8

2K 48 4
                                    


من عادتنا أن ( نحلّي ) بعد العشاء !

لم تكن الكعكة من صنع يدي ( طلبت من أخوي يشتريها على عجل ! و جاب لي وحدة شكلها مغري، و عليها قطع فراولة ! عاد أنا ما أحب الفراولة ! كذا يا كريم ؟؟ )

قربت الطبق من مجد، فتناوله و شكرني ...

كنت على وشك غرس الشوكة في كعكتي حين رأيت شوكته هو تطير باتجاه فمي !

" اللقمة الأولى لك ِ يا زوجتي ! "

( نعم ؟؟ إش تقول ؟ ما سمعت !؟ )

و انتظر مني أن أفتح فمي و آكلها !

(يالله عاد ! بلا دلع ! قالوا لك طفلة عشان تلقّمني .. و بعدين القطعة اللي بالشوكة فيها فراولة ، و أنا ما أحب الفراولة ! دِق ريوس لو سمحت ! )

طأطأت رأسي خجلا ... و (أقفلت فمي )

(و بالمفتاح بعد ! )

لكن بعلنا في الله مصر جدا أن أتناول القطعة !

" هيا لمى ! لا تخجلي ! أنا زوجك ! كليها الآن ! "

( زين باكلها ، بس خلهم يشيحوا وجههم عني ! يالله غمضوا كلّكم ! وش عاجبنكم يعني ؟ اوّل مرّة تشوفوا حاطب يأكّل خطيبته ؟؟ )

و ابتلعت تلك الفراولة دون قضم !

( وش فيكم تطالعوني ؟؟ لا يكون تنتظروني أأكله هو بعد ! لا و الله ؟ دا بُعدُكم ! )

لم أجرؤ على إطعامه مثلما فعل ! لكني شعرت بدغدغة في معدتي !

( أكيد هذه الفراولة عملت عمايلها ! )

قبيل خروجه، بعد سهرة طويلة عريضة ، سألني مجد :

" متى تفضلين أن أزورك؟ غدا أم بعد الغد ؟؟ "

(بها السرعة؟ ما زهقت منّي ؟؟! )

قلت :

" غدا أفضل "

و ابتسم هو بسرور !

(أقول أخوي، لا يروح فكرك بعيد ! مو عشاني متلهفة عليك ! ، لا ! بس عشان هالمئة ريال اللي خسّرتها على كوي شعري ! باخلّيه دون غسيل لين أشوفك ! )

افترقنا على وعد اللقاء غدا...

أمي كانت قلقة بشأني، و بمجرّد أن انصرف ... سألتني :

" كيف وجدته ؟؟ "

يا أمي العزيزة... شخص جاء إلى الدنيا قبل مجيئي بعدة أعوام، و عاش على الأرض سنوات و سنوات.. دون أن أعلم أنا بوجدوه ، و فجأة.. بين عشية و ضحاها، بل بين دقيقة و أختها، تحوّل إلى زوجي !

و صار له حقوق كثيرة علي، و علي واجبات كثيره له !

كيف لي أن أحكم عليه من مجرد لقائين اثنين !

" لا أعرف! لا أستطيع الحكم الآن ! "

" أحقا ! ألم تأخذي أي انطباع عنه ؟؟ "

آٌنا و نصفي الاخر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن