كنت ُ متلهفا للقاء مخطوبتي ، فبعد فراق أسبوع كامل ، شعرت بشوق شديد إليها !( يمكن ما تصدقون ، بس قلبي تعلّق بها البنت من النظرة الأولى ، أو على قولتها : النظرة الثانية ! لأنها أطول و أعمق )
حين جلست إلى جانبي في السيارة انتابتني رغبة جامحة في الكشف عن وجهها !
( أبي أشوف وجهك يا لمى ! وحشتيني موت ! )
ذهبنا بعدها إلى أحد المطاعم
( و ما صدّقت أخيرا أنها شالت الغطاء و نوّرت مثل القمر ! و أحلى من القمر ... )
ما أجمل هذه الفتاة !
( على فكرة ، الحلقة ذي للبنات فقط ! إذا أنت غير كذا تفضّل من غير مطرود ! ترى أنا غيور حدّي ! )
في المطعم الذي اخترناه ، جلسنا عند طرفي طاولة كبيرة بعض الشيء،
ما صعّب علي إطعام مخطوبتي بنفسي !( المفروض في المطاعم يحطّوا طاولة صغيرة عشان المخطوبين اللي مثلنا يجلسوا قراب من بعض ! )
قلت :
" ما أكبر هذه الطاولة ! اقتربي منّي "
( أقترب منّك ؟؟ وين تبيني أجلس ؟؟ جنبك يعني ؟ وش تبي يقول النادل (الجرسون) عنّا ؟؟ خلّك مكانك و خلني مكاني ! )
لم تبادر هي بأي اقتراب ! إنها خجولة !
أمسكت بيدها ، وضممتها بين يدي و حدّقت في عينيها معبرا عن شوقي ... ما أحلاها حين تطأطىء بعينيها و تتورّد وجنتاها خجلا ...
( أموت في خجل البنات هذا ! يسحرني ! آخ من جمالك آآآآخ ! )
كان علي ّ أن أمد ذراعي طويلا حتى أصل إلى وجهها راغبا في رفع أنظارها إلي ... لكن مخطوبتي ابتعدت للخلف ، بل و دفعت بالكرسي للوراء !
( يالله عاد ! قربي منّي و خلّيني أنفّس عن مشاعري ! )
( أقول يا بو الشباب .. اتأدّب و إلا قمت لك بالجزمة ! )
( بل ! وش هالنظرة التهديدية الحمراء دي ؟ ابعّد يدي أسلم لي ! شكلها ناوية تعضني ! لا يكون عندها أنياب بس !!؟؟ )
تراجعت بيدي إلى الخلف ... باستسلام !
( خلني أصبر شوي ! تو الناس ! قدّامنا سهرة طويلة ! يا معين الصابرين يا رب ! )
و أمسكت بقائمة الأطعمة ...
فعلت هي الشيء ذاته ، و أثناء مطالعتها للقائمة كنت أتسلل بنظراتي نحوها !
جميلة مثل أميرات الأساطير !
اعتقد ...أنني محظوظ جدا بحصولي على زوجة بهذا القدر من الجمال ...( وش فيكم تطالعوني كذا ؟؟ يعني إذا ما تأمّلت زوجتي أتأمّل من ؟؟ )
إنني بلا شعور ... أراقب كل شيء فيها ! نظراتها ... تعبيرات وجهها ... حركات يديها ... التفاتاتها ... الطريقة التي تتحدّث بها ... الطريقة التي تمسك بها الملعقة ... و تشرب بها العصير ... و تبلع بها الطعام !