من عادتنا أن ( نحلّي ) بعد العشاء !لم تكن الكعكة من صنع يدي ( طلبت من أخوي يشتريها على عجل ! و جاب لي وحدة شكلها مغري، و عليها قطع فراولة ! عاد أنا ما أحب الفراولة ! كذا يا كريم ؟؟ )
قربت الطبق من مجد، فتناوله و شكرني ...
كنت على وشك غرس الشوكة في كعكتي حين رأيت شوكته هو تطير باتجاه فمي !
" اللقمة الأولى لك ِ يا زوجتي ! "
( نعم ؟؟ إش تقول ؟ ما سمعت !؟ )
و انتظر مني أن أفتح فمي و آكلها !
(يالله عاد ! بلا دلع ! قالوا لك طفلة عشان تلقّمني .. و بعدين القطعة اللي بالشوكة فيها فراولة ، و أنا ما أحب الفراولة ! دِق ريوس لو سمحت ! )
طأطأت رأسي خجلا ... و (أقفلت فمي )
(و بالمفتاح بعد ! )
لكن بعلنا في الله مصر جدا أن أتناول القطعة !
" هيا لمى ! لا تخجلي ! أنا زوجك ! كليها الآن ! "
( زين باكلها ، بس خلهم يشيحوا وجههم عني ! يالله غمضوا كلّكم ! وش عاجبنكم يعني ؟ اوّل مرّة تشوفوا حاطب يأكّل خطيبته ؟؟ )
و ابتلعت تلك الفراولة دون قضم !
( وش فيكم تطالعوني ؟؟ لا يكون تنتظروني أأكله هو بعد ! لا و الله ؟ دا بُعدُكم ! )
لم أجرؤ على إطعامه مثلما فعل ! لكني شعرت بدغدغة في معدتي !
( أكيد هذه الفراولة عملت عمايلها ! )
قبيل خروجه، بعد سهرة طويلة عريضة ، سألني مجد :
" متى تفضلين أن أزورك؟ غدا أم بعد الغد ؟؟ "
(بها السرعة؟ ما زهقت منّي ؟؟! )
قلت :
" غدا أفضل "
و ابتسم هو بسرور !
(أقول أخوي، لا يروح فكرك بعيد ! مو عشاني متلهفة عليك ! ، لا ! بس عشان هالمئة ريال اللي خسّرتها على كوي شعري ! باخلّيه دون غسيل لين أشوفك ! )
افترقنا على وعد اللقاء غدا...
أمي كانت قلقة بشأني، و بمجرّد أن انصرف ... سألتني :
" كيف وجدته ؟؟ "
يا أمي العزيزة... شخص جاء إلى الدنيا قبل مجيئي بعدة أعوام، و عاش على الأرض سنوات و سنوات.. دون أن أعلم أنا بوجدوه ، و فجأة.. بين عشية و ضحاها، بل بين دقيقة و أختها، تحوّل إلى زوجي !
و صار له حقوق كثيرة علي، و علي واجبات كثيره له !
كيف لي أن أحكم عليه من مجرد لقائين اثنين !
" لا أعرف! لا أستطيع الحكم الآن ! "
" أحقا ! ألم تأخذي أي انطباع عنه ؟؟ "
