Part2

3.9K 73 7
                                    

" نعم قبلت ! "

جملة بسيطة من كلمتين، نطقت بها أمام أبي، و الشيخ، و الشاهدين، تحوّلت بها في ثوان من عزباء إلى متزوجة !

ما أن انصرف الرجال، حتى قامت أمي و قريباتي بالتهليل و الزغرة و الهتافات و المعانقات!

" مبروك "

مبروك ، مبروك ... مبروك !

سمعتها من ألسنة جميع السيدات و الفتيات اللواتي حضرن ليلة عقد قراني أنا و مجد !

أقمنا احتفالا (صغيرا) لم يحضره سوى أربعين امرأة ، لم يسبق لي أن رأيت 50 % منهن على الأقل !!

على كرسي العروس، جلست أنا ! أراقب الأخريات و هن يغنين و يصفقن ، و يرقصن كذلك، فرحا بي و بمجد !

قريباته لطيفات ، فهل يكون مثلهن يا ترى ؟؟

تنتهي الحفلة، و يعانقني كل من في الصالة الصغيرة، ممن أعرف و من لا أعرف، و أعود إلى غرفتي !

تلحقني إحدى قريباتي، تعيد المباركة و التهنئة، و تمطرني بوصايا ( قيّمة ) !

" إياك أن تدعيه يفعل هو ما يريد، بل افعلي أنت ما تريدين ! يجب أن تجعليه كالخاتم في إصبعك ! أطلبي منه أخذك إلى المطاعم و الأسواق و المنتزهات و الملاهي و الرحلات كل يوم ! اصري عليه لشراء الأشياء الثمينة و كل ما يعجبك ، و لا تتنازلي أبدا عن شيء أردته ! دعيه و من البداية ينفّذ كل رغباتك دون اعتراض أو نقاش ! "

هل انتهينا ؟ لا !

" و يجب أن تعمدي إلى زيادة وزنك عدة أرطال ! أنت ِ نحيلة جدا ! و شيء يجب أن تدركيه جيدا ، هو أن الرجال يفضلون المرأة السمينة ! "

ربّاه !

تفرغ شحنة نصائحها الغريبة تلك، و تغادر أخيرا !

ارتمي على السرير ...

آه ! لقد انتهى كل شيء !

معقول ؟؟ هل انتهى كل شيء !؟

أأصبحت أنا الآن امرأة متزوجة ! بهذه السهولة و السرعة !

الليلة الماضية، كنت أنام على سريري (عزباء) في حالي، أفكر و أفكر في كيف ستكون الليلة المقبلة !؟

بذلت ما أمكنني لأظهر جميلة و أنيقة، مرضية في أعين قريبات مجد !

و لكن... أعساي أعجبه ؟

مضت الأربع و عشرون ساعة الأولى من دخولي القفص، و لا شيء تغير

وزعت الكعك على زميلاتي و صديقاتي، و كلّهن باركن لي و فرحن من أجلي، علم الكون كلّه بارتباطي بمجد ...

" مبروك لمى، تستحقين كل خير ! أخبريني، كيف هو عريسك ؟ "

" لا أعرف ! "

" ماذا !؟؟ "

" لا أعرف فأنا ببساطة ... لم أره بعد ! "

" أوه يا إلهي ! أي مخطوبة أنت ! ِ "

أي مخطوبة أنا ؟؟

لا أدري !

في الليلة التالية للعقد، يأتي مجد لسبب يتعلّق بالعقد نفسه، ليقابل والدي

أقف في الطابق العلوي، أمام النافذة المطلة على المدخل، أدقق النظر في ظلام الليل.. منتظرة ظهروه !

كيف يبدو شكل خطيبي يا ترى !؟؟

متحرّقة شوقا لأعرف !

لم تكن الرؤية واضحة ... ( خسارة ! )

يأتي أخي و يقول مبتسما :

" يسلّم عليك ! سينجز الإجراءات اللازمة في المحكمة، و يأتي غدا لزيارتك ! "

آلام حادة جدا تعتصر معدتي !

سيأتي غدا لمقابلتي ؟؟ يا إلهي أكاد أنصهر خجلا ! Surprised

و يأتي يوم الغد، و تعاود زميلاتي سؤالي عن المدعو ( خطيبي ) :

" لم أره بعد ! "

" أي مخطوبة أنت يا لمى ! "

آه أسكتن !

أنا لا أعرف من هو زوجي الذي تزوجته قبل ليلتين !

من تكون يا مجد !؟؟

لقد رأيت جميع قريباته و رأينني جميعهن، و رأى هو جميع أقاربي ، و رأوه جميعا ، أما أنا و هو ، فلم نلتق حتى الآن !

تبدأ الشمس بالإقتراب من الأفق...

بعد صلاة المغرب، سأكون أنا و المدعو مجد ( زوجي ) في وجه بعضنا البعض أخيرا ، و بمفردنا ...

يا إلهي...كيف سيجدني ؟ هل سأعجبه؟ هل سيعجبني ؟ ماذا لو لم يرق لي ؟؟ ماذا إن أبهرني ؟؟

ماذا سأقول ؟؟ و كيف سأتصرّف ؟؟

أنا و رجل ( غريب ) أقابله للمرة الأولى في حياتي حبيسان بمفردنا في قفص واحد ...


أيها الناس !

افتحوا الباب .... !

آٌنا و نصفي الاخر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن