السلام عليكُم و رحمة الله وبركاتهْ.
عساكُم بخير يارب و السعادة ترفرفْ بقلُوبكمْ ()"
سعيدة جدًا بكم وبكل عين تقرأنِي من خلف الشاشَة ممتنة لها وممتنة لوقتْ سمَحْ بِه قارئِي مهما بلغ عُمره أو جنسيته أو كان من يكُون .. ممنونَة جدًا لهذا اللطفْ الكبيرْ الـ تغرقونِي بِه في كل لحظة.
مُتابعتكُم شرف لي وشرف كبير .. أحمد الله وأشكُره على هؤلاء المتابعينْ .. والله ولو تابعنِي شخصُ واحد لـ قُلت : يابختِي .. كيف بـ كل هذه المتابعة الفاتِنة لقلبي وجدًا.
الله لايحرمنِي منكم و اعرفُوا أنكم تحلُون بـ جزء كبير من قلبي ()
شُكرًا كبيرة لهذا الدعمْ و من خلف الكواليس شُكرا على هذا الكم من التقييماتْ.
رواية : لمحتُ في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية , بقلم : طيش !
الجزء ( 37 )
إذ كان شعرك في كفي زوبعة
وكأن ثغرك أحطابي .. وموقدتي
قولي. أأفرغت في ثغري الجحيم وهل
من الهوى أن تكوني أنت محرقتي
لما تصالب ثغرانا بدافئة
لمحت في شفتيها طيف مقبرتي
تروي الحكايات أن الثغر معصية
حمراء .. إنك قد حببت معصيتي
ويزعم الناس أن الثغر ملعبها
فما لها التهمت عظمي وأوردتي؟
يا طيب قبلتك الأولى .. يرف بها
شذا جبالي .. وغاباتي .. وأوديتي
ويا نبيذية الثغر الصبي .. إذا
ذكرته غرقت بالماء حنجرتي..
ماذا على شفتي السفلى تركت .. وهل
طبعتها في فمي الملهوب .. أم رئتي؟
*نزار قباني.
دخل و هو ينظِر لأضواء القصِر المُغلقة ، يبدُو نائِمُون ، أتجه لبيتِه و فتح البابْ و عندما فتحه تحرَّك خيطٌ مربوط بالمقبض من جِهة و من جهة أخرى مربوط من أعلى الباب حيثٌ مُعلَّق – صحن –
أنقلب الصحن الممتلىء بالتُراب ليسقُط عليه
عبدالعزيز تجمًّد في مكانه مصدُوم ، كح من التراب الذي دخل فمِه ، أبتعد والتراب متناثر عليه وعلى شعره وبداخل ملابِسه وبتقرف : طيب يارتيل أنا أوريك
تقدَّم قليلاً حتى أنتبه لخيط آخر : مسوية ذكية
أبتعد عن الخيط ليصدِم بخيطٍ آخر أسقط عليه مياهٌ باللون الأزرق ليتبلل بعد حفلةٍ من التُراب
بغضب أبتعد عن المكان و الأرضية تمتلأ بالتُراب واللون الأزرق
نظر للورقة على طاولة غرفة نومه " نعميًا "
بغيض تمتم : مردودة يا بنت عبدالرحمن
نزع قميصه المُبلل – بالقرف – ليرميه على سريره ، تأفأف على غباءه حين رأى الفراش الأبيض مُلطَّخ ببعض الترابْ و اللون الأزرق ، تحمم و أستغرق في تحممه ستُون دقيقة ، يبدُو أن مقلب رتيل بِه تخلخل جسدِه و جدًا.
,
في الصباح الباكِر – الساعة السادسة صباحًا –
أقفلت آخر حقائِبها ،
تنهَّدت : يالله يمه خلصتي ؟
خرجت والدتها وهي تلفُّ حجابها : إيه
العنُود : شيكت على الغاز و الأفياش كل شي تمام
حصة : الحمدلله وأخيرًا تعلمتي
العنود : لأني دارية مخزون التهزيء الفائض عندك
حصة : تكلمي مع أمك زين
العنُود تُقبِّل خدها : هههههههههههههههههههههههه أفآآ يا حصوص لايكون زعلتي علينا
حصة : حصوص بعينك قولي يمه
العنُود وهي تخرُج : إن طارت طيارتنا بسجد سجود شكر
حصة بغضب : ماعمري شفت ناس تكرره أهلها زيّك
العنود : الله والأهل ! حسستيني بنات عم ولا خال !! كلها سلطان ترى مدري على وش متلهفة للرياض
حصة : وسلطان ماهو أهل ! إلا كل أهلي بعد عيني هو
العنُود تعقد حاجبيْها وهي تُقلد نبرة والدتها : يالله لا تشقينا بس
حصة : شوفي عاد من الحين أقولك ، مالك دخل فيه ولا هو له دخل فيك
العنود مدت شفتها السُفلى : وأنا أصلا متى كان لي دخل فيه ! هو اللي حاشر نفسه فيني ويمه لا تعصبيني وتقولين بنجلس عنده عشان ماأنهبل
حصة : إيه بنجلس عنده ليه ماهو عاجبك
العنود : لا يمه ماآخذ راحتي وهو موجود ! ولا بروح لأبوي
حصة : تهدديني بعد يابنت أبوك .. أقول قدامي بس لايجيك كف يخليك تمشين زين
العنود سحبت شنطتها وهي تتحلطم : يعني ضاقت الدنيا لازم عند سلطان ! أووووف بس
حصة : ياقليلة الأدب لا تتأفأفين عليّ
العنود : ماأتفأفأف عليك أتأفأف على التصرف نفسه
حصة : بدون فلسفة و كملي طريقك . . دخلُوا المصعد ليتوجهُوا للمطار.
,
تقف أمام المرأة مُعجبة بنفسها ، أبتسمت : ودي أتزوج نفسي
عبير : هههههههههههههههههههههههه الحين تروحين تصورين نفسك وتطبعين الصورة وتعلقينها بغرفتك كل ماأحبطتي تأملي فيها
رتِيل وشعرُها ينسابْ كالحرير على كتفِها و يعكِس على بشرتها البرونزيَة " فتنةً " : لحظة لحظة قبل التصوير لازم شوية إضافات
عبير : بروح أجيب الكام .. وخرجت متوجهة لغرفة والِدها.
رتِيل تضع الكحل على الطريقة الفرنسية ، و لونُ التوت يغزو شفتيها ، شدَّت على رِمشها بالماسكرَا وهي تتلوَّن بالإعجاب بنفسها : عبوووور يالله .... مرَّت ثواني طويلة ولم تأتِي ، بإبتسامةة أتجهت لها.
طلَّت من بابِ غُرفة والِدها : أنتِ وينك ؟
عبير بين يديْها أوراق أو شبه أوراق ، تقِف عيناها مدهُوشة ، تنظُر بِشكّ ، تنظُر بعين الخيانة.
رتيل : وش فيك ؟
دمعةٌ تسقِط لتُبلل منتصف الورقة ،
رتيل بخوف سحبت مابين يديها وهي تقرأ أشياء لامفهومة , أردفت : وش ذا ؟
عبير : بعثة مدري دراسة ! بس شوفي الإسم
رتيل تقرأ بصوتٍ مسموع : ضي مشعل .. ؟ طيب وش يعني !
عبير بعصبية : أقري تحت وش مكتوب ؟
رتيل وهي تقرأ في داخلها " الحالة الإجتماعية : متزوجة / عبدالرحمن بن خالد آل متعب "
عبير ببكاء و غضب : كيف يتزوجها ! بأي حق أصلا !! ليه يكذب علينا !! كذاااااااااااااااااب خاين كلهم كِذا !! الله يآخذها معه
رتيل وصامِتة لا تنطق حرفًا
عبير خرجت وهي تدفع رتيل جانِبًا بقوة و تغلق باب غرفتها بإحكام لتبكِي دُون قيود
رتيل و تتذكَّر الصوتُ الأنثوي الذي سمعتِه , لأنها لم توَّد أن تفكِر لِمَ كان ذاك الصوتُ هناك تركتهُ ولم تُلقِي له بالاً حتى هذه اللحظة ، ليس سيئًا أن يتزوج بالنهاية هو أبِي الذي من حقه السعادة ولكن سيء جدًا أن لانعلم.
,
فتح عينه على صوتُ المكنسة المُزعِجة ، كانت الخادِمة تُنظِّف الصالة المُجاورة ولكن يكاد الصوتُ يغرز إبرًا في أُذنِه ، تصلَّب ظهرِه من نومه على الأريكة ، نظر لساعته تُشير إلى التاسعة و النصف صباحًا , وقف و قدماه مُتنمِّلة .. صعد للأعلى ليتحمم و يخرجُ لعمله.
هي نِصف ساعة حتى وقف سلطان بصدرِه العاري أمام المرآة ليُغلق أزارير قميصه العسكرِي ، سرَح و نظرهُ يتجِه صوبَ عوارِضه الخفيفة و – السكسوكة – ، و كأنَّ أمرِ جماله يُهمه لدرجة أن يتأمل به.
الجُوهرة تسرقُ فِكره ، يحاول أن ينشغل بعيدًا عنها ، يحاول أن لا يغضب بذكراها.
بدأت ملامِحه اللينَّة تشتَّدْ و يرسمُ الغضب طريقه بينها
تنهَّد و هو يدّخل السلاح في حزامه ، نزل للأسفَّل ليأمُر عائشة : اليوم ماما حصة بتجي ! حضري غرفتين
عائشة : فوق ولا تهت *تحت*
سلطان : تحت .. .. أتجه للباب ليلتفت . . و جهزي العشاء بعد
,
أجواءِ روحانية تحفُّهم ، بالفُندِق المنزوِي بجانِب الحرَم ، جالِسانْ بعد صلاة الضحَى.
بصوتٍ ممتلىء بالحنيَّة : عسى أرتحتي ؟
الجُوهرة : الحمدلله
عبدالمحسن : بكرا بنمشي بس ماودي نرجع الشرقية بهالوضع
الجُوهرة تداخلت أصابعها المُرتبكة وهي تُخفض رأسها ليتجِه شعرها بإنسيابية نحو حِضنها ويكشف عن عُنقِها
عبدالمحسن ينظُر بدهشة للجروح التي تعتلي رقبتها : هذا من مين ؟
الجوهرة رفعت عينها
عبدالمحسن ، يتجمعُ الدمْ بوجههِ غضبًا : ضربك ؟
الجوهرة : يبه الله يخليك لا تسألني عن شي
عبدالمحسن بحدة : كيف ماأسألك و رقبتك كلها جروح والله أعلم بالخافي !
الجوهرة بصوتٍ خافت : كلهم راح يسوون معي نفس الشي
عبدالمحسن : قصدك ريان ؟
الجُوهرة ولا تتجرأ أن تضع عينها بعين والِدها : ريان لو عرف ماراح يرحمني
عبدالمحسن : ولا أنا راح أرحمه لو مدّ إيده عليك
الجوهرة ونِصف إبتسامة إمتنان لوالِدها ، أردفت : الله يخليك لي
عبدالمحسن : كلمت سلطان . . الطلاق أنسب لكم إثنينتكم
الجُوهرة و رمُوشها ترتجِفْ بحديثِ والِدها
عبدالمحسن بضيق على حالِ إبنته : كيف راح تقدرون تعيشون ؟ يابوك الشرف يكسر الظهر و الله يكسره
الجُوهرة بكلمِه تسقُط دمعتها لتستقِر بحُضنِها
عبدالمحسن بحُرقة : و تُركي !! يا كُبرها عند ربي .. يا كُبرها ، أخويْ من لحمي ودمي يسوي فيني كذا ! ينهيك وينهيني ! لو ماكان سلطان الله أعلم كيف بتكون فضيحتنا ؟
الجُوهرة تغرقْ ببكائها وشعرُها يتوَّلى عملُ المناديل.
عبدالمحسن و يترُكها تبكِي ليتحدَّث بكل مايفيض به و القهرَ يرتسِم بين ملامِحه : ليه ماقلتي لي من زمان ! ليه صبرتي كل هالسنين ! كيف صبرتي . . أبي أعرف كيف قدرتي تنامين !! . . . . الجوهرة
رفعت عينها و وجهها يصرخُ بالبكاء
عبدالمحسن بحُرقة أبٍ على إبنته ، أيحتمل كُلِ هذا ؟ مُجرِد التصوِّر كيف أبٍ يُقهَر و يُغدَر وإبنته أمامِه مكسُورة ، ياإلهِي كيف يحتمل ؟ كيف يتخيَّل أنَّ إبنته بهذه الصورة : ليه صار كِذا ؟
الجُوهرة بصوتٍ يئن يخترقهُ البُكاء و القهَر : كان بمكانة ريان
عبدالمحسن عقد حاجبيه و عينه تحمَّرُ قهرًا : هذا ولدِي ماهو أخوي بس
الجوهرة بدأت شهقاتها تتعالى ، هذه السكراتُ التي كأنها تُوشك بعدها على الموتْ .. أتحتمل هي الأخرى أن ترى الموتَ يخجل من أن يقبضُ عليها ، يمُّر بجانبها ليُعذِبها دُون أن يُنهِي هذا العذاب ويرحمها : ضايقني يبه !! 7 سنين ماتركني فيها مرتاحة ! خلاني أعيش النقص .. كنت أشوف كل صديقاتي متزوجات وعندهم عيال وأنا لأ ؟ كنت أضيق من نفسي ! لأني مقدرت . . وقفت حياتي بعد اللي صار ! تخليت عن كل أحلامي لأن مالي مُستقبل . . . . أحتجت أصرخ .. أحتجت أتكلم بس بلعت صوتي ! نسيت كيف كان صوتي من 7 سنين !! . . نسيتتته .. * بكلمتِها هذه أخفضت رأسها وهي تشهقُ ببكائِها *
دقائِق من البُكاء و صوت شهقاتٍ لا ينتهِي
الجُوهرة و للتوّ تعلمتْ الكلام : لما جاني وليد ! قلت دكتور نفسي ومتفتح يمكن يقبلني ! حسيت أني ولا شيء ! حسيت بشعور يساويني بالحشرات !! أنقهرت من نفسي لما فكرت بوليد بهالصورة ، بس تركي رفض أجبرني أقولك ماأبيه و أنا كلي كنت أبيه ... هدم حياتي ! و لما شفت سلطان خفت ! أعرف مين هو ؟ و أشوفه بالجرايد كثير ! خفت من شخصيته .. خفت كثير حتى من صوته .. مالي حياة مالي بداية ... طيب وين نهايتي ؟ معلقة ماأعرف وين أبدأ !
وبصوتٍ موجوع أكملت : حبيته لأنه زوجي غصبًا عنِّي يا يبه حسيت بطعم أمان ماشفته 7 سنوات ، 7 سنوات وأنا أحس كأني مرمية في حربْ و حصار !! يالله يايبه لو تعرف كيف لما أصحى عند سلطان كنت واثقة أني ماراح أشوفه ، كنت واثقة أنه سلطان بيحميني
رفع عينه لإبنته وهي تحكِي بجرحٍ عميق ، تمنَّى ان يبكي ؟ يا وجعه وهو بهذا العُمرِ يتمنَّى أن يبكِي و يشهقُ ببكائِه لسبب واحِد أن لا يجعل إبنته تتغرَّبُ بدمُوعِها ، هُنا الرجال منذُ نعومة أناملهم لا يبكون فـ بعد هذا العُمر إن تمنُوا البكاء حتى يخفُّ الحمل عليهم يُواجهُون جِدار مُجتمعٍ لم يعوِّدهُم على البُكاء كما عوَّدهُم على الضحك.
الجُوهرة و الدمُ ينزف من أنفِها ، تركته يُلطِخها : شفت شي نسيته .. وبكيت لأني عارفة أنه راح يطلقني وأنه مايبي وحدة ماهي بنت ! . . يبه تعرف وش تمنيت ؟
والِدها يعيشُ جلدًا لذاتِه كيف غفل عنها كل هذه السنين ! رُغم أني كنت قريبًا جدًا مِنها ، كُنت أريد أن تُفضفض لي بكل ما يُحزنها ، كنت بجانبها دائِمًا لكن جهلت أن أقرأ عينها . . بقيتُ أميَّا لا يفقه بالقراءة شيء حين طرق الحُزن باب أبنتِي.
الجُوهرة : تمنيت أعرف أنطِقها له ، كسرني الصمت ! كسرني كثير حتى نسيت كل الكلمات الحلوة ، كنت أبي أعيش معاه زي كل المتزوجين .. كنت أبي أمارس حقي بالحياة !! كنت أبي بس هالحياة ماتبيني .. فقدت كل شيء ! فقدت كل شيء .. رددتها و اوجعت والِدها بها
أردفت : و خسرت سلطان ... أهانِي كثير بكلامه وأوجعني .. محد صدقني إلا أنتْ .. محد يبيني إلا أنت .. وأكتشفت محد يحبني عشاني الجوهرة الكل يحب الشخصية اللي تخبيت فيها طول هالسنين ! . . وأول من تخلى عني هو .. أول من مديت إيدي له وخذلني هو سلطان . . . ماألومه بس وش ذنبي ؟. . . مايحق لي أعيش ؟ مايحق لي أفرح ؟ أنا صرت حتى الضحك أشتاقه
والِدها بصوتٍ مخنوق : يحق لك ! ويحق للي سلب حياتِك أنه يتعاقب
الجوهرة بحقدِ كبير ، ليست بطُهِر الأنبياء حتى لا تحقِد ، هي بالنهاية إنسانة مهما بلغت طيبتها لن تستطِيع أن تُسامَح شخصًا أنتهك عُذرية الفرَح و أفشَل حُبها الذي شعرت به للمرةِ الاولى إتجاه شخصٍ يُدعى سلطان : أبي حقي منه ، الله ينتقم لي منه !!!! الله ينتقم لي منه ولا يترك في قلبه راحة ...
والِدها و هذه الكلمات كأنها حديدٌ تحت الشمسِ يغلي في دماغه ، أخيه يُدعى عليه بهذه الصورة البشعة.
،
بصوتٍ مُرتبك يُكمل : وفجأة لقيتها طالعة من الصالون بشكل غير ، غادة ماهي موجودة معاها و وليد منقطع ماأشوفه
مقرن : مجنون أنت ! كيف تركتهم !
سعد : والله أني مراقبهم بس مدري وين أختفوا
مقرن : الله يورِّط العدو زي ماورطتني ! سعد أسمعني غادة لازم تعرف مكانها
في مِثل هذه اللحظة يدخُل عبدالعزيز مبنى العمل بلبسٍ عسكرِي يزيدُه هيبة ، بشعرٍ قصير و عوارِض خفيفة ، وفي خصره سلاحٌ أسوَد مُهيب وفي جيبه نظارته الشمسية المطويَة و قُبعته العسكرية في حزامه من الخلف و بخطواتٍ قليلة يدخُل سلطان خلفه.
عبدالعزيز ألتفت عليه : صباح الخير
سلطان : صباح النور . . وسَار معِه بإتجاه مكتبه و يُسرة و يُمنى يقِف الموظفين و يلقون التحيَة عليهم.
مقرن : غادة مايصير تجلس مع وليد دقيقة وحدة ! أقلب باريس عليهم !! مفهوم ؟
فُتِح البابْ بهدُوء
مقرن بإبتسامة يُضيِّع مجرى الموضوع : وسلِّم لي على الأهل . . أغلقه قبل أن يسمع ردِّه.
سلطان : مين ؟
مقرن : سعد
سلطان : سعد ؟ خير صاير شي
مقرن أشار له بعينه و كلامُ العيون هُنا مُتقن
سلطان : مافيه غريب وبعدين عبدالعزيز مانخبي عنه شي
عبدالعزيز جلس بمُقابله يعلم أنه – يطقطق – عليه بهذه الكلمات ،
مقرن : أبد بس يقول واحِد ألمانِي دخل بيته بباريس و نهبه ومالقى غير أمه و باين عليها ماهي متأثرة ! تخيَّل مع أنه فيها أشياء ثمينة راحت
سلطان ويفهم تمامًا ألغاز مقرن وأن الألماني يُقصد به وليد ، و نهب باريس يعني غادة لكن كيف : كيف نهبوا بيته ماهو حاطين عليه مراقبة ؟
مقرن : هنا المصيبة تعطلت الكاميرات في الوقت اللي أنسرق فيه
سلطان : طيب وأهله فيهم شي ؟
مقرن : قلت لك أمه شكلهم مخرعينها أو مسوين لها شي ! يقول من الصدمة حتى راحت صالون وصبغت شعرها وتبي تتشبب وتركت الحجاب الله لايغضب علينا
عبدالعزيز ضائِع بينهم ، يشعُر بأن هُناك شيءٌ مفقود بمحورِهم
سلطان : و أخته ؟
مقرن : طارت الطيور بأرزاقها
سلطان وفهمها من عينِ مقرن : لا حول ولا قوة الا بالله
مقرن : مدري وش أسوي قلت له يطلع لي هالألماني من تحت الأرض !! تعرف فيه أوراق مهمة وأشياء تخصه ومتضايق عليها
سلطان : طيب شف وضعهُم ماأبغى يتضرر أحد من عايلته
مقرن : تطمن من هالناحية . . عن إذنكم .. وخرجَ تاركهُم
عبدالعزيز رفع حاجبه بإستغراب : حتى حواراتكم صايرة تثير الشك
سلطان : أنت اللي تبي تشك بأي طريقة .. وقف
عبدالعزيز تنهَّد
سلطان : وحلِّق شعرك لا يطول أكثر
عبدالعزيز وقف ليسير خلفه مُتجهين لساحة التدريب : قصير بس أنت تدوِّر عليّ الزلة
سلطان ألتفت عليه وبحدَّة فمزاجه هذه الأيام لا يحتمل : أسمي سلطان ماهو أنت !! تأدب
عبدالعزيز : تعال أضربني بعد
سلطان وحجرٌ مربع ثقيل رماهُ على عبدالعزيز ليرتطم بصدرِه ، مسكه بين كفوفه وصدره يتوجَّع من الضربة ولكن أظهر بروده.
سلطان جلس على كُرسي يُقابله كُرسي فارغ آخِر تحت شمسٍ حارقة : أجلس
عبدالعزيز يُنزل الحجَر على الأرض و يجلِس
سلطان : بعلمك طريقة تساعدك للأيام السوداء
عبدالعزيز بسخرية : أيامي كلها سوداء حدد
سلطان : الحمير بروحهم اللي يحددون
عبدالعزيز رفع حاجبه بغضب من كلمتِه : هالمرة أنت اللي تأدَّب
سلطان : لازم تتوعَّد على هالكلمات ! لأنك ماراح تسمع حبيبي وعزوزي وقلبي وحياتي
عبدالعزيز شتت نظراته بعيدًا عن سُلطان ، مُمتعِض من حديثه
سلطان : أبوك الله يرحمه لما كان يدرَّبني قالي أحنا نتلفظ عليك بألفاظ شينة ماهو تقليل إحترام لكن أنت رجُل قدوة ولازم تسوي على أعصابك كنترول
عبدالعزيز تمتم : الله يرحمه ويغفر له
سلطان بإبتسامة على ذِكرى سلطان العيد : كان يناديني يا حمار تعال هنا و ياكلب و كل الأشياء الشنيعة اللي تخطر على بالك حتى مرَّة تأخرت على الصلاة وحلَّق شعرِي وبالموس جرحني و لما يعصب منِّي يقول راسك كبير على الفاضي وكنت أعصب منه كثير الله يرحمه وكل اللي كانوا في دفعتي نادوهم بهالألفاظ ! وماهو معناته أنه مافيه إحترام ! لأ . . كانوا يخلونا نتعوَّد عليها عشان إذا سمعناها بالشارع من أحد مانتهوَّر لأننا محنا مواطنيين عاديين ، إحنا عندنا أسلحة ممكن واحد يستفزنا ونفرغه عليه ! كان لازم نضبط أنفسنا ، ولأننا بمجتمع أكثر شي يستفزه هذي الكلمات كانوا يدربوننا على أساسها بس لما رحت تُركيا بدوَرة كانوا يستفزونا بالضعيف ويشبهونا بالحريم وبالشواذ جنسيًا لأن عندهم هناك هذي الكلمات اللي تستفز الشعب زي ماأحنا نعظم كلمة حمار وكلب والى آخره من هالكلمات وتستفزنا !! وطبعًا فيه ناس كثير من دفعتي ماعجبهم الوضع وعلى طول أنسحبوا ماعرفوا يتعودون
عبدالعزيز وعيناه تغرق في عين سلطان وهي تحكِي ،
سلطان يُكمل : أنت منت قادر تضبط نفسك ، أدنى شي يستفزك ! وأنت منت عادي يا عز ، أنت بإيدك سلاح مرخص يعني منت مواطن حالك حال أيّ شخص ثاني ، مانشره على أحد لا عصَّب وتنرفز من كلمة لكن نشره على شخص مسؤوليته الأمن ، فيه دورة بتجي بس مطولين عليها بتكون بالجزائر إن شاء الله وراح تكون فيها ، بعدها بتترقَّى وبتنضم رسميًا هنا
