16

1.2K 32 5
                                    


كنت ُ متلهفا للقاء مخطوبتي ، فبعد فراق أسبوع كامل ، شعرت بشوق شديد إليها !

( يمكن ما تصدقون ، بس قلبي تعلّق بها البنت من النظرة الأولى ، أو على قولتها : النظرة الثانية ! لأنها أطول و أعمق )

حين جلست إلى جانبي في السيارة انتابتني رغبة جامحة في الكشف عن وجهها !

( أبي أشوف وجهك يا لمى ! وحشتيني موت ! )

ذهبنا بعدها إلى أحد المطاعم

( و ما صدّقت أخيرا أنها شالت الغطاء و نوّرت مثل القمر ! و أحلى من القمر ... )

ما أجمل هذه الفتاة !

( على فكرة ، الحلقة ذي للبنات فقط ! إذا أنت غير كذا تفضّل من غير مطرود ! ترى أنا غيور حدّي ! )

في المطعم الذي اخترناه ، جلسنا عند طرفي طاولة كبيرة بعض الشيء،
ما صعّب علي إطعام مخطوبتي بنفسي !

( المفروض في المطاعم يحطّوا طاولة صغيرة عشان المخطوبين اللي مثلنا يجلسوا قراب من بعض ! )

قلت :

" ما أكبر هذه الطاولة ! اقتربي منّي "

( أقترب منّك ؟؟ وين تبيني أجلس ؟؟ جنبك يعني ؟ وش تبي يقول النادل (الجرسون) عنّا ؟؟ خلّك مكانك و خلني مكاني ! )

لم تبادر هي بأي اقتراب ! إنها خجولة !

أمسكت بيدها ، وضممتها بين يدي و حدّقت في عينيها معبرا عن شوقي ... ما أحلاها حين تطأطىء بعينيها و تتورّد وجنتاها خجلا ...

( أموت في خجل البنات هذا ! يسحرني ! آخ من جمالك آآآآخ ! )

كان علي ّ أن أمد ذراعي طويلا حتى أصل إلى وجهها راغبا في رفع أنظارها إلي ... لكن مخطوبتي ابتعدت للخلف ، بل و دفعت بالكرسي للوراء !

( يالله عاد ! قربي منّي و خلّيني أنفّس عن مشاعري ! )

( أقول يا بو الشباب .. اتأدّب و إلا قمت لك بالجزمة ! )

( بل ! وش هالنظرة التهديدية الحمراء دي ؟ ابعّد يدي أسلم لي ! شكلها ناوية تعضني ! لا يكون عندها أنياب بس !!؟؟ )

تراجعت بيدي إلى الخلف ... باستسلام !

( خلني أصبر شوي ! تو الناس ! قدّامنا سهرة طويلة ! يا معين الصابرين يا رب ! )

و أمسكت بقائمة الأطعمة ...

فعلت هي الشيء ذاته ، و أثناء مطالعتها للقائمة كنت أتسلل بنظراتي نحوها !
جميلة مثل أميرات الأساطير !
اعتقد ...أنني محظوظ جدا بحصولي على زوجة بهذا القدر من الجمال ...

( وش فيكم تطالعوني كذا ؟؟ يعني إذا ما تأمّلت زوجتي أتأمّل من ؟؟ )

إنني بلا شعور ... أراقب كل شيء فيها ! نظراتها ... تعبيرات وجهها ... حركات يديها ... التفاتاتها ... الطريقة التي تتحدّث بها ... الطريقة التي تمسك بها الملعقة ... و تشرب بها العصير ... و تبلع بها الطعام !

آٌنا و نصفي الاخر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن