6

2.2K 50 3
                                    

بعدما انتهت الحالة الإسعافية الخطيرة، و استقرت حالة المريضة، أقصد المخطوبة ، قال الخاطب :

" نعود إلى محور حديثنا ! "

( أي محور أي دوران ! هو إحنا أصلا بدأنا ! )

" في أي المواضيع تودّين أن نتكلم يا لمى ؟ "

" كما تشاء ! "

( يعني بالله عن إيش تبينا نتكلّم ؟ عن خطوبتنا و زواجنا طبعا ! هذه يبي لها سؤال ؟؟ )

" ما رأيك في الحديث عن اختلاف آراء القادة و تعارض توجهاتهم و نظراتهم الدينية السياسية ؟ "

( حلوووو ! هذا اللي ناقصني ! رح يا شيخ ! أي سياسة الله يهديك ! هذا وقته ؟؟)

" حسنا ... ماذا لديك بهذا الشأن ؟ "

و ينطلق لسانه في محاضرة طويلة عريضة حول الدين و السياسة و الأحزاب و العنصرية !

( يا أخي وش قالوا لك عنّي ؟؟ أولبرايت و إلا حنان شعراوي ! إلا اسمها صح كذا و إلا خطأ ؟؟ )

أنظر إليه نظرة ملل، علّه يدرك أن ( السياسة ) هي آخر آخر آخر موضوع أرغب في التحدّث فيه مع أي كان، فكيف بـ ( بخطيبي الجديد ! )

انتهت حصّة السياسة أخيرا !

( ما بغينا نخلص ! الله يرحم والديك خلّك ساكت أحسن ! )

أتسلل من الغرفة إلى المطبخ ، و أعود حاملة ( وليمة ) أقدّمها لزوجي السياسي !

( مو يقولون أقصر طريق لقلب الرجل هو معدته ! ورّينا شطارتك الحين ! )

بعد ( فسحة الأكل ) :

" في أي درس نتحدّث الآن ؟ "

( يا أخي قالوا لك مدرسة ؟ عسى مو الحصة الثانية تاريخ و إلا جغرافيا ! ترى أهد لك البيت و أطلع أتمشى بالسوق ! )

قلت :

" هل تحب الشعر ؟ "

" لا ! "

( أووووه ! و تاليتها معاك ! يا حبيبي حتّى لو ما تحبّه قل لي : نعم ، جاملني شوي، قول فيني كم بيت ! ألّف لك كم كلمة أو حتى اسرقها من أي منتدى ! ، ترى فيه أشعار حلوة بمنتدى الساحل ! يقولون أن الخطوبة تنطق الواحد شعر غصبا عليه ! )

قلت :

" إذن، ما هي اهتماماتك؟ هواياتك ؟ "

" كرة القدم ! "

( لا حوووووول ... ليتني ما سألت ! زين لي الحين ؟؟ )

و يدخل مخطوبي في حصة رياضة، يخبرني عن فريقه و أمجاد فريقه و بطولات فريقه !

( أنا وش اللي باليني بلاعب كرة ! أنا أصلا ما أطيق الرياضة و لا الألعاب ! أشوفك مندمج و مبسوط ! زين ! و الله لأورّيك ! )

قلت مقاطعة :

" أنا لا أحب كرة القدم أصلا ! "

( خذها كذا منّي ، على الصريح المباشر ! )

اعتقد أنه ( حس على دمّه شوي و انحرج حبّتين ) فانسحب !

قال :

" صحيح ! دعينا من كرة القدم الآن ! أي كرة قدم أي كرة أرض!! أمامي كرة قمر أجمل أريد ألهو بها ! "

( لو سمحتوا.... قفلوا الصفحة ! )

آٌنا و نصفي الاخر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن