-
سجني وسجّاني .. قيدي وقضباني
أححيت أشجاني ، والشوق يكويني !
لا آعرف الدربَ ، لا آشتهي الحبَّ
لم ابتدئ حربا ، و رضاك يكفيني !
عزباء مغتصبة ، في بيتي مغتربة
بالله معتصمة ، والله يحميني !
مأساتنا زادت ، وحقيقتي بانت
والروح لو فاضت ، فالموت يرويني !
أوما رأيت أساي ، في الليل طول بكاي
والخوف من ظلي ، والطيف يبكيني !
بالله لاتقسى ، والعطف لاتنسى
وعلي لا تأسى ، فالله يحميني !
شاعرتنا : ترف :$() تقُول أنها كاتبته على لسان الجُوهرة وسلطان :"$
السَلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، عساكم بخير وصحة وسعادة ()
رواية : لمحت في شفتيْها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية ، بقلم : طِيشْ !
الجُزء ( 51 )
رتِيل تنهَّدت من برودة الأجواء ، لتُدخل يديْها في معطفها وتسيرُ بجانب الفندق و عينها أمتدَّت للعمارة التي في نهاية الشارع ، " أكيد إلى الآن ما سكنت عنده !! " . . . أكملت سيرها مُتجاهلة تفكيرها ، مايهمني!
هو وحده من سيأتِيني ، وحده من سيتنازل في هذه الحرب! لستُ أنا والله من أقبل أن أأتيه! سأُجعلك تعلم أنَّ إهتمامي بك في أولِ مرةٍ سقطت بها في المستشفى كان إهتمامًا عابرًا وستُدرك جيدًا أنك لا تهمُني حين تسقط في المرةِ الثانية. دخلت السُوبرماركت القريبة وهي تفتحُ هاتفها وتكتبُ رسالةٍ لوالدها بعد أن شعرت بتأنيب الضمير " يبه أنا رحت السوبرماركت اللي تحتنا وماراح أتأخر بس دقايق وأرجع "
أقتربت من البائع العجُوز لتطلب منه بطاقة شحن لهاتفها ، أنتظرته بدقائِقٍ باردة ترتجفُ بها وهو يُخرج العلبْ ويبحث بطريقةٍ مملة.
على بُعدِ خطوات كان يسير على الرصيف مُتجهًا لشقته ، مرَّ من عندِ السوبرماركت و تعدَّاها بهدُوء ليقف وكأنهُ رأى شيئًا غريبًا ، عاد بُضعِ خطوات للخلفْ وتجمَّدت عيناه عليْها.
رتيل بالإنكليزية : أيوجد أم لأ ؟
العجُوز : I don't speak english
رتيل فتحت هاتفها على تطبيق الترجمة لتكتب له بالإنكليزية ومن ثُم تحوِّله له للفرنسية ، مدَّت هاتفها أمامه
العجُوز يقرأ بضعف نظر ، هز رأسه بالإيجاب و أشار لها بإصبعيْه أن تنتظر قليلاً
رتيل تنهَّدت لتخرجُ انفاسها البيضاء و تتلاشَى بأجواءِ باريس المُزدحمة بزخَّاتِ المطر ،
من خلفها يهمس : ما أشتقتِ ؟
ألتفتت برُعب لتأخذ شهيقًا ولم يُدركها الزفير ، تصنَّمت لتستوعب مُتأخرًا ، شتت أنظارها وهي تأخذ البطاقة من العجُوز وتخرج من جيبها المبلغ المطلُوب ، حاولت أن تخرج من الباب المُتهالِك و يتقاطرُ منه بقايا المطر المُتجمع فوقه ولكن وقف أمامها ، بعينٍ حادة ومازالت حاقدة : وش تبي ؟
عبدالعزيز بإبتسامة : طيب أسألي عنِّي و عن أخباري يمكن ماني بخير
رتيل : عساك بهالحال و أردى .. دفعته قليلا لتخرج مُتجهة للفندق بخطواتٍ سريعة لأنها أيقنت أن والدها عاد.
شدَّها من يدها : أبوك دايخ وراح ينام
رتيل رفعت حاجبها : طيب ؟
عبدالعزيز : خلينا نجلس شوي
رتيل ضحكت بسُخرية : انا الوقت اللي أحط فيه مناكير أثمن بكثير من الوقت اللي أقضيه معك
عبدالعزيز بإبتسامة تُسقط رتيل بضعفها : طيب عطينا من هالوقت دقايق
رتيل بحدة : لأ .. وأترك إيدي عشان مايدري أبوي وأخليه يتصرف معك
عبدالعزيز ترك يدها ليُدخل كفوفه بجيُوبه : شوي يالمغرورة من وقتك
رتيل : لأ ... وأعطته ظهرها ليقف أمامها مُجددًا وبنبرة جادة : رتيل بس شوي
رتيل : هالشوي خذها من وقت حبيبتك
عبدالعزيز بعبط : وهذا أنا بآخذها
رتيل بلعت ريقها لتُردف : روح لأثيرك ... وتجاهلته تمامًا مُقتربة من الفندق
عبدالعزيز سحبها مرةً أخرى من معصمها ، رتيل بمحاولة تهديد أخرجت هاتفها : بتصل على أبوي وأقوله
عبدالعزيز : قلت لك نايم .. بس عطيني شوي من وقتك ودي أقولك موضوع مهم
رتيل : ما بيننا مواضيع مهمة !!
عبدالعزيز : إلا بيننا
رتيل بحدة : أيوا صح نسيت مافيه أحد تمارس رجولتك عليه الا أنا
عبدالعزيز عقد حاجبيْه ، تنهَّد : طيب يا رتيل تكلمي وأشبعي بكلامك
رتيل بشماتة : أشبع ليه مااشبع !!
عبدالعزيز عض شفته والغضب بدأ يجري في تعرجات جبينه : تتشمتين فيني ؟
رتيل بإبتسامة : وبكل فخر
في وقتٍ آخر نزلت من السلالِم لتكتب رسالةٍ نصية لـه " جيت الشقة بس ما لقيتك ومقدر أتأخر اليوم ، المهم حبيبِي كلمني ضروري بس تفضى "
سَارت بخطِ العودة ، مارةً من الدكاكين الصغيرة المُنتشِرة على هذا الشارعْ الممزوج بين الهدُوء ليلاً وصخبًا نهارًا ، أحاطت رقبتها بالـ " سكارف " بعد أن أشتَّد عليْها البرد. كانت أعينها تتأمل الطريق وأفكارها مُنحصِرة في زاويـة عبدالعزيز! كيف تُقنعه ببعضِ وجهات نظرها الغير قابلة للتغيير. تعرف جيدًا يا عبدالعزيز أني أُحبك منذُ سنوات ولأجلِك أستغني عن الكثير ولكن حُبك لايجعلني أتنازل عن قناعتنِي ، الحُب لايعني أن أسيرُ خلف كظلِك بكل أراءِك ، أنا لي شخصية مُختلفة و قناعات مُختلفة و الحُب يتوهَّج بالإختلاف وليس بالتشابه يا عزيزِ. ليتك تفهم ذلك و . . . تجمَّدت عيناها وهي تراه بمُقابل فتاة لاتتضح ملامِحها من بعيِد.
عبدالعزيز : ماهو ذنبِي إذا أبوك رفض يعلمك ! تذكري هالشي دايم
رتيل بسخرية : تكفى أرحمني يالمطيع! ما كأنك عصيته كثييير وكثيير وأنت عارف هالشي بتجي على هالزواج ! دوِّر لك عذر ثاني وأصلا ليه تدوِّر لك عذر مو أنا ماأهمك ! مو أنت قلت لي أنتِ مين ؟ وأنتِ شي زائد وماله أهمية !! خلاص وش لك فيني !!! أنا بعيش حياتي وأنت عيشها مالنا علاقة في بعض ! متى ماتبي طلِّق أو لا تطلق هذا شي راجع لك لأنك ماتزوجت وحدة راضية فيك فأكيد أمر طلاقها ما راح يرجعون فيه لها ... بالنهاية تصرف على راحتك بس حط في بالك أنك منت وصي علي ولا لك حق تكلمني بأي شي وبعتبرك إنسان غريب عليْ لأني ماوافقت على هالزواج ! بس الـ ..*كانت على وشك الشتيمة ولكن صمتت لتُردف بعدها* بس أثير فهذي زوجتك وحلالك وأنت حر فيها ! وأنا بنتظر طلاقِي بكل سعادة لأن فيه غيرك ينتظرني
عبدالعزيز بحدة : ومين إن شاء الله اللي ينتظرك ؟
رتيل وملامح الإنتصار تُضيئها لتبتسم : أسأل أبوي عن حاتم . . أنتبهت لأثير الواقفة من بعيد ، أطالت نظرها بها حتى تعرَّفت عليْها ، لا تُشبه الصورة كثيرًا ولكن هي تماما بل هذا شعرُها الأسود التي يتلاعبُ به هواء باريس.
عبدالعزيز ألتفت للمكان التي تنظرُ إليْه ، تعلقت عيناه في أثير ، كانت نظراته غريبة لأثير كانت نظرات تشتعلُ منها غيرة ، نظرات تُوحي عن العشق الذِي بينهُما. هذه تفسيراتْ قلبُ رتيل.
أقتربت أثير منه ليُلصقها عبدالعزيز به حين تشابك ذراع عبدالعزيز بذراع أثير : هذي رتيل اللي كلمتك عنها
أثير نظرت إليْها بنظرة من أقدامها حتى رأسها ، أبتسمت : أهلا
كلمتها عني ؟ لم تشعر بالغيرة حتى منِّي ؟ هذا يعني أنني فعلاً لاشيء بالنسبة لك. تبًا لك ولها وللعالم هذا بأكمله.
عبدالعزيز بإبتسامة : طبعًا أكيد تعرفينها .. أثير
رتيل ببرود ولا تُجامل : طيب ؟ أشبع فيها ...
أثير ضحكتْ لتُردف بدلع : إيه طبيعي يشبع فيني ... ماهو حبيبي وزوجي
عبدالعزيز بهدُوء يتأمل عينُ رتيل : ما يصير كذا! تعرفين بالذوق أكثر مني
رتيل ألجمته بحدةِ كلماتها : متعوَّدة أجامل ناس يهموني بس ناس ماتهمني ليه أجاملها !! أيه أشبعوا في بعض ما غرت عشان أخفف غيرتي وأمثِّل أني باردة وماتهمني ! أنت فعلا ماتهمني يا حبيبي وإذا بغار صدقني بتكون آخر شخص ممكن أغار عليه عندي غيرك كثييير ... تصبح على خير .... وأعطته ظهرها لتدخل للفندق.
أثير بتقرُف : عوبااااء !!
ترك ذراعها المُتشابك فيه ، عاقد حاجبيْه ومُلتزم الصمتْ تمامًا
أثير : طيب ماعلينا منها !! كنت أحسبك بشغلك مع أبوها ..
عبدالعزيز بهدُوء : رجعت قبل شوي
بثوانِي قليلة صعدتْ لغُرفتها ، تأكدت أن والدها فعلاً نام ولم يأتيهم. نزعت معطفِها وأبعدت حجابها ليسقط على الأرض ، حررت شعرها ذُو الإلتواءاتِ العنيفة لتمُر خصلة بُندقية على عينها الداكنة ، " وعدتُك ، أن لا أكونَ ضعيفاً... وكُنتْ. وأن لا أقولَ بعينيك شِعراً وقُلتْ.. وعدتُ بأَنْ لا ...وأَنْ لا. وأَنْ لا .. وحين اكتشفتُ غبائي.. ضَحِكْتْ. " وعدتُك يا عزيز بالكثير وأمامك جبنت. أخذت نفسًا عميقًا تلألأت بها عيناهُا بلؤلؤٍ شفاف. لن أبكِي! لن أبكي! لن أبكي! أرجُوكِ يا عيني لا تسخرين مني هكذا ، أرجوكِ لا تبكِين وتتشمتُ دمُوعي بيْ! أرجوكِ يا عيني.
سقطت دمُوع الغيرة التي فتت قلبُها عندما رأتها ،عندما تلامس ذراعُها بذراعه ، كأنها تمتلُكه. لِمَ أفترض ؟ هي فعلاً تمتلكُ قلبه، أصبحت زوجته والله يعلمُ ما تُخبي نفسهُ لها ، كان الجميع يعرفُ عن حُبهم ؟ لمْ يخجل من هذا الحُب! قالتها أخته في ذاك المشهد الذي رأيتهُ مع عبير ، قالتها بكُل وضوح " أنت لأثير " حتى وإن بيَّنت الأخت الأخرى رفضها ولكن كان واضحًا جدًا أنَّ إسمك مرتبط بها منذُ زمن. أنا النزوة التي حضرت في المنتصف ، أنا المعصية التي قتلت نفسها ، أنا الكذبة التي أنكشفت قبل أبريل ، أنا كل الأشياء السيئة التي لن تنجذبُ لها عيناك يومًا.
حتى عيناك حينما رأيتها واقفة بعيدًا ، كانت غير! غير والله ، إلهي كيف يكُون صوتُ عيناك مؤذيًا هكذا ؟ كيف تكُون عيناك جارحة ؟ أنا لا أعرفُ كيف أتحمل رؤيتك مع غيري ! لستُ أعرف كيف أقوَى وأنا أرى القصائِدُ من عينيْك لها ، لستُ أعرف والله كيف " أحبك " تنطقها عيناك في وقتٍ لم أسمعها منك. أنت تُحبها وأنا ؟ " طيب وأنا ؟ " من كل هذه الحياة ألا أستحق أن أعانق كفِّك كما عانقتها ، ألا أستحق أن أُقبِّلك بكامل رضايْ ؟ ألا أستحق أن أُحبك بطريقةٍ مُهذبة كأيّ زوجيْن.
لِمَ تزوجتها ؟ أُريد أن أعرف كيف تزوجتها ؟ أنا من حقِي أن أبكي في داخلي ! أبكِي كثيرًا حتى يأتي الصباح مُثقلاً بشتيمتك! وعدٌ يا عبدالعزيز أن لا أصدقُ معك في شعُوري أبدًا. لستُ أوَّلِ العاشقين ، في مدينتي نصف العُشاق يفترقون. وأنت منهم أقصد أنا منهم لأنك لم تحبني يومًا كما تُحب " التافهة " تلك.
،
تنظرُ لعينيْ حصـة بضياع ، لم تتوقع ولو لحظة أنّ لسعاد قصة كهذه! لم تتوقع ولو قليلاً أن هذه حياته سابقًا ، كان كُل ما يدُور في بالها من تخمينات حول زوجته الاولى أنهُ يُحبها غير قادِر على طردِ ذكراها من حياته. كانت تخمينات ساذجة وأنا أشهدُ على ذلك الآن.
تُكمل بصوتٍ موجوع : كانت صديقة العنود مررة ، تصير بنت ولد خالِي ، يعني من بعيد .. بس سلطان مقدر يخليها في بيته كِذا لأن أكيد الناس بعد بتتكلم فتزوجها عشان يخليها قدام عيونه ،
الجُوهرة بهمس : قالت عايشة أنها كانت .. يعني ماهي في وعيْها دايم
حصة : أنهبلت الله يرحمها .. ربي رحمها وخذآ آمنته .. كانت بنتها عمرها سنة وزوجها حسبي عليه طلقها بس عرف أنها بنت .. تعرفين يالجوهرة التخلف اللي في هالرجال !! يتزوج ويطلق يبي الولد والله مارزقه وكانت آخر حريمه سعاد ... بس حصلت مشاكل في ذيك الفترة في شغل سلطان و تقاعدُوا ناس لهم مكانتهم في شغله .. كانت الفترة حيل متوترة ..
أردفت وهي تُخفض نظرها ودمعةٌ تقتل كل قلب أم : ماتت بنتها قدامها
الجوهرة أتسعت محاجرها والغصة تتراكم في حنجرتها ، أرتجفت أطرافها من فِكرة أن تمُوت إبنة أمام والدتها.
حصة : أنهارت وماعاد تفيد الأدوية .. في شهادة الوفاة كتبوا أنها سكتة قلبية
الجوهرة : كانت صورها مع سلطان كثيرة ... صمتت لتشعُر بخجلها من هذا السؤال .. آسفة مو قصدِي بس ... خلاص خلاص ولا يهمك
حصة أبتسمت : صدقيني ما كان بينهم شي ! حتى الصور هذِي قديمة .. يمكن في أول زواجهم لأن وقتها كانت إختبارات بنات بوسعود وكان عندهم شغل برا وقرر سلطان هو اللي يسافر بدال بوسعود .. وخذاها معه
الجُوهرة : الله يرحمها ويغفر لها
حصَة : آمين .. و العنود كانت منزعجة أنه سعاد ماهي مرتاحة حسب ماهي فاهمة وأنه مفروض سلطان يبعدها عنه لأن شغله حساس وسعاد ماهي بحالة تسمح أنها تتوتر أو تتضايق .. ولما ماتت بنتها لقتها حجة عشان تتمشكل مع سلطان ... يووه يالجوهرة خلينا من هالموضوع اللي يجيب الهم
،
يسيرُ و عيناه ترتكزُ أمام الفندق الذِي تسكنُه من سلبت عقله و قلبه وكله والله كله. أخذ نفسًا عميقًا تلاشت به ضبابية مؤقتة خرجت من فمِه المُثقل بقصائِد الشوق ، أنِي أُحبكِ بلا منطق ولا داعِي ، أُحبكِ هكذا لأنِي رجلاً أمامِك شعرتُ بحاجتي لأن أكتمل. أُحبك رغبةً بأن أبتسم ، أسعد ، أحيا. إنِي أُصلي من أجل أن يُصلحني الله لقلبك ، أنِي أدعُو الله بأن يحفظكِ ليحفظني ، إنَّ قلبي يا عبيرِ هُناك ! في يسارِك ، أنا والله لا أتزن دُونك ، انا لا أعرفُ عن عُمرِي شيئًا الذِي مضى دُونك ، أنتِ ميلادِي ، أرأيتِ مجنونًا يعشقُكِ من صُورة ! أرأيتِ مجنونًا مارس العشق دُون أن يعرف إسمك ؟ أريتِ مجنُونًا بقيَ أشهرًا يُفكِر بك كمجهولٍ سلب له عقله لا يُصبِّر جوعه سوى تلك الصور ، أرأيتِ مجنُونا مثلِي يُحبك و فعل المستحيل حتى يصِل إليك ؟ أرأيتِ مجنُونًا حتى في بُعدِك يحاول أن يحميك ، أنتِ حياتِي و عُمرِي منك إبتدأ.
جلس في المقهى المُقابل وهو يعرف بأنها نائمة ، هذا الأكيد. ليتكِ تلتفتين إليْ ، أُريد أن أتشرفُ بسلامِ عينيْكِ ! أُريد وبشدة أن تضحك عيناكِ ليْ. أنا والله العظيم أُحبك.
،
يمرُ يومْ و إثنان ، قلبٌ يتفرعُ منه حزنٌ وشك و صباحُ إسنطبُول طويل ولا يحملُ نسمةَ فرحٍ عابرة ، أهذا أيضًا طبيعي ؟ لِمَ عريس يكُن بهذا البؤس ؟ ماذا يشغلُ بالِك ويُشتت إنتباهك عنِّي ؟ أُريد أن أعرف كيف أخبرت والدتِك بأن تخطبني ؟ أم هو كعادة هذا المُجتمع الذِي يُلصقنا رغمًا عنا ليقُول " حبُّوا بعض " أم هي طريقة " أكشط وشف حظك " أكنت متخيلنِي بهيئة وأتيتُك بعكس خيالاتِك ؟ أأنا أقلُ جمالاً مما تُريد ؟ أم أنا لستُ جميلة بما يكفِي لك ؟ أُريد أن أعرف مالذِي لا يعجبك فيني ؟ إلهِي كيف أصبحت ثقتي في هيئتي هشَّة والبركةُ نظراتِك التي لا تحملُ ذرة إعجاب. لم أُحرِّك بك خلية منذُ ان أتينا!
نظرت له وهو يُغلق آخر أزارير قميصِه ، توقعته أن يُخبرها بأننا سنذهب سويًا لمكانٍ ما ولكن بمُجرد ما أن سمعت صوت الباب عرفتُ أنني غير مُرحَّب بها في حياتِه. أهتَّز هاتفها لتُجيب : ألو
هيفاء بصوتٍ شغُوف مشتاق : نسيتينا بهالسرعة يا كلبة ؟
ريم بضيق : وين أنساكم بس
،
دخَل بخطواتٍ خافتة لم تشعُر بها ، طلّ بعينه عليها لم يرى سوى ظهرها المُستلقي جانبًا على السرير وشعرُها الطويل مُتبعثرٌ حولها ، نظر لحركةِ أصابعها المتمللة على السرِير وأدرك بأنها مُستيقضة ، بصوتٍ هادىء : مُهرة . .
ألتفتت عليْه دُون أن تنطق حرفًا ، أردف : ليه ما قمتِي للحين ؟ .. تعبانة ؟
مُهرة : لأ .. مالي مزاج أقوم
يُوسف : كليتي شي ؟
مُهرة : ماني مشتهية
يُوسف بتنهيدة : طيب أكلي لك شي عشان صحتك !!
مُهرة بقهر : عشان صحتي ؟ ماهو عشان ولدك
يُوسف : أستغفر الله العظيم وأتوب إليه .. أنتِ ليه تدورين علي الخطأ عشان تمسكينه وتذلين أم أمي فيه
مُهرة أعطته ظهرها لتُردف : طيب خلاص لا تكلمني دام أنا أدوِّر عليك الغلط
يُوسف أتجه نحوها على الجانب الآخر من السرير بالقُرب منها : إلى متى يعني ؟ مشكلتك معي ولا مع اللي ببطنك ؟ دام معاي خلاص ماله داعي تهملين صحتك عشان تحسسيني بالذنب !!
مُهرة أبتسمت بسخرية : إيه صح أنا أهمل نفسي عشانك !! طبعًا لأ .. أنا أخاف على نفسي أكثر منك ولا محتاجة منك إهتمام
يُوسف عض شفتِه السُفلى : طيب .... وقف ... اهملي نفسك وسوِّي اللي تبينه بس والله يا مُهرة لو يصير في اللي ببطنك شي ماتلومين الا نفسك
مُهرة بغضب أستعدلت : على وش تهددني إن شاء الله !! تبي تمشي حياتي على كيفك ! إيه صح أنا نسيت أنه حياتي تمشي تحت رحمة مزاجك .. تجي تكلمني بمزاجك وتضحك بمزاجك ولما اكلمك ترد عليّ بحقارة تشبهك
يُوسف : نعععم يا روح أمك!! تبيني أوريك رسايلك المحترمة لزوجك .. حتى ذوق مافيه
مُهرة : وش فيها رسايلي ؟ طول ما كنت بحايل ما رسلت لك شي يضايق بس أنت ودِّك تمسك عليّ الزلَّة
يُوسف يخرج هاتفه ليفتح الواتس آب ويصعد لمُحادثتها .... قرَّبها من وجهها حيثُ أحاديث تقرأها لأولِ مرَّة
بدهشة صمتت لتُردف بخفُوت : ما كتبت هالحكي
يوسف بسخرية : الجني الأزرق كاتبه
مُهرة رفعت عينها وأفكار كثيرة تتصادم بها : والله ما كتبته
يوسف : أجل مين ؟ كيف أجل كلمتيني بعدها !!
مُهرة غاب عنها أن تنتبه بأن الرسالة مقروؤة : ما أنتبهت أنه الرسالة مفتوحة ..
يُوسف بشك : ماأنتبهتي !! مُهرة قولي حكي يدخل المخ
مُهرة وأتى في بالها " غالية " ، أخذت هاتفها لتتصل على والدتها
يُوسف بصمت ينظرُ لها ، ردَّت : هلا يمه
والدتها : هلابتس
مُهرة : يممه غالية في البيت ؟
والدتها : إيه وش تبين في ذا الهبلة ؟
مُهرة : عطيني إياها ضروري
والدتها : أول أعرف وش عندتس معها
مُهرة تُشتت أنظارها بعيدًا عن يُوسف وبصوتٍ يميلُ للخفوت : يمه موضوع صغير أبي أعرفه منها
والدتها بتنهيدة : طيب طيب. .. وخرجت من المطبخ مُتجهة للصالة .. غاليية
رفعت عينها : هلا
أم فهد : دوتس مهرة
غالية : وش تبي ؟
أم فهد تمدُ لها الهاتف دُون أن تُجيبها ، : ألو
مُهرة وقفت لتتجه بعيدًا عن يُوسف الذِي يُراقب كل خطوة وكل نظرة.
أردفت : لو أعزمكم ع الرياض تجون ؟
غالية بضحكة : وش عندك ؟
مُهرة : كِذا ودي أشوفك
غالية : ما ظنتي المدارس راح تبدأ وتعرفين خوالتس
مُهرة : خسارة!! عاد تدرين توّ أتناقش مع يوسف وقالي أعزميهم هنا
غالية بتوتر : يوسف هو اللي يبينا نجي ؟
مُهرة : إيه خصوصًا بعد مشكلتنا الأخيرة
غالية : أي مشكلة ؟
مُهرة : ما تدرين !! غريبة أنتِ حتى مشاكل النمل تعرفينها
غالية بضحكة مُرتبكة : وش دعوى عاد لا تبالغين يا حييّ
مُهرة : حتى قالي أنه في ناس من أهلي راضونا على بعض وقلت أكيد هذي غالية أعرفها تحبني وتحب لي الخير
يُوسف جلس مُندهش من الحوار الذِي لا يفهمُ أوله ولا آخره.
غالية بتوتر : ههههه وش فيك مهرة ؟ وش يدريني عن مشاكلكم عشان أراضيكم
مُهرة : والرسالة ؟
غالية بلعت ريقها لتصمت.
مُهرة بحدَّة : آخر شي ممكن أتوقع أنك تسوين هالحركة معي !!! والله يا غالية هالحكي راح أوصله لخالي وهو يتصرف معك .. أغلقته بوجهها ،
ألتفتت على يُوسف : كان مفروض تكلمني تستفسر ! يعني مستحيل كنت برسلك شي بهالوقاحة !! بس أصلا أنت ماتثق حتى فيني
يوسف رفع حاجبه : أخذي العقال بعد وأضربيني !!! تكلمي معي زي الناس ماني أصغر عيالك لا يجيك كف يخليك تعرفين تتأدبين معي... تروحين تتهاوشين مع حريم خوالك مدري بناتهم وتغلطين وبعدها تحطين اللوم عليّ .. والله عجيب أمرك .... وخرج ليتركها في كومة غضبها.
أتصلت بسُرعة على خالها وهي تشتعلُ حقدًا من إبنته المُستفزة ، خالها الأوسط الرحُوم أحيانًا وأحيانا كثيرة هو الشديد.
رد عليها لترتبك بعد صوته ولكن لن يردعها شيئًا بمثل ما فعلت ستُعاقب : السلام عليكم
،
فِي – كان – الفرنسـية ، بعضُ الأمطار تهطل بخفُوت على الأرض. جالِسة في محطة إنتظار الحافلات ، تنتظرُ سيارة الأجرة لا قوة لها بأن تسيرُ تحت هذه الأمطار. تُراقب بعينها الداكنة كيف السماءُ تتزاحمُ بغيمها ، كيف يتكهربُ السكر وينسابُ منه الشراب العذب ، سُبحان الله العظيم القادر الحي القيُوم ، سُبحانه ومن لهُ الملك سوَاه ؟ وهو الذِي يأمرُ السماء فتُسكِرنَا حلالًا بها. أنشدَّت أنظارُها حول صبـيةُ ناعمة ذات شعرٌ بني غامق تسيرُ رقصًا مع رجلٌ بجانبها وضحكاتهم تنتشرُ و المطرُ يُبلل لباسهم على الرُغم من أنها ترتدِي فُستان قصير بلا أكمام ولكن يبدُو أن الحُب يُدفئها ، أبتسمت لتُعيد عدّ القطراتِ على الأرض بمللٍ كبير رُغم إستمتاعها بالأمطار ، لم تجعل دعوة تفرُ منها أبدًا في وقت إستجابة كهذا ! أولُ من أتى في بالي " الجُوهرة " أنا أدرك أنَّها المظلومة الوحيدة بيننا كُلنا في عين ريَّان ، لا أعرفُ كيف مشاكل تمرُ لسنوات دُون أن تنتهي ، كيف مشاكل كهذه أن تُبعد أحدُنا عن الآخر ، كيف فتَرت علاقتها مع ريَّان و أيضًا تُركي ، كيف بعدت كل هذا البُعد ؟ منذُ أول مرةٍ قالت بها " لا " لـ وليد و ضحكت بمُزاح منى التي تكدَّست في هاتفها عشرات الرسائل المجهولة التي تركت في نفسِ ريَّان شك بأنها ليست بمجهولة ! بل هو عاشق و هي خائنة! يالله يا ريان كيف نطقتها بوجهنا جميعًا وأنت تصرخ بالجحيم و أنها خائنة. كيف صوَّبت سهامك على الجوهرة بأنها تعرف وصامتة لأنها تُفضِّل منى عليك ، كانت هذه أولُ شرارات حقدك على أختك .. أختك يا ريان لا أعرفُ كيف لهذه السنين أن تجري ومازلت بحقدك وكأنه ماحصل كان بالأمس. كل من تقدَّم لخطبتها كنت تُحلل فيه بحسب تفكيرك المريض أنها ترفضه لأن هُناك عاشقٌ آخر و أنَّ صمتها على منى لأن منى تعرف عن علاقات الجوهرة !! أتهمت أختك وهي الأكثرُ دينًا بيننا ، أنا لا أنزهها ولكن حفظت كتابُ الله ولسنوات وهي تحفظُ وتحلمُ بحفظه و تأتِي تُشكك في أخلاقها ؟ متى تعُود ريَّان أيامُ منى ؟ متى تعُود ريَّان الذِي نُحب ؟ الذِي يغرقنا بلطفه والذِي لا يخجل بأن يقُول لنا عن حُبه العظيم لزوجته ؟ متى تعُود ريَّان الذِي جلسنا في مرحلة من مراحل عُمرنا نُسمِّي أبنائنا ومن سيحملُ إسم الآخر. قُلتها والله أمامنا " أحب إسم الجوهرة عشان كِذا بيكون إسم أول بنت لي " مالذِي حصل الآن ؟ ليتَك يا ريَّان تحسنُ الظن بها و أيضًا بيْ! ليتك تعُود وما أشدُ حُزني عندما أقُول " ليتك تعُود " وأنت هُنا بالقُرب منَّا ولكن ماتت بك الأشياء التي أحببناها بِك.
رفعت عينها عندما نظرت للحذاء الأسود المُبلل : نواف !! .. آآ أقصد إستاذ نواف
نواف :وش مجلسك هنا ؟
أفنان : أنتظر تاكسي
نواف رفع حاجبه : شقتك قريبة
أفنان : ماأبغى أتبلل ويدخلني برد
نواف مد لها الأمبريلا السوداء : طيب خذيها وروحي لأن مايجون تكاسي هالمنطقة يجون من الشارع الثاني
أفنان بحرج : لآ ..
نواف بضحكة : لا تخافين بترجعينها ليْ بكرا
أفنان أشتدت حُمرة وجنتيْها ومعها أرنبة أنفُها بهذه الأجواء الباردة : لا جد والله يعني خلاص بمشي .. وقفت وأخذت حقيبتها
نواف بهدُوء : أفناان خذيها
أفنان بخجل أخذتها : شُكرًا
نواف : عفوًا .. وسار بجانبها حيثُ إتجاه شقته ،
أفنان أنفاسُها العميقة تُؤخذ بربكة ، إلى الآن ترنُ في ذاكرتها الكذبات الي أطلقتها تشعرُ بانها يومًا ستُفضح و حبلُ الكذب قصير ولحظتُها ستقتنع بأنها " إنسانة لا تساوي شيئًا " لا يكذب إلا الناقص.
،
في مكتبه الذِي ينحصرُ في زاويـة بيته ، وضع الهاتفُ الثابت على " السبيكر " ، ليُراجع بعض التفاصيل مع ذاك الصوت.
فتح الملف الآخر : إيه
: البند الثالث ، في حال أنسحب طرف مؤسس يتم بيع الأسهم دُون الرجوع إليْه تحت مُسمى الوكالة التي أُخذت منه.
سلطان : أيه هذا العقد السويسري .. بس أنتظر بدوِّر على نسخ العقد الثاني أنا متأكد أنه عندي نسخ منه
بدأ بالبحث في رفوفه و الدرُوج .. ملفات كثيرًا أنتشرت على مكتبه الذِي تعمُه الفوضى الآن بكل جهاتِه ، أخرج بعضُ الأوراق : هذي حقت صالح العيد !! .. شف لي ملف التهريب حق سبتمبر 2008
: إن شاء الله طال عُمرك ... قليلاً حتى أتاهُ الصوت مرةً أخرى ... اللي حقق معه عبدالله اليوسف .. بو منصور
سلطان : إيه داري .. أقرأ لي وش أقوال هشام ؟
: تم التمويل من قبل صالح العيد تحت إسمٍ مزوَّر بإسم صالح يعقوب ...
سلطان يُقاطعه : لحظة لحظة ... في وقتها كان رائد ماهو في الرياض صح ؟
الآخر يتفصحُ ملف عمليات رائد الجُوهي : إيه نعم كان في باريس
سلطان تنهَّد : رائد هو اللي كان المسؤول عن هالعملية بس وين الدليل ؟
: بحسب أقوال هشام انه اللي خلفها صالح العيد .. اللي طبعًا كان يحمل جواز مزوَّر قدر يعبر فيه الحدود .. مافيه أي أثر للجوهي بهالعملية
سلطان : تذكر لما راح عز له .. لقى ورقة صالح العيد عنده .. مستحيل مايكون وراها !! لازم نجيب أوراق من مكتبه تثبت تورطه في هالعملية
بضحكة : ما يجيبها إلا عز
سلطان أبتسم : خله مشغول في باريس !! بكرا نشوف هالموضوع
: تآمر على شي ثاني
سلطان : لا مع السلامة .. وأغلقه ليرفع عينه للواقفة أمامه.
حصة : صار لي ساعة أنتظر مكالمتك تخلص .. وش هالحوسة !!
سلطان وهو يُغلق بعض الملفات : نادي لي عايشة ولا عليك أمر
حصة : وليه عايشة ؟ أنا أرتب معك
سلطان : لا ماأبيك ترتبين ولا شي ..
حصة أبتسمت وهي تتقدم له : أنا متمللة وأبي أرتب
سلطان بإبتسامة : دام كِذا براحتك ... إيه وش بغيتي ؟
حصة : فيه واحد متقدم للعنود
سلطان بضحكة : هذي الساعة المباركة
حصة بضيق : لا تتمصخر بالنهاية بنتي اللي يهينها يهيني
سلطان بـ وِد : وأنا أهنتها !! بالعكس مبسوط
حصة : بس أنا ماني راضية
سلطان : ماهي بزر !! كبرت وخلها تتزوج وتركد في بيت رجلها
حصة : مو قصدي كِذا بس أنا ماني راضية على الرجال و ابوها راضي ماتشوفها صار لها كم يوم عند أبوها وزعلانة
سلطان : مين يكون ؟
حصة : ماتعرفه كان معها بالجامعة إسمه ماجد بس .. يعني بدون لا أتبلى عليهم لكن ناسهم وعايلتهم ماتعجبني
سلطان : وش يطلع إن شاء الله ؟
حصة : ماجد الجخيم ( إسم وهمي )
سلطان بهدُوء : ولد فايز ؟
حصة : إيه
سلطان عقد حاجبيْه : أنا أكلم محمد وبعدين كيف تفكر بنتك !!
حصة : قلت لها والله أنه ما يصلح لك هم ناس غير عنَّا مافيه أي توافق بيننا لا عادات ولا حتى تقاليد تجمعنا معهم وحتى عايشين في دبي !!
سلطان : أنهبلت بنتك
حصَة : كلِّم أبوها يمكن يركد لأنها تقول أنه وافق
سلطان تنهَّد : مدري متى تهجد هالبنت !! .. خليها تجي البيت
حصة : تعرف ماأحب أغصبها
سلطان بإنفعال : وش تغصبينها! أجل مخليتها عند أبوها اللي مايدري عنها !!! ربِّيها على الشدة ماهو كل شي تبيه توصله .. لازم تعرف أنه لكل شي حدّ ...
طرقت عائشة الباب مفتُوح لتلتفت حصَة إليْها ، : أنُود فيه يجي !
سلطان ترك الأوراق وخرج ليأتيه صوت حصة : لا تكلمها أنا أعرف أقنعها
العنُود التي كانت على وشك الإتجاه لغُرفتها أنتبهت لهُما ، تقدَّمت لوالدتها وقبَّلت رأسها ،
سلطان : حلَت لك الجلسة هناك ؟
العنُود رفعت حاجبها وبدلع : إيييه عندك مانع ؟
سلطان عض شفتِه السُفلى : إيه عندي مانع !! ولا أنتِ تمشين على المصلحة متى ماأشتهى مزاجك سويتي نفسك البارَّة في أبوك ومتى ماتبين جيتي عند أمك
العنُود بصوتٍ ناعم : أنت مالك شغل أمي أشتكت لك ولا أبوي أتصل وقالك تعال خذ بنتي
سلطان : أمك أشتكت لي ! وأصلا الكلام معك ضايع لازم أرجع كم سنة لورى عشان أقدر أحاكيك بمستوى عقليتك
العنود بسخرية : تكفى عاد تواضع وكلمني.. يقال ميتة عليك
حصة بحدة : العنود تكلمي زين مع ولد خالك
سلطان بإبتسامة : لأا خليها تكمِّل عشان أخليها تتشهد قبل زواجها
العنُود بضحكة : آهآآ ! قول كذا أجل وصلك الخبر
سلطان بهدُوء : وش تبين فيه ؟ كِذا مزاج بعد بتتزوجين
العنود : مالك دخل في حياتي الخاصة وماراح أبرر لك إختياراتي !! أنا إنسانة وموافقة وولي أمري موافق ماأظن مكتوب في شروط الزواج لازم موافقة عيال الخال والعم
سلطان بحدة : شوفي لا تلعبين معي عشان ماأنسِّيك سنين عمرك الجاية ! وترى أسويها ..