عبدالعزيز وعيناه مُندهشة
سلطان : أول مرة بتكون صعبة عليك بعدين راح تتعوَّد وأنت قدَّها وقدود ، شهر تدريبات شاقة و بعدين شهر بتكون في الصحراء وبدون أدوات إتصال ولا أكل ! وبتعتمد على نفسك وتدوِّر على أكلك و النوم بيكون ساعة في اليوم ، بس بالبداية كذا بعدين راح يجي أسبوع بتكون وجبة وحدة في اليوم و يوم الإثنين بس للنوم لأنه نص الأسبوع وطول الأسبوع أنت صاحي ، لاتفهم هذا إنه تعذيب ، دايم الناس تشوف أنه التدريبات تعذيب ! بس بالعكس ، بكرا لا صارت حرب الله لايقوله وآسروك ! بيعطونك أكل ؟ طبعًا لأ لازم تخلي عنده مقدرة وقوة أنك تتحمَّل الجوع لأطول فترة ممكنة و إن صارت حرب أنت مفروض عينك ماتنام لأن ماتدري العدُو متى يباغتنا ! فلازم تسيطِر على مُعدل ساعات نومك ، لو قارنت نفسك بعد التدريب مع شخص عادي راح تكون قدرة الإحتمال عندك أقوى منه بكثير ، ولأنك رجُل وطن .. ماودِّك تفتخر بنفسك وتقول أحمي ديني وديرتي ؟ ورجال الأمن يا عبدالعزيز عيب عيب يكونون ضُعفاء !! والضُعف هنا أقصد فيه النوم و الأكل و لهو هالدنيا !!
عبدالعزيز : فاهم عليك
سلطان : ممكن تتعرَّض لعقوبات كثيرة من أتفه غلط ، إذا تأخرت ثانية عن الصلاة أنت ممكن تجلس طول اليوم واقف تحت الشمس !! ماأبالغ لو قلت تجلس ساعات ونهار بطوله ، أهم شي الصلاة وفيه محاضرات دينية دايم بالمنتصف و على آخر الشهور المُدربين بيصيرون ألطف معاكم وقريبيين
عبدالعزيز : كم مدتها بالضبط ؟
سلطان : بوسعود منسقها لكن آخر ماأتفقنا عليه هي 4 شهُور لكن بعدها لازم شهرين في الطايفْ و إن شاء الله إن تمَّت راح تستلم هالرتبة *أشار لكتفه*
عبدالعزيز وعينه تتأملُ كتف السلطان و الرُتبةِ التي عليه وبدأ يخيطُ الأحلامِ من جديد ،
،
تطرقُ الباب : عبور أفتحي يختي ماأبي أنام وانتِ متضايقة ، أكيد أبوي يبي يقولنا ! يمكن أحنا فاهمين غلط
ولا يأتيها رد ،
رتيل : أنا شعري حتى لما يتعدَّل مايكمل حظه .. *مع صمتها أردفت* أدري سامجة بس أبي أضحكك ، يالله أفتحي الباب ولا بتصل على أبوي وبقوله وش شفنا ووش صار بعد
عبير تفتح الباب وعيناها مُحمَّرة ، خيبة كبيرة تُصاب بها من والِدها
رتيل : من جدِك تبكين ! والله لو أنه زوجك ومتزوج عليك . . جلست على السرير . . ماله داعي كل هالبكي !
عبير : هو خبَّى علينا لأنه يعرف أنه غلطان
رتيل : طيب ليه غلطان ! بالنهاية يعني أبوي ونحبه لكن رجَّال لازم يتزوج كِذا ولا كِذا لازم حُرمة في البيت بعد مانغيب إحنا !
عبير تُشيح نظرها بعيدًا عن رتيل وهي تبكِي بصمتْ
رتيل : بكر إن تزوجنا مين يبقى عند أبوي ! يعني لاتفكرين بأنانية
عبير : وش أنانية ومين هذي بعد ! طيب كان قال لنا نختار له وحدة نعرفها وواثقين فيها ماهو بالخش والدسّ
رتيل : يالله .. *تأفأفت* نظام قديم مرة حقين سندريلا وزوجة الأبو شريرة . . أضحكي بس يقال قابضة على أبوي في شقة دعارة ! تراه زواج وبالحلال يعني خذي الأمور ببساطة
عبير : احر ماعندي أبرد ماعندك ، طول عمرك عقلك محدود وتفكرين بتفكير مراهقة مايهمك الا نفسك !!
رتيل وأختفت الإبتسامة من وجهها وهي تنظُر لعبير كيف أندفعت بالتعليق عليها
عبير بغضب : رتيل أصحي !! وش عادي أنه يتزوج بهالطريقة أصلاً أنتي لك عقل عشان تصحين وتفكرين زي الناس
رتيل بصمتْ مُتجمِّدة – مصعُوقة –
عبير تأفأفت : وتقولين أخذي الأمور ببساطة !! وش هالبرود اللي عندِك ! أقولك أبوي متزوج وماندري مين هي ومكذِّب علينا بعد وتقولين لي أهدي
رتيل بهدُوء : يعني وش أسوي ؟
عبير بصراخ : وأنا وش يدريني وش تسوين !! واللي يرحم والديك ياتقولين شي يطيِّب الخاطر ولا أبلعي لسانك ،
رتيل بلعت ريقها ، لم تستوعب بعد أنَّ هذه الكلمات تخرج من عبير
عبير بعصبية : لآ تطالعيني كذا !!
رتيل : لأني ماني فاهمتك
عبير : ماهو لأني ماني واضحة بس عقلك وقف عند نقطة معينة !!
رتيل : أنتِ قاعدة تحطين حرتك فيني وبس ؟
عبير : رتيل بالله أسكتي ماني ناقصتك
رتيل بغضب : لا ماتقولين كلام كِذا وبعدين تقولين أسكتي
عبير : وش تبيني أقولك !! إيه أنا قاصدة هالحكي ! ، أنتي تعرفين زين أنك فاشلة بالحياة وبكل شي ! عُمرك سويتي شي صح بحياتك ! عمرك فكرتي صح ! دايم تطلعين من مصيبة وتدخلين بمصيبة ثانية ، عندك شي عادي زواج أبوي لأنك متعودة على المصايب !! أنتِ منتي قادرة حتى تفكرين زي الخلق والناس !! أنتِ لو تموتين محد بيذكرك بشي لأن مالك وجود أصلاً ، فشلتي أبوي كثير بأفعالك و الحين جاية تعلميني كيف أفكر ولا وش أسوي وكأنك صاحبة فضيلة بهالحياة وأنتِ الصح منك مايطلع ، الناس تتنافس بعقولها وأنتِ للحين بالجامعة وحوستها ، اللي أصغر منك تخرجوا وأنتِ توِّك بسنة رابعة اللي عيَّت تعدِّي .. تفكيرك تفكير بزارين ماتفكرين الا بوناستِك ! أنانية بس تبين تفرحين حتى لو غيرك يبكِي ! مايهمك شي غير وناستك
رتيل وعيناها بدأت بالرجفة بمُقاطعة : كل هذا بقلبك عليّ ؟
عبير تنهَّدت : رتيل ماني ناقصتك !! عُمرك ماراح تفكرين بنضج ! أصلا وش يفيدني رايك بزواج أبوي !!! فكيني بس
رتيل بعصبية : إيه صح لازم أبكي و أصارخ وأنافق عشان أطلع بعيونك ناضجة !! لازم أكون ثقيلة وماأضحك عشان أكون ناضجة !! لازم أكون ضد الأشياء عشان مايطلع تفكيري تفكير بزارين ، الحين صرت أنا اللي أفشِّل أبوي ؟
عبير : إيه فشلتيه ! انتي عارفة وش سويتي مع عبدالعزيز !! أصلا أنتِ بعيونه رخيصة وتستاهلين لأنك برجلك رحتي له
رتيل أمالت فمَّها وهي تحاول أن تمسك دموعها و تُحدِّث نفسها " لا تبكين " ، أردفت بصوتٍ جاهدت أن يتزِن : يجي منك أكثر !! ماأصدق أنه هالكلام يطلع منك
عبير : أطلعي وأتركيني بروحي ! أنا ليه أضيع وقتي معاك
رتِيل ما إن أعطت عبير ظهرها مُتجِهة إلى الباب حتى أنسابت دمُوعها بهدُوء ، حُب عبدالعزيز أضعفها بعد ما كانت لا تبكِي بسهولة ، أبتعدت عن غُرفتها ونزلت للأسفَل و من الباب الخارجِي جلست على المقعَد الخشبي المُتمرجِح بالحديقة الخلفية ، مسكت نفسها دقائِق حتى بكتْ دُون قيُود.
جرحتها عبير بشدَّة ، تذكرت جُرأة عبدالعزيز معها ، أستحقرت نفسها أكثَر وهو يستسهلُ لمسَها ، رجفت بأكملِها وهي تحتاجُ عناقُ أحدهُم ، كلماتِ عبير طعنتها ولم تُبقي بروحها مكانًا للإنشراح ، ضاقت بحدِيث جعلها تشعُر بأنها – لا شيء –
لا أحد يحاول أن يفهمنِي ، الجميع يحكم من الظاهِر ، يُشبِهُونِي بالحجر و أنَّ الإحساس لا يقربُ إليّ بأيِّ صلةٍ ، يُريدوني أن أبكِي أمامهم حتى أبين أنني أشعُر و أن إحساسي مازال حيًا ، بهذه الحياة يُريدوني كـ تمثالٍ يتكلم وقتُ الحاجة فقط ليس من حقِه الضحك وإلا أنتشرت الشقوق في جسدِه . . هذه الحياة لا أنتمي إليْها.
,
على غير العادة ، نفسيتُه سيئة وقف مُستنِدًا على مقبض بابُ المطبخ
والِدته ألتفتت : تبي شي ؟
يُوسف ومُنحرج : إيه يمه بس يعني .. مُهرة تعبانة فـ خلي الشغالة ترسل لها أكل فوق
والدته : بسم الله عليها ، وش فيها صار لها كم يوم مختفية ؟
يُوسف : مدري يمكن سخونة وكذا
والدته : لآ تهملها يايمه يمكن فيها شي لاسمح الله ، ودَّها المستشفى وطمِّني
يُوسف : لآ مايحتاج
والدته : مايصير هذي أمانة في رقبتك ، روح ودَّها وطمِّنا
يُوسف : طيب العصر
والدته : وش العصر ؟ الحين ودَّها ولا أنا أوديها مع السواق
يوسف تنهَّد : طيب هي ما كلت من أمس خلها تآكل بعدين يصير خير
والدته : صاير بينكم شي ؟
يوسف بنرفزة : وش بيصير يمه الله يهديك !!
والدته : ماهو من عادتك نفسك بخشمك وحالتك حالة !! قولي أنا أعرف سوالف هالحريم
يوسف أبتسم ببلاهة : شوفيني مروِّق
والدته : لاحول ولا قوة الا بالله .. وش فيك يوسف أنهبلت ؟
يوسف : يمه يعني الواحد صاحي ونفسه بخشمه وتقولين لي لازم أروق ومدري وشو ! خلاص خلي الشغالة تودي لها . . لازم تحقيق يعني
والدته : طيب خلاص لا تطلع عروقك بس !! وليه مارحت الشركة
يوسف بسخرية : بمشي سدير أتحرَّى هلال رمضان
والدته ضحكت لتُردف : حتى وأنت معصب تنكِّت
يوسف يبتسم : لأن يمه صايرة تخلين الواحد يوسوس بنفسه
والدته : بسم الله على قلبك
يُوسف يمسح وجهه : أبوي موجود ؟
والدته : إيه ويحسبك رايح الشركة لأن مافيها أحد
يوسف تنهَّد : لحول مخي موقف كل الكذبات أستهلكتها
والدته : يمكن بكرا رمضان وناوي تكذب . . أستغفر الله بس
يُوسف : يرحم لي شيباتك يمه خلي المحاضرة بكرا .. وخرج مُتجِهًا للصالة جاهِزًا للتهزيء
رفع عينه والِده وبجانبه منصور : يا سلام !! وعيونك بينفجر منها النوم يا الهيس الأربد
يُوسف جلس : يالله صباح الخير
بومنصور : أي صباح خير ! إحنا مو قلنا يوم أنت تداوم ويوم هو !!
يُوسف : طيب اليوم تعبت يعني الواحد مايتعب
منصور : سلامتِك
يُوسف : الله يسلمك
بومنصور : شف يوسف لاترفع ضغطي !! عطيناك إجازة ولا أستفدت منها شي ! و لأنك خبل خذوا فلوسك بالفيزا وماعطوك إياها !! والحين بعد ماتبي تداوم
يوسف : لحول ! يبه تكفى والله أمر بمرحلة كآبة يعني مانيب ناقص
منصور : وكآبة ليش
يوسف : إيه عاد الحين يطلع فيني علل الكون ! كآبة كِذا من نفسي ومن هالدنيا
منصور بسخرية : بسم الله على قليبك وأنا أخوك
يوسف : هذا أنتم جاهزين للطنازة ماتطلع منكم الكلمة الحلوة
بومنصور : أقول لا يكثر ! عاد يقال الحين لا داومت صفقاتنا تمشي الا طلّ مامشى منها شي من يوم شفنا وجهك
يوسف : شكرا يجي منك أكثر ! لا تخلوني الحين أتهوُّر وأستقيل وأطيِّح سوقكم ترى عندي 25% أسهم يعني ممكن أبيعها على واحد كلب ويوهقكم
بومنصور : يهدد بعد ولد عبدالله !! أقول وراك بس
يُوسف يأخذ بيالة الشايْ ليملأها بالقهوة ، هذا الصباح يحتاج – مخمخة –
منصُور : عساك بس مرتاح ؟
يوسف ويفهم مقصده : مقطعتني الراحة
بومنصور : ومرتك بخير ؟
يوسف ألتفت عليه بشك : إيه يعني وش بتكون ؟
بومنصور : خواتك يقولون صار لها كم يوم مانزلت تحت ! ولا تآكل معاهم
يُوسف : تعبانة شوي
بومنصور : تعبانة وبس ؟
يوسف وهذا الموضوع يشد أعصابه : أستغفر الله !! يعني يبه وش بيكون فيها !
بومنصور : أنا أقول لا تظلم بنت الناس ! صدق صار الموضوع بطريقة ماترضي أحد لكن هذا مايعني أني برضى أنك تظلمها !! تراها حسبة هيفا وريم !! حط هالكلام في بالك زين
يُوسف ويُفرغ القهوة في فمِه ليُردف : لحد يتدخل بحياتي ! خلوكم بعيدين وأنا أعرف كيف أديرها ماأحتاج أحد يعلمني
بومنصور بجدية : أنا أنبهك ماأعلمك
أنت تقرأ
لمحت في شفتيها طيف مقبرتي .. تروي الحكايات ان الثغر معصية
Romanceلمحت في شفتيها طيف مقبرتي .. تروي الحكايات ان الثغر معصية ( للكاتبه : طيش )