتسامتك ! هاليومين أبد ماغير مكشرة
ضي : لا بس كنت متضايقة
أفنان جلست على الطاولة أمامها : ترى أنا جمبك إذا أحتجتي أي شي
ضي : ماتقصرين والله
أفنان : على فكرة الكتمان يقصِّر العُمر
ضي : الأعمار بيدِ الله , مافيه شي مُهم أنا أحيانا أتضايق بدُون سبب
أفنان تنهَّدت : براحتِك .. *وقفت* فيه مُحاضرة بعد ربع ساعة راح تبدأ ؟ بتحضرينها ؟
ضي بتهرُب : لأ مالي مزاج
أفنان : زي ماتبين .. وأبتعدت عنها مُتجِهة لقاعة الإجتماعات.
ضي فتحت جوالِها للمرة اللاتدرِي هذا الصباح , كل دقيقة و ثانية تنظُر لشاشتِها علَّهُ رد عليها , على الرُغم من أنّ هاتِفها على الوضعِ العام و بمُجرد " رسالة " سيهتَز ويُصدِر صوتًا إلا أنها تفتحه بكل لحظة لتتأكد .. أترَى كيف أشتاق لك ؟

,
لا ضوء في غُرفتِها سوَى من شُباكَها الخجُول الذي يُغطِي ملامحه الستارة البيضاء الخفيفة ، على أُذنِها الهاتِف و بنصفِ عقلٍ تتحدَّث أو رُبما لاعقل : إيه
ولِيد : حطيتي أغراضك المهمة
رؤى : كل شيء
ولِيد : طيب حبيبتي عدِّي لين الثلاثين و بعدها أطلعي
رؤى : طيبْ
ولِيد : عشان أصرِّف جارتكم
رؤى : مدري ليه جالسة عندنا
وليد : ماعلينا منها , المهم لا تنسين عدي لين الثلاثين وبتلقيني تحت أنتظرك
رؤى : طيب
ولِيد أغلقَه مِنها ليُرسِل البائِعة بالدُكان القريب مِن شقتِهم على أمل أن تنزِل أم رُؤى و تختفِي هي الأخرى أيضًا
رؤى تعُد و عقلُها في جهةٍ مُخالِفة : 18 .. 19 .. 20 .. 21

ناصِر : 22 .. 23 .. 24 .. 25 .. 26 .. 27 .. 28 ..29 ..30 ههههههههههههههههههههههههههههههههههه .. ويسحبُ الورقَة بين كفوفها
غادة : طيب عطني 5 ثواني يا بخيل
ناصِر : فاشلة ولا نقاش في الموضوع
غادة : كان ناقصني النبات .. وش فيه نبات بحرف الواو ؟
ناصِر : وردة
غادة : راح بالي للفواكه والخضروات جلست أعصر مخي أدوِّر بينهم بحرف الواو
ناصِر : لا ترقعين و المرة اللي طافت راح عقلك للفواكه و الخضروات
غادة بضحكة : لآ المرة اللي طافت كنت أدوِّر بلاد بحرف الهاء وماعرفت
ناصِر : سهلة الهند بس مخك مقفِّل
غادة بإبتسامة : مااعرف من الأوطانْ غير ناصر
ناصِر بضحكتِه الرجُولية اردف بعينيّ تتشكَّلُ بالحُب : و كل هالدنيا منفى إن خلَت مِنك

همست : ثلاثين
خرجتْ بخطواتٍ حادَّة و كأن قلبُها ينزف بكل خطوة ، نزلت من الدرَج وهي تسيرُ مُسرِعة وَ اللهفة تسكُنها لـ وليد
قالت بصوتٍ تحشرج به الشوق : وليد
وليد وهو يُحرِّك سيارته هادِئًا , موجُوع و رُبما أكثر مِنها يعرف معنى الضياع تمامًا و يعرف كيف تنطق إسمًا وفي داخلها إسمًا آخر , تعيش بين الحاضِر و الماضي
رُؤى : وليد
وليد ألتفت عليها لثواني ثم نظر للطريق : هلا
رؤى : وش قاعد يصير ؟
ولِيد : بس نوصل أقولك
رؤى تنهَّد وهي تنظُر لطريقٍ بين جنباتِه أرضُ خضراء : برا باريس ؟
ولِيد : بنروح دو فيل
رؤى توسَّعت محاجِرها بصدمة
وليد : يا رؤى أسمعيني صارت أشياء كثيرة بشرحها لك بس نوصل
رؤى : أنت ليه تآخذيني كذا !! وليد رجعني ماراح أبعد أكثر
وليد تنهَّد : بس أستحملي الطريق ساعتين وبعدها سوِّي اللي تبين
رؤى : ليه مطلعني برا باريس ؟
وليد : تتذكرين شيء من أمس ؟
رؤى تأفأفت : بعد أنت تشك في عقلي !
وليد : مو قصدي كذا بس أبي أعرف
رؤى تكتَّفت وهي تستند على المقعد بجانب وليد
وليد : رؤى
رؤى : صاير تضايقني زيّهم
وليد نطقها من أعماق قلبه , يُناجي : يالله رحمتك
رؤى : بعرف وش صاير من وراي ؟
وليد والطريقْ شبه فارغ في يوم لا يُعتبر عطلة للفرنسيين : أمك
رؤى : وش فيها ؟
وليد : وش تحسين إتجاهها ؟
رؤى : وش هالسؤال ! يعني أكيد أمي
وليد بصوتٍ مُتعب : رؤى ماهي أمك ! كيف أمك عمرها 39 ؟
رؤى : أمي عُمرها 47
وليد : كذب يا رؤى أنا بنفسي شفت الأوراق , هي ماتحبك تبي تضرِّك . . تدرين أنك أمس كلمتيني عنها وقلتي أنها ماهي أمك
رؤى : كذاب
وليد : والله قلتي أنه أمك أسمها سارا
رؤى : مين سارا ؟
وليد بوجع على حالها , ركَن سيارتِه جانبًا و مطرٌ خفيف يهطِل , ألتفت عليها : هي فترة و أنتِ تحددين طولها إما قصيرة أو طويلة .. بإيدك كل شيء
رؤى و دمُوعًا تُعانق خدها
ولِيد بحنيَّة يتقطَّعُ صوتِه : ماهي أمك يا رؤى .. ودِّي أقولك هذي أمك ولا تزعلينها بس ماهي أمك والله ماهي أمك
رؤى ببكاء تضع كفوفها على شفتيها و كأنها تمنعُ أن تنطِق الغصَّات مُتتابِعة
ولِيد : ماتبين ترجعين لرؤى قبل الحادث ؟
رؤى هزت رأسها بالإيجاب
وليد : خلاص أنسي كل اللي صار من قبل ، تصالحي مع نفسك و أبدي من جديد .... رؤى حبيبتي أنتي قاعدة تسترجعين ذاكرتك لكن بدون وعي منك ..
رؤى بهمس : يعني ؟
وليد وبنفس الهمس : خايف عليك من الإنفصام
رؤى و أخذت شهيقًا وكتمت زفيرًا مصعوقة من ما تسمع
وليد : عشان مايتطوَّر عِندك الوضع راح نبتعد عن باريس وكل اللي فيها , بنجلس هنا فترة و بترتاحين أنا متأكد


,
*الرابِعة عصرًا
في الصالَة الداخلية ، تتربَّع بصخب : عرسها قرَّب ومايصير تطلع للناس لازم تختفي وتفاجئهم بعرسها
رتيل : ههههههههههههههههههههههههههه أنا من يوم الملكة بسوي مسيرة
هيفاء : يختي عليهم عادات وتقاليد تجيب الكآبة
رتيل : أنا مواطنة عندي حموضة من هالأشياء
هيفاء : والله أجلس قبل العرس زي الجربااء ماأطلع ولا أشوف أحد
رتيل : وش يحدِّني عاد الله أكبر يالعرس الأسطوري اللي بيصير
هيفاء : ثلث ساعة تدخل العروس ويجيها الكلب الثاني يقول طلعوا لي حُرمتي
رتيل : هههههههههههههههههههههههههههههههههه والله أنك جبتيها وتقعد تندبل كبدها بتسريحة ومكياج وطرحة وزفت
هيفاء : أنا خلاص عقب ماشفت تجهيز ريم قررت ماأسوي عرس وشو له أكلِّف على نفسي وآخر شي بجلس على الكوشة ماأتكلم وأسوي نفسي أستحي
رتيل : لآ غصبا عنك تستحين ولا بتطلعين قليلة أدب قدامهم
هيفاء : أذكِر عرس أخت صديقتي رقصت
رتيل بضحكة أردفت : أنا برقص في عرسي والله الناس رقصتي مارقصتي ماتسلمين من لسانهم
هيفاء : تخيلي ترقصين ولا فستانك وش طوله و حالتك حالة ماينفع أبد
رتيل : وتحسبيني بلبس فستان أبيض زي اللي نشوفهم لآ انا أحب فساتين عروس الأجانب يختي تحسينها عروس صدق و أنتي تمشين بدون ماتتعثرين مو فساتينا شوي 4 أمتار ورانا
هيفاء بصوت حزين : لا تفكرين بالزواج كثير يجيك هم
رتيل : ما أفكر فيه الا لما أشوف وجهك
هيفاء : وش قصدك يا كلبة
رتيل : وش أسوي تفتحيني أنا البريئة على الزواج ومدري وشو
هيفاء : يممه منك أنتي من تحت لتحت تعرفين اللي أشنع مني
رتيل : مُتعتي أقعد أقرآ سوالف المتزوجات هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه

,

مقرن : بريئيين مررة والله كسروا خاطري وأنا أكلمهم عاد قلت ينحبسون يوم عشان مانتساهل معهم وبكرا نخليهم يجون هنا
سلطان : و الشركة كلمتها ؟
مقرن : إيه و أرسلوا خطاب إعتذار لكن أنا بشوف كيف نطلع من العقد
عبدالرحمن : خلهُم يجون بكرا
سلطان : إيه خلهم يجون هنا
مقرن : بس آ
سلطان قاطعه : عادي نسولف معهم شوي
مقرن : طيب زي ماتبون .. وخرَج
عبدالرحمن ينظُر من الزُجاج العريض المُطِّل على ساحة التدريب و هُناك عبدالعزيز
سلطان ألتفت لما ينظُر عبدالرحمنْ
عبدالرحمن : بس ينتهي موضوع روسيا وبينرسل هناك
سلطان ألتفت على عبدالرحمن
عبدالرحمن : لا تكلمني في هالموضوع واللي يرحم والديك ماينفع تروح هناك
سلطان : أنا أعرف مصلحتي و أعرف وش ينفع وش ماينفع ! و راح أروح
عبدالرحمن : لو عبدالعزيز ماهو فيها بتروح ؟
سلطان : إيه لأن أنا أبي هالتدريب
عبدالرحمن تنهَّد : باقي عليها كثير لا جت يصير خير
سلطان : حط في بالك أنه ماراح يردّني عنها شي .. وقفْ .. بروح أتدرَّب مع عبدالعزيز دام الدوام أنتهى
و خرَج مُتجِهًا لساحة التدرِيبْ الخاصَة.
عبدالعزيز تُغطِي كفوفه القفازات السوداء و حول خصرِ مُلتَّف حزامٍ أسود عريِض من الأمام تتدلى مِنهُ قطعة حديدية تربُط الحبل المتينْ فيه ليتسلق البُرج العالِيْ
سلطان يرتدِي هذا الحزامْ ويُثبِّت به الحبالْ ليتسَلَّق هو الآخر خلفْ عبدالعزيز ، كأنَّ الحقد بين أجسادِهُم يتحدَّث الآن.
عبدالعزيز وقفْ في مُنتصف البُرج وهو يُثبِّت كفِّه اليُسرى و يحاول أن يُثبِّت قفازُ الكفْ اليمنى ، وقوفه هذا جعَل سلطان يصِل نحوه و يقترب مِنه.
عبدالعزيز فلتت كفِّه اليُسرى من أعمِدة البُرج ليسقط مِن مُنتصفٍ يُعتبر إرتفاعٌ عالٍ جدًا ، تعلَّق في الهواء ليس قادِر على مُلامسة الأرض ولا قادِر على إمساك شيء يُصعده للأعلى.
سلطان واصَل تسلقه دُون أن ينظِر إليه نِصف نظرة ، يجب أن يعتاد كيف يُساعِد نفسه
عبدالعزيز مسك الحبل المُعلَّق فيه و تسلَّق عليه بصعُوبة و هو يسقِط كثيرًا ويتعثَّر ، وصَل للحبليْن اللذيْن يربُطان بُرجان في بعضهُم البعض ، مسكه لتسقطُ قفازتيْه على الأرض و الحبالُ ملمسُها خشنٌ ذات نتوءات حارِقة ، لم يُبالِي و سحب نفسه زحفًا ليصِل للبُرج الآخر في وقتٍ كان فيه سلطان على بُرجٍ ثانٍ.
عبدالعزيز عندما وصَل البُرج الآخر وقف عليه ينظُر لباطِن كفوفه الممتلئة بالدماء ، تجاهلها وهو يُثبِّت حبلاً آخر في خصِره ليصِل للبرُج الذي يعتليه سلطان ، قفز بقوة حتى تمسَّك بأعمِدة البُرج من المُنتصَفْ.
سِلطان و قفز مرةً أُخرى ولكن قوتِه لم تكُن كفايةً ليتعلق تماما كما تعلَّق عبدالعزيز قبل قليل ، تسلَّق على حبلِه ليصِل لمُنتصف البُرج السابِق ، صعده و كان عبدالعزيز للتوَّ وقف على قِمتِه ، بوقتٍ واحِد قفزوا ليتمسكُوا بأعمدَةِ البُرج الرابع ،
تسلقُوه ولا أحد يسبق الآخر ، وصلُوا لقمتِه و كان آخر بُرج ينتظِرهُم
بأنفاسٍ مُتعالية : لا تقفز أمش على الحبل
عبدالعزيز ألتفت عليه بإستغراب
سلطان يسبقُه و هو يسِير على الحبال الرقيقة بالنسبة لأقدامِه ، يحاول أن يتزِن في سيرِه حتى يصِل للبُرج الخامس.
عبدالعزيز ربط الحبلُ المُتعلق به في عمُود البرج الرابع حتى يتمدد وهو يسير على الحبال ، سَار وهو الغير مُعتاد و لا يعرف كيفية الإتزان .. سار لرُبع الطريق حتى سقط قريبًا من الأرض
سلطان ألتفت عليه من على قِمة البُرج الخامس بإبتسامة فيها من السُخرية الكثير
عبدالعزيز تسلق البُرج الرابع مُجددًا ، ووقف على قِمته ليُقف على الحبال مُجددًا و هو يخطُو الخطوة و إثنتين و ثلاث ، وصل للمُنتصف فـ سقط مرةً أُخرى و مازال سلطان واقِفًا ينتظُره.
تسلَّق و كفوفه تسيل دماءً حتى صعد لقمة البُرج للمرةٍ الثالثة ، وصَل لرُبع المسافة و أهتَّزت قدمه اليُمنى و تعثَّرت باليُسرى ليسقط بين الحبلين ليتجرَّحُ وجهه بـ وكزِ الحبل
سلطان بصوتٍ عال : ركِّز و أعتبره جسِر
عبدالعزيز يتسلق البُرج مجددًا ويقف على قمتِه ، أخذ نفسًا عميقًا و سَار على الحبلينْ بأولِ خطواته ثم على حبلٍ واحِد ، سَار 3 أرباع المسافة ولم يتبقى سوَى القليل ، أقترب جيدًا و لكن سلطان وضع قدمِه على طرف الحبل و هزِّه ليسقُط عبدالعزيز مرةً أخرى
سلطان : خلك رجَّال و عندِك قوة تحمل
عبدالعزيز ويبدُو على تسلُقه الغضب ، وصَل لقمة البُرج الرابع و سَار بخطواتٍ خفيفة على حبلٍ واحِد و أكمل خفةً حتى وصَل لسِلطان ، نزع الحبل حتى يعُود مُلتصِقًا في البُرج الرابع و ربط حبله بالبُرج الخامس
سلطان يربطُ حبله الآخر في إحدى أعمدةِ البُرج أيضًا و يقفز خلفْ عبدالعزيز الذي سبقه ليصِلان إلى المُكعبْ الصغير المصنوع من الخشبْ القوِي و طُولِه قصِير جدًا ، وقفوا عليه و نزعوا أحزمتهُم ليقفزون على الأرض.
سلطان بأمر : كل يوم تتدرَّب ماهو يوم و ترك
عبدالعزيز المُستاء : طيب
دخلُوا لدوراتِ المياه الخاصة بالتدريبْ ليستحِمَا.

,

أم ريـان : والحين كيفك ؟
من المستشفى يُحدِثها : بخير الحمدلله لا تشغلين بالك
أم ريان بضيق : يعني محد كلَّف نفسه يطمِّنا ! حتى الجوهرة مستغربة منها ماأتصلت ولا قالت وبعد ماترد على جوالها
عبدالمحسن : يابنت الناس قضينا سكري على الموضوع
أم ريان : متى بتجي ؟ ولا أنا أروح لك
عبدالمحسن : وش تروحين لي ؟ أنا طالِع اليُوم خلاص
أم ريان : عاد قِل لريان معزِّم يمشي الرياض اليوم
عبدالمحسن : أمسكيه ولا يجي
أم ريان : ولدِك وش كبره كيف أمسكه وأمنعه
عبدالمحسن : عطيني إياه
أم ريان كانت ستقُول غير موجود ولكن لمحته لتُناديه : ريااان تعال أنا مدري وش هالمصايب اللي تتحذَّف علينا
ريان يُحادث والِده : هلا
عبدالمحسن : أنا بكرا جاي ماله داعي تجي
ريان : لآ و
عبدالمحسن يُقاطعه بحدة : أنا أأمرك ماأخذ رايك
ريان تنهَّد : طيب يايبه تآمرني أمر .. وأعطاه لوالدتِه
أم ريان : والجوهرة وينها ؟
عبدالمحسن : مشغولة في حياتها يمكن جوالها طافي ولا خربان و أنا أمس مكلمها أصلا
أم ريان : أسألك بالله فيه شي صاير ؟
عبدالمحسن بعصبية : يعني وش بيكون ؟
أم ريان : خلاص خلاص أهدأ لا ترفع ضغطِك
عبدالمحسن معقُود الحاجبيْن : مع السلامة .. وأغلقه.
دخل عليه عبدالرحمن بإبتسامة : تروح بيتي وترتاح وبكرا من المطار لبيتكم إن شاء الله
عبدالمحسن : لآ أول بشوف الجوهرة
عبدالرحمن : الجوهرة لاحق عليها أنا اكلمها أخليها تجيك بس لا تتعب نفسك
عبدالمحسن : مافيني الا العافية بس أبي أشوفها
عبدالرحمن : أنا اكلم الجوهرة الحين وأخليها تسبقنا للبيت ! بس وشو له تعنِّي نفسك
عبدالمحسن بضجَر صمت
عبدالرحمن يُخرج هاتفه و هُم يسيرَان بإتجاه بوابة المستشفى : ماترد الجوهرة , أكلم لك سلطان
عبدالمحسن بمُقاطعة : لآ خلاص أنا اكلمها بليل
عبدالرحمن : براحتِك .. وأدخل هاتِفه