العنُود فهمت قصده وبإنفعال : يوم تدخلت بحياتك مع سعاد الله يرحمها قلت أسكتي ومالك دخل والحين عادي تتدخل فيني ! اللي ما ترضاه على نفسك .. لا ترضاه عليْ لو سمحت
سلطان : لا يا بنت عمتي يوم تدخلتي بسعاد كان تدخلك ماله مبرر بس أنا الحين عندي تبريراتي ودام قادر أوقف هالزواج فأنا بوقفه بدون لا أسأل عنك .. أجل ناوية تتزوجينه كِذا إستهبال ولعب عيال
العنُود بجرأة : لا بتزوجه عشاني أحبه و أحب عقله .. ماأحبه بناءً على شهوات .. وأنت فاهم بعد وش أقصد
هذا الإتهام الصريح لسلطان من شأنه أن يفيضُ بالبراكين في نفسِه وفي نفسِ حصَة أيضًا.
حصة أتجهت لإبنتها : أدخلي غرفتك حسابك بعدين
سلطان بغضب : لحظة خليها !! وش يعني شهوات !! توِّك ما طلعتي من البيضة وجاية تحاضرين عليّ !! يوم تزوجت سعاد ما كنت ميت على جمالها ولا حتى جسمها !! وأنتِ أكثر وحدة تعرفين كيف صار زواجي منها فعشان كذا أبلعي لسانك ولاتقولين كلام منتِ قدَّه و أقسم لك بالله أنك راح تندمين على كل كلمة وزواج من ماجد تحلمين فيه لو يجيني ويقول أنه حافظ القرآن
العنُود بإنفعال أكبر : ليه ما طلقتها يوم طلبت منك ؟ أنت أصلاً تفكيرك محدود تفكير حيواني
حصة بغضب : العنووود ووجع !!
سلطان أقترب ونيته لا تُبشِر بالخير . . هذه الإتهامات الرخيصة التي ترميها ولا تعرفُ حجم ما تحكِي تجعلهُ يمدُ يده للمرةِ الألف ولن يشعرُ بتأنيب ضميرٍ أبدًا.
العنُود وجنّ جنُونها : إيه هذا الشاطر فيه تبرهن رجولتك على الحريم لأنك حـ ...
لم تُكمل من صفعة والدتها ، و النادر يحصلُ الآن تحت أنظار الجوهرة الواقفة خلفهم في مُنتصف الدرج، مدَّت يدها الأم الحنُونة التي بقيْت طوال عُمرها ترمي لومها على يدها القصيرة عندما تتجاوز إبنتها الحدُود ، هذه المرَّة لم تتنمَّل ذراعُها من تأنيب الضمير فهي تستحقُ ذلك.
العنُود بدهشة تنظرُ لوالدتها : تضربيني عشانه ؟
تجمَّعت دمُوعها في محاجرها لتصرخ : أنا غلطانة أني رجعت لأنكم ناس متخلفة إلى الآن ما تطوَّرت عقولها !!!!
سلطان بهدُوء : إيه متخلفين وش عندك ؟ وغصبًا عليك بترجعين لنا !! و التطور يا حلوة أنك ما تشتمين وتتهمين على باطل !! كانك تبين التطوِّر ولا أنتِ عندك الأسلوب الرخيص والكلام الوصخ هو التطوِّر ؟ تطوَّري بأقوالك يا ماما قبل أفعالك
حصة بضيق ويبدُو من عينيها المُحمَّرة أنها على وشك البُكاء .
العنُود :أنت بالذات مالك دخل !! يخي كيفي وش دخلك فيني !! روح لمرتك وطبِّق أساليبك عليها بس عليّ أنا لأ وألف مرة بقولها لك لأ !!! وراي أبو قادر يحط لك حد
سلطان بسخرية : تفكين خوفتيني بهالأبو !! أسمعيني وللمرة المليون أقولها لك نظام المصخرة اللي ماشية عليه تقطعينه ولا بتشوفين شي مايرضيك !!
العنُود بحدة : ماراح أقطعه ! ومالك حق تتدخل فيني .... وأتجهت نحو غرفتها لتضج البيت بصوتِ إغلاق الباب.
سلطان ينظرُ لعينِ عمته : تبكين عشانها !! خليها عنك ماعندها غير هاللسان .. أقترب منها ودمُوعها تنهمر
سحبها لصدره ليُقبِّل رأسها وبهدُوء : الحين كل هالبكي عشان كلامها ؟ أنا الحين أكلم أبوها وأخليه يوقفها عند حدَّها ... حصة ... طالعيني .. مسح دمُوعها بكفِّه الباردة
حصَة بإختناق : ماأبي تتجدد المشاكل بينكم .. كان ممكن نقنعها بهدُوء أنها ترفض هالماجد .. بس مو كذا !! يعني قهرتك وقهرتني
سلطان : خلها ترجع لعقلها ساعتها ماراح تصير مشاكل بس دامها بهالتفاهة اللي عايشة فيها فأنا بوقفها عند حدها ولا تكسر خاطرك بكم كلمة .. أعرف قلبك بسرعة يرحمها !! خليها تتعلم من أخطائها ما خرَّبها غير دلعك
أنسحبت بهدُوء للأعلى قبل أن يُلاحظونها ، تكرهُ هذه العنُود بل تشتدُ كرهًا ناحيتها ، تشعرُ بإهتمام سلطان لها ؟ رُغم كلامه لكن رُبما كان يُحبها سابقًا ، لِمَ يرفضُ ؟ لِمَ يتدخلُ بحياتها إلا إذا كانت مُهمة بالنسبة له أو . . فعلا يُحبها! هذا ليس إهتمام بسيط، حتى في غيابها يفتقدها ويسألُ عنها ؟ الجميع يحظى بإهتمامه إلا أنا ، الجميع مُغلَّف بحبه بجميع الأشكال حتى وإن بيَّن بروده أفعاله تفضحه إلا أنا !! ويُريدني ؟ يُريد أن يقهرني ، يستهزأ بعقل والدِي وهو يُخبره " ببدأ حياة جديدة " ، يعلمُ في قرارة نفسه أنه لن يبدأ معي ولكن هكذا ! ليقهرني ، ليُذيقني من عذابه و من سياطِ حُبي له. سأجهض حُبك عن قريب وسترى من هي الجوهرة التي أستصغرتها في كل أفعالك. تبًا لك يا سلطان.
،
ضحك على الأوراق المُتجعدة أطرافها إثر الزمن الذِي مرّ عليْها ، و بعضُ رسوماته السيئة وأيضًا بعضُها الجميل ، وكلماته وعباراته العنفوانية الباردة ، كان مُثير للإهتمام في عمله و أنظارُ الفتيات تحُوم عليه لأنه ببساطة كان قليلُ الكلام يجذبُهم فقط بنظراته وبصمته.
رفع عينه : من وين جبتيهم ؟
أثير بإبتسامة : أمي اليوم تنظف البيت وشافتهم
عبدالعزيز : تدرين ! أحسك تغيرتي حيل
أثير : من أي ناحية ؟
عبدالعزيز تنهَّد : مدري قبل كنتِ خجولة الحكي منك مايطلع بسرعة وكانت رسايلك هي الواضحة غيره فأنتِ حتى ماتحبين تحطين عينك في عيني
أثير بهدُوء : لأني أحبك
عبدالعزيز ضحك : ماهو سبب
أثير : ما تغيَّرت شخصيتي كذا مع الكل بس كنت معك أرتبك وأتوتَّر .. تذكر يوم هديل الله يرحمها قالت لك أثير جريئة ولها شخصيتها المستقلة قمت قلت أثير ماغيرها ! وما صدقت
عبدالعزيز : إيه صح ما صدقت لأني كنت أشوفك غير عن نظرة الناس لك
أثير ضحكت لتُردف : إيه قلت لك لأني كنت غير معك بس الحين بيننا عقد زواج فأكيد اللي كنت أرتبك منه تغيَّر
عبدالعزيز بهدُوء : اللي يحب يرتبك قدام اللي يحبه حتى لو بعد 100 سنة
أثير بضحكة : يعني تشكك في حُبي ؟ لا ماهو شرط ! يعني قبل في البداية أكيد بيننا إرتباك بعدين خلاص
عبدالعزيز : أنا أشوف شي ثاني ، الحُب ما يعرف الإتزان لا في الحكي ولا في النظرات ولا في الخطوات ولا حتى في المشية
أثير أبتسمت : يمكن بس أنا نظرتي للحب شي غير
عبدالعزيز بخفُوت : أبوك موجود ؟
أثير : لا تعرف عاد أبوي مع عمي ما يخلون ديرة عشان العلاج وكل مرة نفس الشي
عبدالعزيز : الله يشفيه بس كويِّس يعني مايقطع أمله
أثير بهدُوء : بس خلاص الواحد يرضى !! صار له أكثر من 5 سنوات وهو مقعد يعني يرضى باللي كتبه ربي
عبدالعزيز : ليه تتكلمين عن أبوك بهالطريقة ؟
أثير : لأني واقعية !! الأطباء قالوا خلاص العملية فاشلة ليه يتعب نفسه ويتعب عمي وراه
عبدالعزيز تنهَّد : طيب أبيك تجين تعيشين وياي
أثير بدهشة : هاااا !!!
عبدالعزيز رفع حاجبه : إيه يعني خلاص
أثير : كيف خلاص ؟ لازم عرس وأبغى أنبسط أنا مع صديقاتي
عبدالعزيز : أثير ماهو وقت عروس وخرابيط !! خلاص تزوجنا ولله الحمد بلاها هالأشياء الثانية
أثير : كيف يعني !! تبيني كذا أجيب أغراضي وأجي عندك .. معليش عبدالعزيز بس هالشي ينقص من قدري قدام الكل
عبدالعزيز : طيب نسوي حفلة بسيطة في أيّ زفت
أثير : لا ماأبغى في أي زفت!!
عبدالعزيز أخذ نفس عميقًا : حبيبتي يعني هالوقت بالنسبة لي ضيق وحساس وعندي شغل فما أقدر لمناسبات كبيرة .. إن شاء الله لا أستقرت الأمور أبشري في حفلة زي ماتبين
أثير بإمالة لفمها مُعبِّرة عن إمتعاضها : طيب
عبدالعزيز : الأسبوع الجاي
أثير شهقت : عاد مو لهدرجة !!
عبدالعزيز : شوفي يا إما الأسبوع الجاي أو بعد .. يمكن سنة وأكثر وأنتِ أختاري
أثير بقهر : يعني تجبرني بطريقة غير مباشرة !!
عبدالعزيز : ما أجبرك بس أنا ماني فاضي إلا هالويك إند وبعدها ماراح أقدر
أثير بضيق : طيب بقول لأبوي
عبدالعزيز بسخرية : عاد لا تحسسيني أنه كلامه يمشي عليك
أثير عقدت حاجبيْها : توِّك تنتقد أني أتكلم عن أبوي بهالطريقة !! يالله على تناقضك
عبدالعزيز : إيه طبيعي ماني راضي أنك تتكلمين عن أبوك بهالطريقة بس عشان أقولك أنك ماتتعذرين في أبوك مستقبلاً
أثير تنهَّدت وهي تقف : أنا ماشية
عبدالعزيز وقف معها في المقهى الصغير الذِي على زاوية الطريق ، أخذ معطفه و عينه تنظرُ لخلف أثير من النافذة المفتُوحة حيثُ رتيل وضيْء.
خرجُوا من المقهى ليقترب عبدالعزيز من أثِير ويطبعُ قُبلتِه على خدِها : أشوفك على خير
أثير رُغم أنها أستغربت إلا أنها أبتسمت : إن شاء الله ... وأتجهت بطريقٍ بعيد حيثُ تخرجُ من هذه المنطقة.
لم يضع عينه عليها حتى لا يُبيِّن لها أنه رآها ، سَار وإبتسامة الخبث تُزيِّن شفاهِه ، يوَّد لو أنه يلتفت ويرى الغضب في نظراتها ولكن مصلحته الكبرى تتحقق بأن لا ينظرُ إليها.
خلفه بعدة خطوات ، تمتمت : قذر حقيير
ضي ضحكت بخفُوت : أقص إيدي إذا ماكان منتبه لك ويبي يستفزك بس ماشفتي وجه أثير مبيِّن أنها مستغربة
رتيل : تعلميني فيه !! أصلا ما شافني ولا حتى ألتفت
ضي : لا تضايقين نفسك! مردَّه بيعرف قدرك
رتيل : ماأبغاه يعرف قدري بس لا يقهرني !! أمس شفته بليل
ضي رفعت حاجبها بإستغراب : نزلتي ؟ ؟
رتيل : كنت أبي أشحن جوالي طفشت وأنتم نايمين قلت أشغَّل النت .. رحت السوبرماركت وجاني كان يبي يكلمني بس ماخليته
ضي : هههههههههه كفو
رتيل : بس جت الحيَّة ذي وشفت نظراته لها ... ضي والله مبين يحبها !
ضي : رتيل أنتِ تقولين كذا من قهرك بس أنا أحكم من برا واللي واضح انه مايحبها .. ماشفتي نظراته لك ذاك اليوم يعني مبيِّن شعوره بس أنتِ عشانك مقهورة تقولين عكس هالحكي
رتيل بضيق : شوفي الكلبة لا حجاب ولا شي ويجي عندي يحاضر بالدين والأخلاق
ضي : كم وحدة بحجابها وأخلاقها صفر ووحدة بدون حجاب وأخلاقها طيبة
رتيل : أنا ماأقصد كذا بس شوفي لبسها حتى !! حيوانة تقهر
ضي : هههههههههههههههههههه تغارين منها
رتيل تنهَّدت : ماأغار بس كلبة
ضي : عاد شوفي الناس أذواق ! ماأشوفها حلوة .. يعني شعرها بس مزيِّنها و .. بصراحة جسمها حلو
رتيل بقهر : وش بقى يعني خشتها مهي بحلوة ؟ وبيضا بعد عاد هو يتقطّع قلبه عند البِيض جعله اللي مانيب قايلة
ضي بضحكة : خليك واثقة من نفسك .. أنتِ أحلى منها وبصفات كثيرة ماهو وحدة وبس !! عشان كِذا لا تبينين أنك غايرة منها
رتيل : قلت لك ماأغار !! خلها تولِّي أغار من ساندي ولا أغار منها
ضي : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه أستغفر الله .. تكفين عاد لا تحشين
رتيل : ترى ساندي حلوة والله .. ماأقصد أتطنز
ضي : علينا ؟
رتيل : أقولك جتنا شغالة مزيونة من ثاني يوم رجعناها تقول عبير تآخذ أبونا بعدين هههههههههههههههههه عاد يوم قدَّمنا آخر مرة تفشلنا عند صاحب المكتب قلنا مانبيها تكون جميلة نخاف والله
،
على الرصِيف المُطل على النهر حيثُ القوارب و السُفن ، تنظرُ للبحر ورجفته كُلما مرَّ أحدهُم فوقه ، يُشبهني هذا الماء ، يخشى القُرب ، يخشى أن يأتِي أحدهُم ويُلطخه بشيءٍ يخافه. مثلي تماما والله ينتظر و يشتاق ، يسمعُ الجميع ولا أحد يسمعه ، يغدُر ؟ لا يغدر ولكن يُمارس ردة الفعل إتجاه بُكاء هذا العالم الذِي يزيد ملوحته بحُزنه وهو ليس بناقصٍ عليه كُل هذا الحزن.
ألتفتت على ولِيد الصامت ولا ينطقُ بحرف ، أطالت النظر به حتى شتتها بإتجاه هذه المياه الزرقاء التي تعكسُ غيُوم السماء ، كيف ننسى يالله ونحنُ علَّقنا مواعيدنا في السماء ؟ كيف ننسى والسماءُ مازالت فوقنا تُذكِرنا دائِمًا بخطواتنا أنَّ هُناك من نشتاق إليه ونفتقده.
رؤى : أنا أشتاق لهم يا وليد
مازال صامت لاينطقُ بشيء.
رؤى أخفضت نظرها : أعرف أسمائهم بس ماأعرفهم كثير .. أعرف أنه في وحدة إسمها غادة و أعرف أنه فيه زوج أو طليق إسمه ناصر .. أعرف أنه فيه شخص إسمه عبدالعزيز .. أعرف والله بس مدري مين !!
وليد : لو تعرفين أسمائهم الكاملة يا رؤى!! لو تعرفينها كان من زمان أنتِ عندهم
رؤى بحزن : ومين قال أني أبي أعيش عندهم ! هم تخلوا عنِّي بس أبي أشوفهم أبي أحضنهم مرة وحدة وبعدها خلاص ماأبي منهم شي .. لو يبوني كان دوروني ! لو يبوني خلهم يلقون لهم عذر ولو سخيف بصدقه
وليد تنهَّد : خلينا نحاول نتذكر ليلة الحادث .. مانبي نتذكر اللي قبل الحادث
رؤى : كيف ؟
وليد : بقولك أشياء وأنتِ حاولي طيب .. بس بدون لا تضغطين على نفسك .. أبيك من تلقاء نفسك تقولين مارّ عليك هالمنظر .. طيب
رؤى : طيب
وليد أخرج هاتفه الـ " جالكسي " وضع صُورة لعائلة مُجتمعة في سيارة وسعيدة : كان بليل ولا النهار ؟
رؤى بصمت يغيبُ عقلها في اللاشيء.
وليد يُريها إحدى السيارات خلفها : طلعتي من الشقة ؟ ولا من الجامعة ؟ ولا من وين بالضبط ؟ قولي أي شي وعادي حتى لو مو متأكدة
رؤى : أتوقع من الشقة أنا و ... بروحي
وليد يرسمُ لها في إحدى تطبيقات الرسم ، سيارة أجرة وهي خلفه
رؤى بإندفاع : لألأ ماكان تاكسي
وليد نظر إليْها ولمعت بعينه فرحةُ إنتصار وهزيمة لهذه الذاكرة التي سترضخُ لنا أخيرًا : طيب ...
رؤى : كان جمبي أمي
وليد بصمت ينظرُ لها وهي مُغمضة عينيها . .
رؤى تغرقُ بعمق : أتصلت عليه ، كان يتطمن علينا ... أبوي قدام .. جمبي ... مدري ...كنا كلنا موجودين ... ونضحك .. كنا مبسوطين والله
أرتفعت أنفاسها وضيقُ يحاصرها ، الأحداثُ تُعاد عليْها .. الأحداثُ المُفجعة تختلطُ بحزنها ، لا تُبقي بها ذرةُ أكسجين تتنفسها
وليد : رؤى طالعيني .. خلاااص
رؤى تبكِي بإنهيار تام ، تبكِي وهو يضجُ في أذنها " الصوتُ المخنوق المتحشرج يصرخ : تشهدُوا .. أذكروا الشهادة .... أذكرووهااا ................... تمتم : أشهدُ أن لا إله الا الله وأشهدُ أن محمد رسول الله "
وليد يحاول أن يجعلها تفتحُ عينيْها : رؤؤؤى
غارقة ببكائها و الغيمُ ينجب في هذه اللحظات مطرًا ، صرخات مُتعالية و صوتُه العذب يُبكِي أذنها " عاد من هالناحية ماأظن فيه أحد يعشق بناته كثر ماأعشقكم "
تعالت شهقاتها وهي تضع يدها على أذنها المُغطاة بحجابها و تتحدثُ بهذيان : لا يبه ... يبببه تكفى ..... يبببببه ....
هدأت الأنفاسُ في السيارة المنقلبة على الشارع المُبلل بالأمطار ، هدأت لتنظرُ بضعف لوالدتها التي بجانبها ، مسكت يدها وهي تهمس بصوتً يتقطَّع مُتعب لا حيل به " يمممه .. يممه .. لاتتركيني ... يممه ردي عليْ .. " كانت بجانبها أنثى أخرى ولكن لم تستطع أن تلتفتُ عليْها ، فلا قوة لجسدِها الذِي يُزينه ثوبٌ أبيضُ عريضْ يُعيق حركتها "
فتحت عينها على وليد بضياع كبير : زواجي !!! كانت ليلة زواجي والله .. صدقني !! والله هذا زوجي ماهو طليقي .. كذابة هذيك لا تصدقها !! تكفىىى قول أنك مصدقني أنا أعرفهم والله أعرفهم ... أنا ماني مجنونة .. ماني فاقدة الذاكرة .. هذولي أهلي ... والله أهلي .... تكفففى رجعني لهم .. تكفىى
وليد وقف بضيق شديد : خلاص خلاص .. أمشي خلينا نرجع ترتاحين
رؤى بشتات تبكِي : أمي والله أمي .. مين يرجِّع لي أمي .. أمي ماماتت ؟ ماماتت .. كانت تشوفني .. والله العظيم كانت تشوفني ..... أنا أعرفهاا أمي وهذاك أبوي اللي شفته .. أنا شفت أبوي ... صرخت به .. ليه تطالعني كذا !! ليه ماتصدقني .. أنا شفت أبوي
وليد بهدُوء : مصدقك .. عارف والله عارف بس خلينا نرجع
رؤى : ماأبغى أروح أنا بنتظر ناصر
وليد : ناصر راح يجيك بالفندق
رؤى بضيق : هو وعدني يجيني هنا .. أبعد عني ماأبغاك أنت ماتصدقني
وليد : رؤى خلينا نرجع وبعدها أحكي لك عن ناصر
رؤى بإنكسار : ليه سوَّى فيني كذا ؟ ليه ما يحبني ؟ ليه محد يبيني ؟
وليد مد يدِه التي تُغطيها القفازات بسبب برودة الأجواء : يالله يا رؤى
رؤى : قالنا تشهدُوا .. بس أنا ما مت .. أنا هنا ليه ما يصدقوني ..
وليد أدرك أنها تتخيَّلُ أحداث أخرى لا حقيقة لها ، عاد للجلوس بجانبها : الحين مطر أدعي الدعاء مستجاب
،
بخطواتٍ غاضبة يدخلُ ليرى أخيه بصورةٍ رثَّة لم يتخيَّلُ يومًا بأن تسوِّدُ المعصية وجهه هكذا ! نظر له بشفقة بحزن بغضب بقهر بضيق ، بأشياءٍ كثيرة أنتحرت في قلب عبدالمحسن قبل أن يراه ، أنتحرت كل الأشياء الحلوة التي تجمعه بأخيه وهو يطعنُه في ظهره ، تعرف كان جيد أن تطعني بظهري ولا تُريني غدرك وجهًا أقابله ، كان جيد أن لا أراك وأمُوت بجلطةِ قهري ، لكن ليس بجيِّد أبدًا أن تكُون أنت أخي وتفعلُ بيْ كل هذا ، لِمَ فعلتها ؟ لِمَ عصيت الله قبل كل شيء ؟ أترى معصية الله سهلة ؟ أَسهلٌ عليك أن تتجاوز حدُودك ؟ بينُنا ربٌ شديدٌ ذو إنتقام ، كيف تساهلت معصيته وأنت تعرفُ من هو الله ؟ يااه ما أقساك على نفسِك وما أقساك على أخيك الذِي أعتبرك كأبنه ، عاملتُك كإبن ولم أعاملك كأخ أبدًا!
أرتفع نظرُ تُركي إليْه ، نظرةُ الأموات هذه تشطرُ عبدالمحسن أنصافًا.
عبدالمحسن دُون أن يقترب منه وبنبرة تُبكي الحجر من لومِها : لِيه سويت معاي كذا ؟
تُركي ببكاء الرجال القاتل لكُلِ أحدٍ يسمعُ هذا الضجيج : أحبها
عبدالمحسن عقد حاجبيْه بغضب : تحبها ؟
تُركي بإندفاع : والله أني أحبها
عبدالمحسن أقترب بخطواته ليصفعه بقوة أسقطته على الأرض : ما عُمري مدِّيت أيدي عليك بس هالمرَّة يا تركي ما عاد بقى لك شي في حياتي ، من اللحظة اللي خنتني فيها وأنا ماأعرف إلا أخو واحد وهو عبدالرحمن
تُركي يتكورُ حول نفسه على الأرض لا سبيل غير هذا ليُدافع عن نفسه وبهذيان : أحبها .. أحبهاا والله أني أحبها ماأكذب
عبدالمحسن بصراخ : يوم أنك تحبها ليه ما حميتها ؟ ليه تتحرش فيها وتغتصبها !! هذي بنتي تعرف وش يعني بنتي !!!
تُركي : مقدرت أمسك نفسي عنها .. أقولك والله أحبها
عبدالمحسن بغضب شديد سحبه من ياقته الممزقة ليضربه بكل ماأتاه الله من قوة بعد أن جلس لسنوات عديدة لم يمدُ يده لا على رجلٍ ولا أنثى ، أخرج كل غضبه به. لم يستطع أن يمسك نفسه دُون أن يفرغ حزنه على حاله وقهره على حال الجوهرة.
كان تُركي مجنُونًا لا يتألمُ سوى من قلبه العاشق للجوهرة : ما يهمني لو تضربوني .. أنا أبيهااا حراام عليكم .. أنا أحبها
دفعه على الأرض : ماني مسؤول عنك ولو يذبحك سلطان ماهمني ... أتق الله في نفسك وتُوب قبل لا يقتصُّون منك ..... وخرج ليُقابل سلطان وبغضب : سوّ فيه اللي تبي ماني أخوه ولا أعرفه ......!
فاق من تلك الأحداث ، ينظرُ بضياع لزوجته : سمِّي
أم ريان : أنت هاليومين ما غير تفكر ومشغول بالك .. أقولك عرفت وينه فيه تركي ؟ حلمت فيه وخفت لا يكون صاير فيه شي
عبدالمحسن : وش حلمه ؟
أم ريان بضيق : كان يناديني من حفرة أو كان واقف عند حفرة والله ياعبدالمحسن مدري كيف بالضبط لكن يبكِي ويناديني ..خفت عليه
عبدالمحسن تنهَّد : مسافر ويا ربعه بيطوِّل ... يرجع بالسلامة
أم ريان : طيب خله يكلمني لأني أتصل على جواله ما يرد
عبدالمحسن بضيق وقف : إن شاء الله .. أنا رايح المسجد ...
،
في هدُوءِ هذا البيت بقلةِ ساكنيه ، تُقطِّع السلطة في الصالة وبجانبها تُساعدها ريف ببراءه وهي تأكلُ من الخيار المُقطَّع بشكلٍ دائري ، تبتسم لها : خلصتي الخيار علينا ؟
ريف تضحك بشغف : احبهاا
والدتها : يا عساه عااافية على بنيتي حبيبتي .. تُقبِّل خدها
دخل لتقفز له ريف ، رفعها ليُقبِّلها : يسلم لي إياها بنت الجميلة
ضحكت والدته : شلونك اليوم ؟
أنحنى ليُقبِّل رأسها : بخير الحمدلله أنتِ بشريني عنك ؟
والدته : بخير ،
فيصل : وليه تقولينها كذا ؟
والدته : وش أسوي من الطفش ؟ ماني لاقية شي أسويه .. أفكر أبدأ بمشروع خفيف يشغلني بس حتى مخي موقف
فيصل : أعزمي صديقاتك عندك ورجعي أيام العزايم بينكم ومنها تسلين نفسك وتغيرين جوّ
والدته بلكاعة : وهم بيجلسون معي طول اليوم ؟
فيصل فهم قصدها : ههههههههههههههههههههههه ترى أنا ما قلت لأ .. ركزي قلت لك دوري لي الزينة ومن عيوني بخطبها
والدته بإبتسامة : قلت لك بنت بو منصور كاملة والكامل الله
فيصل : يمه أنتِ عندك كل بنات الرياض كاملات والكامل الله
والدته : لآ هذي غير أنا متأكدة .. هيفاء كانت شايلة عرس أختها وقايمة في الناس
فيصل بهدُوء : طيب شوفي لنا وحدة من بعيد
والدته : قلت لك ماهو عاجبني الا هيفاء
فيصل تنهَّد : طيب
والدته بفرح تركت السكين : وشو ؟ أخطبها لك ؟
فيصل غرق بضحكته ليُردف : لحظة أفكر يعني بستخير وأرد لك خبر
والدته : قم يالله صل إستخارة الحين وأكيد بترتاح للخطوبة
فيصل : يمه أتركيني أمخمخ عليها أشوفها تناسبني ماتناسبني
والدته : لا حول ولا قوة الا بالله .. وش تمخمخ عليها ؟ طيب خلني أوصفها لك
فيصل ضحك : طيب
والدته : طولها كذا يوصل لكتفك يمكن أو شوي أعلى ، بيضاء شعرها طويل وناعم ماشاء الله ..
فيصل بعبط : مافيها شي مميز
والدته : إلا خشمها تبارك الرحمن وعيونها حورية ماهي إنسان
فيصل : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هههههههههههههههه إيوا بعد
والدته : أحكي جد البنت مزيونة .. لحظة تعرف أخوها يوسف ! هي فيها شبه منه كثير
فيصل : شكلك ملخبطة يمه .. اللي يزورنا منصور ماهو يوسف
والدته : لآ أنا أعرفه يوسف الصغير يشبه لها كثير .. كذا مرة شفته
فيصل : طيب انا ماأحس أني متحمس لها يعني
قاطعته : إلا أنا أتوقع .. يعني بتحبها أعرف ذوقك وبتعجبك لأنها ناعمة وماتحب المكياج وماهي راعية آكل
فيصل : وش يعرفك بهالأشياء ؟
والدته : حاستي السادسة ماتغلط
فيصل بإبتسامة : طيب بفكِر وأشوف
والدته : طيب يمكن أبو منصور مايرفض أنك تشوفها يعني نظرة شرعية
فيصل : لآ مستحيل أطلب منه
والدته : طيب ماعلينا أخطبها لك خلني أفرح فيك
فيصل بإبتسامة :أصلي وأرد لك خبر
والدته بفرحة عميقة تلألأت بها عيناها : الله يكتبها لك يارب
،
في طريقه سيرًا تحت نسماتُ البرد التي تُحيطه ، مُثبت جواله في إذنه : والحين كيف حاله ؟
ناصِر : الحمدلله أحسن
عبدالعزيز : الله لا يفجعنا فيه
ناصر بتنهيدة : آمين .. أنت وش مسوي ؟
عبدالعزيز : هذاني رايح لهم اليوم بقابل الجُوهي
ناصر : أنتبه لنفسك
عبدالعزيز : إن شاء الله ، طمني على عمي إذا صار شي جديد
ناصر : إن شاء الله .. بحفظ الرحمن
عبدالعزيز : فمان الله .. وأغلقه ليُدخل في جيب بنطاله.
في جهةٍ أخرى من هذا العالم ، يقف بتثاقُل ينظرُ للمارَّة و رائحة المُستشفى تخنقه ، تُشبه رائحة الأموات الذين لم يستطع أن يراهم ، النظرة الأخيرة التي ودَّ لو أنها تتحقق ، كان حلمه أن يراها بفُستانها الأبيض ! ولم يراها بهذا الفُستان ، ليته أصَّر عليها عندما حاولت أن تمنعه ، كانت تُجيبه دائِمًا " مُفاجئة " ، بالضبط كانت مُفاجعة !! لم أتخيَّل يومًا أن تكُون نهايةُ حُبنا هكذا ! لم ينتهي الحُب ولكن أنتهى اللقاء ، الوصل ، الرسائل ، الهدايا ، المواعيد . . كل شيء أنتهى لم يبقى لنا سوَى الذكرى ، لم يبقى لنا أنا وقلبي سوَى تذكُرك يا غادة. وما أملكُ من الوصلِ سوَى : الدُعاء ، ينظرُ لبياض الجُدران ويغرقُ بضحكاتها اللامُنتهية.
بضحكةٍ ضوضائية تحت سقف الأشجار التي تُظللهم : باقي لي كثييير
ناصر : يا كرهي عاد ماهو لازم كل شي تشترينه خلي بعضه بعدين بعد الزواج !! لأن الحين أبوك صاير يتحجج فيك
غادة بإبتسامة : الحين مو قرَّبنا الموعد عشانك والله أبوي قال خلاص التاريخ ثابت و ناصر يصبر بنتنا ماتجيه بهالسهولة
ناصر بإندفاع : وش بهالسهولة !! طلعتوا عيني !! أنا يوم الملكة على شروط أبوك بغيت أترجاه من كثر ماهو يشك في ثقته فيني ! وفوق هذا بعد ما ملكنا وخلاص ما تعدينا حدود الله قام وقال مافيه طلعات !! ويوم وافق وحنّ علينا لصق بوجهنا عبدالعزيز .. بالله مين اللي متعذب غيري ؟ وتقولين بتجيني بسهولة !!
غادة : هههههههههههههههههههه يعني أنت تعرف أبوي يقول مايحب الأشياء الملكعة وحركات النص كم
ناصر: ذي حركات نص كم !! آآخ بس زوجتي ومناشبيني فيها
،
خرجت من الفُندق بعد أن تمللت من الجلُوس عند النافذة ومُراقبة المارَّة دُون أن تتحرك شفتيْها بكلمة تُبلل بها هذا الجفاف الذِي يُحبط بها ، أخذت هاتفها وأتصلت على رتيل : وينكم فيه ؟
رتِيل : نتسوق بالمحلات اللي بالشارع الثاني .. أمشي سيدا واول لفة على يمينك أخذيها وإذا وصلتي هناك كلميني وأجيك
عبير : طيب .. مع السلامة .. وأغلقته لتسير بهدُوء متزن على الرصيف المُبلل ببقع الماء العاكسة ، أخذت نفسًا عميقًا وهي تبتعد بخطواتٍ عريضة عن الفُندق.
خلفُها يسير ، مُشتاق .. مُشتاق .. مُشتاق والله ، أحلى أيام عُمري أكادُ أقسم بربِ هذا الحُب أن اليوم هو يوم إستثنائِي ، هو يوم مختلف ، هو عُمر جديد يُكتب ليْ ، بمُجرد أن أراك حتى وإن لم تنظرِي إليْ ، يكفيني من هذه الحياة أن أراك تسيرين أمامي ، أنتِ أمامي " بجنُون يُحدِّث نفسه " ،
شعرت بشيء خلفها أربكها وألتفتت . . .
،
فِي زحام الشوارع و الطُرق المكتظة ، في الرسائِل العميقة و ملامِح الحُب المرسومة على تلك الوجوه ، في كل شيء يضمُ أسطنبُول يتفرعُ الحُب وخيُوطِ الحياة العُثمانية و أصُول ما مضى ، في الصبايا الجميلات و رقصُ الشرق في وسطِ نهرها.
ألتفتت عليه وبتوتر : منصور
ريَّان يرمي عليها سهام اللامُبالاة : طيب
ريم مدَّت هاتفها : حتى شوف
ريَّان رفع عينه عليها بحدَّة : وأنا قلت شي !! خلاص سكري على الموضوع
ريم بهدُوء يمزجه الإرتباك : ليه عصبت ؟
ريَّان : ماني معصب .. ولا تكثرين أسئلة على راسي ماني رايق
ريم أخذت نفسًا عميقًا وكأنها تمنعُ نفسها من الغرق في بُكائها ، نظرت لطريق المشاة الذِي أمامُها دُون أن تلفظ كلمة.
عضت شفتها السُفلى حتى لاتبكِي ولكن غرقت محاجرها ، بصوتٍ مُرتجف : أبغى أرجع الشقة
،
يُلصق على صدرِه أداةُ التسجيل الصغيرة ، أرتدى ساعته الفُضيـة التي من نوع خاص ، فهي لا تنتمي إلا لماركة " المتفجرات البسيطة ". أغلق أزارير قميصه بعد أن صبغُوا له عوارض أغلظ حتى يُشبه المتوفي الذِي لم يكشفه رائد بعد. ويُعطيه عمرًا أبعد من عُمره . .
أدخل هاتفه الآخر في جيبه وهو يرتدِي المعطف ويلفُ حول عنقه الـ " سكارف " الذِي يخفف من وطأة البرد عليه.
نظر لشكله نظرة أخيرة في المرآة : كِذا تمام ؟
عبدالرحمن : إيه .. طيب لحظة خلنا نجرب السماعات .... أتجه نحو الغرفة الأخرى التي تنتشرُ بها الشاشات : عز ؟؟
عبدالعزيز : يوصل صوتك واضح
عبدالرحمن خرج من الغرفة متجهًا إليه : همتك يا بطل
عبدالعزيز بإبتسامة يمسح على وجهه لا يُخفي ربكته أبدًا : إن شاء الله ...
عبدالرحمن : حاطين حراسة وممكن يكشفون السلاح عشان كذا بس تحس الموضوع فيه إنَّ على طول تطلع ، بالشارع الثاني راح تكون فيه سيارة تنتظرك ، و بأشد الأوقات إذا مافيه أمل أضغط على هالمكان.. أشار له بـ زر بجانب ساعة يدِه ، ترى هالأغراض اللي عندِك غالية حيل وميزانية عشان كذا لا تخربها من أول إستعمال
ضحك عبدالعزيز ليُردف : ماني مخربها لا تخاف
عبدالرحمن بإبتسامة : طيب يالله أطلع من الباب الثاني عشان إذا كانت العمارة مراقبة ..
،
على مكتبه ينظرُ لعدةِ أوراق : فتح القضية من جديد ؟
: هذا اللي وصلني أنه سلطان يعيد فتح ملف التهريب حق 2008
رائِد بتنهيدة وصبرُه لن يطول أبدًا هذه المرة : أنا أعرف كيف أسكته
دخل عليهم وملامح الدهشة تُنيره : قصرك بالرياض كله كاميرات مراقبة
وقف بصدمَة . . .
: راجعنا كاميرات المراقبة حقت الباب الخلفي وشفنا . . .
.
.
أنتهى
.
إن شاء الله يروق لكم البارت ويكون عند حسن الظن دايم :$()
لاتحرمونِي من صدق دعواتكمْ و جنَّة حضوركمْ.
و لا ننسى أخواننا المسلمين المُستضعفين في سوريا وفي كُل مكان أن يرحمهم ربُّ العباد و يرفعُ عنهم ظُلمهم و أن يُبشِرنـا بنصرهُم ، اللهم لا تسلِّط علينا عدوِك وعدونـا و أحفظ بلادِنا وبلاد المُسلمين.
و اللهم أرحم أمواتنا وأمواتِ المُسلمين :" +
+ أستغفر الله العظيم وأتُوب إليْه.
لا تشغلكم عن الصلاة
*بحفظ الرحمن
أنت تقرأ
لمحت في شفتيها طيف مقبرتي .. تروي الحكايات ان الثغر معصية
Romanceلمحت في شفتيها طيف مقبرتي .. تروي الحكايات ان الثغر معصية ( للكاتبه : طيش )