" نعم قبلت ! "
جملة بسيطة من كلمتين، نطقت بها أمام أبي، و الشيخ، و الشاهدين، تحوّلت بها في ثوان من عزباء إلى متزوجة !
ما أن انصرف الرجال، حتى قامت أمي و قريباتي بالتهليل و الزغرة و الهتافات و المعانقات!
" مبروك "
مبروك ، مبروك ... مبروك !
سمعتها من ألسنة جميع السيدات و الفتيات اللواتي حضرن ليلة عقد قراني أنا و مجد !
أقمنا احتفالا (صغيرا) لم يحضره سوى أربعين امرأة ، لم يسبق لي أن رأيت 50 % منهن على الأقل !!
على كرسي العروس، جلست أنا ! أراقب الأخريات و هن يغنين و يصفقن ، و يرقصن كذلك، فرحا بي و بمجد !
قريباته لطيفات ، فهل يكون مثلهن يا ترى ؟؟
تنتهي الحفلة، و يعانقني كل من في الصالة الصغيرة، ممن أعرف و من لا أعرف، و أعود إلى غرفتي !
تلحقني إحدى قريباتي، تعيد المباركة و التهنئة، و تمطرني بوصايا ( قيّمة ) !
" إياك أن تدعيه يفعل هو ما يريد، بل افعلي أنت ما تريدين ! يجب أن تجعليه كالخاتم في إصبعك ! أطلبي منه أخذك إلى المطاعم و الأسواق و المنتزهات و الملاهي و الرحلات كل يوم ! اصري عليه لشراء الأشياء الثمينة و كل ما يعجبك ، و لا تتنازلي أبدا عن شيء أردته ! دعيه و من البداية ينفّذ كل رغباتك دون اعتراض أو نقاش ! "
هل انتهينا ؟ لا !
" و يجب أن تعمدي إلى زيادة وزنك عدة أرطال ! أنت ِ نحيلة جدا ! و شيء يجب أن تدركيه جيدا ، هو أن الرجال يفضلون المرأة السمينة ! "
ربّاه !
تفرغ شحنة نصائحها الغريبة تلك، و تغادر أخيرا !
ارتمي على السرير ...
آه ! لقد انتهى كل شيء !
معقول ؟؟ هل انتهى كل شيء !؟
أأصبحت أنا الآن امرأة متزوجة ! بهذه السهولة و السرعة !
الليلة الماضية، كنت أنام على سريري (عزباء) في حالي، أفكر و أفكر في كيف ستكون الليلة المقبلة !؟
بذلت ما أمكنني لأظهر جميلة و أنيقة، مرضية في أعين قريبات مجد !
و لكن... أعساي أعجبه ؟
مضت الأربع و عشرون ساعة الأولى من دخولي القفص، و لا شيء تغير
وزعت الكعك على زميلاتي و صديقاتي، و كلّهن باركن لي و فرحن من أجلي، علم الكون كلّه بارتباطي بمجد ...
" مبروك لمى، تستحقين كل خير ! أخبريني، كيف هو عريسك ؟ "
" لا أعرف ! "
" ماذا !؟؟ "
" لا أعرف فأنا ببساطة ... لم أره بعد ! "
" أوه يا إلهي ! أي مخطوبة أنت ! ِ "
أي مخطوبة أنا ؟؟
لا أدري !
في الليلة التالية للعقد، يأتي مجد لسبب يتعلّق بالعقد نفسه، ليقابل والدي
أقف في الطابق العلوي، أمام النافذة المطلة على المدخل، أدقق النظر في ظلام الليل.. منتظرة ظهروه !
كيف يبدو شكل خطيبي يا ترى !؟؟
متحرّقة شوقا لأعرف !
لم تكن الرؤية واضحة ... ( خسارة ! )
يأتي أخي و يقول مبتسما :
" يسلّم عليك ! سينجز الإجراءات اللازمة في المحكمة، و يأتي غدا لزيارتك ! "
آلام حادة جدا تعتصر معدتي !
سيأتي غدا لمقابلتي ؟؟ يا إلهي أكاد أنصهر خجلا ! Surprised
و يأتي يوم الغد، و تعاود زميلاتي سؤالي عن المدعو ( خطيبي ) :
" لم أره بعد ! "
" أي مخطوبة أنت يا لمى ! "
آه أسكتن !
أنا لا أعرف من هو زوجي الذي تزوجته قبل ليلتين !
من تكون يا مجد !؟؟
لقد رأيت جميع قريباته و رأينني جميعهن، و رأى هو جميع أقاربي ، و رأوه جميعا ، أما أنا و هو ، فلم نلتق حتى الآن !
تبدأ الشمس بالإقتراب من الأفق...
بعد صلاة المغرب، سأكون أنا و المدعو مجد ( زوجي ) في وجه بعضنا البعض أخيرا ، و بمفردنا ...
يا إلهي...كيف سيجدني ؟ هل سأعجبه؟ هل سيعجبني ؟ ماذا لو لم يرق لي ؟؟ ماذا إن أبهرني ؟؟
ماذا سأقول ؟؟ و كيف سأتصرّف ؟؟
أنا و رجل ( غريب ) أقابله للمرة الأولى في حياتي حبيسان بمفردنا في قفص واحد ...
أيها الناس !
افتحوا الباب .... !