,

: طيب شوف لي حبيبي الله يخليك
دخَل على هذه الجُملة التي تخرجُ من شفتيها الزهريَة ، ألتفتت عليه وهي تُغلق الهاتف
يُوسف : مين كنتي تكلمين ؟
مُهرة : ماهو شغلك
يُوسف : ردي على قد السؤال ! مين ؟
مُهرة تجاهلته و هي تجلس
يُوسف أغمض عينه يحاول أن يمتص غضبه قبل أن يفلتَ مِنه , تقدَّم إليها يُمسِكها من زِندها ويُوقفها مُقابلاً لها وبحدة : لما أكلمك ماتلقين ظهرك وتروحين
مُهرة ببرود : مالك دخل فيني لك حياتك ولي حياتي
يُوسف ويغرِز أصابعه في ذراعِ مُهرة : أخلصي عليّ مين هذا ؟
مُهرة بإستفزاز واضِح له : أدوِّر عن رجَّال
يُوسِف و يصفعهَا ليسقِط الهاتِف من كفِّها , شدَّها من شعرها لينطِق في أذنِها : أنا أعلمك كيف تدورين زين
حاولت مُقاومتِه بأن تفلت من يداه ولكن تعثَّرت بالكنبة لتسقِط بجانبها ، يُوسف و في وجهٍ مُختلفْ ، صفعها مرةً أُخرى و لم يتردد بأن يضرِبها ، بُعنفٍ مسكَ جسدِها الرقِيقْ ليُسقِطه على السرير
وبلفظِ كأن الجحيمُ تُبصَر بين شفتيه الغاضبة : أنا أوريك أنه الله حق
مُهرة و والضعفُ يتلبَّسها من أطرافها حتَى رأسِها ، تحاوِل أن ترِّدُ هذا الجحيم الذي سيقبُل عليه ، ثبَّت كتفيْها بكفوفِه و جمَّد مُقاومتِها له !
كم من الحُزن يجب أن أتحمَّل ؟ لا أُلام أبدًا بـ أن أكره هذا الرجُل , لا يهمهُ أحدًا سوَى نفسِه الأنانية ، لا يرى سوَى نفسِه ، تُضحِكه أحزانُ الآخرين ، يتسلَّى بيْ كما يحلُو له و يتسلَّى بحُزنِي حتَّى.
قُلت أنَّ البُعد سيأتِي ، كيف يأتِي وأنت تلهتمُ جسدِي الآن ؟ أأبكِي على موتُ الوطنَ الذي كُنت أنتمي إليه أم أبكِي على قلبِي الذي كان يُشارك جسدِي وحدتِه.
أغمضت صدفَة عيناها ، و الألمُ يُرعِشها.
لوَ أنَّكِ أحترمتِي مابيننا حتى وإن كان لا يذكُر ، لو أنَّك وقفتِي على حدُودِك دُون أن تستفزِي غضبِي المُتجمِّد أمامِك ، صبِرت كثيرًا ولكِن ملّ الصبرُ مِنك ، لا تُريدين فِهم شيء إلّاك ، لو بذلتِي حسنةً في حقِي لمَا ترددت في الإستجابة لطلباتِك.
أبتعَد عنها و أخذ - الشرشفْ – ليُغطِي جسدِها الشاحِب.

،

مُرتبِكة نظراتِه ، للمجهُول الذي ينتظرِه ، للضياع يبكِي .. ينظُر , الضياع كيف يرسُمه ؟ هذا الضياعْ القبيح ينُظِر إليه برجفةِ يخلُّ بها توازنه.
رفع عينِه للأعلَى و قلبِه خاوٍ جافْ ينتظِرْ شيئًا من الخُرافة أن تحدِث.
أحبها كما لم أُحب من قبل و لن أحب ، الجُوهرة تتمركَزُ في قلبِي و تقفْ بين أهدابِي ، كيف يُغمض قلبِي عيناه لأخسرها ؟
لن يحبها أحدًا مِثلِيْ ، * تحشرج صوتِه و بكى حُزنًا علىيها و مِنها.
بعيُونٍ راجيَة يلفظُ في قلبه ماهو مُستحيل ، لو أننا نخرُج من هذه العُتمة و نقِف على ظلال الهوَى و نُجاهِر عن حُبِنا ؟ لمَ الحُب يكون عصيٌ علينا ؟ لِمَ الحُب لا يجيء إلا بالعذاب.
أنـا أحبك و أنتهتْ حياتِي السابقة لأبدأ حياةٍ سماويَة لا ألتفتْ بِها إلاك.
و أنتِ تُحبينني لِمَ نترِك لهُم مجال أن يقف أحدًا بيننا ؟ لِم نتركهُم يا حبيبتي ؟
سلطان لن يفهم معنى البياضُ في عينِك ؟ لن يفهم.
ضغط على الجرَسْ ، لتأتِي الخادمة مُتخصِرة : نأأأم *نعم
تُركي : ماما موجود ؟
عائشة : إيه فوق شنو يبي أنتاا ؟
تُركي : أنا عمها
عائشة : أخو بابا حق هيَا
تركي : إيه
عايشة وتفتح له المجال أن يدخل : يبي شاي قهوة ؟
تُركي ويُريد أن يُصرِّفها : إيه قهوة
عايشة أتجهت للمطبخ و تركته
تُركي ينظر للخادمة الفلبينية التي تخرُج من المصعد متوجِهة لغُرفة الجلوس ، أستغل الهدُوء وصعد بخطواتٍ تائِهة لغُرفتِها ، بابُها مفتوح قليلاً .. دخَلْ وعيناه تبحثُ عنها.
خرجت من الحمام و المياهُ تُبلل وجهها ، رمشت و كأنَّ قلبَها وقفْ في عُنقِها ، وضعت كلتَا يديها على صدرِها والخوفُ يُزرَع في وجنتيْها.
تُركِي وعيناهُ تهطِل دمعًا : قلتِي لهُم ؟
الجوهرة أبتعدت بخطواتِها للخلفْ لتلتصِق بالجدارْ , وضعت كفَّها الأيمن على شفتيها تخافُ " الشهقة " أن تسلِب رُوحها.
تُركِي بصوتٍ مخنوق : ليه سوِيتي كذا ؟ لا تقولين أنك ماتحبيني ! أنا أعرفك والله أعرفك أكثر من نفسك
الجوهرة والبُكاء يلتهِم صوتَها ، بإنكسار جلست على رُكبتيْها وهي تُغطِي سيقانِها بذراعِها
تُركي : سلطان !! حاطة أملك فيه ! تحسبينه بيسوي لك شي ؟ .. مايحبك والله مايحبك كيف يقدر يحبك أصلاً ؟
الجُوهرة أبعدت كفوفها عن شفتيها ليخرُج أنينها , وضعت يدها على إذنها لا تُريد أن تسمَع شيئًا مِنه
تُركي يقترب بخطواتِه منها : أحبببك ليه ماتفهمين ، أنا حياتك كلها .... *لم يُكمل و هو يبكِي أمامها.
الجُوهرة تتصاعدُ شهقاتِها ، قلبها يتآكل بِفعل الحزن.
تُركِي بصوتٍ هزيل : تعالي معاي أقدر أسوي لك جواز مزوَّر ونروح بعيد عن هنا ، أنا بمشي عن طريق الكويت ومن هناك بسافَر لبعيد . . . . بعيد عن هنا .. بس أبيك معايْ
الجُوهرة صرخت من جوفِها المبحوح : رووووووووووووووووووح
تُركِي سقَط هو الآخر على رُكبتيه بجانِبها و يجهشُ ببكائه : لآ تقولينها ، طالعيني قولي أنك تحبيني .. قولي
بغضب صرخ : قوووولي أنك تحبييييني قوووولي
الجوهرة : أكرررررهههك
تُركي ببكاءه يعُود طفلاً : أحببببك .. قولي أحبببك ماأسمعك ... قوليها
الجُوهرة لفظت جحيمها : آآآآآآآآآه ...
تُركي يضع كفوفه على إذنه , إلا الوجع لا يُريد أن يسمعه مِنها
الجُوهرة : قولهم الصدق قولهم ... روح لأبوي وقوله
تُركي بضُعف : أحببببببك
الجُوهرة وأنفاسُها تتعالى : ماتحبني ! تدوِّر أيّ شي عشان تضايقني .. أنت ماتحبني
تُركي : أبييك .. خلينا نروح والله بعدها مايصير الا اللي تبينه
الجُوهرة ويتحشرجُ صوتِها بالبُكاء : مجنوون أنا بنت أخوك
تُركي : سلطان ماراح يصدقِك ! ضربك صح ؟ أكيد ضربك .. أكيد بعدها بيطلقك ويرميك .. أهانك ؟ أكيد أنه بيهينك ! .. ماتقدرين تثقين فيه مين هو عشان تثقين فيه !! مقدَر يلمِسك و لا راح يقدَر .. أنتِ ليْ بس
الجُوهرة تجهشُ بالبكاء وهي تلتوِي حول نفسِها : أطلللع .. أطللللللللللللللللع
تُركي : ماهو زوجك ! أنا زوجك و حبيبك و حياتِك .. سلطان ولا شيء
الجُوهرة تضع يديْها على أذنيْها : خللاااااص حرام عليك
تُركي : أحبببك .. أنا بس اللي أحبك .. هُم لأ
الجُوهرة صرخت : يببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببب بببه
تُركِي : محد محد جمبك .. أنا بس ... أقترب مِنها ليضع كفوفه على شعرِها
الجُوهرة أبتعدت و أنفُها ينزف دماءً
تُركِي ينظرُ للدمّ و يضع باطن كفِّه على خدِها : أنا أحبك
الجوهرة ولا مجال أن تبتعِد أكثر فهي بالزاوية و تُركي يُحيطها بذراعِه.
تُركي : والله أنِي أحبببك .. خلينا نروح

عند الإشارة الأخيرة القريبة من بيتِه واقِف , فتح هاتِفه لينظُر لرسالة بـوسعود في الواتس آب " عبدالمحسن عندي في البيت شف الجوهرة وخلها تجي له "
تضايق و جدًا ، لن يسمح لها بان تخطُو خطوة واحِدة خارج المنزل ولن يسمح لنفسه بأن يُكلِمها.

تُركي يُمسك كفَّها الممتلئة بدماءِ أنفِها : خلينا نروح ونتركهم
الجُوهرة تنظُر إليه وعيناها تبكِي.
تُركي يُبادِلها البُكاء : مين راح يبقى لك ؟ أنا ولا سلطان ؟ ولا ريان ؟
الجُوهرة سحبت يدها مِنه ورفست بطنِه لتركِض تُريد الخروج مِن مكانٍ يجمعها معه
تُركي وقبل أن تفلِت خارجة من الباب شدَّها من يدِها ليُثبت كتفها على ظهرِ الباب ويقترِب منها اكثر
الجوهرة تُحرك وجهها يُمنةً ويُسرى لتمتلأ قُبلِاته على عُنقها ،
تُركِي يهمس في إذنها : لا تمنعيني منك محد بيصدقِك غيري أنا
الجُوهرة صرخت بقوة تُريد لو أن الخادمات يسمعونها ويأتون ليشهدُوا
تُركي وضع باطن كفّه اليمنى على شفتيْها : أبيك تعرفين شي واحِد أني أحبك .. وتركها خارِجًا للاعلى و سمع صوتْ سلطان من الصالة الخلفية , ركَض للباب الخلفِي خارِجًا للشارِع الآخر ، وركض دُون توقف ليبتعد عن البيت.
الجوهرة جلست بجانب الباب وهي تبكِيْ بشدةٍ تُليِّن الحديد.

لمحت في شفتيها طيف مقبرتي .. تروي الحكايات ان الثغر معصيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن