بعدما انتهت الحالة الإسعافية الخطيرة، و استقرت حالة المريضة، أقصد المخطوبة ، قال الخاطب :
" نعود إلى محور حديثنا ! "
( أي محور أي دوران ! هو إحنا أصلا بدأنا ! )
" في أي المواضيع تودّين أن نتكلم يا لمى ؟ "
" كما تشاء ! "
( يعني بالله عن إيش تبينا نتكلّم ؟ عن خطوبتنا و زواجنا طبعا ! هذه يبي لها سؤال ؟؟ )
" ما رأيك في الحديث عن اختلاف آراء القادة و تعارض توجهاتهم و نظراتهم الدينية السياسية ؟ "
( حلوووو ! هذا اللي ناقصني ! رح يا شيخ ! أي سياسة الله يهديك ! هذا وقته ؟؟)
" حسنا ... ماذا لديك بهذا الشأن ؟ "
و ينطلق لسانه في محاضرة طويلة عريضة حول الدين و السياسة و الأحزاب و العنصرية !
( يا أخي وش قالوا لك عنّي ؟؟ أولبرايت و إلا حنان شعراوي ! إلا اسمها صح كذا و إلا خطأ ؟؟ )
أنظر إليه نظرة ملل، علّه يدرك أن ( السياسة ) هي آخر آخر آخر موضوع أرغب في التحدّث فيه مع أي كان، فكيف بـ ( بخطيبي الجديد ! )
انتهت حصّة السياسة أخيرا !
( ما بغينا نخلص ! الله يرحم والديك خلّك ساكت أحسن ! )
أتسلل من الغرفة إلى المطبخ ، و أعود حاملة ( وليمة ) أقدّمها لزوجي السياسي !
( مو يقولون أقصر طريق لقلب الرجل هو معدته ! ورّينا شطارتك الحين ! )
بعد ( فسحة الأكل ) :
" في أي درس نتحدّث الآن ؟ "
( يا أخي قالوا لك مدرسة ؟ عسى مو الحصة الثانية تاريخ و إلا جغرافيا ! ترى أهد لك البيت و أطلع أتمشى بالسوق ! )
قلت :
" هل تحب الشعر ؟ "
" لا ! "
( أووووه ! و تاليتها معاك ! يا حبيبي حتّى لو ما تحبّه قل لي : نعم ، جاملني شوي، قول فيني كم بيت ! ألّف لك كم كلمة أو حتى اسرقها من أي منتدى ! ، ترى فيه أشعار حلوة بمنتدى الساحل ! يقولون أن الخطوبة تنطق الواحد شعر غصبا عليه ! )
قلت :
" إذن، ما هي اهتماماتك؟ هواياتك ؟ "
" كرة القدم ! "
( لا حوووووول ... ليتني ما سألت ! زين لي الحين ؟؟ )
و يدخل مخطوبي في حصة رياضة، يخبرني عن فريقه و أمجاد فريقه و بطولات فريقه !
( أنا وش اللي باليني بلاعب كرة ! أنا أصلا ما أطيق الرياضة و لا الألعاب ! أشوفك مندمج و مبسوط ! زين ! و الله لأورّيك ! )
قلت مقاطعة :
" أنا لا أحب كرة القدم أصلا ! "
( خذها كذا منّي ، على الصريح المباشر ! )
اعتقد أنه ( حس على دمّه شوي و انحرج حبّتين ) فانسحب !
قال :
" صحيح ! دعينا من كرة القدم الآن ! أي كرة قدم أي كرة أرض!! أمامي كرة قمر أجمل أريد ألهو بها ! "
( لو سمحتوا.... قفلوا الصفحة ! )
